وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» (١) و «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ» (٢) الآية.
ومن السنة منها مستفيضة بذلك بل متواترة معنى ، ويكفيك منها الأخبار الدالة على وجوب إطاعتهم ، وان طاعتهم : طاعة الله ومعصيتهم معصيته (٣) مضافا إلى ما روي عن النبي ـ (ص) ـ في خبر أيوب بن عطية : «أنا أولى بكل مؤمن من نفسه» (٤) وإلى ما ورد عنه (ص) متواترا في حديث (غدير خم) : «ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا :
بلى ، قال : صلّى الله عليه وآله : من كنت مولاه فهذا علي مولاه» (٥) وإلى مقبولة عمر بن حنظلة (٦) ،
__________________
(١) سورة النساء ، أوائل آية ٥٩.
(٢) سورة المائدة ـ ٥٥ ، وتكملة الآية (وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) ، وقد نزلت في حق علي (ع).
(٣) ذكر الكليني في كتاب الحجة من أصول الكافي روايات كثيرة بهذا المضمون وعقد لها بابا أسماه (باب فرض طاعة الأئمة).
(٤) في أصول الكافي ، كتاب الحجة ، باب ما يجب من حق الامام على الرعية ، حديث رقم (٦) وتتمة الحديث «وعلي أولى به من بعدي».
(٥) لسنا بحاجة إلى إثبات تواتر الحديث من طرق السنة والشيعة ، ولا إلى تخريجه وعرض قصته بعد أن أسهبت في ذلك الأجزاء الأوائل من كتاب الغدير للمغفور له الحجة الأميني ـ قدس سره.
(٦) في أصول الكافي. كتاب فضل العلم ، باب اختلاف الحديث حديث رقم (١٠) : «بإسناده عن عمر بن حنظلة ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام : عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث ، فتحاكما إلى السلطان والى القضاة : أيحل ذلك؟ قال : من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم الى الطاغوت ، وما يحكم له فإنما يأخذ سحتا