بصورة رئيسية ، وأساسية ، يقول الجاحظ :
« .. فان عامة من ارتاب بالاسلام ، إنما كان ذلك أول رأي « الشعوبية » ، والتمادي فيه ، وطول الجدال المؤدي إلى القتال ؛ فإذا أبغض شيئاً ، أبغض أهله .. إلخ » (١).
وقد ادعى البعض: أن أغلب الزنادقة ، كانوا من الموالي ، أما العرب ؛ فلم يوصف منهم بالزندقة سوى أربعة أشخاص ، لا غير (٢)!!
٢ ـ ويذكر المؤرخون : أن الخليفة الراضي لم يكن يتناول شيئاً من أسود (٣).
٣ ـ وقد قرروا : أن ضياع الاندلس كان سببه التمييز بين العرب ، وغيرهم (٤).
هذا .. وقد استمر هذا الاتجاه بالظهور والاختفاء بين حين وآخر ، حتى لقد دافع ابن تيمية بحرارة ، عن عقيدة أهل السنة والجماعة ، في أن جنس العرب أفضل من جنس العجم ، حسبما تقدم ولكن أصبح الجهر بهذا الاُمر صعباً ، ومستهجناً ، وثقيلاً. فكان أن ظهر أخيراً في قوالب حضارية (!!) ، وشعارات خادعة ، وتحت اسماء مضللة ، ومطاطة ، وغائمة .. إن اختلفت في عباراتها وطروحاتها في الظاهر ، فهي متفقة من حيث المضمون والجوهر ، ثم من حيث الآثار والنتائج ، وهذه القوالب من قبيل : الغرب ، والشرق ، والاوربية ، والآسيوية ، والقومية والوطنية.
__________________
(١) الحيوان: ج ٧ ص ٢٢٠ ، الجذور التاريخية للزندقة والشعوبية عن البيان والتبيين : ج ٣ ص ١٤ ولم نجده فيه ، ولعلّه قد اشتبه عليه الامر.
(٢) الزندقة والشعوبية ص ٢١.
(٣) الالمام ج ١ ص ١٨٦.
(٤) راجع : الاسلام والمشكلة العنصرية ص ٩٧ ـ ١٠٣.