بينما لو تدبروا قليلا في خلق السماوات والأرض لرأوا آيات الحكمة ، وأن تطور الكون وتكامله ، وتحقيق كل جزء منه لغاية معينة ، شاهد على ان البشر خلق أيضا لتحقيق هدف محدد ، وانه لا يكون إلا بالابتلاء ، وتمام الابتلاء هو الجزاء في يوم البعث.
[٨] والجزاءات عاجلا أم آجلا ، وإن تأخيره ليس إلا لحكمة مثل الابتلاء ، بيد انهم يتخذون من هذا التأخير مبررا للكفر والجحود.
(وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ)
ان التأخير ليس بلاخطة حكيمة وتقدير رشيد ، انما هو لوقت معين (امة معدودة) ولكنهم يتساءلون عن سبب تأخيره ، وكأن التأخير دليل عدم العذاب ، وهذا من أبرز نواقص البشر ، انهم يخشون الجزاء العاجل ، ويكفرون بالجزاء الآجل ، ولكن عليهم أن يعلموا.
(أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)
فلقد كانوا يستهزئون بالعذاب ، وها هو محيط بهم ، يحاصرهم دون أن يقدروا على ردّة ، بينما استهزءوا سابقا به.