على النّبيّين ، فإيتاء الكتاب والحكمة إليهم أنفسهم. وإن كان على الأمم ، فإيتائهما إلى أنبيائهم ، وهو الإيتاء إليهم.
(ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ) : وهو محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ المصدّق لما معهم من الكتب السّابقة ، لكونه موصوفا بصفات ذكرت فيها لخاتم النّبيّين.
(لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) : جواب القسم ، وسادّ مسدّ الشّرط على تقدير ، وأحدهما على تقدير آخر ، أي : أخذ الميثاق على النّبيّين ، أو على أممهم ، أو عليهم وعلى أممهم لتؤمننّ بذلك الرّسول ولتنصرنّه. ونصرته ـ صلّى الله عليه وآله ـ من الأنبياء السّابقة ، أن يخبروا أممهم بأن يؤمنوا به وبأوصيائه.
[وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (١) : حدّثني أبي ، عن النّضر بن سويد ، عن يحيى الحلبيّ ، عن ابن سنان قال : قال : ابو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : أوّل من سبق رسول الله (٢) ـ صلّى الله عليه وآله ـ إلى أن قال : ثمّ أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ على الأنبياء له بالأمان (٣) ، وعلى أن (٤) ينصروا أمير المؤمنين ، فقال : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ) ـ يعني ، رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) ـ يعني ، أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ تخبروا (٥) أممكم بخبره وخبر وليّه من الأئمّة.
وفي مجمع البيان (٦) :] (٧) وقد روى عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : لم يبعث الله نبيّا ، آدم ومن بعده ، إلّا أخذ عليه العهد لئن بعث الله محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله ـ وهو حيّ ليؤمننّ به ولينصرنّه ، وأمره أن يأخذ العهد بذلك على قومه.
ومن جملة نصرته ، أن ينصر أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ في الرّجعة.
[وفي تفسير العيّاشيّ (٨) : عن حبيب السّجستانيّ قال : سألت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ تعالى ـ : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ) (٩) (مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ)
__________________
(١) تفسير القمي ١ / ٢٤٦ ـ ٢٤٧.
(٢) المصدر : «من الرسل إلى محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ» بدل «رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ».
(٣) المصدر : «به» بدل «له بالأمالي».
(٤) الأصل : ما.
(٥) المصدر : أخبروا.
(٦) مجمع البيان ١ / ٤٦٨.
(٧) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٨) تفسير العياشي ١ / ١٨١ ، ح ٧٥.
(٩) هكذا في المصدر. وفي الأصل : اتيكم.