فدعاها ، فأكل ، ثم راطنوها فإذا هي أمّه ، فسألها الإسلام فأبت. فكان (١) يبلغ من برها ما يبلغ ، فأتى يوما بعد صلاة العصر ، يوم الجمعة ، فأخبر أنها قد أسلمت ، فخرّ ساجدا حتى غربت الشمس.
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر ابن حيوية ، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر [نا] ابن أبي خيثمة ، نا الحوطي ، نا بقية ، عن ابن ثوبان (٢) ، عن أبيه قال : سمعت أبا عبد رب يقول لمكحول : يا أبا عبد الله تحب الجنة؟ قال : ومن لا يحب الجنة يا أبا عبد رب؟ قال : فأحب الموت ، فإنك لن ترى الجنّة أو لن تدخل الجنّة حتى تموت.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني ، أنا علي بن محمّد بن طوق الطبراني ، أنا عبد الجبار بن عبد الله الخولاني (٣) ، نا أحمد بن سليمان ، نا يزيد بن [محمّد ابن] عبد الصّمد ، نا عبد الله (٤) بن يزيد (٥) ، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، قال : قال لي أبو عبد رب الزاهد : يا أبا عتبة لو أن بردى سالت ذهبا وفضة ما قمت إليها فأخذت منها ، ولو قيل لي إن أول من يحتضن هذا العمود يموت لكنت أول من يحتضه.
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو نصر بن الجبّان ، أنا محمّد بن سليمان الربعي ، نا محمّد بن الفيض ، نا عبد الله بن يزيد المقرئ ، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، قال : قال لي أبو عبد رب الزاهد : لو قيل إن أول من يحتضن هذا العمود يموت لكنت أول من يحتضنه ، ولو سالت بردى ذهبا وفضة ما قمت إليها فأخذت منها شيئا.
أخبرنا أبو محمّد ، نا أبو محمّد ، نا أبو محمّد ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٦) ، نا أبو مسهر ، نا سعيد بن عبد العزيز ، عن أبي عبد رب الزاهد قال : لو أن بردى سالت ذهبا وفضة
__________________
(١) بالأصل : «كانت» والمثبت عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.
(٢) من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان رواه المزي في تهذيب الكمال ٢١ / ٣٥١.
(٣) رواه الخولاني في تاريخ داريا ص ٨٣.
(٤) قوله : «نا عبد الله» مكرر بالأصل ، قومنا السند عن تاريخ داريا.
(٥) كذا بالأصل : يزيد ، وفي تاريخ داريا : زيد.
(٦) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٣٤٩.