يظهر من النصوص أنّ : «الجزاء من جنس العمل» فلأنهم غلوّا أعناقهم في الدنيا بأغلال المصلحية والأفكار البعيدة وأو صدوا أبواب فكرهم كان جزاؤهم في الآخرة ان يغلوا كما غلوّا أنفسهم.
(وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)
هذه هي النهاية المثلى لمن يكفر بالآخرة ، وما جزاء من يتهرب من المسؤولية في الدنيا الا أن يسجن في الآخرة ، وما جزاء من يرفض الأمر الواقع ، الا أن يقع في واقع النار!!
وقد سماهم الله أصحاب النار. أي بينهم وبين النار صداقة لا يفترقان ، وقد سماهم الله أصحاب النار في الدنيا ، لأن النار نتيجة حتمية لهم ، والنار وفيّة لأصحابها.
سنة الله وموقف الكفار :
[٦] (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ)
أليس من الحمق أن يفضل الإنسان السيئة على الحسنة ، هل لأن الحسنة لا تعجبه فيتمنّى العذاب ، ولكنهم في الحقيقة نسوا ما حل بمن قبلهم قوم نوح ، وعاد ، وثمود ، وقوم لوط ، وأصحاب الرس .. وغيرهم.
(وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ)
ان رحمة الله سبقت غضبه ، فهذه بشارة الله للمذنبين بأن يتوب عليهم إن هم تابوا إذ ان ، مشكلة أغلب الناس أنهم عند ما يرون أنفسهم في الفساد ييأسون من رحمة الله ، ويجزمون بأن الله لا يغفر لهم فيبقون على ما هم عليه.