فبلغ ذلك عبادة بن الصامت ، أو ذكر له ، فقال : كذب أبو محمّد ، كذب أبو محمّد ثلاثا.
رواه محمّد بن يحيى عن ابن محيريز عن المخدجي عن عبادة.
قال أبو مصعب حدّثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن محمّد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز أن رجلا من كنانة يدعى المخدجي سمع رجلا بالشام يدعى أبا محمّد يقول : إن الوتر واجب. قال المخدجي : فرحت إلى عبادة بن الصامت فاعترضت له ، وهو رائح إلى المسجد ، فأخبرته بالذي قال أبو محمّد ؛ فقال عبادة : كذب أبو محمّد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «خمس صلوات كتبهن الله على العباد ، فمن جاء بهن لم ينتقص ـ وفي رواية : لم يضيع ـ منهن شيئا استخفافا بحقهن ، كان له عند الله عهدا أن يدخله الجنة ، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة» [١٣٥٣٨].
وفي رواية : إن شاء غفر له.
وفي رواية : أن رجلا كان بالشام يكنى أبا محمّد ، وكانت له صحبة قال : إن الوتر واجب حق.
وفي رواية : أنه سأل رجل أبا محمّد رجلا من الأنصار ، يقال له أبو محمّد ، في الوتر ، هل هو بمنزلة الصلاة الفريضة؟ قال : سألت عن ذلك عبادة بن الصامت وأخبرته بما قلنا فيه ، وكان رجلا فيه حدة ، فقال : كذب أبو محمّد مرارا. قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا أقول أخبرني فلان ولا فلان «إن الله افترض على عباده خمس صلوات» الحديث.
وفي رواية : عن المخدجي رجل من أهل الشام كان قد لزم عبادة بن الصامت حتى أنزله منزلة العبد سيده ، حتى كان يسافر معه إذا سافر ويخرج معه إذا خرج ، ويدخل معه إذا دخل ، ليس يفرق بينهما إلّا أن يدخل عبادة إلى أهله. قال المخدجي : فجئت يوما مجلس عبادة فلم أجده فيه ، ووجدت أبا محمّد من بني النجار ، من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد خلفه ، والناس يسألونه فكان فيما سألوه عنه الوتر : أواجب هو مثل المكتوبة؟ قال : نعم فأنكرتها في نفسي ثم قلت : حتى أسأل عبادة عنها لا أنساها ، فذهبت إلى بيته فقالوا لي : أخذ على الساحل آنفا فعقبت على إثره حتى جئته ، فقلت له : إن أبا محمّد جلس آنفا في مجلسك. فسألوه عن الوتر ، أواجب هو مثل المكتوبة؟ قال : نعم. فقال عبادة : كذب أبو محمّد.
قال عبد رب بن سعيد : الوتر سنة أمر بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم وصلاها المسلمون لا ينبغي تركها.