بالأدلّة الساطعة ، والحجج القاطعة ، انّ الجمل وصفّين ، وقتل ذرّيّة خاتم النبيّين ، نتيجة قياسه ، وثمرة غراسه ، إذ هو الذي أعلى الطلقاء القاسطين ، ورفع كعبهم على رقاب المسلمين ، مع علمه بأنّهم الشجرة الملعونة في القرآن ، والطائفة المارقة عن الايمان ، أعني بني اُميّة الضالّين المضلّين ، الزالّين المزلّين ، كفرة الكتاب ، وبقيّة الأحزاب. (١)
__________________
١ ـ في « ح » : روي عن الصادق القمّي أنّ جميع الأئمة عليهمالسلام خرجوا من الدنيا على الشهادة : قتل عليّ عليهالسلام فتكاً. وسمّ الحسن عليهالسلام سرّاً ، و [ قتل ] الحسين عليهالسلام جهراً ، وسمّ الوليد بن عبد الملك زين العابدين عليهالسلام ، وسمّ إبراهيم بن الوليد الباقر عليهالسلام ، وسمّ أبو جعفر المنصور الصادق عليهالسلام ، وسمّ الرشيد الكاظم عليهالسلام ، وسمّ المأمون الملعون الرضا عليهالسلام ، وسمّ المعتصم محمد الجواد عليهالسلام ، وسمّ المعتزّ عليّ بن محمد عليهالسلام ، وسمّ المعتمد الحسن بن علي عليهالسلام ، وأمّا القائم عجّل الله فرجه فروي أنّه هرب خوفاً من المتوكّل عليه اللعنة لأنّه أراد قتله ، ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون ، وكان أوّل من استفتح بالظلم من أخّر عليّاً عن الخلافة ، وغصب فاطمة ميراث أبيها ، وقتل المحسن في بطن اُمّه ، ووجاء عنق سلمان ، وقتل سعد بن عبادة ، ومالك بن نويرة ، وداس بطن عمّار بن ياسر ، وكسر أضلاع عبد الله بن مسعود بالمدينة ، ونفى أبا ذرّ إلى الربذة ، وأشخص عمّار بن قيس ، وغرب الأشتر النخعي ، وأخرج عديّ بن حاتم الطائي ، وسيّر عميراً بن زرارة إلى الشام ، ونفى كميل بن زياد إلى العراق ، وخاض في دم محمد بن أبي بكر ، ونكب كعب بن جبل جارية بن قدامة ، وعذّب عثمان ين حنيف ، وعمل ما عمل بحباب بن زهير وشريح بن هانئ ، ونحو هؤلاء ممّن مضى قتيلاً وعاش في غصّة ذليلاّ ، نقل من كتاب الفخري النجفي رحمهالله.
فانظروا ـ يا إخواني ـ إلى فعل أوائلهم ، واقتفاء أرجاس بني اُميّة آثارهم ، يقتلون من قاربهم ، ويعذّبون من ظاهرهم ، كقتل معاوية عمّار بن ياسر وزيد بن صوحان وصعصعة بن صوحان وحنيف بن ثابت واويس القرني ومالك الأشتر ومحمد بن أبي بكر وهاشم المرقال وعبد الرحمان بن حسّان وغيرهم ، وتسليط زياد بن سميّة على قتل الاُلوف من الشيعة بالكوفة ، وهو الذي دسّ في قتل الحسن بن علي عليهماالسلام إلى جعدة بنت أشعث بن قيس ، وتبعه ابنه يزيد على ذلك الظلم حتى قتل الحسين بن علي عليهماالسلام في نيّف وسبعين رجلاً ؛ منهم تسعة من بني عقيل ، وثلاثة من بني جعفر الطيّار ، وتسعة من بني عليّ عليهالسلام ، وأربعة من بني الحسن عليهالسلام ، وستّة من بني الحسين عليهالسلام ، والباقي من أصحابه ، وقتل زيد بن عليّ بن الحسين على يد