النّهاية - ج ٤

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]

النّهاية - ج ٤

المؤلف:

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]


المحقق: محمود محمد الطناجي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٤
الصفحات: ٣٨٤

(س) ومنه حديث الحّجّاج والمطر «صار الصّغار لُحْمَةَ الكبار» أى أنّ القطر انتسج لتتابعه ، فدخل بعضه فى بعض واتّصل.

(لحن) (ه س) فيه «إنّكم لتختصمون إلىّ ، وعسى أن يكون بعضكم أَلْحَنَ بحجّته من الآخر ، فمن قضيت له بشىء من حقّ أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار» اللَّحْن : الميل عن جهة الاستقامة. يقال : لَحَنَ فلان فى كلامه ، إذا مال عن صحيح المنطق.

وأراد : إنّ بعضكم يكون أعرف بالحجة وأفطن لها من غيره.

ويقال : لَحَنْتُ لفلان ، إذا قلت له قولا يفهمه ويخفى على غيره ، لأنك تميله بالتّورية عن الواضح المفهوم. ومنه قالوا : لَحِنَ الرجل فهو لَحِنٌ ، إذا فهم وفطن لما لا يفطن له غيره.

ومنه الحديث «أنه بعث رجلين إلى بعض الثغور عينا ، فقال لهما : إذا انصرفتما فَالْحَنَا لى لَحْناً» أى أشيرا إلىّ ولا تفصحا ، وعرّضا بما رأيتما. أمرهما بذلك لأنهما ربّما أخبرا عن العدوّ ببأس وقوّة ، فأحبّ ألّا يقف عليه المسلمون.

[ه] ومنه حديث ابن عبد العزيز «عجبت لمن لَاحَنَ الناس كيف لا يعرف جوامع الكلم» أى فاطنهم وجادلهم.

(ه) وفى حديث عمر «تعلّموا السّنّة والفرائض واللَّحْن كما تعلّمون القرآن» وفى رواية «تعلّموا اللَّحْنَ فى القرآن كما تتعلمونه» يريد تعلّموا لغة العرب بإعرابها.

وقال الأزهرى : معناه : تعلموا لغة العرب فى القرآن ، واعرفوا معانيه كقوله تعالى : «وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ» أى معناه وفحواه.

واللَّحْن : اللّغة والنّحو. واللَّحْن أيضا : الخطأ فى الإعراب ، فهو من الأضداد.

قال الخطابى : كان ابن الأعرابى يقول : إنّ اللَّحْن بالسّكون : الفطنة والخطأ سواء ، وعامّة أهل اللغة فى هذا على خلافه. قالوا : الفطنة بالفتح. والخطأ بالسكون.

وقال ابن الأعرابى : واللَّحَن أيضا بالتحريك : اللغة.

وقد روى «أنّ القرآن نزل بلَحَن قريش» أى بلغتهم.

ومنه قول عمر : «تعلّموا الفرائض والسّنة واللَّحَن» : أى اللغة.

٢٤١

قال الزمخشرى : «المعنى : تعلّموا الغريب واللَّحَن (١) ؛ لأنّ فى ذلك علم غريب القرآن ومعانيه ومعانى الحديث والسّنة ، ومن لم يعرفه لم يعرف أكثر كتاب الله ومعانيه (٢) ، ولم يعرف أكثر السّنن».

(ه) ومنه حديث عمر أيضا «أبىّ أقرؤنا ، وإنّا لنرغب عن كثير من لَحَنِه» أى لغته.

(ه) ومنه حديث أبى ميسرة ، فى قوله تعالى «فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ» قال : العرم : المسنّاة بِلَحَن اليمن. أى بلغتهم.

وقال أبو عبيد : قول عمر «تعلّموا اللَّحْن». أى الخطأ فى الكلام لتحترزوا منه. قال :

(ه) ومنه حديث أبى العالية «كنت أطوف مع ابن عباس وهو يعلّمنى اللَّحْن».

ومنه الحديث «وكان القاسم رجلا لُحَنَةً» يروى بسكون الحاء وفتحها ، وهو الكثير اللَّحْن.

وقيل : هو بالفتح الذى يُلَحِّن الناس : أى يخطّئهم. والمعروف فى هذا البناء أنه للذى يكثر منه الفعل ، كالهمزة واللّمزة والطّلعة ، والخدعة ، ونحو ذلك.

(ه) وفى حديث معاوية «أنه سأل عن ابن زياد فقيل : إنه ظريف ، على أنه يَلْحَن ، فقال : أوليس ذلك أظرف له؟» قال القتيبى : ذهب معاوية إلى اللَّحَن الذى هو الفطنة ، محرّك الحاء.

وقال غيره : إنما أراد اللَّحْنَ ضدّ الإعراب ، وهو يستملح فى الكلام إذا قلّ ، ويستثقل الإعراب والتّشدّق.

وفيه «اقرأوا القرآن بلُحُون العرب وأصواتها ، وإيّاكم ولُحُونَ أهل العشق ولحونَ أهل الكتابين» اللُّحُون والأَلْحان : جمع لَحْن ، وهو التّطريب ، وترجيع الصّوت ، وتحسين القراءة ، والشّعر والغناء. ويشبه أن يكون أراد هذا الذى يفعله قرّاء الزّمان ؛ من اللُّحُون الّتى يقرأون بها

__________________

(١) مكان هذا فى الفائق ٢ / ٤٥٨ : «والنحو».

(٢) مكانه فى الفائق : «ولم يقمه».

٢٤٢

النّظائر فى المحافل ، فإن اليهود والنّصارى يقرأون كتبهم نحوا من ذلك.

(لحا) (ه) فيه «نهيت عن مُلَاحَاة الرّجال» أى مقاولتهم ومخاصمتهم. يقال : لَحَيْتُ الرجل أَلْحَاه لَحْياً ، إذا لمته وعذلته ، ولاحَيْتُهُ مُلَاحاةً ولِحَاء ، إذا نازعته.

ومنه حديث ليلة القدر «تَلَاحَى رجلان فرفعت».

[ه] وحديث لقمان «فَلَحْياً لصاحبنا لَحْياً» أى لوما وعذلا ، وهو نصب على المصدر ، كسقيا ورعيا.

(ه) وفيه «فإذا فعلتم ذلك سلّط الله عليكم شرار خلقه فالْتَحَوْكُم كما يُلْتَحَى القضيب» يقال : لَحَوْتُ الشّجرة ، ولَحَيْتُها والْتَحَيْتُها ، إذا أخذت لِحَاءَها ، وهو قشرها.

ويروى «فلحتوكم». وقد تقدّم.

ومنه الحديث «فإن لم يجد أحدكم إلّا لِحَاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه» أراد قشر العنبة ، استعارة من قشر العود.

(ه) ومنه خطبة الحجاج «لَأَلْحُوَنَّكم لَحْوَ العصا».

(س) وفيه «أنه نهى عن الاقتعاط وأمر بالتَّلَحِّي» وهو جعل بعض العمامة تحت الحنك ، والاقتعاط : ألا يجعل تحت حنكه منها شيئا.

[ه] وفيه «أنه احتجم بِلَحْيِ جمل» وفى رواية «بِلَحْيَيْ جمل» هو بفتح اللام : موضع بين مكة والمدينة. وقيل : عقبة. وقيل : ماء.

(باب اللام مع الخاء)

(لخخ) (ه) فى قصّة إسماعيل وأمه هاجر «والوادى يومئذ لَاخٌ» أى متضايق لكثرة الشّجر ، وقلّة العمارة.

وقيل : هو «لاخ» بالتخفيف : أى معوجّ ، من الألخى ، وهو المعوجّ الفم.

وأثبته ابن معين بالخاء المعجمة وقال : من قال غير هذا فقد صحّف ، فإنه يروى بالحاء المهملة.

٢٤٣

(لخص) (ه) في حديث عليّ «أنه قعد لِتَلْخِيص ما التبس على غيره» التلخيص : التّقريب والاختصار. يقال : لَخَّصْتُ القول ، أى اقتصرت فيه واختصرت منه ما يحتاج إليه.

(لخف) (ه) فى حديث جمع القرآن «فجعلت أتتبّعه من الرّقاع والعسب واللِّخَاف» هى جمع لَخْفَة ، وهى حجارة بيض رقاق.

ومنه حديث جارية كعب بن مالك «فأخذت لِخَافَةً من حجر فذبحتها بها».

[ه] وفيه «كان اسم فرسه عليه الصلاة والسلام اللَّخِيف» كذا رواه البخارى ، ولم يتحقّقه. والمعروف بالحاء المهملة ، وروى بالجيم.

(لخلخ) (ه) فى حديث معاوية «قال : أىّ النّاس أفصح؟ فقال رجل : قوم ارتفعوا عن لَخْلَخَانِيَّة العراق» هى اللّكنة فى الكلام والعجمة.

وقيل : هو منسوب إلى لَخْلَخَان ، وهو قبيلة ، وقيل : موضع.

[ه] ومنه الحديث «كنّا بموضع كذا وكذا ، فأتى رجل فيه لَخْلَخَانِيَّة».

(لخم) ـ فى حديث عكرمة «اللُّخْم (١) حلال» هو ضرب من سمك البحر ، يقال : اسمه القرش.

(لخن) (س) فى حديث ابن عمر «يا ابن اللَّخْنَاء» هى المرأة التى لم تختن.

وقيل : اللَّخَن : النّتن. وقد لَخِنَ السّقاء يَلْخَن.

(باب اللام مع الدال)

(لدد) ـ فيه «إنّ أبغض الرّجال إلى الله الأَلَدُّ الخصم» أى الشديد الخصومة. واللَّدَدُ : الخصومة الشديدة.

(ه) ومنه حديث عليّ «رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى النّوم فقلت : يا رسول الله ، ماذا لقيت بعدك من الأود واللَّدَد».

__________________

(١) فى الأصل ، وا : «اللّخم» وفى اللسان : «اللّخم» بضمتين. وما أثبتّ من الصحاح ، والقاموس ، والضبط فيهما بالعبارة.

٢٤٤

(ه) وحديث عثمان : «فأنا منهم بين ألسن لِدَادٍ ، وقلوب شداد» واحدها : لَدِيد ، كشديد.

(ه) وفيه «خير ما تداويتم به اللَّدُودُ» هو بالفتح من الأدوية : ما يسقاه المريض فى أحد شقّى الفم. ولَدِيدَا الفم : جانباه.

[ه] ومنه الحديث «أنه لُدَّ فى مرضه فلما أفاق قال : لا يبقى فى البيت أحد إلّا لُدَّ» فعل ذلك عقوبة لهم ؛ لأنهم لَدُّوه بغير إذنه. وقد تكرر فى الحديث.

[ه] وفى حديث عثمان «فتَلَدَّدْتُ تَلَدُّدَ المضطر» التَّلَدُّد : التلفّت يمينا وشمالا ، تحيّرا ، مأخوذ من لَدِيدَى العنق ، وهما صفحتاه.

ومنه حديث الدجّال «فيقتله المسيح بباب لُدّ» موضع بالشام. وقيل بفلسطين.

(لدغ) ـ فيه «وأعوذ بك أن أموت لَدِيغاً» اللَّدِيغ : المَلْدُوغ ، فعيل بمعنى مفعول. وقد تكرر فى الحديث.

(لدم) [ه] وفى حديث العقبة «أنّ أبا الهيثم بن التّيّهان قال له : يا رسول الله إنّ بيننا وبين القوم حبالا ونحن قاطعوها ، فنخشى إن الله أعزّك وأظفرك أن ترجع إلى قومك ، فتبسّم النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : بل اللَّدَمُ اللَّدَمُ ، والهدم (١) الهدم» اللَّدَمُ بالتحريك : الحرم ، جمع لادِم ، لأنهنّ يَلْتَدِمْنَ عليه إذا مات ، والالْتِدَام : ضرب النساء وجوههنّ فى النّياحة. وقد لَدَمَت تَلْدُم لَدْماً.

يعنى أنّ حرمكم حرمى.

وفى رواية أخرى «بل الدّم الدّم (٢)» وهو أن يهدر دم القتيل. المعنى : إن طلب دمكم فقد طلب دمى ، فدمى ودمكم شىء واحد.

ومنه حديث عائشة «قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو فى حجرى ، ثم وضعت رأسه على وسادة وقمت أَلْتَدِمُ مع النساء وأضرب وجهى».

__________________

(١) بفتح الدال وسكونها. كما سيأتى فى (هدم).

(٢) ضبط فى الأصل بفتح الميم. وضبطته بالضم من : ا ، واللسان ، والهروى.

٢٤٥

ومنه حديث الزبير يوم أحد «فخرجت أسعى إليها ـ يعنى أمّه ـ فأدركتها قبل أن تنتهى إلى القتلى ، فَلَدَمَتْ فى صدرى ، وكانت امرأة جلدة» أى ضربت ودفعت.

(س) وفى حديث عليّ «والله لا أكون مثل الضّبع ، تسمع اللَّدْمَ فتخرج حتى تصطاد» أى ضرب جحرها بحجر ، إذا أرادوا صيد الضّبع ضربوا جحرها بحجر ، أو بأيديهم ، فتحسبه شيئا تصيده فتخرج لتأخذه فتصطاد.

أراد : إنّى لا أخدع كما تخدع الضّبع باللَّدْم.

وفيه «جاءت أمّ مِلْدَم تستأذن» هى كنية الحمّى. والميم الأولى مكسورة زائدة. وأَلْدَمَتْ عليه الحمّى ، أى دامت. وبعضهم يقولها بالذال المعجمة.

(لدن) (ه) فيه «أنّ رجلا ركب ناضحا له ثم بعثه فتَلَدَّن عليه» أى تلكّأ وتمكّث ولم ينبعث.

ومنه حديث عائشة «فأرسل إلىّ ناقة محرّمة ، فتَلَدَّنَت علىّ فلعنتها».

وفى حديث الصّدقة «عليهما جنّتان من حديد من لَدُنْ ثدييهما إلى تراقيهما» لَدُن : ظرف مكان بمعنى عند ، وفيه لغات ، إلا أنه أقرب مكانا من عند ، وأخصّ منه ، فإنّ «عند» تقع على المكان وغيره ، تقول : لى عند فلان مال : أى فى ذمّته. ولا يقال ذلك فى لدن. وقد تكرر فى الحديث.

(لدا) (س) فى الحديث «أنا لدة رسول الله» أى تربه. يقال : ولدت المرأة ولادا ، وولادة ، ولدة ، فسمّى بالمصدر. وأصله : ولدة ، فعوّضت الهاء من الواو. وإنما ذكرناه هاهنا حملا على لفظه. وجمع اللّدة : لدات.

(س) ومنه حديث رقيقة «وفيهم الطّيّب الطّاهر لداته» أى أترابه. وقيل : ولاداته ، وذكر الأتراب أسلوب من أساليبهم فى تثبيت الصّفة وتمكينها ، لأنه إذا كان من أقران ذوى طهارة كان أثبت لطهارته وطيبه.

٢٤٦

(باب اللام مع الذال)

(لذذ) [ه] فيه «إذا ركب أحدكم الدّابّة فليحملها على مَلَاذِّها» أى ليجرها فى السّهولة لا فى الحزونة. والمَلَاذُّ : جمع مَلَذٍّ ، وهو موضع اللَّذَّةِ. ولَذَّ الشىء يَلَذُّ لَذَاذَةً فهو لَذِيذ : أى مشتهى.

[ه] ومنه حديث الزبير ، كان يرقّص عبد الله ، ويقول :

أبيض من آل أبى عتيق

مبارك من ولد الصّدّيق

أَلَذُّهُ كما أَلَذُّ (١) ريقى

تقول : لَذِذْتُهُ بالكسر ، أَلَذُّه بالفتح.

(س) وفيه «لصبّ عليكم العذاب صبّا ، ثم لُذَّ لَذّاً» أى قرن بعضه إلى بعض.

(لذع) (س) فيه «خير ما تداويتم به كذا وكذا ، أو لَذْعَةٌ بنار تصيب ألما» اللَّذْع : الخفيف من إحراق النار ، يريد الكىّ.

(س) وفى حديث مجاهد ، فى قوله تعالى «أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ» قال : بسط أجنحتهنّ وتَلَذُّعُهُنَ» لَذَع الطّائر جناحيه ، إذا رفرف فحرّكهما بعد تسكينهما.

(لذا) (س) فى حديث عائشة «أنّها ذكرت الدنيا فقالت : قد مضى (٢) لَذْوَاهَا وبقى (٣) بلواها» أى لذّتها ، وهو فعلى من اللّذّة ، فقلبت إحدى الذّالين ياء ، كالتّقضّى والتّظنّى.

وأرادت بذهاب لَذْوَاها حياة النّبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبالبلوى ما حدث بعده من المحن.

__________________

(١) فى الهرى : «يلذّ».

(٢) هكذا فى الأصل ، وا ، والفائق ٢ / ٤٦٠. والذى فى الهروى ، واللسان : «مضت ... وبقيت».

(٣) هكذا فى الأصل ، وا ، والفائق ٢ / ٤٦٠. والذى فى الهروى ، واللسان : «مضت ... وبقيت».

٢٤٧

(باب اللام مع الزاى)

(لزب) ـ فى حديث أبى الأحوص «فى عام أزبة أو لَزْبَة» اللَّزْبَة : الشّدّة.

ومنه قولهم «هذا الأمر ضربة لَازِب» أى لازم شديد.

وفي حديث عليّ «ولاطها بالبلّة حتى لَزِبَتْ» أى لصقت ولزمت.

(لزز) (ه) فيه «كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فرس يقال له : اللِّزَاز» سمّى به لشدّة تَلَزُّزِه واجتماع خلقه. ولُزَّ به الشّىء : لزق به ، كأنّه يلتزق بالمطلوب لسرعته.

(لزم) ـ فى حديث أشراط الساعة ذكر «اللَّزَام» وفسّر بأنّه يوم بدر ، وهو فى اللّغة المُلَازَمَةُ للشىء والدّوام عليه ، وهو أيضا الفصل فى القضيّة ، فكأنه من الأضداد.

(باب اللام مع السين)

(لسب) ـ فى صفة حيّات جهنم «أنشأن به لَسْباً» اللَّسْب واللّسع واللّدغ بمعنى.

(لسع) ـ فيه «لا يُلْسَع المؤمن من جحر مرّتين» وفى رواية «لا يلدغ» اللَّسْع واللّدغ سواء. والجحر : ثقب الحيّة ، وهو استعارة هاهنا : أى لا يدهى المؤمن من جهة واحدة مرّتين ، فإنّه بالأولى يعتبر.

قال الخطّابى : يروى بضم العين وكسرها. فالضم على وجه الخبر ، ومعناه أنّ المؤمن هو الكيّس الحازم الذى لا يؤتى من جهة الغفلة ، فيخدع مرّة بعد مرّة ، وهو لا يفطن لذلك ولا يشعر به.

والمراد به الخداع فى أمر الدين لا أمر الدنيا.

وأمّا الكسر فعلى وجه النّهى : أى لا يخدعنّ المؤمن ولا يؤتينّ من ناحية الغفلة ، فيقع فى مكروه أو شرّ وهو لا يشعر به ، وليكن فطنا حذرا. وهذا التأويل يصلح أن يكون لأمر الدين والدنيا معا.

(لسن) ـ فيه «لصاحب الحقّ اليد واللِّسَان» اليد : اللّزوم ، واللسان : التّقاضى.

٢٤٨

(ه) وفى حديث عمر وامرأة «إن دخلت عليها لَسَنَتْك» أى أخذتك بلِسانِها ، يصفها بالسّلاطة وكثرة الكلام والبذاء.

(س) وفيه «أن نعله كانت مُلَسَّنة» أى كانت دقيقة على شكل اللسان.

وقيل : هى التى جعل لها لِسَانٌ ، ولسانُها : الهنة الناتئة فى مقدّمها.

(باب اللام مع الصاد)

(لصف) (ه) فى حديث ابن عباس «لمّا وفد عبد المطلب وقريش إلى سيف بن ذى يزن فأذن لهم ، فإذا هو متضمّخ بالعبير ، يَلْصُفُ وبيص المسك من مفرقه» أى يبرق ويتلألأ. يقال : لَصَفَ يَلْصُف لَصْفاً ولَصِيفاً ، إذا برق.

(لصق) (س) فى حديث قيس بن عاصم «قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فكيف أنت عند القرى؟ قال : أُلْصِق بالناب الفانية والضّرع الصغير» أراد أنه يُلْصِق بها السيف فيعرقبها للضيافة.

وفى حديث حاطب «إنّى كنت امرأ مُلْصَقاً فى قريش» المُلْصَق : هو الرجل المقيم فى الحىّ ، وليس منهم بنسب.

(لصا) ـ فيه «من لَصَا مسلما» أى قذفه. واللاصِي : القاذف.

(باب اللام مع الطاء)

(لطأ) [ه] فيه من أسماء الشّجاج «اللَاطِئَة» قيل : هى السّمحاق ، والسّمحاق عندهم : المِلْطَى بالقصر ، والمِلْطاة ، والمِلْطَأ. والمِلْطاة : قشرة رقيقة بين عظم الرّأس ولحمه.

وفى حديث ابن إدريس «لَطِئَ لسانى فقلّ عن ذكر الله» أى يبس فكبر عليه فلم يستطع تحريكه. يقال : لَطِئَ بالأرض ولَطَأَ بها ، إذا لزق.

وفى حديث نافع بن جبير «إذا ذكر عبد مناف فالْطَهْ» هو من لَطِئَ بالأرض ،

٢٤٩

فحذف الهمزة ، ثم أتبعها هاء السّكت ، يريد إذا ذكر فالتصقوا بالأرض ولا تعدّوا أنفسكم ، وكونوا كالتّراب.

ويروى «فالْتَطِئُوا».

(لطح) فى حديث ابن عباس «فجعل يَلْطَحُ أفخاذنا بيده» اللَّطْح : الضّرب بالكفّ ، وليس بالشديد.

(لطخ) فى حديث أبى طلحة «تركتنى حتى تَلَطَّخْت» أى تنجّست وتقذّرت بالجماع. يقال : رجل لَطِخٌ ، أى قذر.

(لطط) (ه) فى حديث طهفة «لا تُلْطِطْ فى الزكاة» أى لا تمنعها. يقال : لَطَّ الغريم وأَلَطَّ ، إذا منع الحقّ. ولَطَّ الحقّ بالباطل ، إذا ستره.

قال أبو موسى : هكذا رواه القتيبى. على النّهى للواحد. والذى رواه غيره «ما لم يكن عهد ولا موعد ولا تثاقل عن الصلاة ، ولا يُلْطَطُ فى الزكاة ، ولا يلحد فى الحياة» وهو الوجه ؛ لأنه خطاب للجماعة ، واقع على ما قبله. وقد تقدّم (١).

[ه] وفى حديث ابن يعمر «أنشأت تَلُطُّها» أى تمنعها حقّها.

ويروى «تطلّها». وقد تقدّم.

(ه) وفى شعر الأعشى الحرمازىّ ، فى شأن امرأته :

أخلفت الوعد (٢) ولَطَّتْ بالذّنب

أراد منعته بضعها ، من لَطَّت النّاقة بذنبها ، إذا سدّت فرجها به إذا أرادها الفحل.

وقيل : أراد توارت وأخفت شخصها عنه ، كما تخفى النّاقة فرجها بذنبها.

وفيه «تَلُطُّ حوضها» كذا جاء فى الموطّأ (٣). واللَّطُّ : الإلصاق ، يريد تلصقه بالطّين حتّى تسدّ خلله (٤).

__________________

(١) انظر ص ٢٣٦.

(٢) هكذا فى الأصل ، وا ، والفائق ١ / ٤٢٣. وفى الهروى ، واللسان ، هنا وفى مادة (ذرب): «العهد».

(٣) انظر الموطأ. (الحديث الثالث والثلاثين ، من كتاب صفة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم) ٢ / ٩٣٤

(٤) ضبط فى ا : «يسدّ خلله».

٢٥٠

[ه] وفى حديث عبد الله «المِلْطَاةُ طريق بقيّة المؤمنين هرّابا من الدّجّال» هو ساحل البحر ، والميم زائدة.

وفى ذكر الشّجاج «المِلْطَاطُ» وهى الملطأ ، وقد تقدّمت ، والأصل فيها من مِلْطَاط البعير ، وهو حرف فى وسط رأسه. والْمِلْط : أعلى حرف الجبل ، وصحن الدّار. والميم فى كلّها زائدة.

(لطف) ـ فى أسماء الله تعالى «اللَّطِيفُ» هو الذى اجتمع له الرّفق فى الفعل ، والعلم (١) بدقائق المصالح وإيصالها إلى من قدّرها له من خلقه ، يقال : لَطَفَ به وله ، بالفتح ، يَلْطُفُ لُطْفا ، إذا رفق به ، فأمّا لَطُفَ بالضم يَلْطُفُ ، فمعناه صغر ودقّ.

وفى حديث ابن الصّبغاء «فأجمع له الأحبّة الأَلَاطِفَ» هو جمع الأَلْطَف ، أفعل ، من اللُّطْف : الرّفق.

ويروى «الأظالف» بالظّاء المعجمة.

وفى حديث الإفك «ولا أرى منه اللُّطْفَ الذى كنت أعرفه» أى الرّفق والبرّ. ويروى بفتح اللام والطّاء ، لغة فيه.

(لطم) فى حديث بدر «قال أبو جهل : يا قوم ، اللَّطِيمةَ اللَّطِيمةَ» أى أدركوها ، وهى منصوبة بإضمار هذا الفعل.

واللَّطِيمة : الجمال التى تحمل العطر والبزّ ، غير الميرة. ولَطَائم المسك : أوعيته.

وفى حديث حسان (٢).

* يُلَطِّمُهُنّ بالخمر النّساء *

أى ينقضن ما عليها من الغبار ، فاستعار له اللَّطْم.

ويرى «يطّلمهنّ ...» ، وهو الضّرب بالكفّ. وقد تقدّم.

__________________

(١) ضبط فى الأصل : «والعلم» بكسر الميم. وأثبتّه بضمها من ا ، واللسان.

(٢) ديوانه ص ٥ بشرح البرقوقى. وصدره :

* تظل جيادنا متمطّرات *

ورواية الديوان : «تلطّمهنّ»

٢٥١

(لطا) (ه) فيه «أنه بال فمسح ذكره بلطى ثم توضأ» قيل : هو قلب ليط ، جمع ليطة ، كما قيل فى جمع فُوقَة : فُوَق. ثم قلبت فقيل : فُقًى. والمراد به ما قشر من وجه الأرض من المدر.

(باب اللام مع الظاء)

(لظظ) [ه] فى حديث الدعاء «أَلِظُّوا بيا ذا الجلال والإكرام» أى الزموه واثبتوا عليه وأكثروا من قوله والتّلفّظ به فى دعائكم. يقال : أَلَظَّ بالشىء يُلِظُّ إِلْظَاظاً ، إذا لزمه وثابر عليه.

وفى حديث رجم اليهودى «فلمّا رآه النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أَلَظَّ به النّشدة» أى ألحّ فى سؤاله وألزمه إيّاه.

(لظي) فى حديث خيفان لمّا قدم على عثمان «أمّا هذا الحىّ من بلحارث بن كعب فحسك أمراس ، تَتَلَظَّى المنيّة فى رماحهم» أى تلتهب وتضطرم ، من لَظَى ، وهو اسم من أسماء النار ، ولا ينصرف للعلميّة والتّأنيث. وقد تكررت فى الحديث.

(باب اللام مع العين)

(لعب) فى حديث جابر «ما لك وللعذارى ولِعَابِهَا» اللِّعَاب بالكسر : مثل اللَّعِب. يقال : لَعِبَ يَلْعَبُ لَعِباً ولِعَاباً فهو لَاعِب.

(س) ومنه الحديث «لا يأخذنّ أحدكم متاع أخيه لاعِباً جادّا» أى يأخذه ولا يريد سرقته ولكن يريد إدخال الهمّ والغيظ عليه ، فهو لَاعِبٌ فى السّرقة ، جادّ فى الأذيّة.

وفى حديث عليّ «زعم ابن النّابغة (١) أنّى تِلْعَابة (٢)».

__________________

(١) هو عمرو بن العاص.

(٢) بكسر التاء ، وتفتح كما فى القاموس.

٢٥٢

(س) وفى حديث آخر «أنّ عليّا كان تِلْعَابة» أى كثير المزح والمداعبة. والتّاء زائدة. وقد تقدم فى التاء.

وفى حديث تميم والجسّاسة «صادفنا البحر حين اغتلم فَلَعِبَ بنا الموج شهرا» سمّى اضطراب أمواج البحر لَعِباً ، لمّا لم يسر بهم إلى الوجه الذى أرادوه. يقال لكلّ من عمل عملا لا يجدى عليه نفعا : إنّما أنت لاعِب.

وفى حديث الاستنجاء «إن الشيطان يَلْعَبُ بمقاعد بنى آدم» أى أنه يحضر أمكنة الاستنجاء ويرصدها بالأذى والفساد ، لأنّها مواضع يهجر فيها ذكر الله ، وتكشف فيها العورات ، فأمر بسترها والامتناع من التّعرّض لبصر النّاظرين ، ومهابّ الرياح ورشاش البول ، وكلّ ذلك من لَعِب الشيطان.

(لعثم) (ه) فى حديث أبى بكر «فإنه لم يَتَلَعْثَم» أى لم يتوقّف ، وأجاب إلى الإسلام أوّل ما عرضته عليه.

(ه) ومنه حديث لقمان «فليس فيه لَعْثَمة» أى لا توقّف فى ذكر مناقبه.

(لعس) (ه) فى حديث الزّبير «أنّه رأى فتية لُعْساً فسأل عنهم» اللُّعْس : جمع أَلْعَس ، وهو الذى فى شفته سواد.

قال الأزهرى : لم يرد به سواد الشّفة كما فسّره أبو عبيد ، وإنما أراد سواد ألوانهم. يقال : جارية لَعْسَاء ، إذا كان فى لونها أدنى سواد وشربة من الحمرة. فإذا قيل : لَعْسَاء الشّفة فهو على ما فسّره (١).

(لعط) [ه] فيه «أنه عاد البراء بن معرور وأخذته الذبحة ، فأمر من

__________________

(١) بعد هذا فى الهروى : «قال العجّاج :

* وبشر مع البياض أثما *

فدلّ على أن اللّعس فى البدن كلّه».

٢٥٣

لَعَطَه بالنّار» أى كواه فى عنقه. وشاة لَعْطَاء ، إذا كان فى جانب عنقها سواد. والعلاط : وسم فى العنق عرضا.

(لعع) (ه) فيه «إنّما الدنيا لُعَاعَة» اللُّعَاعَة ، بالضّم : نبت ناعم فى أوّل ما ينبت. يقال : خرجنا نَتَلَعَّى : أى نأخذ اللُّعَاعة.

وأصله «نَتَلَعَّع» ، فأبدلت إحدى العينين ياء. يعنى أنّ الدّنيا كالنّبات الأخضر قليل البقاء.

ومنه قولهم «ما بقى فى الإناء إلّا لُعَاعَة» أى بقيّة يسيرة.

ومنه الحديث «أوجدتم يا معشر الأنصار من لُعاعةٍ من الدّنيا تألّفت بها قوما ليسلموا ، ووكلتكم إلى إسلامكم؟».

(لعق) (ه) فيه «إن للشّيطان لَعُوقا ودساما» اللَّعُوق بالفتح : اسم لما يُلْعَق : أى يؤكل بالمِلْعَقَةِ.

ومنه الحديث «كان يأكل بثلاث أصابع ، فإذا فرغ لَعِقَهَا ، وأمر بِلَعْق الأصابع والصّحفة» أى لطع ما عليها من أثر الطّعام. وقد لَعِقَهُ يَلْعَقُهُ لَعْقاً.

(لعلع) فيه «ما أقامت (١) لَعْلَعُ» هو اسم جبل. وأنّثه ؛ لأنه جعله اسما للبقعة التى حول الجبل (٢).

(لعل) ـ قد تكرر فى الحديث ذكر «لَعَلَ» وهى كلمة رجاء وطمع وشكّ. وقد جاءت فى القرآن بمعنى كى.

وأصلها عَلَ (٣) ، واللام زائدة.

وفى حديث حاطب «وما يدريك لَعَلَ الله قد اطّلع على أهل بدر فقال لهم : اعملوا

__________________

(١) فى الهروى : «قامت».

(٢) قال الهروى : «وهو إذا ذكّر صرف ، وإذا أنّث لم يصرف».

(٣) فى الأصل : «وقيل : أصلها» وما أثبتّ من ا ، والصحاح (لعل) وعبارته : «واللام فى أولها زائدة».

٢٥٤

ما شئتم فقد غفرت لكم» ظنّ بعضهم أنّ معنى لَعَلَ هاهنا من جهة الظّنّ والحسبان ، وليس كذلك ، وإنّما هى بمعنى عسى ، وعسى ولَعَلَ من الله تحقيق.

(لعن) (ه) فيه «اتّقوا المَلَاعِنَ الثلاث» هى جمع مَلْعَنَة ، وهى الفعلة التى يُلْعَن بها فاعلها ، كأنها مظنّة لِلَّعْن ومحلّ له.

وهى أن يتغوّط الإنسان على قارعة الطريق ، أو ظلّ الشجرة ، أو جانب النّهر ، فإذا مرّ بها الناس لَعَنُوا فاعلها.

ومنه الحديث «اتّقوا اللاعِنَيْن» أى الأمرين الجالبين لِلَّعْن ، الباعثين للناس عليه ، فإنه سبب لِلَعْن من فعله فى هذه المواضع.

وليس ذا فى كل ظلّ ، وإنما هو الظّلّ (١) الذى يستظلّ به الناس ويتّخذونه مقيلا ومناخا.

واللاعِن : اسم فاعل ، من لَعَن ، فسمّيت هذه الأماكن لاعِنَة ؛ لأنها سبب اللَّعْن.

(س) وفيه «ثلاث لَعِينات» اللَّعِينة : اسم المَلْعُون ، كالرّهينة فى المرهون ، أو هى بمعنى اللَّعْن ، كالشّتيمة من الشّتم ، ولابدّ على هذا الثانى من تقدير مضاف محذوف.

(س) ومنه حديث المرأة التى لَعَنَت ناقتها فى السّفر «فقال : ضعوا عنها ، فإنها مَلْعُونة» قيل : إنما فعل ذلك لأنه استجيب دعاؤها فيها.

وقيل : فعله عقوبة لصاحبتها لئلا تعود إلى مثلها ، وليعتبر بها غيرها.

وأصل اللَّعْن : الطّرد والإبعاد من الله ، ومن الخلق السّبّ والدّعاء.

وفى حديث اللِّعان «فالْتَعن» هو افتعل من اللَّعْن : أى لَعَن نفسه. واللِّعَان والمُلَاعَنة : اللَّعْن بين اثنين فصاعدا.

__________________

(١) وردت العبارة فى ا هكذا : «وليس كلّ ظلّ ، وإنما هو ظلّ الذى ...»

٢٥٥

(باب اللام مع الغين)

(لغب) [ه] فيه «أهدى يكسوم أخو الأشرم إلى النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم سلاحا فيه سهم لَغْبٌ» يقال : سهم لَغْبٌ ولُغاب ولَغِيب ، إذا لم يلتئم ريشه ويصطحب لرداءته ، فإذا التأم فهو لؤام.

وفى حديث الأرنب «فسعى القوم فلَغِبُوا وأدركتها» اللَّغَب : التّعب والإعياء. وقد لَغِبَ يَلْغَب. وقد تكرر فى الحديث.

(لغث) ـ فى حديث أبى هريرة «وأنتم تَلْغَثُونها» أى تأكلونها ، من اللَّغِيث ، وهو طعام يُغْلَث (١) بالشعير.

ويروى «ترغثونها» أى ترضعونها.

(لغد) ـ فيه «فحشى به صدره ولَغَادِيدَه» هى جمع لُغْدود ، وهى لحمة عند اللهوات. ويقال له : لُغْد ، أيضا ، ويجمع : أَلْغَادا.

(لغز) [ه] فى حديث عمر «أنه مرّ بعلقمة بن الفغواء (٢) يبايع أعرابيّا يُلْغِزُ له فى اليمين ، ويرى الأعرابىّ أنه قد حلف له ، ويرى علقمة أنه لم يحلف ، فقال له عمر : ما هذه اليمين اللُّغَيْزاء؟» اللُّغَيْزاء ممدود : من اللُّغَزِ ، وهى (٣) جحرة اليرابيع ، تكون ذات (٤) جهتين ، تدخل من جهة ، وتخرج من جهة أخرى ، فاستعير لمعاريض الكلام وملاحنه. هكذا قال الهروى.

__________________

(١) فى ا ، واللسان : «يغشّ» والمثبت فى الأصل. قال فى الجمهرة ٢ / ٤٦ : «وغلث الحديث يغلثه غلثا ، إذا خلط بعضه ببعض ، ولم يجىء به على الاستواء. والغلث : الخلط. يقال : طعام مغلوث : أى مخلوط ، نحو البرّ والشعير ، إذا خلطا».

(٢) فى الأصل ، وا : «الغفواء» وفى اللسان : «القعواء» وصححته بفاء مفتوحة ومعجمة ساكنة ، من الهروى ، والإصابة ٤ / ٢٦٦.

(٣) فى الهروى : «من اللّغز. وهو أحد جحرة اليربوع».

(٤) فى الهروى : «ذوات».

٢٥٦

وقال الزمخشرى : «اللُّغَّيْزا ـ مثقلة الغين ـ جاء بها سيبويه فى كتابه (١) مع الخلّيطى. وفى كتاب الأزهرى (٢) مخففة ، وحقّها أن تكون تحقير (٣) المثقّلة. كما يقال فى «سكيت» إنه تحقير «سكّيت» (٤).

وقد أَلْغَز فى كلامه يُلْغِز إِلْغازا ، إذا ورّى فيه وعرّض ليخفى.

(لغط) ـ فيه «ولهم لَغَطٌ فى أسواقهم» اللَّغَطُ : صوت وضجّة لا يفهم معناها. وقد تكرر فى الحديث.

(لغم) ـ فى حديث ابن عمر «وأنا تحت ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصيبنى لُغَامُها» لُغام الدابّة : لعابها وزبدها الذى يخرج من فيها معه.

وقيل : هو الزّبد وحده ، سمّى بالمَلاغم ، وهى ما حول الفم مما يبلغه اللسان ويصل إليه.

ومنه حديث عمرو بن خارجة «وناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تقصع بحرّتها ويسيل لُغَامُها بين كتفىّ».

ومنه الحديث «يستعمل مَلَاغِمَه» جمع مَلْغَم. وقد ذكر آنفا.

(لغن) [ه] فيه «أنّ رجلا قال لفلان : إنك لتفتى بلُغْنٍ ضالّ (٥) مضلّ» اللُّغْنُ : ما تعلّق من لحم اللّحيين ، وجمعه : لَغَانِين ، كلغد ولغاديد

(لغا) [ه] قد تكرر فى الحديث ذكر «لَغْوِ اليمين» قيل : هو أن يقول : لا والله ، وبلى والله ، ولا يعقد عليه قلبه.

وقيل : هى التى يحلفها الإنسان ساهيا أو ناسيا.

وقيل : هو اليمين فى المعصية. وقيل : فى الغضب. وقيل : فى المراء. وقيل : فى الهزل.

وقيل : اللَّغْوُ : سقوط الإثم عن الحالف إذا كفّر يمينه. يقال : لَغَا الإنسان يَلْغُو ، ولَغَى يَلْغَى ، ولَغِيَ يَلْغَى ، إذا تكلّم بالمطرح (٦) من القول ، وما لا يعنى. وأَلْغَى ، إذا أسقط.

وفيه «من قال لصاحبه والإمام يخطب : صه فقد لَغَا».

__________________

(١) فى الفائق ٢ / ٤٦٨ : «فى أبنية كتابه».

(٢) فى الفائق «اللّغيزى» مخففة.

(٣) فى الفائق : «تحقيرا للمثقلة».

(٤) هكذا ضبط فى الأصل. وفى اللسان : «سكّيت».

(٥) فى اللسان : «بلغن ضالّ» بالإضافة.

(٦) ضبط فى الهروى : «بالمطّرح».

٢٥٧

[ه] والحديث الآخر «من مسّ الحصا فقد لَغَا» أى (١) تكلّم ، وقيل : عدل عن الصّواب. وقيل : خاب. والأصل الأوّل.

[ه] وفيه «والحمولة المائرة لهم لَاغِيَةٌ» أى مُلْغَاة لا تعدّ عليهم ، ولا يلزمون لها صدقة. فاعلة بمعنى مفعلة (٢).

والمائرة : الإبل التى تحمل الميرة.

ومنه حديث ابن عباس «أنه أَلْغَى طلاق المكره» أى أبطله.

[ه] وفى حديث سلمان «إيّاكم ومَلْغَاةَ أوّل الليل» المَلْغَاة : مفعلة من اللَّغْو والباطل ، يريد السّهر فيه ، فإنّه يمنع من قيام اللّيل.

(باب اللام مع الفاء)

(لفأ) ـ فيه «رضيت من الوفاء باللَّفَاء» الوفاء : التّمام. واللَّفَاء : النّقصان. واشتقاقه من لَفَأْتُ العظم ، إذا أخذت بعض لحمه عنه. واسم تلك اللّحمة : اللَّفِيئة ، وجمعها : لَفَايَا ، كخطايا.

(لفت) (ه) فى صفته عليه الصلاة والسلام «فإذا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جميعا» أراد (٣) أنّه لا يسارق النّظر.

وقيل : أراد لا يلوى عنقه يمنة ويسرة إذا نظر إلى الشىء ، وإنما يفعل ذلك الطّائش الخفيف ، ولكن كان يقبل جميعا ويدبر جميعا.

(س) ومنه الحديث «فكانت منّى لفْتَةٌ» هى المرّة الواحدة من الالْتِفَات.

(س) ومنه الحديث «لا تتزوّجنّ لَفُوتا» هى التى لها ولد من زوج آخر. فهى لا تزال تَلْتَفِت إليه ، وتشتغل به عن الزّوج.

ومنه حديث الحجّاج «أنه قال لامرأة : إنّك كتون لَفُوت» أى كثيرة التَّلَفُّت إلى الأشياء.

__________________

(١) قبل هذا فى الهروى : «يعنى فى الصلاة يوم الجمعة».

(٢) فى الهروى : «بمعنى مفعول بها»

(٣) هذا من قول شمر ، كما فى الهروى.

٢٥٨

[ه] وفى حديث عمر «وأنهز اللَّفُوتَ ، وأضمّ العنود (١)» هى (٢) النّاقة الضجور عند الحلب ، تَلْتَفِتُ إلى الحالب فتعضّه فينهزها بيده ، فتدرّ (٣) لتفتدى باللّبن من النّهز. وهو الضّرب ، فضربها مثلا للذى يستعصى ويخرج عن الطّاعة.

وفيه «إنّ الله يبغض البليغ من الرّجال الذى يَلْفِتُ الكلام كما تَلْفِت البقرة الخلا بلسانها» يقال : لَفَتَهُ يَلْفِتُه ، إذا لواه وفتله ، وكأنه مقلوب منه. ولَفَتَه أيضا ، إذا صرفه.

(ه) ومنه حديث حذيفة «إنّ من أقرإ النّاس للقرآن منافقا لا يدع منه واوا ولا ألفا ، يَلْفِتُه بلسانه كما تَلْفِتُ البقرة الخلا بلسانها» يقال : فلان يَلْفِت الكلام لَفْتاً : أى يرسله ولا يبالى كيف جاء ، المعنى : أنه يقرؤه من غير رويّة ولا تبصّر وتعمّد للمأمور به ، غير مبال بمتلوّه كيف جاء ، كما تفعل البقرة بالحشيش إذا أكلته.

وأصل اللَّفْت : لىّ الشىء عن الطّريقة المستقيمة.

(س) وفيه ذكر «ثنيّة لَفْت» وهى بين مكة والمدينة. واختلف فى ضبط الفاء فسكّنت وفتحت ، ومنهم من كسر اللّام مع السّكون.

[ه] وفى حديث عمر «وذكر أمره فى الجاهليّة ، وأنّ أمّه اتّخذت لهم لَفِيتَةً من الهبيد» هى (٤) العصيدة المغلّظة.

وقيل (٥) : هو ضرب من الطّبيخ ، يشبه الحساء ونحوه.

والهبيد : الحنظل.

(لفج) [ه] فيه «وأطعموا مُلْفَجِيكم» المُلْفَج (٦) ، بفتح الفاء : الفقير. يقال : أَلْفَجَ

__________________

(١) فى الأصل : «العتود» وأثبتّ ما فى : ا ، والهروى ، والفائق ١ / ٤٣٣. ويلاحظ أن المصنّف ذكره فى (عتد) وفى (عند).

(٢) قائل هذا هو الكلابىّ ، كما فى الهروى ، عن شمر.

(٣) فى الهروى : «وذلك إذا مات ولدها».

(٤) قائل هذا هو ابن السّكّيت ، كما فى الهروى.

(٥) قائل هذا هو أبو عبيد ، كما فى الهروى.

(٦) قائل هذا هو أبو عمرو ، كما ذكر الهروى.

٢٥٩

الرجل فهو مُلْفَج ، على غير قياس. ولم يجىء إلّا فى ثلاثة أحرف (١) : أسهب فهو مسهب ، وأحصن فهو محصن ، وأَلْفَج فهو مُلْفَج. الفاعل والمفعول سواء.

(ه) ومنه حديث الحسن (٢) «قيل له : أيدالك الرجل المرأة؟ قال : نعم ، إذا كان مُلْفَجاً» أى يماطلها بمهرها إذا كان فقيرا.

والمُلْفِج (٣) بكسر الفاء [أيضا](٤) : الذى أفلس وغلبه (٥) الدّين.

(لفح) ـ فى حديث الكسوف «تأخّرت مخافة أن يصيبنى من لَفْحِها» لَفْحُ النار : حرّها ووهجها. وقد تكرر فى الحديث.

(لفظ) ـ فيه «ويبقى فى كل أرض شرار أهلها ، تَلْفِظُهم أرضوهم» أى تفذفهم وترميهم. وقد لَفِظَ (٦) الشىء يَلْفِظُه لَفْظا ، إذا رماه.

ومنه الحديث «ومن أكل فما تخلّل فلْيَلْفِظ» أى فليلق ما يخرجه الخلال من بين أسنانه.

ومنه حديث ابن عمر «أنه سئل عما لَفِظَ البحر فنهى عنه» أراد ما يلقيه البحر من السّمك إلى جانبه من غير اصطياد.

ومنه حديث عائشة «فقاءت أكلها ولَفِظَت خبيئها» أى أظهرت ما كان قد اختبأ فيها من النّبات وغيره.

(لفع) (ه) فيه «كنّ نساء من المؤمنات (٧) يشهدن مع النبىّ صلى الله

__________________

(١) قال ابن خالويه : «وجدت حرفا رابعا : اجرأشّت الإبل فهى مجرأشّة ، بفتح الهمزة : إذا سمنت وامتلأت بطونها». ليس فى كلام العرب ص ٥.

(٢) فى ا : «عليه‌السلام».

(٣) هذا من شرح أبى عبيد ، كما جاء فى الهروى.

(٤) سقط من الهروى.

(٥) فى الهروى : «وعليه» وكذا فى اللسان ، فى موضعين.

(٦) من باب ضرب وسمع. كما فى القاموس.

(٧) رواية الهروى : «كان نساء المؤمنين» ورواية اللسان : «كنّ نساء المؤمنين».

٢٦٠