سلطتك ، فتخيل هذا في خيال جغتاي ، وحبس السكاكي ، ولم يزل في الحبس ثلاث سنين إلى أن مات (١) ، فلو صح ذلك لكان فيه أعظم العبرة.
شيوخه : ذكرنا من قبل أن السكاكي لم ينتقل من بيئته خوارزم ، وأنه طلب العلم في سن متأخرة ، ومع ذلك فقد كنا نرجو أن تذكر له التراجم عددا وفيرا من المشايخ بخوارزم ، إلا أن المصادر لم تسعفنا بذلك ، حيث لا نجد فيها ذكرا لأحد من مشايخه إلا ثلاثة هم :
١ ـ سديد الدين بن محمد الخياطي ، ويرجح د / أحمد مطلوب أنه هو الحاتمي الذي ذكره السكاكي في كتابه مقرونا بالتعظيم والتبجيل والترحم عليه.
٢ ـ محمود بن صالحة بن محمود الحارثي.
٣ ـ برهان الأئمة محمد بن عبد الكريم التركستاني (٢).
تلاميذه : أما تلاميذه ، فقد كانت المصادر أقل اعتناء بذكرهم فلم يذكروا إلا تلميذا واحدا أخذ عنه علم الكلام هو : " مختار بن محمود بن محمد الزاهدي" ، أبو الرجاء الغزيني ، الملقب نجم الدين ، وله شرح القدوري وغيره (٣).
(آثاره ومصنفاته)
١ ـ (مفتاح العلوم) وهو أول مصنفات السكاكي التي ذاع بها صيته وانتشر ، وهو هذا الكتاب الجليل الذي ضم علوم الأدب واللغة العربية من صرف ونحو ومعان وبيان وبديع وحد واستدلال وعروض وقافية ، وإعجاز قرآن. وقد سبق أن رجحنا أنه ألفه بعد سنة ٦٠٠ ه تقريبا ، في خلافة الناصر لدين الله الخليفة العباسي المتوفى سنة ٦٢٢ ه ، وقد طبع الكتاب طبعات كثيرة غير محققة ، ولا معتنى بطباعتها على أهمية الكتاب ، وكثرة تداوله ، ورجوع الباحثين في اللغة العربية وآدابها إليه ، مما دفعنا إلى تحقيقه والاعتناء به ، وقد سبق أن عرضنا لأهم نسخه المخطوطة والمطبوعة فيما سبق.
٢ ـ (شرح الجمل) : وهو شرح لكتاب عبد القاهر الجرجاني" الجمل" وقد ذكره السكاكي في كتابه مفتاح العلوم.
__________________
(١) الفوائد البهية ص ١٢٢.
(٢) انظر الجواهر المضيئة ٢ / ٢٢٦ ، والبلاغة عند السكاكي ص ٤٧.
(٣) السابق ، وانظر شذرات الذهب ٥ / ١٢٢ ، والبلاغة عند السكاكي ص ٥٥.