الإسلام على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعلى عهد أبي بكر ، فما حملك على الإسلام اليوم؟ قال : يا أبا مسلم ، إنّي قرأت في كتاب الله : إنّ هذه الأمة تصنف يوم القيامة على ثلاثة أصناف : فصنف منهم يدخلون الجنّة بغير حساب ، وصنف يحاسبهم الله حسابا يسيرا ، ويدخلون الجنّة ، وصنف يوقفون فيؤخذ بهم ما شاء الله ثم يدركهم عفو الله وتجاوزه ، فنظرت فإذا الصنف الأول قد فاتني ، وأرجو أن أكون في الصنف الثاني ، وأرجو أن لا يخطئني الثالث ، فهذا الذي حملني على الإسلام.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنا عاصم بن الحسن ببغداد ، أنا أبو عمر بن مهدي ، نا إسماعيل الصفار ، نا محمّد بن عبيد الله المنادي ، نا عبد الوهاب بن عطاء الخفّاف ، نا سعيد الجريري ، عن عقبة بن وساج ، قال :
كان لأبي مسلم الخولاني جار يهودي يكنى أبا مسلم فكان يمرّ به ويقول : له أسلم تسلم ، فيقول إنّ لي دينا خيرا من دينك ، قال : فمرّ به ذات يوم وهو قائم يصلي ، فلما انصرف قال له : يا أبا مسلم ألم أكن أدعوك إلى هذا الدين فتأبى عليّ؟ قال : بلى ، ولكن قرأت في التوراة غير المبدّلة إنّ هذه الأمة تأتي يوم القيامة على ثلاثة أصناف : صنف يدخلون الجنّة بلا حساب ، ولا عذاب ، وصنف يحاسبون حسابا يسيرا ، ويبقى صنف أوزارهم على ظهورهم كأمثال الجبال ، فيقول الله لملائكته : يا ملائكتي من هؤلاء؟ فتقول : هؤلاء عبادك ، كانوا يشهدون أن لا إله إلّا أنت ، قال : فيقول تبارك وتعالى : خذوا أوزارهم وضعوها على المشركين ، فيدخلون الجنّة (١).
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقا ، نا محمّد بن يعقوب ، نا عباس قال : سمعت يحيى يقول : أبو مسلم الخولاني وأبو مسلم الجليلي جميعا شاميين.
قال : سمعت يحيى يقول : أبو مسلم الجليلي ـ ويقال الجلولي ـ قال يحيى : أبو مسلم الجلولي غير أبي مسلم الخولاني.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل ، نا أبي قال : أبو مسلم الجليلي شامي معروف يحدث عنه الشاميون ، وصاحب معاوية.
__________________
(١) رواه ابن حجر في الإصابة من طريق ابن عساكر ٤ / ١٩٠.