* ذكر من اسمه «خلاد» :
٤٢٤ ـ خلّاد بن سليمان الحضرمى المصرى (١) : يكنى أبا سليمان. كان من أهل الفضل والدين. يروى عن نافع مولى (٢) ابن عمر ، وخالد بن أبى عمران ، ودرّاج بن سمعان. روى عنه ابن وهب ، وسعيد بن أبى مريم. وكان أحد الخائفين (٣). مولده بإفريقية ، ثم انتقل إلى المشرق ، وتوفى سنة ثمان وسبعين ومائة (٤) ، وكان خيّاطا أمّيا ، لا يكتب (٥).
حدّثه ـ وغيره ـ نافع (٦) ، أنه سأل عبد الله بن عمر ، فقال : إنا قوم لا نثبت عند قتال عدونا ، ولا ندرى من الفئة (٧) ، فقال : إن الفئة رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فقلت : إن الله (عزوجل) يقول فى كتابه العزيز : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ)(٨). فقال : إنما نزلت هذه الآية لأهل بدر ، لا قبلها ولا بعدها (٩).
__________________
(١) لقّبه ب (المصرى) المزّىّ ، وابن حجر فى (تهذيب الكمال ٨ / ٣٥٥ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٤٩). وهذا يفيد أنه بعد مولده بإفريقية رحل صغيرا إلى مصر ، وتلقى على علمائها وعلماء المشرق عموما كالحجاز وغيره. والغالب أنه أقام بمصر طويلا ، وبلغ فى الحديث منزلة طيبة ، حتى عدّ (مصريا ثقة).
(٢) ورد باسم (نافع بن عمر) خطأ فى (رياض النفوس ـ ط. مؤنس) ١ / ١١٣ ، وتم تصويبها على نحو ما أوردت فى المتن فى (المصدر السابق ـ ط. بيروت) ج ١ / ١٧٦.
(٣) حرّفت فى (حسن المحاضرة ١ / ٢٧٩) إلى (الخالفين). وما أثبته فى المتن هو الصحيح ؛ فقد كان من الزهاد الورعين المتنسّكين.
(٤) رياض النفوس (ط. مؤنس) ١ / ١١٣ ، و (ط. بيروت) ١ / ١٧٦ ، وتهذيب الكمال ٨ / ٣٥٦ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٤٩ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٧٩.
(٥) تهذيب الكمال ٨ / ٣٥٥ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٤٩.
(٦) استفدت ذلك من قول المالكى فى (رياض النفوس ـ ط. مؤنس) ١ / ١١٣ ، و (ط. بيروت) ١ / ١٧٦ ، عن المترجم له قوله : (حدثنا نافع). والإسناد ـ كاملا ـ من (تفسير ابن كثير) ٢ / ٢٩٤ : (قال ابن أبى حاتم : حدثنا أبى ، حدثنا حسان بن عبد الله المصرى ، حدثنا خلاد بن سليمان الحضرمى ، ثنا نافع ، أنه سأل ابن عمر).
(٧) بزيادة : (إمامنا ، أو عسكرنا). فى (رياض النفوس ـ ط. بيروت) ١ / ١٧٦.
(٨) سورة الأنفال : الآية ١٥. ووردت لفظة (فئة) فى الآية التالية لها (رقم ١٦) : (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ).
(٩) صدّر المالكى هذه الرواية بقوله : أسند عنه (المترجم له) ابن عبد الأعلى (يقصد : حفيد