يحكى أن جريرا قال : أنشدني عدي (١) :
عرف الدّيار توهّما فاعتادها
فلما بلغ إلى قوله :
تزجى أغنّ كأن إبرة روقه
رحمته ، وقلت : قد وقع ، ما عساه يقول ، وهو أعرابي جلف جاف ، فلما قال :
قلم أصاب من الدّواة مدادها
استحالت الرحمة حسدا.
ب الغرض العائد إلى المشبه به :
وأما الغرض العائد إلى المشبه به ، فمرجعه إلى إيهام كونه أتم من المشبه في وجه التشبيه ، كقوله (٢) :
__________________
(١) عدي بن الرقاع ، من عاملة ، وهي حي من قضاعة ، نزل الشام. كان له بنت تقول الشعر. كان شاعرا محسنا ، جعله ابن سلام في عداد شعراء الطبقة السابعة من الإسلاميين. ترجمته في : الشعر والشعراء : ٦٢٢ (برقم ١١٤) ، طبقات الشعراء : (١٩٢ ـ ١٩٥) المؤتلف والمختلف ١٦ ، معجم الشعراء : ٢٠٣ ، الأغاني ، واللآلىء.
والبيت أورده الطيبى في التبيان (١ / ٢٧٣) بتحقيقى وعزاه إليه ، والقزويني في الإيضاح ص ٣٦٠.
تزجى : تسوق. أغن : ظبى. أغن : يخرج صوته من خيشومه.
الروق : القرن. إبرته : طرفه.
(٢) أورده عبد القاهر الجرجاني في أسرار البلاغة ص ١٨١ وعزاه لمحمد بن وهيب ، وفخر الدين الرازي في نهاية الإيجاز ص ٢٢٠ ، ومحمد بن علي الجرجاني في الإشارات ص ١٩١ ، والقزويني في الإيضاح ص ٣٦١ ، والطيبى في شرحه على مشكاة المصابيح (١ / ١٠٨) بتحقيقى.
الغرة : البياض في الجبهة.