ثم إنّي بعد ذلك عثرت على كتاب لبعض فصحاء اللغة الفارسيّة ، وفرسان البلاغة الأعجميّة (١) ... قد رتّبه على عشرة مجالس لقيام المآتم لمصاب الغرّ الميامين من بني هاشم شهداء كربلاء ... وجعلها خاصّة بالعشر الاُول من شهر محرّم الحرام ... وجعل لكلّ يومٍ من أيّامه مجلساً لقواعد الحزن والتعزية ...
فاستخرت الله سبحانه أن أنسخ على منواله في التصنيف والترتيب ، وأقتدي بأفعاله في التأليف والتهذيب ، واُزيّن مجالس أهل الايمان بمناقب سادتههم ومواليهم ، واُهيّج أحزان قلوب أهل العرفان من شيعتهم ومواليهم ، واُحلّي أجياد اللسان العربي بدرر نظمي ونثري ، واُجدّد معاهد الأشجان بنواضح بدائع فكري ، ورتّبته كترتيبه ، وبوّبته كتبويبه ، لكن لم أقصد ترجمة كلامه ، ولا سلكت مسلكه في نثاره ونظامه ، وجعلته عشرة مجالس ... ولم اُورد فيه من الأحاديث الا ما صحّحه علماؤنا ، ورجّحه أعلامنا ، ودوّنوه في كتبهم ، ونقلوه عن أئمّتهم (٢).
هي النسخة النفيسة المخطوطة في مكتبة مدرسة النمازي في مدين « خوي » ـ من توابع محافظة تبريز ـ برقم ٤٥٩ مكتوبة بخطّ نسخ متوسّط ، وأخطاؤها ليست قليلة ، تقع في « ٥٨٥ » صفحة ، احتوت كلّ صفحة « ٢٢ » سطراً قياس الصفحة ١٧ * ٧٠ / ١١ سم ، سقط من وسطها سفحة واحدة أكلمناها من مقتل الإمام الحسين عليهالسلام للخوارزمي ـ وأشرنا له في
__________________
١ ـ مراده « روضة الشهداء » للمولى الكاشفي.
٢ ـ انظر ج ١ / ٦٧ ـ ٧٠.