[فصل](١)
التقسيم والسبر والاستقراء والتمثيل
وإذ قد عثرت على القياسات ومجاريها وأحوالها ، وأن هنا أمورا شبيهة بالقياس ، فلا حرج أن نشير إليها إشارة خفيفة.
منها التقسيم والسبر وذلك : أن تجعل (٢) المبتدأ ملزوم أحد خبرين ، أو أخبار تحصرها ، ليتعين واحد من ذلك المجموع عند النفي لما عداه ، كما تقول : زيد إما في الدار أو في المسجد أو في السوق ، لكنه ليس في السوق ولا في المسجد ، فإذن هو في الدار. وإن هذا النوع ، متى صح حصره وصدق نفيه ، أفاد اليقين.
ومنها : الاستقراء ، وهو انتزاع حكم كلي عن جزئيات ، وأنه إذا تيسرت الإحاطة بجميع الجزئيات ، حتى لا يشذ عنها واحد ، أفاد اليقين. ومن للمستقرئ بذاك؟
ومنها التمثيل : وهو تعديد الحكم عن جزئي إلى آخر لمشابهة بينهما ، وأنه أيضا مما لا يفيد اليقين إلا إذا علم بالقطع أن وجه الشبه هو علة الحكم ، ولكن تسكب فيه العبرات.
فصل : في الدليل
وهذا أوان أن نثني عنان القلم إلى تحقيق ما عساك تنتظر منذ افتتحنا الكلام في هذه التكملة أن نحققه ، أو عل صبرك قد عيل له ، وهو : أن صاحب التشبيه ، أو الكناية ، أو الاستعارة ، كيف يسلك في شأن متوخاه مسلك صاحب الاستدلال ، وأنى يعشو أحدهما إلى نار الآخر والجد وتحقيق المرام [مظنة](٣) هذا ، والهزل وتلفيق الكلام مظنة هذا؟ فنقول ، وبالله الحول والقوة ، أليس قد تلي عليك : أن صور الاستدلال أربع لا
__________________
(١) من (د).
(٢) في (د) : تجهل.
(٣) في (د ، غ) : مئنة.