٢ ـ عن أبي عبدالله عليهالسلام ، أنه قال : آخى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بين سلمان وأبي ذر ، واشترط على أبي ذر : أن لا يعصي سلمان (١).
وقد ذكرنا شيئاً حول هذا الحديث في كتابنا : الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ج ٣ ص ٦٨/٦٩ فليراجع.
٣ ـ إننا نعتقد : أن مؤاخاة سلمان مع أبي ذر هي الأصح ، والأوفق بما يذكرونه من أن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يؤاخي بين كل رجل ونظيره (٢). وكان أبو ذر أكثر مشاكلةً لسلمان من أبي الدرداء له ؛ فان سلمان يؤكد على أنه لابدآ من الوقوف إلى جانب القرآن ، إذا اقتتل القرآن والسلطان ، كما أن أبا ذر قد كان له موقف عنيف من السلطة ، حينما وجد أنها تسير في خطٍ انحرافي خطير ، فكان أن اتخذ جاب الحق ، واعلن ادانته للانحراف بصورة قاطعة ، كما أنه هو وسلمان قد كان لهما موقف منسجم من أحداث السقيفة ، ونتائجها ..
أما أبو الدرداء .. فقد أصبح من وعاظ السلاطين ، واعوان الحكام المتسلطين ، حتى لنجد معاوية ـ كردٍّ للجميل ـ يهتم بمدحه وتقريظه ، والثناء عليه (٣).
كما أن أبا الدرداء ـ حسبما تقدم ـ يكتب لسلمان يدعوه إلى الارض المقدّسة ، وهي الشام بزعمه ، وليس مكة ، والمدينة! فاقرأ واعجب ؛ فانك ما عشت أراك الدهر عجبا.
__________________
ص ١٧ والبحار ج ٢٢ ص ٣٤٣ ومصابيح الانوار ج ١ ص ٣٤٨ وقاموس الرجال ج ٤ ص ٤١٨/٤١٩. والظاهر : أن الرواية معتبرة.
(١) الكافي ج ٨ ص ١٦٢ ، والبحار ج ٢٢ ص ٣٤٥ عنه ، ونفس الرحمان ص ٩١.
(٢) راجع كتابنا : الصحيح من سيرة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ج ٣ حين الكلام حول حديث المؤاخاة ..
(٣) طبقات ابن سعد ج ٢ قسم ٢ ص ١١٥.