الإشارة : لكن ما عدا الصفة فإنها عند غير المازني لا تكون إلا بالضم أو مضافة فعلى المحل ألبتة ، ووصف (أي) لا يجوز إلا بما فيه الألف واللام ، أو باسم الإشارة نحو : يا أيها الرجل ، (ويا أي هذا) ، ووصف اسم الإشارة لا يكون إلا بما فيه الألف واللام نحو : يا هذا الرجل ، ويا هؤلاء الرجال.
ومن شأن المنادى ، إذا أضيف إلى المتكلم ، أن يقال في الأغلب : يا غلامي ، وفي غيره : يا غلامي يا غلاما ، وقالوا : يا أبت ، ويا أمت معوضين تاء التأنيث بدليل انقلابها هاء في الوقف عن ضمير المتكلم ، وعاملوا : ابن أمي وابن عمي في النداء ، تارة معاملة غلامي ، وأخرى معاملة ابن غلامي.
فصل : ترخيم المنادى
واعلم أن الترخيم (١) عندنا من خصائص المنادى ، لا يجوز في غيره إلا لضرورة الشعر ، وأن حذف حرف النداء إنما يجوز في غير أسماء الإشارة ، وغير ما لا يمتنع عن لام التعريف ، إذا لم يكن مستغاثا ولا مندوبا ، ونحو : أطرق كرى.
وجاري لا تستنكري عذيري (٢).
من الشواذ. وأن حذف المنادى كنحو : يا بؤس لزيد ، وألا يا اسلمى (٣)
جائز.
وضرب لا ينصب أينما وقع ، بل ينصب في موضع ولا ينصب في آخر ، ويجوز فيه
__________________
(١) الترخيم في الكتاب (٢ / ٢٣٩) وعبارة سيبويه : والترخيم حذف أواخر الأسماء المفردة تخفيفا ، كما حذفوا غير ذلك من كلامهم تخفيفا وينظر الجمل (٢٢).
(٢) البيت من الرجز ، وهو للعجاج ، وقد ذكره سيبويه في الكتاب (٢ / ٢٣١ ـ ٢٤١). وقوله : وجارى ، يعنى يا جارية.
(٣) البيت من الطويل ، وهو لذى الرمة في الديوان (ص ٥٥٩) ، والإنصاف (١ / ١٠٠) ، والخصائص (٢ / ٢٧٨) وغيرهم ، وانظر المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية (٣ / ٢٧٠).