«من أحب منكم أن يحضر الليلة أمر الجن فليفعل» فلم يحضر منهم أحد غيري ، قال : فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة خط لي برجله خطا ، ثم أمرني أن أجلس فيه ، ثم انطلق حتى قام فافتتح القرآن فغشيته أسودة كثيرة حالت بيني وبينه حتى ما أسمع صوته ، ثم طفقوا يقطعون مثل قطع السحابة ذاهبين حتى بقي منهم رهط ، وفرغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم مع الفجر ، فانطلق فتبرز ثم أتاني فقال : «ما فعل الرهط؟» قلت : هم أولئك يا رسول الله ، فأعطاهم روثا وعظما زادا ، ثم [نهى](١) أن يستطيب أحد بعظم أو روث [١٣٥٠٥].
قال ابن المقرئ : قال في الأصل عثمان بن سنة فأصلح أبو عثمان.
حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، لفظا ، أنا أبو حامد الأزهري ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، نا محمّد بن يحيى الذهلي ، نا أبو صالح ، حدّثني يونس ، عن ابن شهاب ، قال : حدّثني ابن سنّة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن العلم بدأ غريبا وسيعود كما بدأ» [١٣٥٠٦].
هذا مرسل حسن.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد الصريفيني ، أنا محمّد بن عمر بن علي ابن خلف ، نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا أحمد بن صالح ، نا عنبسة ، نا يونس ، عن ابن شهاب ، حدّثني أبو عثمان بن سنّة الخزاعي ، ثم الكعبي ، وكان من أهل دمشق ، وكان لحق بعلي بن أبي طالب في الذين خرجوا إليه من أهل الشام ، فكان يخصهم بمجلسه في حديثه دون أهل العراق ، قال : فجاءنا يوما وهو يحدّثنا فقال : أتدرون فيمن نزلت هذه الآية التي قال الله جل ثناؤه فيها : (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) إلى قوله : (لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)(٢) ثم قال : إن هذه الآية في فلان وأصحاب له.
أنبأنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن ، وأبو عبد الله بن عبد الملك ، قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ، إجازة.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنا أبو محمّد ، قال (٣) :
__________________
(١) سقطت من الأصل ، واستدركت عن تهذيب الكمال.
(٢) سورة الأنفال ، الآيات ٥٥ إلى ٥٧.
(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٤٠٨.