والحسن والقبح من صفات الأفعال الاختيارية. (١)
وحاصله : انّ الشيء إنّما يوصف بالحسن الفعلي إذا التفت إليه الفاعل ومن المعلوم انّه ترك قتل الرجل ، بعنوان انّه عدو المولى لا بعنوان انّه ابنه ، فكيف يكون هذا الفعل غير الملتفت إليه ملاكاً للحسن وموجباً للمزاحمة بين حسنه وقبح التجرّي.
هل مزاولة التجرّي ومداومته تمنع عن تحقّق العدالة بمعنى الملكة قبل تحقّقها ، وتَرفَعُها بعد تحقّقها كالمعصية بعينها من غير تفاوت بينهما أصلاً؟
والظاهر انّ التجرّي بمعنى مخالفة الحجّة وإن لم يكن قبيحاً مورثاً للعقاب ولكنّه كاشف عن انهيار ملكة العدالة إذا تكرّر ذلك العمل منه كما يكون مانعاً عن تحقّقها.
وللمحقّق الخراساني تفصيل ذكره في تعليقته على الفرائد فلاحظ. (٢)
__________________
١. تعليقة المحقّق الخراساني : ١٦.
٢. تعليقة المحقّق الخراساني : ١٧.