الاسلامية .. رغم أنهما كانا يعيشان مع الناس ، ويتعاملان معهم ، وكانت الامة تعرف موقعهما ومكانتهما وحقهما.
هذا مع أن الجهل بالاسلام وبتعاليمه قد بلغ حداً جعل أمير المؤمنين عليهالسلام يعتبر : أنه لم يبق من الاسلام إلاّ إسمه ، ومن الدين إلا رسمه.
كما أن البعض قد أوضح أنه لم يبق من الدين إلاّ الاذان بالصلاة ، إلى غير ذلك من نصوص ذكرنا شطراً منها في كتابنا : الصحيح من سيرة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ في تمهيد الكتاب ـ.
وخلاصة الامر : إن سياسة الحكام وقريش بالذات كانت هي ابعاد أهل البيت عليهمالسلام والاخبار من صحابة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الساحة ، وايجاد بدائل عنهم في مختلف المجالات.
وقد كانت مصلحة الاسلام تقضي بمقاومة هذه السياسة وافشالها ، ولا أقل من ابقاء صوت أهل البيت ، والخلَّص من رجالات الاسلام ، الذي هو صوت الدين والحق والخير ، بحيث يسمعه الناس البسطاء ، الذين يسعدهم أن يسمعوا شيئاً عن نبيهم ، ويعرفوا ما جاء به ، إذ لماذا يسمعون فقط من صنائع الحكم ومن أصحاب الاهواء والمآرب السياسية وغيرها ، من امثال سمرة بن جندب ، وعمرو بن العاص ، وكعب الاحبار ، وابن سلام ، وأبي هريرة ، والوليد بن عقبة وغيرهم؟!
نعم .. لماذا يسمعون فقط من هؤلاء ويتركز في أذهانهم مفهوم خاطىء ، وهو أن هؤلاء يمثلون النموذج الحي لتربية الاسلام وهم المصدر لمعارفه وتعاليمه؟!
ولماذا لا يتعرفون على عمار بن ياسر ، وعلى سلمان ، وغيرهما من أخيار الصحابة ، وابرار الامة وعلماء الاسلام الحقيقيين؟! وليرجع الناس إلى فطرتهم ، وإلى عقولهم ، فانهم لسوف يكونون قادرين ـ ولو بعد حين ـ على التمييز ، والتعرف ، ثم