الفهمىّ (١) ، ثم من بنى كنانة بن عمرو بن القيس. وكان اسمه فى ديوان مصر فى موالى بنى كنانة من فهم (٢). وأهل بيته يقولون : نحن من الفرس من أهل أصبهان. وليس لما قالوه من ذلك عندنا صحة (٣). يعنى : كونهم من الفرس. فأما إن أصلهم من أصبهان ، فروى عن الليث أنه قال مثل ذلك (٤). روى عمرو بن أبى الطاهر بن السّرح ، سمعت ابن بكير يقول : سعد والد الليث كان من موالى قريش ، ثم افترض من بنى فهم ، فنسب إليهم ، وتبعه الليث بعده (٥). والمشهور أنه فهمىّ ، وفهم من قيس عيلان. ولد بقرقشندة (قرية على نحو أربعة فراسخ من مصر) (٦).
حدثنا أحمد بن محمد بن الحارث ، حدثنا محمد بن عبد الملك بن شعيب ، عن أبيه ، قال : قيل لليث : إنّا نسمع منك الحديث غير مكتوب فى كتبك ، أمتع الله بك. فقال : ليس كل ما فى صدرى فى كتبى ؛ لأننى لو كتبت ما فى صدرى ، ما وسعه هذا المركب (٧). توفى الإمام الليث بن سعد (رضى الله عنه) فى سنة خمس وسبعين ومائة (٨).
وقد انفرد الغرباء عن الليث بأحاديث ليست عند المصريين ، عنه (٩). فمنها : حديث مروان بن محمد ، عن الليث ، عن يزيد بن عمرو المعافرى ، عن أبى ثور الفهمى ، ليس
__________________
(١) تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٥٥ ، والرحمة الغيثية ص ٣.
(٢) السابق : ٣.
(٣) تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٥٦ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٤١٢.
(٤) الرحمة الغيثية : ص ٣. وزاد : أن عيسى بن حمّاد سمع الليث يقول : إن أصلهم من أصبهان ، وأوصى بأهلها خيرا. وقد رجّح القلقشندى فى (صبح الأعشى) ٣ / ٤٠٠ رأى ابن يونس ؛ لأنه أثبت ، وهو مصرى ، أهل البلد أخبر بحال بلدهم. ويضاف ـ إلى ذلك ـ أنه قريب من زمن الليث ، فبه أدرى. ويجوز أن يكون من أصل أصبهانى ، ثم نزل آباؤه قلقشندة ، وولد بها ، وسكنها ، فنسب إليها (وهذا احتمال راجح قوى فى نظرى).
(٥) الرحمة الغيثية : ص ٣ (قال ابن يونس فيما أخرجه من طريق عمرو بن أبى الطاهر).
(٦) تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٥٦ ، وصبح الأعشى ٣ / ٣٩٩ (ذكر ابن يونس فى تاريخه) ، وسمّاها (قلقشندة).
(٧) سير أعلام النبلاء ٨ / ١٥٣ (ذكره بهذا السند) ، وتاريخ الإسلام ١١ / ٣٠٦ (السند نفسه. رواها أبو سعيد بن يونس).
(٨) الانتصار (القسم الأول ص ٢١). (قال ابن يونس رحمهالله). وأضاف صاحب (صبح الأعشى) ج ٣ / ٤٠٠ : توفى نصف شعبان ١٧٥ ه ، وصلى عليه موسى بن عيسى الهاشمى أمير مصر للرشيد.
(٩) تهذيب التهذيب ٨ / ٤١٥ (قال ابن يونس).