وكما يهلك الله الظالمين كذلك يورث الرسل أرضهم بوعده ، فلا تظن ان ربك يخلف وعده لأنه عزيز ذو انتقام ، وفي يوم القيامة تتحول الأرض غير الأرض حتى تحسبها غير هذه الأرض ، كما تتغير السماوات ، ووقفوا جميعا امام الله الواحد الذي يقهر عبادة بسلطانه ، وهنالك ترى المجرمين مقرّنين في الأغلال ، يلبسون ثيابا من القطران التي يطلى بها جسم الإبل ، بينما تشوي وجوههم النار ، وهنالك تتجسد المسؤولية حيث تلقي كل نفس جزاء أعمالها التي اكتسبتها والتي ضبطها الله بسرعة في الحساب ، هذا نذير بليغ للناس لكي يعلموا انما الله اله واحد ، ولكي يتذكر أولوا الألباب.
بينات من الآيات :
(إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ) :
[٤٢] قد يرقى الى قلب البشر الشك ، في هلاك الظالمين بعد ان يزداد ظلمهم وتعديهم ، فيظن المظلومون ان الله غافل عنهم ، ولا يدري ان بعض الظالمين يؤجل حسابهم الى يوم القيامة ، فلا يظنوا أو لا يظن المظلوم ان التأخير علامة الإهمال.
(وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ)
اي يوم القيامة حيث العذاب الشديد.
[٤٣] وترى الظالمين يسرعون للفرار من الخطر وحيث يأمرهم الزاجر ، وهم رافعوا رؤوسهم خوفا وهلعا ، ولا يتحكمون في حركة أعينهم ، كما ان قلوبهم فارغة من التفكير في أي شيء سوى في مصدر الخطر.
[مهطعين]