الحجارة الشديدة (١).
[٧٥] وها هي بلادهم مهدمة ، فمن يعتبر منها؟ بالطبع ليس كل الناس بل المتوسمون منهم فقط الذين يكتشفون الحقائق من خلال سماتها وعلائمها.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ)
أما الذين يجمدون على ظواهر الأمور ، وينظرون الى ركام الصخور دون أن يتفكروا انها كانت في يوم بيوتا معمورة فما الذي جعلها هكذا ، فهم لا يعتبرون من قصص قوم لوط.
[٧٦] (وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ)
قال الطبرسي : معناه ان مدينة لوط بطريق يسلكها الناس في حوائجهم ، فينظرون الى آثارها ويعتبرون بها لان الآثار التي يستدل بها مقيمة ثابتة بها وهي مدينة سروم. (٢)
ويبدو إن ضمير «إنها» يعود الى الآيات ، فمعناها إذا : أن الآيات قد وضعت معالم على طريق ثابت ، وثبات الطريق وضوحها ، ولذلك جاء في الحديث المأثور عن أهل البيت (ع): «والسبيل فينا مقيم». (٣)
[٧٧] ولكن لا يسلك هذا الطريق إلّا المؤمنون ، وهم في المتوسمين حقا لأن
__________________
(١) مجمع البيان ـ ج ٥ ـ ص ١٨٣.
(٢) مجمع البيان ـ ج ٦ ـ ص ٣٤٣.
(٣) المصدر.