وقد علمنا : أن رسول الله قد قال عن سلمان الفارسي : سلمان منا أهل البيت.
ثم إنه قد ورد النهي للصحابة عن أن يقولوا : سلمان الفارسي ، ولكن قولوا سلمان المحمّدي ..
إلى غير ذلك من نصوص ومواقف معبرة وصريحة في هذا الامر ، ولا مجال لتأويلها ، ولا للتلاعب فيها .. وهي كثيرة جداً لا طاقة لنا بجمعها وإحصائها في عجالة كهذه.
وإذا كان معنى التمييز العنصري هو : أن يجعل العرق ، أو اللون ، أو الطبقة ، أو نحوها أساساً للتمييز والتفاضل بين البشر ، فبملاحظته يستحق هذا امتيازاً؛ فيعطى له ، ولا يستحقه ذاك ، فيحرم منه ـ إذا كان كذلك ـ.
فإن من الواضح .. أن هذه أمر يأباه العقل ، وترفضه الفطرة ، ويدينه الوجدان ، لاُن الإنسان اغلى من كل شيء في الوجود ، لان كلّ شيء مخلوق من أجله ومسخّر له ، فلا يصح أن نضحي بإنسانية الانسان وبكرامته من أجل أي شيء آخر مهما غلا فكيف إذا كان تافهاً وحقيراً ، من قبيل اللون ، والعرق ، والجغرافيا ، وما إلى ذلك ..
أضف إلى ذلك : أن اللون ، أو العرق ، ليسا من الامور الاختيارية ، التي تساهم إرادة الانسان في صنعها ، وايجادها. كي تدفعه في حركته الدائبة نحو الحصول على خصائصه ، وكمالاته الانسانية ، وباتجاه هدفه الاسمى ، الذي وجد من أجله ..
كما أنهما لا يحلان للانسان آية مشكلة ، ولا دور لهما في تغلبه على المصاعب والمتاعب ، ولا في ازالة العوائق ، التي تعترض طريق تقدمه ، نحو هدفه المنشود ..
وكذلك فانهما لا يساهمان في سعادة الانسان بالحياة ، فلا يجعلانه يلتذ بها ،