فبالنسبة إلى سياسته في تفضيل العرب ، فاننا نشير إلى ما يلي :
إن من كلماته المعروفة والمأثورة عنه ، قوله : « ليس على عربي ملك » (١).
ويقول : « إنّي كرهت أن يصير السبي سنة على العرب » (٢). وقد اعتق سبي اليمن ، وهن حبالى ، وفرق بينهن وبين من اشتراهن (٣).
واعتق كل مصل من سبي العرب ، وشرط عليهم : أن يخدموا الخليفة من بعده ثلاث سنين (٤).
وكان في وصيته : أن يعتق كل عربي في مال الله. وللامير من بعده عليهم ثلاث سنوات ، يليهم مثلما كان يليهم عمر (٥).
ولا ندري سرّ هذا الشرط ، ولا مبرراته بالتحديد ، إلا إذا كان يقصد خليفة معينا لديه ، يعدّ العدة لفرضه على الناس ، عن طريق اختراع شورى الستة اشخاص ، الذين اختارهم بعناية فائقة ، مما جعله يطمئن إلى حقيقة النتيجة ، التي سوف ينتهون إليها.
وحدد فداء العربي مقداراً معيناً من الإبل ، ولكن ما حدده قد اختلف أيضاً (٦) ولعل ذلك يرجع إلى أنه قد تقلب رأيه وتبدل من وقت الآخر ..
__________________
(١) الاموال ص ١٩٧ و ١٩٨ و ١٩٩ والايضاح ص ٢٤٩ وقضاء أمير المؤمنين علي عليهالسلام ص ٢٦٤ عنه وتاريخ الامم والملوك ج ٢ ص ٥٤٩ ط الاستقامة وسنن البيهقي ج ٩ ص ٧٣ و ٧٤ ونيل الاُوطار ج ٨ ص ١٥٠ ، والمسترشد في امامة علي عليهالسلام ص ١١٥ وراجع المصنف للصنعاني ج ١٠ ص ١٠٣ ـ ١٠٥ وج ٧ ص ٢٧٨ و ٢٧٩ والنظم الاسلامية لصبحي الصالح ص ٤٦٣.
(٢) تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٣٩.
(٣) الايضاح ص ٢٤٩.
(٤) راجع : المصنف لعبدالرزاق ج ٨ ص ٣٨٠ و ٣٨١ وج ٩ ص ١٦٨.
(٥) راجع المصنف للصنعاني ج ٨ ص ٣٨٠ و ٣٨١ وج ٩ ص ١٦٨.
(٦) راجع في ذلك : المصنف للصنعاني ج ١٠ ص ١٠٤ و ٣٠٢ و ١٠٣ وج ٧ ص ٢٧٨ و ٢٧٩ وتاريخ الامم والملوك ج ٢ ص ٥٤٩ ط الاستقامة وغير ذلك.