تكف عن المطر. وغاص الماء وانتهت القضية الحاسمة ووقفت السفينة فوق جبل. وابعد القوم الظالمون.
بينات من الآيات :
وما آمن معه إلّا قليل :
[٤٠] ان تلك اللحظة التي كان أبناء الرسالة يتوعدون بها ، وكان الكفار يستهزئون بها قد حانت اليوم وأصبحت الحقيقة التي أنذرت بها الرسالة واقعا لا مهرب منه ، فلقد أصدر ربنا امره ، وفار الماء من التنور الذي يبقى عادة بعيدا عن الماء ، وامر الله رسوله نوحا بان يحمل معه في السفينة من كل حي زوجين اثنين ، وان يحمل أهله الذين لم تسبق عليهم كلمة العذاب بسبب كفرهم كزوجته وابنه ، وان يحمل معه الذين آمنوا وهم قليلون.
(حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ)
في الحديث المأثور عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السّلام قال :
«كان التنور في بيت عجوز مؤمنة في دير قبلة ميمنة مسجد الكوفة قال : قلت فكيف بدأ خروج الماء من ذلك التنور ، قال : نعم ان الله أحب ان يري قوم نوح آية آية ، ثم ان الله سبحانه أرسل عليهم المطر يفيض فيضا ، وفاض الفرات فيضا ، وفاضت العيون كلها فيضا فغرقهم الله وأنجى نوحا ومن معه في السفينة ، فقلت : فكم لبث نوح في السفينة حتى نضب الماء فخرجوا منها؟ فقال : لبث نوح في السفينة سبعة أيام ولياليها». (١)
__________________
(١) بح بح ١١ ص ٣٣٣ رقم ٥٦.