سبخة ، وبعضها أرض زراعية ، وبعضها صخرية .. وهكذا .. وقد جاء في الحديث عن العياشي :
«يعني هذه الأرض الطبيعة مجاورة بهذه الأرض المالحة وليست منها ، كما يجاور القوم القوم وليسوا منهم» (١).
(وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ)
كما ان اختلاف الأرض المتجاورة آية لله تدل عليه ، فالجنان والخمائل الغنّاء من الأعناب والزروع المختلفة والنخيل آيات أخرى ، والعجيب أن بعض هذه النخيل اثنتين تخرج من أصل واحد ، والأعجب هو اختلاف ثمار الأشجار علما بأنها تستقي من ماء واحد ، وتستمد الغذاء من ارض واحدة ، وأن الشجرة تنبت نوعا واحدا مهما وضعتها في تربة مختلفة أو في جو مختلف.
(وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ)
لم يقل : «انها تتفاضل على بعضها» وانما قال «ونفضّل» أي ان الله هو الذي أعطى لكل ثمرة خاصية في الطعم واللون والشكل والمنفعة ، وما اختلاف الطعم الّا دلالة على اختلاف المواد والفوائد ، وما اختلاف المواد والفوائد الا دليل على حكمة ربانية ، فجسمك يحتاج الى نسبة معينة من الحديد ، لذلك تجدها في بعض الخضروات ، وكذلك بالنسبة أنواع الفيتامين والسكريات وغيرها .. علما بأن مقدار ما يحتاجه جسمك موجود في فاكهة معينة أو ليس هذا دليل على وجود تدبير موحد بين حاجة الجسم ونسبة هذه الحاجة في هذه الثمرة ، ثم أليس يدل على أن رب الثمرة وخالقها هو خالقك؟
__________________
(١) تفسير العياشي ج ٢ / ٢٠٣