قد حسناه فلم يفتتن.
ويجاء بصاحب البلاء الذي قد اصابته الفتنة في بلائه فيقول : يا رب شدّدت علي البلاء حتى افتتنت ، فيؤتى بايوب عليهالسلام فيقال : ابليّتك اشد او بلية هذا؟ فقد ابتلي فلم يفتتن. (١)
وروي ان ابليس تمثل للنبي ايوب باحد عبيده وجاء اليه وقال له : يا ايوب : هل تدري ما الذي صنع ربك الذي اخترته وعبدته بابلك ورعاتها؟ قال ايوب : انها ماله اعارنيه ، وهو اولى به اذا شاء تركه وان شاء نزعه ، وقديما ما وطّنت نفسي ومالي على الفناء.
فقال ابليس : وان ربك ارسل عليها نارا من السماء فاحترقت كلها.
قال ايوب : الحمد لله حين اعطاني ، وحين نزع مني ، عريانا خرجت من بطن امي ، وعريانا اعود في التراب ، وعريانا احشر الى الله تعالى.
ليس ينبغي لك ان تفرح حين اعارك الله ، وتجزع حين قبض عاريته. (٢)
__________________
١ ـ روضة الكافي : ص ٢٢٨.
٢ ـ قصص الانبياء للجزائري : ص ٢٣٥.