يخطبها إلى مواليها ، فان رضي ، زوِّج ؛ والارُدَّ ؛ فان زَوَّج الاب والاخ بغير رأي مواليه ، فسخ النكاح ، وإن كان قد دخل بها ، وكان سفاحاً غير نكاح.
٢٣ ـ وحينما كلّم حمران ، مولى عثمان ، عامر بن عبدالقيس ، المعروف بزهده ، وعبادته ، وتقشفه ، واخباته ونسكه ـ كلّمه ـ عند عبدالله بن عامر صاحب العراق ، في تشنيعه على عثمان ، أنكر عامر ذلك ؛ فقال له حمران : لا كثَّر الله فينا مثلك ..
فقال له عامر : بل كثَّر الله فينا مثلك.
فقيل له :أيدعو عليك ، وتدعو له؟!
قال : نعم ، يكسحون طرقنا ، ويخرزون خفافنا ، ويحكون ثيابنا.
فاستوى ابن عامر جالساً ، وكان متكئاً ؛ فقال : ما كنت أظنك تعرف هذا الباب ؛ لفضلك ، وزهادتك.
فقال : ليس كل ما ظننت أني لا أعرفه ، لا أعرف.
٢٤ ـ وكان عقيل بن علّفة المري ، يصهر إليه الخلفاء ، وقال لعبدالملك بن مروان ؛ إذ خطب إليه ابنته الجرباء : جنبني هجناء ولدك.
٢٥ ـ ودخل أحد بني العنبر على سوار القاضي ، فقال : إن أبي مات ، وتركني ، وأخاً لي ، وخط خطين. ثم قال : وهجينا. ثم خط خطاً ناحية ، فكيف يقسم المال؟
فلما أخبره سوار : أن المال بينهم أثلاثاً ، قال : ما أحسبك فهمت عني ، إنه تركني ، وأخي ، وهجيناً ؛ فكيف يأخذ الهجين كما آخذ أنا ، وكما يأخذ أخي؟!
قال : أجل ..
فغضب الاعرابي ، ثم اقبل على سوار ، فقال : والله ، لقد علمت : أنك قليل الخالات بالدهناء.