والموهبة الثالثة لسليمان عليهالسلام ، وكما ذكرنا ـ تسخير مجموعة كبيرة من الجن لخدمته كما تقول الآية : ( ومن الجن من يعمل بين يديه باذن ربه ومن يزغ منهم عن امرنا نذقه من عذاب السعير ) (١).
الجن ـ كما هو معلوم من اسمه ، ذلك المخلوق المستور عن الحس البشري ، له عقل وقدرة ومكلف بتكاليف الهية ، كما يستفاد من آيات القرآن الكريم.
لقد صيغت حول الجن اساطير وحكايات خرافية كثيرة ، لو حذفناها لكان اصل وجودهم والصفات الخاصة بهم التي وردت في القرآن موضوعا لا يخالف العلم والعقل مطلقا.
وعلى كل حال ، يستفاد من الآية المباركة اعلاه ، ان تسخير هذه القوة العظيمة كان ايضا بأمر من الله ، وانهم كانوا يتعرضون للعقاب حين ظهور اي تقصير منهم في اداء مهامهم.
والجدير بالملاحظة :
هو انه لادارة حكومة كبيرة ، ودولة واسعة كدولة سليمان ، تحتاج الى عوامل عديدة وقوة عاملة كبيرة ، واهم هذه العوامل وكما ذكرناها ، وذكرتها الآيات اعلاه هي :
١ ـ توفر واسطة نقل سريعة مهيأة على الدوام ، لكي يستطيع رئيس الحكومة التنقل والتفقد في جميع اطراف دولته.
٢ ـ مواد اولية يستفاد منها لصناعة المعدات اللازمة لحياة الناس والصناعات المختلفة.
__________________
١ ـ نفس المصدر.