للناس ، والدليل على ان العذاب الذي أخذ عادا كان خرقا للقوانين الطبيعة المعروفة ، ان العذاب لم يشمل المؤمنين والكافرين الذين كانوا متواجدين في مكان واحد ، بل أخذ الكفار وحدهم بينما العذاب الطبيعي كالوباء والزلزال والمجاعة لا يميز المؤمن من الكافر.
(وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْناهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ)
هو ذلك العذاب الثقيل المتراكم الذي أخذ الكفار.
[٥٩] لماذا عذّب الله عادا بذلك العذاب الغليظ؟ لأنّهم بعد ان عرفوا آيات الله جحدوا بها ، وبعد ان عرفوا رسولهم الذي أرسل إليهم للطاعة عصوه ، واتبعوا امر كل جبار عنيد يتصف باستخدام العنف ضد الناس. فهو ديكتاتور مستبد برأيه ، لا يحكم بالشورى ولا يتبع الهدى.
(وَتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)
[٦٠] ولانحرافهم الفكري ولانحرافهم السياسي والاجتماعي لحقتهم لعنة الأبد ، وأبعدوا عن رحمة الله فعذبوا في الدنيا والآخرة. كل ذلك لكفرهم بالله وبرسول الله هود.
(وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ)