ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (١) ، نا أبو اليمان ، نا حريز (٢) بن عثمان ، عن عبد الرّحمن بن ميسرة ، عن أبي عذبة الحمصي قال :
قدمت على عمر بن الخطاب رابع أربعة من الشام ونحن حجاج ، فبينا نحن عنده آتاه آت من قبل العراق ، فأخبره أنّهم قد حصبوا إمامهم وقد كان عمر عوضهم به مكان [إمام كا](٣) ن قبله فحصبوه ، فخرج إلى الصلاة مغضبا ، فسها في صلاته ، ثم أقبل على الناس ، فقال : من هاهنا من أهل الشام؟ فقمت أنا وأصحابي ، فقال : يا أهل الشام تجهّزوا لأهل العراق ، فإن الشيطان قد باض فيهم وفرّخ ، ثم قال : اللهمّ إنهم لبسوا عليّ فلبّس عليهم ، وعجّل بالغلام الثقفي يحكم فيهم بحكم الجاهلية ، لا يقبل من محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن علي البزّاز ، نا عمر بن محمّد بن سيف ، نا عبد الله بن أبي داود السجستاني ، نا عمرو بن عثمان وكثير (٤) بن عبيد ، قالا : نا بقية (٥) عن صفوان بن عمرو ، عن شريح بن عبيد ، عن عمرو بن سليم الحضرمي ، قال :
حججت في جماعة من أهل حمص ، فلما قدمنا المدينة قلت لأصحابي احفظوا رحلي أشهد الصلاة مع أمير المؤمنين ، قال : فشهدت الصلاة مع عمر ، فإذا بالبريد قد أتاه بأن أهل الكوفة قد أخرجوا أميرهم ، فتقدم وصلّى فسها في صلاته ، فلمّا انصرف قام خطيبا ، فقال : من هاهنا من أهل الشام؟ فقام ثلاثة وقمت رابعا ، أو قال : قام أربعة وقمت خامسا ، فقال : يا أهل الشام ، استعدّوا لأهل العراق فإن الشيطان قد باض فيهم وفرّخ ، اللهمّ إنهم قد أعضلوا بي ، فعجّل عليهم بالفتى الثقفي ، لا يقبل من محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم.
__________________
(١) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٧٥٥ وابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٤٤١ ـ ٤٤٢.
(٢) تحرفت بالأصل إلى : جرير.
(٣) بياض بالأصل والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(٤) بدون إعجام بالأصل ومختصر أبي شامة ، وهو كثير بن عبيد بن نمير المذحجي أبو الحسن الحمصي ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٥ / ٣٧١.
(٥) رسمها بالأصل : «؟؟؟ نعت» والصواب ما أثبت عن مختصر أبي شامة. راجع الحاشية السابقة فقد ذكره المزي في مشايخ كثير بن عبيد : بقية بن الوليد.