كالشجاعة ، والكرم ،
والحبّ ، والبغض ، والحسد والرياء ، والطموح و .. إلخ .. ويفقد غريزة الجنس ،
وغيرها ، وهو عاجز حتى عن الكلام بل هو في عجز شامل ، عن أي شيء وفي حاجة حقيقية
لكلّ شيء ، لا يستطيع دفع أي مكروه عن نفسه ، ولا جلب أي منفعة لها على الاطلاق.
ثم هو يبدأ بالحصول على كل ذلك وسواه
تدريجاً ، وبمساعدةٍ خارجة عن ذاته وحقيقته ، وقد يتعرض في فترات نموّه وتكامله
لعوامل ، أو لنكسات تعيق حصوله على هذا الاُمر أو ذاك. أو يكون ذلك الحصول تاماً ،
أو ناقصاً ، أو زائداً على قدر الحاجة فيتسبب في حدوث خلل أساسي في تكوين شخصيته
كانسان ، صالحٍ لاستخلاف الله سبحانه وتعالى له على الارض بكل ما لهذه الكلمة من
معنى ..
ثم .. وبعد أن يصل إلى مرحلةٍ معينة ،
فإنه يتولى هو أمر السيطرة على ما حصل عليه من قوى ، وملكات ، وغرائز وقدرات ،
وتسييرها ، وتقوية الضعيف وتعويض النقص ، أو كبح جماح القوي منها ، واستثمارها في
مجال الحصول على درجات الكمال ، في التخلق بأخلاق الله سبحانه ، ثم في تأكيد
انسانية ، وسموها ورقيها في سبل الهدى ، والخير ، والرشاد.
ولكن من الواضح : أن هذا الانسان الذي
يراد له أن يتعامل مع كل ما ومن يحيط به ، وما سخره الله لخدمته ، أو أخضعه
لارادته ، وخوّله صلاحية الاستفادة منه ـ إنه ـ بسبب جهله بكثير من اسرار الكون
والحياة ودقائقهما ، لا يستطيع أن ينجز مهمته تلك ، بصورة صحيحة وسليمه ؛ فيقع مع
الخطأ ، ويبتلى بالانحراف ، الامر الذي قد يترك سلبيات كبيرة وخطيرة على حياته ،
وعلى مستقبله ومصيره ، بصورة عامة.
وإذن .. فلا بدّ له من يتجه نحو صانع
الوجود ومبدعه ، ومسيّره ومدبّره ، والعارف بكل الاسرار والدقائق ، والاثار
والحقائق؛ لانه وحده العالم بكل النظم والضوابط ، التي تهيمن على مخلوقاته ،
وتحكمها ، ويعرف حقيقة تأثير