مرة ، كما ترى ، ومقدرة أخرى كنحو قوله (١) :
بسبع رمين الجمر أم بثمان
وتدخل على الواو والفاء وثم نحو : (أَوَكُلَّما عاهَدُوا)(٢) ، (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ)(٣) ، (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ)(٤) وتدخل على الاسم والفعل ، إلا أنها بالفعل أولى من حيث إن الاستفهام لما كان طلب فهم الشيء استدعى في المطلوب ، وهو فهم الشيء لا حصوله ، وهو الجهل به ؛ لامتناع طلب الحاصل ، فما كان سبب الجهل به ، وهو كعدم الاستمرار أمكن فيه ، كان باستفهام أو لا والفعل لتضمنه للزمان الذي هو أبدا في التجدد كذلك. ومن شأن الاستفهام لكونه أهم أن يصدر به الكلام ، وأن لا يتقدم عليه شيء مما في حيز ، وللخطاب في (ها) (٥) بمعنى : خذ ، إذا قيل : هأ ، هاؤما ، هاؤم.
والالف للعوض عن التنوين ونون التأكيد ونون إذن في الوقف ، وعندي أن قولهم :
بينا زيد قائم إذا كان كذا أو إذا أصله بين أوقات زيد قائم ، ثم بينا زيد قائم بالتنوين عوضا عن المضاف إليه ، ثم بينا بالالف باجراء الوصل مجرى الوقف لازما ، وفيه دليل على صحة مذهب الأصمعي (٦) في أن الصواب هو بينا زيد قائم كان كذا يطرح إذ
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو لعمر بن أبى ربيعة (ديوانه ٢٦٦) وصدره :
فو الله ، ما أدرى ، وإن كنت داريا
(٢) سورة البقرة ، الآية : ١٠٠.
(٣) سورة هود ، الآية : ١٧.
(٤) سورة يونس ، الآية : ٥١.
(٥) ها : بمعنى (خذ) اسم فعل ، ويجوز مد ألفها ، ويستعملان بكاف الخطاب وبدونها ، ويجوز في الممدود أن يستغنى عن الكاف بتعريف همزتها ، تصاريف الكاف ، فيقال : هاء للمذكر ، و (هاء) للمؤنث بالكسر ، و (هاؤما) و (هاؤن) و (هاوم) ومنه (هاؤم اقرأوا كتابيه). المغنى ١ / ٣٨٥).
(٦) الأصمعي : سنة ١٢٣ ـ ٢١٦ ه. أبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي ، نشأ بالبصرة ، وأخذ العربية والحديث عن أئمتها ، أكثر الخروج إلى البادية لمشافهة الأعراب ، فاجتمع له بذلك من النوادر ـ ـ