وقلت ما قلت من
قول الغلاة فما |
|
ذنب الغلاة إذا
قالوا الذي وجبا (١) |
ويذكر هنا : أن الخليفة العباسي ، المستنصر بالله ، خرج يوماً إلى زيارة قبر سلمان رحمهالله ، ومعه السيد عزالدين ابن الاقساسي.
فقال له الخليفة في الطريق : إن من الاكاذيب : ما يرويه غلاة الشيعة من مجيء علي بن أبي طالب عليهالسلام من المدينة إلى المدائن لما توفي سلمان ، وتغسيله إياه ، ومراجعته في ليلته إلى المدينة.
فأجابه ابن الاقساسي ، فقرأ له الابيات المتقدمة :
انكرت ليلة إذ جاء الوصي إلى |
|
أرض المدائن لما أن لها طلبا |
الابيات (٢).
والظاهر هو ان ابن الاقساسي قد استشهد بالابيات المذكورة ؛ لاُن المستنصر بالله إنما ولد في سنة ٥٨٩ هـ أي بعد وفاة ابن شهرآشوب بسنة واحدة (٣).
كانت تلك باقة رائقة ، إخترناها من آلاف الازاهير الفيحاء ، المنتشرة في واحات خمائله الغناء.
ولعل فيما صرفنا النظر عنه الكثير مما هو أعطر وأزكى ، ولعل فوّاح أريجه كان أطيب ، وابهج وأذكى ..
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ج ٢ ح٣٠٢.
(٢) راجع : مجالس المؤمنين ج ١ ص ٥٠٧. وراجع أيضاً : هامش البحار ج ٩٩ ص ٢٧٩/٢٧٨.
(٣) راجع أيضاً : هامش البحار ج ٩٩ ص ٢٧٩.