يجعلهم قبلة القلوب ، وان يرزقهم من الثمرات ، كل ذلك بهدف ان يشكروا ربهم ، فيستخدموا النعم لراحة الجسد ، وأمواج الروح ، وأن يجعلوا الله الشاهد عليهم لأنه يعلم ما يخفون وما يظهرون ، ولا يخفى عليه شيء لا في الأرض ولا في السماء.
وقد استجاب له ذلك ، أو ليس هو الذي رزقه على الكبر إسماعيل وإسحاق ، فانه إذا سميع الدعاء ، ولكي يكون شاكرا فعليه ان يقيم الصلاة ، وان يدعو لأولاده بذلك ، وان يستغفر الله لنفسه ولوالديه وللمؤمنين ، حتى تكون آصرته الإيمانية وليس الأسرية أقوى شيء ، وان يخشى الحساب.
هذا إبراهيم قدوة الشاكرين ، أفلا نكون مثله؟
بينات من الآيات :
الاستقلال الفكري :
[٣٥] طيلة اربع وستين قرنا لا أقل كانت مكة بلدا آمنا بدعاء ذلك الشيخ الذي تجرد عن ذاته ، وعن علاقاته النسبية ، وترك فلذة كبده إسماعيل وأمه في تلك الأرض القاحلة بهدف اقامة بيت لله ، يظلله السلام أمام هجمات الشياطين المادية والثقافية.
(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ)
وهل كان ينفع السلام العسكري لو تم غزو أبناء إبراهيم ثقافيا واجتماعيا ، واقتصاديا وسياسيا ، لو كنت تزعم بأنك أقل شأنا من الأوربي وان له حق السيادة عليك ، أو زعمت بان عائلة (آل فلان) هم أصحاب الملك والحكم عليك ، دون ان يكون له حق اختيارهم أو رفضهم ، أو زعمت ان الماركسية وأربابها هي أفضل لك