ومشهور أيضاً (١) فانه كتب الناس على قدر انسابهم ؛ فلما انقضت العرب ذكر العجم (٢).
قال ابن شاذان : « .. فلم تزل العصبية ثابتة في الناس ، منذ ذاك ، إلى يومنا هذا » (٣).
وقد أجرى سياسة التمييز هذه حتى بالنسبة لنساء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال الجاحظ : « فضل القرشيات من نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على غيرهن » (٤).
ويكفي أن نشير هنا إلى أنه قد أعطى جويرية ستة آلاف درهم ، بينما أعطى عائشة اثني عشر ألف درهم ، وقال : لا أجعل سبية كابنة أبي بكر الصديق (٥).
أضف إلى جميع ما تقدّم : أنه نهى : أن يتزوج العجم في العرب ، وقال : لامنعن فروجهن إلا من الاكفاء (٦).
وعند الجاحظ أنه قال : « زوجوا الاكفاء. وكان أشد منه ( أي من أبي
__________________
(١) راجع : شرح النهج للمعتزلي الحنفي ج ٨ ص ١١١ والعثمانية للجاحظ ص ٢١١ والمسترشد في امامة علي عليهالسلام ص ١١٥ وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٥٣/١٥٢ وبهج الصباغة ج ١٢ ص ٢٠٢ وتلخيص الشافي ج ٤ هامش ١٤/١٥ عن مصادر عديدة. وراجع : طبقات ابن سعد ج ٣ ص ١٢٢ و ٢١٢ ٢١٦ والسنن الكبرى ج ٦ ص ٣٥٠ و ٣٤٩ ومجمع الزوائد ج ٦ ص ٣ و ٤ و ٦ وكنز العمال ج ٣ ص ٣٠٩ و ٣١٥ وحياة الصحابة ج ٢ ص ٢٢٨ ـ ٢٣٥ وتاريخ الامم والملوك. وليراجع كل مورد تحدث فيه المؤرخون عن تدوين الدواوين في عهد عمر بن الخطاب.
(٢) راجع : اقتضاء الصراط المستقيم ص ١٥٩.
(٣) الايضاح ص ٢٥٢.
(٤) العثمانية ص ٢١١.
(٥) أنساب الاشراف ، قسم سيرة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ص ٤٤٢ وراجع : تاريخ الامم والملوك ج ٢ صد٦١٤.
(٦) الايضاح ص ٢٨٠ و ٢٨٦ وفي هوامشه عن عدد من المصادر ، وراجع : الاستغاثة ص ٤٥ والمسترشد في امامة علي عليهالسلام ص ١١٤ والسنن الكبرى ج ٧ ص ١٣٣ والمصنف للصنعاني ج ٦ ص ١٥٢