فمضوا ولم يلقوا جمعا. فانصرفوا حتى انتهوا إلى ذي خشب ، فبلغهم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد توجّه إلى مكة فأخذوا على يين (١) حتى لقوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالسّقيا (٢).
قال أبو سلمة بن عبد الرّحمن : كان أبو قتادة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وفرسانه.
قال أبو سعيد الخدري :
أخبرني من هو خير مني أبو قتادة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعمّار بن ياسر : «تقتلك الفئة الباغية» (٣) [١٣٥٢٨].
قال أبو يعلى الموصلي : حدّثنا عبد الأعلى ، حدّثنا حماد بن سلمة ، حدّثنا أبو جعفر الحطمي عن محمّد بن كعب القرظي أن أبا قتادة :
كان له على رجل دين ، فكان يأتيه يتقاضاه فيختبئ منه ، فجاء ذات يوم ، وثمّ صبي ، فسأل عنه فقال : نعم ، هو في البيت يأكل خزيرة (٤) ، فناداه : يا فلان ، اخرج إلي فإني قد أخبرت أنك هاهنا. فخرج إليه ، فقال : ما يغيّبك عني؟ فقال : إني معسر ، وليس عندي شيء. قال : آلله ، إنك معسر؟ قال : نعم. فبكى أبو قتادة وقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من ترك لغريمه أو محا عن غريمه كان في ظلّ العرش يوم القيامة» (٥) [١٣٥٢٩].
قال أبو العباس السراج حدّثنا قتيبة حدّثنا عبد العزيز بن محمّد عن أسيد بن أبي أسيد عن أبيه قال :
قلت لأبي قتادة : ما لك لا تحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كما يحدث عنه الناس؟ فقال أبو قتادة : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من كذب عليّ فليسهل لجنبه مضجعا من النار». وجعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول ذلك ، ويمسح الأرض بيده (٦) [١٣٥٣٠].
قال ابن سعد (٧) : أخبرنا أبو الوليد الطيالسي ، حدّثنا عكرمة بن عمار حدّثني عبد الله
__________________
(١) في طبقات ابن سعد : «يبين» ، ويين : ناحية من أعراض المدينة على بريد منها (معجم البلدان ٥ / ٤٥٤).
(٢) السقيا : قرية في طريق مكة (انظر معجم ما استعجم للبكري).
(٣) رواه الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٤٥٢.
(٤) الخزيرة ، مرقة ، وهي أن تصفى بلالة النخالة ثم تطبخ (اللسان).
(٥) عقب أبو شامة بعد الحديث : قلت : وفي الصحيح أن النبي صلىاللهعليهوسلم امتنع من الصلاة على ميت كان عليه دين. فقال أبو قتادة : هو عليّ يا رسول الله ، فصلى عليه النبيّ صلىاللهعليهوسلم.
(٦) رواه الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٤٥٢ من طريق الدراوردي.
(٧) رواه الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٤٥٢ من طريق ابن سعد.