وكان الرقيق يجلب كله تقريباً من الشرق
الادنى » .
تحريض يهوديّ مبطن :
وإذا كان اليهود قد ساهموا في حمل
الحكام على اتباع هذه السياسة ، بصورة صريحة ، أو مبطنة ؛ فانهم ولا شك ، كانوا
يرصدون الواقع ، ويرقبون الاحداث ؛ ويساهمون في توجيهها بحيث ، تصب في مصلحتهم ،
ولا أقل ، من الاعداد لمنع حدوث أية مضاعفات تسيءُ إلى مواقعهم ، أو تحد من
طموحاتهم ..
ولا بدّ وأن يكونوا قد لاحظوا : أن
أنباط يثرب كانوا أشد الناس على عثمان ، حين الثورة عليه ، كما سيأتي ، وأن انظار
كل الناس ـ إبّان حصار عثمان وحين قتله ـ كانت متجهة صوب أمير المؤمنين عليه
الصلاة والسلام ، حتى لقد اتجهوا إلى بيعته ، قبل أن يدفن الخليفة المقتول بشوق
زائد ، ولهفة ظاهرة ، حتى وطىُ الحسنان ، وشق عطفاي ، على حد تعبير على عليهالسلام نفسه ..
مع سابق علمهم ويقينهم بأن سياسة وطريقة
علي عليهالسلام في التعامل
مع مسألة التمييز والتفضيل ، ومع غيرها من المسائل والقضايا ، هي التجسيد الحي
لسياسة الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم
وطريقته.
فلا بدّ وأن يعيد الامور إلى نصابها ،
ويعطي كل ذي حق حقه ، ولسوف لا يرى فضلاً لبني إسماعيل على بني إسحاق ، ولا عكس
ذلك ..
نعم .. إن اليهود ، واحبارهم ، الذين
اظهروا الاسلام ، إذا كانوا يدركون كل ذلك ، فان من الطبيعي أن نجدهم يتحركون
لتلافي الاخطار المحتملة ، فنجد الحبر اليهودي ، الذي اظهر الاسلام ، يظهر موقفه
بأسلوب يستبطن اثارة المخاوف ، والتحريض على العصيان ..