الارض لا تقدّس
أحداً :
وفي مجال رفض المفاهيم الخاطئة ، ورفض
التعامل مع القضايا الدينية تعاملاً قشرياً وسطحياً ، يفقدها مضمونها الرسالي
العميق ، نجد لسلمان رحمهالله
تعالى موقفاً آخر من أبي الدرداء أيضاً ..
فقد كتب أبو الدرداء إلى سلمان : أن هلم
إلى الارض المقدسة ـ أي بلاد الشام ـ.
فكتب إليه سلمان يعلمه : أن الارض لا
تقدس أحداً ، وإنما يقدس الانسان عمله .
واقعية زهد سلمان :
وقد يعتبر الكثيرون : أن الزهد معناه هو
معاناة حالة من التقشف ، ومقاساة شظف العيش ، بصورة شاقة وقاسية.
ولكن سلمان الفارسي ـ الذي أدرك علم
الاول والآخر ، إنما يريد أن يربي نفسه على الزهد الواقعي ، ويفرغ قلبه عن التفكير
بالدنيا بصورة حقيقية ، ولا يريد أن يدخل في صراع مع نفسه ، ولو مرة واحدة ، بل هو
يريد أن يجعلها تطمئن ، لينصرف بكل عقله وفكره ، وجوارحه ، وباستمرار إلى الله
سبحانه ، لا يشغله شيء عنه سبحانه.
فكان إذا أخذ عطاءه رفع منه قوته لسنته
، حتى يحضر عطاءه من قابل.
فقيل له : أنت في زهدك! تصنع هذا!! وأنت
لا تدري لعلك تموت اليوم ، أو غداً؟! ..