قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

إرشاد العقول إلى مباحث الأصول [ ج ٣ ]

إرشاد العقول إلى مباحث الأصول

إرشاد العقول إلى مباحث الأصول [ ج ٣ ]

تحمیل

إرشاد العقول إلى مباحث الأصول [ ج ٣ ]

215/672
*

في تلك السنة ولعلّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعثه بعد عام الفتح كما لا يخفى.

وقد نقل ابن عبد البر في الاستيعاب : ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمت انّ قوله عزّوجلّ : ( إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَأ ) نزلت في الوليد (١). وحكاه عنه ابن الأثير في أُسد الغابة (٢). ويؤيده نزول قوله سبحانه : ( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوون ). (٣)

روى الطبرسي ، عن ابن أبي ليلى نزل قوله : ( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ) في علي بن أبي طالب ورجل من قريش ، وقال غيره نزلت في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة ، فالمؤمن علي والفاسق الوليد ، وذلك انّه قال لعلي عليه‌السلام : أنا أبسط منك لساناً ، وأحدُّ منك سناناً ، فقال علي عليه‌السلام : ليس كما تقول يا فاسق. قال قتادة : واللّه ما استووا لا في الدنيا ولا عند الموت ولا في الآخرة. (٤)

روى الشارح المعتزلي أنّ حسان بن ثابت شاعر عصر الرسالة قد نظم الواقعة في بيتين :

أنزل اللّه والكتاب عزيز

في عليّ وفي الوليــد قرآنا

فتبوّا الوليد إذ ذاك فسقا

وعليّ مبــوء إيمــانـاً (٥)

٢. كيف بعثه النبي إلى جبايتها ، مع أنّه فاسق؟

والجواب انّ المانع من البعث هو الفسق الظاهري لا الخفي ، ولعلّه لم يظهر

____________

١. الاستيعاب : ٢ / ٦٢٠.

٢. أُسد الغابة : ٥ / ٩٠.

٣. السجدة : ١٨.

٤. مجمع البيان : ٤ / ٣٣٢.

٥. شرح النهج : ٢ / ١٠٣.