النّهاية - ج ٤

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]

النّهاية - ج ٤

المؤلف:

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]


المحقق: محمود محمد الطناجي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٤
الصفحات: ٣٨٤

وقيل : حقيقة كذاك : أى مثل ذاك. ومعناه الزم ما أنت عليه ولا تتجاوزه. والكاف الأولى منصوبة الموضع بالفعل المضمر.

(س) ومنه حديث أبى بكر يوم بدر «يا نبىّ الله كذاك» أى حسبك الدّعاء ، «فإنّ الله منجز لك ما وعدك».

(باب الكاف مع الراء)

(كرب) (ه) فيه «فإذا استغنى أو كَرَبَ استعفّ» كَرَبَ : بمعنى دنا وقرب ، فهو كَارِبٌ.

(ه) ومنه حديث رقيقة «أيفع الغلام أو كَرَبَ» أى قارب الإيفاع.

(ه) وفى حديث أبى العالية «الكَرُوبِيُّون سادة الملائكة» هم المقرّبون. ويقال لكلّ حيوان وثيق المفاصل : إنه لمُكْرَب الخلق ، إذا كان شديد القوى. والأوّل أشبه.

(س) وفيه «كان إذا أتاه الوحى كَرَبَ له» أى أصابه الكَرْبُ ، فهو مَكْرُوب. والذى كَرَبَه كَارِبٌ.

(س) وفى صفة نخل الجنّة «كَرَبُها ذهب» هو بالتّحريك أصل السّعف. وقيل : ما يبقى من أصوله فى النّخلة بعد القطع كالمراقى.

(كربس) ـ فى حديث عمر «وعليه قميص من كَرَابِيسَ» هى جمع كِرْباس ، وهو القطن.

ومنه حديث عبد الرحمن بن عوف «فأصبح وقد اعتمّ بعمامة كَرَابِيسَ سوداء».

(كرث) ـ فى حديث قسّ «لم يخلّنا سدى من بعد عيسى واكْتَرَثَ» يقال : ما أَكْتَرِثُ به : أى ما أبالى. ولا تستعمل إلّا فى النّفى. وقد جاء هاهنا فى الإثبات وهو شاذ.

ومنه حديث عليّ «فى سكرة ملهثة وغمرة كَارِثَة» أى شديدة شاقّة. وكَرثَه الغمّ يَكْرِثُه ، وأَكْرَثَه : أى اشتدّ عليه وبلغ منه المشقّة.

١٦١

(كرد) (ه) فى حديث عثمان «لمّا أرادوا الدّخول عليه لقتله جعل المغيرة بن الأخنس يحمل عليهم ويَكْرُدُهُم بسيفه (١)» أى يكفّهم ويطردهم.

(س) ومنه حديث الحسن ، وذكر بيعة العقبة «كأن هذا المتكلّم كَرَدَ القوم. قال : لا والله» أى صرفهم عن رأيهم وردّهم عنه.

(س [ه]) وفى حديث معاذ «قدم على أبى موسى باليمن وعنده رجل كان يهوديّا فأسلم ، ثم تهوّد ، فقال : والله لا أقعد حتّى تضربوا كَرْدَهُ» أى عنقه. وكَرَدَهُ : إذا ضرب كَرْدَه.

(كردس) (ه) فى صفته عليه الصلاة والسلام «ضخم الكَرادِيس» هى رؤوس العظام ، واحدها : كُرْدُوس. وقيل : هى ملتقى كلّ عظمين ضخمين ، كالركبتين ، والمرفقين ، والمنكبين ، أراد أنه ضخم الأعضاء.

(ه) وفى حديث الصّراط «ومنهم مُكَرْدَسٌ فى النار» المكَرْدَس : الذى جمعت يداه ورجلاه وألقى إلى موضع.

(كرر) ـ فى حديث سهيل بن عمرو «حين استهداه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ماء زمزم فاستعانت امرأته بأثيلة ، ففرتا مزادتين وجعلتاهما فى كُرَّيْن غوطيّين» الكُرُّ : جنس من الثياب الغلاظ ، قاله أبو موسى.

وفى حديث ابن سيرين «إذا كان الماء قدر كُرٍّ لم يحمل القذر» وفى رواية : «إذا بلغ الماء كُرّاً لم يحمل نجسا» الكُرّ بالبصرة : ستّة أوقار.

وقال الأزهرى : الكُرّ : ستون قفيزا. والقفيز : ثمانية مكاكيك. والمكّوك : صاع ونصف ، فهو على هذا الحساب اثنا عشر وسقا ، وكلّ وسق ستّون صاعا.

(كرزن) (ه) فى حديث الخندق «فأخذ الكِرْزِين فحفر» الكِرْزِين : الفأس. ويقال له : كِرْزَن أيضا بالفتح والكسر (٢) ، والجمع : كَرَازِين وكَرَازِن.

__________________

(١) رواية الهروى : «فحمل عليهم بسيفه ، فكردهم. أى شلّهم وطردهم».

(٢) فى القاموس : كجعفر ، وزبرج ، وقنديل.

١٦٢

ومنه حديث أم سلمة «ما صدّقت بموت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى سمعت وقع الكَرَازِين».

(كرس) (س) فى حديث الصّراط فى رواية «ومنهم مَكْرُوسٌ فى النار» بدل مكردس ، وهو بمعناه.

والتَّكْرِيس : ضمّ الشىء بعضه إلى بعض. ويجوز أن يكون من كِرْس الدّمنة ، حيث تقف الدوابّ.

(ه) وفى حديث أبى أيوب «ما أدرى ما أصنع بهذه الكرايِيس ، وقد نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن تستقبل (١) القبلة بغائط أو بول» يعنى الكنف ، واحدها : كِرْياس ، وهو الذى يكون مشرفا على سطح بقناة إلى الأرض ، فإذا كان أسفل فليس بكِرْياس ، سمّى به لما يعلق به من الأقذار ويَتَكَرَّس (٢) عليه ككِرْس الدّمن (٣).

قال الزمخشرى : «وفى كتاب العين الكرناس بالنون».

(كرسع) فيه «فقبض على كُرْسُوعي» الكُرْسوع : طرف رأس الزّند ممّا يلى الخنصر.

(كرسف) فيه «إنه كفّن فى ثلاثة أثواب يمانيّة كُرْسُفٍ» الكُرْسُف : القطن. وقد جعله وصفا للثياب وإن لم يكن مشتقّا ، كقولهم : مررت بحيّة ذراع ، وإبل مائة ، ونحو ذلك.

(س) ومنه حديث المستحاضة «أنعت لك الكُرْسُف» وقد تكرر فى الحديث.

(كرش) [ه] فيه «الأنصار كَرِشي وعيبتى» أراد أنهم بطانته وموضع سرّه وأمانته ، والذين يعتمد عليهم فى أموره ، واستعار الكَرِش والعيبة لذلك ؛ لأن المجترّ يجمع علفه فى كَرِشه ، والرجل يضع ثيابه فى عيبته.

__________________

(١) فى الأصل : «نستقبل» والمثبت من ا ، واللسان.

(٢) فى الأصل : «وتتكرس» والمثبت من ا ، واللسان.

(٣) الدّمن ، وزان حمل : ما يتلبّد من السّرجين. (المصباح).

١٦٣

وقيل : أراد بالكَرِش الجماعة. أى جماعتى وصحابتى. ويقال : عليه كَرِشٌ من الناس : أى جماعة.

وفى حديث الحسن «فى كلّ ذات كَرِش شاة» أى كل ما له من الصّيد كَرِش ، كالظّباء. والأرانب إذا أصابه المحرم ففى فدائه شاة.

(ه) وفى حديث الحجّاج «لو وجدت إلى دمك فا كَرِشٍ لشربت البطحاء منك» أى لو وجدت إلى دمك سبيلا. وهو مثل أصله أنّ قوما طبخوا شاة فى كَرِشها فضاق فم الكَرِش عن بعض الطعام ، فقالوا للطّبّاخ : أدخله ، فقال : إن وجدت فا كَرِشٍ.

(كرع) فيه «أنه دخل على رجل من الأنصار فى حائطه ، فقال : إن كان عندك ماء بات فى شنّه وإلّا كَرَعْنَا» كَرَعَ الماء يَكْرَع كَرْعاً إذا تناوله بفيه ، من غير أن يشرب بكفّه ولا بإناء ، كما تشرب البهائم ، لأنها تدخل فيه أكارِعَها.

ومنه حديث عكرمة «كره الكَرْعَ فى النّهر لذلك».

[ه] ومنه الحديث «أن رجلا سمع قائلا يقول فى سحابة : اسقى (١) كَرَع فلان» قال الهروى : أراد موضعا يجتمع فيه ماء السماء فيسقى صاحبه زرعه ، يقال : شربت الإبل بالكَرَع ، إذا شربت من ماء الغدير.

وقال الجوهرى : «الكَرَع بالتحريك : ماء السماء يُكْرَع فيه».

(ه) ومنه حديث معاوية «شربت عنفوان المَكْرَع» (٢) أى فى أوّل الماء. وهو مفعل من الكَرْع ، أراد أنه عزّ فشرب صافى الأمر ، وشرب غيره الكدر.

[ه] وفى حديث النّجاشى «فهل ينطق فيكم الكَرَع؟» تفسيره فى الحديث : الدّنىء النّفس (٣) وهو من الكَرَع : الأوظفة ، ولا واحد له.

ومنه حديث عليّ «لو أطاعنا أبو بكر فيما أشرنا به عليه من ترك قتال أهل الردّة لغلب على هذا الأمر الكَرَعُ والأعراب!» هم السّفلة والطّغام من الناس.

__________________

(١) فى الأصل ، وا ، واللسان : «اسق» والمثبت من الهروى.

(٢) فى الهروى : «الكرع».

(٣) زاد الهروى : «والمكان».

١٦٤

وفيه «خرج عام الحديبية حتى بلغ كُرَاعَ الغميم» هو اسم موضع بين مكة والمدينة.

والكُراع : جانب مستطيل من الحرّة تشبيها بالكُراع ، وهو ما دون الرّكبة من الساق.

والغميم بالفتح : واد بالحجاز.

ومنه حديث ابن عمر «عند كُراع هرشى» هرشى : موضع بين مكة والمدينة ، وكُرَاعُها : ما استطال من حرّتها.

(س) وفى حديث ابن مسعود «كانوا لا يحسبون إلّا الكُرَاعَ والسلاح» الكُراع : اسم لجميع الخيل.

(س) وفى حديث الحوض «فبدأ الله بكُراع» أى طرف من ماء الجنة ، مشبّه بالكُراع لقلّته ، وأنه كالكُراع من الدابّة.

(ه) وفى حديث النّخعىّ «لا بأس بالطّلب فى أَكارِع الأرض» وفى رواية «كانوا يكرهون الطّلب فى أَكارِع الأرض» أى فى نواحيها وأطرافها (١) ، تشبيها بأكارع الشاة (٢).

والأَكارِع : جمع أَكْرُع ، وأَكْرُع : جمع كُرَاع. وإنما جمع على أَكْرُع وهو مختصّ بالمؤنث ؛ لأنّ الكُراع يذكّر ويؤنث. قاله الجوهرى.

(كركر) (ه) فيه «أن النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبا بكر وعمر تضيّفوا أبا الهيثم ، فقال لامرأته : ما عندك؟ قالت : شعير ، قال : فكَرْكِرِي» أى اطحنى. والكَرْكَرَة : صوت يردّده الإنسان فى جوفه.

(ه) ومنه الحديث «وتُكَرْكِرُ حبّات من شعير» أى تطحن.

__________________

(١) فى الهروى : «وأطرافها القاصية».

(٢) بعد هذا فى الهروى زيادة : «وهى قوائمها. والأكارع من الناس : السّفلة».

١٦٥

(س) وفى حديث عمر «لمّا قدم الشام وكان بها الطاعون فكَرْكَرَ عن ذلك» أى رجع. وقد كَرْكَرْتُهُ عنى كَرْكَرَةً ، إذا دفعته ورددته.

ومنه حديث كنانة «تَكَرْكَر الناس عنه».

وفى حديث جابر «من ضحك حتى يُكَرْكِرَ فى الصلاة فليعد الوضوء والصلاة» الكَرْكَرة : شبه القهقهة فوق القرقرة ، ولعلّ الكاف مبدلة من القاف لقرب المخرج.

وفيه «ألم تروا إلى البعير تكون بكِرْكِرَتِه نكتة من جرب» هى بالكسر : زور البعير الذى إذا برك أصاب الأرض ، وهى ناتئة عن جسمه كالقرصة ، وجمعها : كَراكِر.

(س) ومنه حديث عمر «ما أجهل عن كَرَاكِرَ وأسنمة» يريد إحضارها للأكل ، فإنها من أطايب ما يؤكل من الإبل.

ومنه حديث ابن الزبير :

عطاؤكم للضاربين رقابكم

وندعى إذا ما كان حزّ الكَرَاكِرِ

هو أن يكون بالبعير داء فلا يستوى إذا برك ، فيسلّ من الكِرْكِرة عرق ثم يكوى. يريد إنما تدعونا إذا بلغ منكم الجهد ؛ لعلمنا بالحرب ، وعند العطاء والدّعة غيرنا.

(كركم) (ه) فيه «بينا هو وجبريل عليهما الصلاة والسلام يتحادثان تغيّر وجه جبريل حتى عاد كأنه كُرْكُمة» هى واحدة الكُرْكُم ، وهو الزعفران. وقيل : العصفر. وقيل : شىء كالورس. وهو فارسى معرّب.

وقال الزمخشرى : الميم مزيدة ، لقولهم للأحمر : كرك (١).

ومنه الحديث «حين ذكر سعد بن معاذ ، فعاد لونه كالكُرْكُمَة».

(كرم) ـ فى أسماء الله تعالى «الكريم» هو الجواد المعطى الذى لا ينفذ عطاؤه. وهو الكريم المطلق. والكريم الجامع لأنواع الخير والشّرف والفضائل.

ومنه الحديث «إنّ الكريمَ ابنَ الكريمِ يوسف بن يعقوب» لأنه اجتمع له شرف

__________________

(١) ضبط فى الأصل : «كرك» بالضم والسكون. قال فى القاموس (كرك) : «وككتف : الأحمر».

١٦٦

النّبوّة ، والعلم ، والجمال ، والعفّة ، وكَرَم الأخلاق ، والعدل ، ورئاسة الدنيا والدين. فهو نبىّ ابن نبى ابن نبى ابن نبى ، رابع أربعة فى النّبوّة.

(س [ه]) وفيه «لا تسمّوا العنب الكَرْمَ (١) ، فإنما الكَرْمُ الرجل المسلم» قيل : سمّى الكَرْمُ كَرْماً ؛ لأنّ الخمر المتّخذة منه تحثّ على السّخاء والكَرَم ، فاشتقّوا له منه اسما ، فكره أن يسمّى باسم مأخوذ من الكَرَم ، وجعل المؤمن أولى به.

يقال : رجل كَرَمٌ : أى كَرِيم ، وصف بالمصدر ، كرجل عدل وضيف.

قال الزمخشرى : أراد أن يقرّر ويسدّد (٢) ما فى قوله عزوجل : «إِنَ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ» بطريقة أنيقة ومسلك لطيف ، وليس الغرض حقيقة النّهى عن تسمية العنب كَرْما ، ولكن الإشارة إلى أنّ المسلم التّقىّ جدير بألّا يشارك فيما سمّاه الله به.

وقوله «فإنما الكَرْم الرجل المسلم» أى إنما المستحقّ للاسم المشتق من الكَرَم الرجل المسلم.

(ه) وفيه «أن رجلا أهدى له راوية خمر ، فقال : إنّ الله حرّمها ، فقال الرجل : أفلا أُكَارِم بها يهود» المُكَارَمَة : أن تهدى لإنسان شيئا ليكافئك عليه ، وهى مفاعلة من الكَرَم.

(ه) وفيه «إن الله يقول : إذا أخذت من عبدى كَرِيمَتَيْه فصبر لم أرض له ثوابا دون الجنة» ويروى «كَرِيمَتَه» يريد عينيه : أى جارحتيه الكَرِيمَتَين عليه. وكلّ شىء يَكْرُم عليك فهو كَرِيمُكَ وكَرِيمتك.

(ه) ومنه الحديث «أنه أَكْرَمَ جرير بن عبد الله لمّا ورد عليه ؛ فبسط له رداءه وعمّمه بيده ، وقال : إذا أتاكم كَرِيمة قوم فأَكْرِموه» أى كَرِيم قوم وشريفهم. والهاء للمبالغة.

ومنه حديث الزكاة «واتّق كَرَائمَ أموالهم» أى نفائسها التى تتعلّق بها نفس مالكها ويختصّها لها ، حيث هى جامعة للكمال الممكن فى حقّها. وواحدتها : كَرِيمة.

ومنه الحديث «وغزو تنفق فيه الكريمة» أى العزيزة على صاحبها.

__________________

(١) فى الهروى : «كرما».

(٢) فى الفائق ٢ / ٤٠٧ : «ويشدّد».

١٦٧

(ه) وفيه «خير الناس يومئذ مؤمن بين كَرِيمَيْن» أى بين أبوين مؤمنين.

وقيل : بين أب مؤمن ، هو أصله ، وابن مؤمن ، هو فرعه ، فهو بين مؤمنين هما طرفاه ، وهو مؤمن (١).

والكريم : الذى كَرَّم نفسه عن التّدنّس بشىء من مخالفة ربّه.

(س) وفى حديث أم زرع «كَرِيم الخلّ ، لا تخادن أحدا فى السّر» أطلقت كَرِيما على المرأة ، ولم تقل كَرِيمة الخلّ ، ذهابا به إلى الشّخص.

(س) وفيه «ولا يجلس على تَكْرِمَتِه إلّا بإذنه» التَّكْرِمَة : الموضع الخاصّ لجلوس الرجل من فراش أو سرير ممّا يعدّ لإِكْرَامِهِ ، وهى تفعلة من الكَرامة.

(كرن) (س) فى حديث حمزة «فغنّته الكَرِينَةُ» أى المغنّية الضاربة بالكِرَان ، وهو الصّنج. وقيل : العود ، والكَنَّارَة نحو منه.

(كرنف) (ه) فى حديث الواقمى «وقد ضافه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتى بقربته نخلة فعلقها بكُرْنَافَة (٢)» هى أصل السّعفة الغليظة. والجمع : الكَرَانِيف.

ومنه حديث ابن أبى الزّناد «ولا كِرْنَافَة ولا سعفة».

وحديث أبى هريرة «إلّا بعث عليه يوم القيامة سعفها وكَرَانِيفُها أشاجع تنهشة».

(ه) وحديث الزّهرى «والقرآن فى الكَرَانيف (٣)» يعنى أنه كان مكتوبا عليها قبل جمعه فى الصّحف.

(كره) (س) فيه «إسباغ الوضوء على المكارِه» هى جمع مَكْرَه ، وهو ما يكرَهُه الإنسان ويشقّ عليه ، والكُرْه بالضم والفتح : المشقّة.

والمعنى أن يتوضّأ مع البرد الشديد والعلل التى يتأذّى معها بمسّ الماء ، ومع إعوازه والحاجة

__________________

(١) الذى فى الهروى فى شرح هذا الحديث : «وقال بعضهم : هما الحج والجهاد. وقيل : بين فرسين يغزو عليهما. وقيل : بين أبوين مؤمنين كريمين. وقال أبو بكر : هذا هو القول ؛ لأن الحديث يدل عليه ، ولأن الكريمين لا يكونان فرسين ولا بعيرين إلا بدليل فى الكلام يدل عليه».

(٢) بالكسر والضم ، كما فى القاموس.

(٣) فى الهروى : «فى كرانيف».

١٦٨

إلى طلبه ، والسّعى فى تحصيله ، أو ابتياعه بالثمن الغالى ، وما أشبه ذلك من الأسباب الشّاقّة.

ومنه حديث عبادة «بايعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على المنشط والمَكْرَه» يعنى المحبوب والمَكْرُوه ، وهما مصدران.

(س) وفى حديث الأضحية «هذا يوم اللّحم فيه مَكْرُوه» يعنى أنّ طلبه فى هذا اليوم شاقّ. كذا قال أبو موسى.

وقيل : معناه أنّ هذا يوم يُكْرَه فيه ذبح شاة للّحم خاصة ، إنما تذبح للنّسك ، وليس عندى إلّا شاة لحم لا تجزىء عن النّسك.

هكذا جاء فى مسلم «اللحم فيه مكروه» والذى جاء فى البخارى «هذا يوم يشتهى (١) فيه اللّحم» وهو ظاهر.

وفيه «خلق المَكْرُوه يوم الثّلاثاء ، وخلق النّور يوم الأربعاء» أراد بالمكروه هاهنا الشرّ ، لقوله «وخلق النّور يوم الأربعاء» ، والنور خير ، وإنما سمّى الشّر مكروها ؛ لأنه ضدّ المحبوب.

وفى حديث الرؤيا «رجل كَرِيه المرآة» أى قبيح المنظر ، فعيل بمعنى مفعول. والمرآة : المرأى.

(كرا) (س) فى حديث فاطمة «أنها خرجت تعزّى قوما فلما انصرفت قال لها : لعلّك بلغت معهم الكُرا ، قالت : معاذ الله» هكذا جاء فى رواية بالراء ، وهى القبور ، جمع كُرْيَة أو كُرْوة ، من كَرَيْتُ الأرض وكَرَوْتُها إذا حفرتها. كالحفرة من حفرت. ويروى بالدال. وقد تقدم.

(س ه) ومنه الحديث «أنّ الأنصار سألوا النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى نهر يَكْرُونه لهم سيحا» أى يحفرونه ويخرجون طينه.

__________________

(١) ضبط فى الأصل ، ا : «يوم يشتهى» وضبطته بالتنوين من صحيح البخارى (باب الأكل يوم النحر ، من كتاب العيدين). وانظر أيضا البخارى (باب ما يشتهى من اللحم يوم النحر ، من كتاب الأضاحى» وانظر لرواية مسلم. صحيحه الحديث الخامس ، من كتاب الأضاحى).

١٦٩

(ه) وفى حديث ابن مسعود «كنا عند النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات ليلة فأَكْرَيْنا فى الحديث» أى أطلناه وأخّرناه.

وأَكْرَى من الأضداد ، يقال : إذا أطال وقصّر (١) ، وزاد ونقص.

وفى حديث ابن عباس «أنّ امرأة محرمة سألته فقالت : أشرت إلى أرنب فرماها الكَرِيُ» الكَرِيُ بوزن الصّبى : الذى يُكْرِي دابّته ، فعيل بمعنى مفعل. يقال : أَكْرَى دابّته فهو مُكْرٍ ، وكَرِيّ.

وقد يقع على المُكْتَرِي ، فعيل بمعنى مفتعل. والمراد الأوّل.

(س) ومنه حديث أبى السّليل (٢) «الناس يزعمون أنّ الكَرِيَ لا حجّ له».

(س) وفيه «أنه أدركه الكَرَى» أى النّوم. وقد تكرر فى الحديث.

(باب الكاف مع الزاى)

(كزز) (س) فيه «أنّ رجلا اغتسل فكَزَّ فمات» الكُزازُ : داء يتولّد من شدّة البرد. وقيل : هو نفس البرد. وقد كَزَّ يَكِزُّ كَزّاً.

(كزم) (ه) فيه «أنه كان يتعوّذ من الكَزَم والقزم» الكَزَم بالتحريك : شدّة الأكل ، والمصدر ساكن. وقد كَزَمَ الشىء بفيه يَكْزِمُه كَزْما ، إذا كسره وضم فمه عليه.

وقيل : هو البخل ، من قولهم : هو أَكْزَمُ البنان : أى قصيرها ، كما يقال : جعد الكفّ.

وقيل : هو أن يريد الرجل المعروف أو الصّدقة ولا يقدر على دينار ولا درهم.

ومنه حديث عليّ فى صفة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم «لم يكن بالكَزِّ ولا المُنْكَزِم» فالكَزُّ : المعبّس فى وجوه السائلين ، والمُنْكَزِم : الصغير الكفّ ، الصغير القدم.

(ه) ومنه حديث عون بن عبد الله «وذكر رجلا يذمّ فقال : إن أفيض فى خير كَزَم وضعف واستسلم» أى إن تكلّم الناس فى خير سكت فلم يفض معهم فيه ، كأنه ضمّ فاه فلم ينطق.

__________________

(١) فى الأصل : «إذا طال وقصر» وفى اللسان : «يقال : أكرى الشىء ، يكرى : إذا طال وقصر» وما أثبتّ من ا ، والهروى.

(٢) انظر القاموس (سلل).

١٧٠

(باب الكاف مع السين)

(كسب) فيه «أطيب ما يأكل الرّجل من كَسْبِه ، وولده من كَسْبِه» إنما جعل الولد كَسْباً لأنّ الوالد طلبه وسعى فى تحصيله.

والكَسْب : الطّلب ، والسّعى فى طلب الرزق والمعيشة. وأراد بالطّيّب هاهنا الحلال.

ونفقة الوالدين على الولد واجبة إذا كانا محتاجين ، عاجزين عن السّعى ، عند الشافعى ، وغيره لا يشترط ذلك.

وفى حديث خديجة «إنك لتصل الرّحم ، وتحمل الكلّ وتُكْسِبُ المعدوم» يقال : كَسَبْتُ مالا وكَسَبْتُ زيدا مالا ، وأَكْسَبْتُ زيدا مالا : أى أعنته على كَسْبِه ، أو جعلته يَكْسِبُه.

فإن كان ذلك من الأوّل ، فتريد أنك تصل إلى كلّ معدوم وتناله فلا يتعذر لعبده عليك.

وإن جعلته متعدّيا إلى اثنين ، فتريد أنّك تعطى الناس الشىء المعدوم عندهم وتوصله إليهم.

وهذا أولى القولين ؛ لأنه أشبه بما قبله فى باب التّفضّل والإنعام ، إذ لا إنعام فى أن يَكْسِب هو لنفسه مالا كان معدوما عنده ، وإنما الإنعام أن يوليه غيره. وباب الحظّ والسّعادة فى الاكْتِساب غير باب التّفضّل والإنعام.

وفيه «أنه نهى عن كَسْب الإماء» هكذا جاء مطلقا فى رواية أبى هريرة.

وفى رواية رافع بن خديج مقيّدا «حتى يعلم من أين هو».

وفى رواية أخرى «إلّا ما عملت بيدها».

ووجه الإطلاق أنه كان لأهل مكة والمدينة إماء ، عليهنّ ضرائب يخدمن الناس ، ويأخذن أجورهنّ ، ويؤدّين ضرائبهنّ ، ومن تكون متبذّلة خارجة داخلة وعليها ضريبة فلا تؤمن أن تبدو منها زلّة ، إمّا للاستزادة فى المعاش ، وإمّا لشهوة تغلب ، أو لغير ذلك ، والمعصوم قليل ، فنهى عن كَسْبِهنّ مطلقا تنزّها عنه.

١٧١

هذا إذا كان للأمة وجه معلوم تَكْسِب منه ، فكيف إذا لم يكن لها وجه معلوم؟

(كست) (س) فى حديث غسل الحيض «نبذة من كُسْتِ أظفار» هو القسط الهندى ، عقّار معروف.

وفى رواية «كسط» بالطّاء ، وهو هو. والكاف والقاف يبدل أحدهما من الآخر.

(كسح) (ه) فى حديث ابن عمر «وسئل عن مال الصّدقة فقال : إنها شرّ مال ، إنّما هى مال الكُسْحَان والعوران» هى جمع الأَكْسَح ، وهو المقعد.

وقيل : الكَسَح : داء يأخذ فى الأوراك فتضعف له الرجل. وقد كَسِحَ الرجل كَسَحاً إذا ثقلت إحدى رجليه فى المشى ، فإذا مشى كأنه يَكْسَحُ الأرض ، أى يكنسها.

(س) ومنه حديث قتادة «فى قوله تعالى : «وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ» أى جعلناهم كُسْحاً» يعنى مقعدين ، جمع أَكْسَح ، كأحمر وحمر.

(كسر) (ه) فى حديث أم معبد «فنظر إلى شاة فى كَسْر الخيمة» أى جانبها ، ولكلّ بيت كَسْرَانِ ، عن يمين وشمال ، وتفتح الكاف وتُكْسَر.

(س) وفى حديث الأضاحى «لا يجوز فيها الكَسِيرُ البيّنة الكَسْر» أى المُنْكَسِرة الرّجل التى لا تقدر على المشى ، فعيل بمعنى مفعول.

(س) وفى حديث عمر «لا يزال أحدهم كَاسِرا وساده عند امرأة مغزية يتحدّث إليها» أى يثنى وساده عندها ويتّكىء عليه ويأخذ معها فى الحديث. والمغزية : التى قد غزا زوجها.

(س) ومنه حديث النّعمان «كأنها جناح عقاب كاسِر» هى الّتى تَكْسِر جناحيها وتضمّها إذا أرادت السّقوط.

وفى حديث عمر «قال سعد بن الأخرم : أتيته وهو يطعم الناس من كُسُور إبل» أى أعضائها ، واحدها : كَسْر ، بالفتح والكسر.

وقيل : هو العظم الذى ليس عليه كبير لحم.

وقيل : إنّما يقال له ذلك إذا كان مَكْسُورا.

١٧٢

[ه] ومنه حديثه الآخر «فدعا بخبز يابس وأَكْسَارِ بعير» أَكْسَار : جمع قلّة للكَسْر ، وكُسُور : جمع كثرة.

(ه) وفيه «العجين قد انْكَسَرَ» أى لان واختمر. وكلّ شىء فتر فقد انْكَسَر. يريد أنّه صلح لأن يخبز.

ومنه الحديث «بسوط مَكْسُور» أى ليّن ضعيف.

وفيه ذكر «كِسْرَى» كثيرا ، وهو بكسر الكاف وفتحها : لقب ملوك الفرس ، والنّسب إليه : كِسْرَوِيٌ ، وكِسْرَوَانِيٌ ، وقد جاء فى الحديث.

(كسع) (ه) فيه «ليس فى الكُسْعَة صدقة» الكُسْعَة بالضم : الحمير. وقيل : الرّقيق ، من الكَسْع : وهو ضرب الدّبر.

وفى حديث الحديبية «وعليّ يَكْسَعُها بقائم السّيف» أى يضربها من أسفل.

(ه) ومنه حديث زيد بن أرقم «أنّ رجلا كَسَعَ رجلا من الأنصار» أى ضرب دبره بيده.

(ه س) ومنه حديث طلحة يوم أحد «فضربت عرقوب فرسه فاكْتَسَعَتْ (١) به» أى سقطت من ناحية مؤخّرها ورمت به.

(س) ومنه حديث ابن عمر «فلمّا تَكَسَّعوا فيها» أى تأخّروا عن جوابها ولم يردّوه.

وفى حديث طلحة وأمر عثمان «قال : ندمت ندامة الكُسَعِيّ ، الّلهمّ خذ منّى لعثمان حتى ترضى» الكُسَعِيُ : اسمه محارب بن قيس ، من بنى كُسَيْعة ، أو بنى الكُسَع : بطن من حمير (٢) ، يضرب به المثل فى النّدامة ، وذلك أنّه أصاب نبعة ، فاتخذ منها قوسا. وكان راميا مجيدا

__________________

(١) رواية الهروى : «فأضرب عرقوب فرسه حتى اكتسعت».

(٢) جاء فى القاموس (كسع): «وكصرد : حىّ باليمن ، أو من بنى ثعلبة بن سعد بن قيس عيلان. ومنه غامد بن الحارث الكسعىّ الذى اتخذ قوسا وخمسة أسهم ... الخ».

١٧٣

لا يكاد يخطىء ، فرمى عنها عيرا ليلا فنفذ السهم منه ووقع فى حجر فأورى نارا ، فظنّه لم يصب فكسر القوس.

وقيل : قطع إصبعه ظنّا منه أنه قد أخطأ ، فلمّا أصبح رأى العير مجدّلا فندم ، فضرب به المثل.

(كسف) (ه) قد تكرر فى الحديث ذكر «الكُسوف والخسوف ، للشمس والقمر» فرواه جماعة فيهما بالكاف ، ورواه جماعة فيهما بالخاء ، ورواه جماعة فى الشمس بالكاف وفى القمر بالخاء ، وكلّهم رووا أنّهما آيتان من آيات الله ، لا يَنْكَسِفَان لموت أحد ، ولا لحياته. والكثير فى اللّغة ـ وهو اختيار الفرّاء ـ أن يكون الكُسُوف للشمس ، والخسوف للقمر. يقال : كَسَفت الشمس ، وكَسَفَها الله وانْكَسَفَتْ. وخسف القمر وخسفه الله وانخسف.

وقد تقدّم فى الخاء أبسط من هذا.

وفيه «أنه جاء بثريدة كِسَف» أى خبز مكسّر ، وهى جمع كِسْفَة. والكِسْف والكِسْفة : القطعة من الشىء.

(س) ومنه حديث أبى الدّرداء «قال بعضهم : رأيته وعليه كِساف» أى قطعة ثوب ، وكأنها جمع كِسْفَة أو كِسْف.

(س) وفيه «أنّ صفوان كَسَف عرقوب راحلته» أى قطعة بالسّيف.

(كسس) فى حديث معاوية «تياسروا عن كَسْكَسَة بكر» يعنى إبدالهم السّين من كاف الخطاب. يقولون : أبوس وأمّس : أى أبوك وأمّك.

وقيل : هو خاصّ بمخاطبة المؤنّث. ومنهم من يدع الكاف بحالها ويزيد بعدها سينا فى الوقف ، فيقول : مررت بكس أى بك.

(كسل) (ه) فيه «ليس فى الإِكْسَال إلّا الطّهور» أَكْسَل الرجل : إذا جامع ثم أدركه فتور فلم ينزل. ومعناه صار ذا كَسل.

وفى كتاب «العين» : كَسِل الفحل إذا فتر عن الضّراب. وأنشد (١) :

__________________

(١) للعجاج ، كما فى اللسان.

١٧٤

أإن كَسِلْتُ والحصان يَكْسَلُ (١)

ومعنى الحديث : ليس فى الإِكْسَال غسل ، وإنما فيه الوضوء.

وهذا على مذهب من رأى أنّ الغسل لا يجب إلّا من الإنزال ، وهو منسوخ.

والطّهور هاهنا يروى بالفتح ، ويراد به التّطهّر.

وقد أثبت سيبويه الطّهور والوضوء والوقود ، بالفتح ، فى المصادر.

(كسا) (ه) فيه «ونساء كاسِيَات عاريات» يقال : كَسِيَ ، بكسر السين ، يَكْسَى ، فهو كاسٍ : أى صار ذا كُسْوة.

ومنه قوله (٢) :

واقعد فإنّك أنت الطاعم الكاسِي

ويجوز أن يكون فاعلا بمعنى مفعول ، من كَسَا يَكْسُو ، ك (ماءٍ دافِقٍ).

ومعنى الحديث : إنهنّ كاسِيات من نعم الله ، عاريات من الشّكر.

وقيل : هو أن يكشفن بعض جسدهنّ ويسدلن الخمر من ورائهنّ ، فهنّ كاسِيات كعاريات.

وقيل : أراد أنهنّ يلبسن ثيابا رقاقا يصفن ما تحتها من أجسامهنّ ، فهنّ كاسِيات فى الظاهر عاريات فى المعنى.

(باب الكاف مع الشين)

(كشح) (ه) فيه «أفضل الصّدقة على ذى الرّحم الكَاشِح» الكاشِح : العدوّ الذى يضمر عداوته ويطوى عليها كَشْحَه : أى باطنه. والكَشْح : الخصر ، أو الذى يطوى عنك كَشْحَه ولا يألفك.

__________________

(١) فى الأصل : «مكسل» وأثبت ما فى ا ، واللسان. والضبط منه. وضبط فى ا : «يكسل» والفعل من باب «تعب» كما فى المصباح.

(٢) هو الحطيئة. ديوانه ٢٨٤. وصدر البيت :

* دع المكارم ل ترحل لبغيها *

١٧٥

وفى حديث سعد «إن أميركم هذا لأهضم الكَشْحَين» أى دقيق الخصرين.

(كشر) (س) فى حديث أبى الدّرداء «إنّا لَنَكْشِرُ فى وجوه أقوام» الكَشْر : ظهور الأسنان للضّحك. وكاشَرَه : إذا ضحك فى وجهه وباسطه. والاسم الكِشْرة ، كالعشرة. وقد تكرر فى الحديث.

(كشش) فيه «كانت حيّة تخرج من الكعبة لا يدنو منها أحد إلا كَشَّت وفتحت فاها» كشِيش الأفعى : صوت جلدها إذا تحرّكت. وقد كَشَّت تَكِشُ. وليس صوت فمها ، فإنّ ذلك فحيحها.

ومنه حديث عليّ «كأنى أنظر إليكم تَكِشُّون كَشِيشَ الضّباب».

وحكى الجوهرىّ (١) : «إذا بلغ الذّكر من الإبل الهدير فأوّله الكَشِيش ، وقد كَشَ يَكِشُ».

(كشط) فى حديث الاستسقاء «فتَكَشَّط السّحاب» أى تقطّع وتفرّق. والكَشْط والقشط سواء فى الرّفع والإزالة والقلع والكشف.

(كشف) (ه) فيه «لو تَكَاشَفْتُم ما تدافنتم» أى لو علم بعضكم سريرة بعض لاستثقل تشييع جنازته ودفنه.

(س) وفى حديث أبى الطّفيل «أنه عرض له شابّ أحمر أَكْشَفُ» الأَكْشَف : الذى تنبت له شعرات فى قصاص ناصيته ثائرة ، لا تكاد تسترسل ، والعرب تتشاءم به.

وفى قصيد كعب :

زالوا فما زال أنكاس ولا كُشُفٌ

الكُشُفُ : جمع أَكْشَف. وهو الذى لا ترس معه ، كأنه مِنُكَشِف غير مستور.

(كشكش) (س) فى حديث معاوية «تياسروا عن كَشْكَشَةِ تميم» أى إبدالهم الشين من كاف الخطاب مع المؤنث ، فيقولون : أبوش وأمّش. وربما زادوا على الكاف شينا فى الوقف ، فقالوا : مررت بكش ، كما تفعل بكر بالسين ، وقد تقدّم.

__________________

(١) عن الأصمعىّ.

١٧٦

(كشي) (ه) فى حديث عمر (١) «أنه وضع يده فى كُشْيَةِ ضبّ وقال : إنّ نبىّ الله لم يحرّمه ، ولكن قذره» الكُشْيَة : شحم بطن الضّبّ. والجمع : كُشًى. ووضع اليد فيه كناية عن الأكل منه.

هكذا رواه القتيبى فى حديث عمر.

والذى جاء فى «غريب الحربى» عن مجاهد «أنّ رجلا أهدى للنبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضبّا فقذره ، فوضع يده فى كُشْيَتَيِ الضّبّ». ولعله حديث آخر.

(باب الكاف مع الظاء)

(كظظ) (ه) فى حديث رقيقة «فاكْتَظَّ الوادى بثجيجه» أى امتلأ بالمطر والسّيل.

ويروى «كَظَّ الوادى بثجيجه».

ومنه حديث عتبة بن غزوان فى ذكر باب الجنة «وليأتينّ عليه يوم وهو كَظِيظ» أى ممتلىء. والكَظِيظ : الزّحام.

ومنه حديث ابن عمر «أهدى له إنسان جوارش ، فقال : إذا كَظَّك الطّعام أخذت منه» أى [إذا](٢) امتلأت منه وأثقلك.

ومنه حديث الحسن «قال له إنسان : إن شبعت كَظَّني ، وإن جعت أضعفنى».

(س) وحديث النّخعىّ «الأَكِظَّةُ على الأَكِظَّةِ مسمنة مكسلة مسقمة» الأَكِظَّة : جمع الكِظة ، وهى ما يعترى الممتلىء من الطّعام : أى أنها تسمن وتكسل وتسقم.

(ه) ومنه حديث الحسن ، وذكر الموت فقال : «كَظٌّ ليس كالكَظِّ» أى همّ يملأ الجوف ، ليس كسائر الهموم ، ولكنّه أشدّ.

(كظم) (س) فيه «أنه أتى كِظَامَةَ قوم فتوضّأ منها» الكِظَامة : كالقناة ، وجمعها :

__________________

(١) الذى فى الهروى : «فى حديث ابن عمر ، رضى الله عنهما».

(٢) تكملة من : ا ، واللسان.

١٧٧

كَظَائِم. وهى آبار تحفر فى الأرض متناسقة ، ويخرق بعضها إلى بعض تحت الأرض ، فتجتمع مياهها جارية ، ثم تخرج عند منتهاها فتسيح على وجه الأرض. وقيل : الكِظَامة : السّقاية.

(س) ومنه حديث عبد الله بن عمرو «إذا رأيت مكّة قد بعجت كَظَائِمَ» أى حفرت قنوات.

(س) ومنه الحديث «أنه أتى كِظَامَةَ قوم فبال» وقيل : أراد بالكِظَامة فى هذا الحديث : الكناسة.

وفيه «من كَظَمَ غيظا فله كذا وكذا» كَظْم الغيظ : تجرّعه واحتمال سببه والصّبر عليه.

(س) ومنه الحديث «إذا تثاءب أحدكم فَلْيَكْظِمْ ما استطاع» أى ليحبسه مهما أمكنه.

(س) ومنه حديث عبد المطّلب «له فخر يَكْظِم عليه» أى لا يبديه ويظهره ، وهو حسبه.

وفى حديث عليّ «لعلّ الله يصلح أمر هذه الأمّة ولا يؤخذ بأَكْظَامِها» هى جمع : كَظَم ، بالتحريك ، وهو مخرج النّفس من الحلق.

(س) ومنه حديث النّخعىّ «له التّوبة ما لم يؤخذ بكَظَمِه» أى عند خروج نفسه وانقطاع نفسه.

وفى الحديث ذكر «كاظِمَة» هو اسم موضع. وقيل : بئر عرف الموضع بها.

(باب الكاف مع العين)

(كعب) (س) فى حديث الإزار «ما كان أسفل من الكَعْبَين ففى النّار» الكَعْبَان : العظمان النائتان عند مفصل السّاق والقدم عن الجنبين.

وذهب قوم إلى أنهما العظمان اللذان فى ظهر القدم ، وهو مذهب الشّيعة.

١٧٨

ومنه قول يحيى بن الحارث «رأيت القتلى يوم زيد بن علىّ فرأيت الكِعَاب فى وسط القدم».

وفى حديث عائشة «إن كان ليهدى لنا القناع فيه كَعْبٌ من إهالة ، فنفرح به» أى قطعة من السّمن والدّهن.

(س) ومنه حديث عمرو بن معديكرب «أتونى بقوس وكَعْبٍ وثور» أى قطعة من سمن.

(ه) وفى حديث قيلة «والله لا يزال كَعْبُكِ عاليا» هو دعاء لها بالشّرف والعلوّ. والأصل فيه كَعْب القناة ، وهو أنبوبها وما بين كلّ عقدتين منها كَعْب. وكلّ شىء علا وارتفع فهو كَعْب. ومنه سمّيت الكَعْبَة ، للبيت الحرام. وقيل : سمّيت به لتَكْعِيبها ، أى تربيعها.

(س) وفيه «أنه كان يكره الضّرب بالكِعَاب» الكِعَاب : فصوص النّرد ، واحدها : كَعْب وكَعْبَة.

واللّعب بها حرام ، وكرهها عامّة الصحابة.

وقيل : كان ابن مغفّل يفعله مع امرأته على غير قمار.

وقيل : رخّص فيه ابن المسيّب ، على غير قمار أيضا.

(س) ومنه الحديث «لا يقلّب كَعَبَاتِها أحد ينتظر ما تجىء به إلّا لم يرح رائحة الجنة» هى جمع سلامة للكَعْبة.

وفى حديث أبى هريرة «فجئت فتاة كَعَابٌ على إحدى ركبتيها» الكَعاب بالفتح : المرأة حين يبدو ثديها للنّهود ، وهى الكاعِب أيضا ، وجمعها : كَوَاعِبُ.

(كعت) (س) فيه ذكر «الكُعَيْت» وهو عصفور. وأهل المدينة يسمّونه النّغر. وقيل : هو البلبل.

(كعدب) (س) فى حديث عمرو مع معاوية «أتيتك وإنّ أمرك كحقّ الكهول ، أو كالكُعْدُبَة» ويروى «الجعدبة» وهى نفّاخة الماء. وقيل : بيت العنكبوت.

١٧٩

(كعع) فيه «ما زالت قريش كاعَّةً حتى مات أبو طالب» الكاعَّة : جمع كاعّ ، وهو الجبان. يقال : كَعَ الرجل عن الشىء يَكِعُ كَعّاً فهو كاعٌ ، إذا جبن عنه وأحجم.

أراد أنهم كانوا يجبنون عن أذى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى حياة أبى طالب ، فلما مات اجترأوا عليه.

ويروى بتخفيف العين ، وسيجىء.

(كعكع) (ه) فى حديث الكسوف «قالوا له : ثم رأيناك تَكَعْكَعْت» أى أحجمت وتأخّرت إلى وراء. وقد تكرر فى الحديث.

(كعم) (ه) فيه «أنه نهى عن المُكاعَمَة» هو أن يلثم الرجل صاحبه ، ويضع فمه على فمه كالتّقبيل. أخذ من كَعْم البعير ، وهو أن يشدّ فمه إذا هاج. فجعل لثمه إيّاه بمنزلة الكِعام. والمُكَاعَمَة : مفاعلة منه.

ومنه الحديث «دخل إخوة يوسف عليهم‌السلام مصر وقد كَعَموا أفواه إبلهم».

وحديث عليّ «فهم بين خائف مقموع ، وساكت مَكْعُوم».

(باب الكاف مع الفاء)

(كفأ) (ه) فيه «المسلمون تَتَكافَأُ دماؤهم» أى تتساوى فى القصاص والديات.

والكُفْءُ : النّظير والمساوى. ومنه الكَفاءة فى النكاح ، وهو أن يكون الزّوج مساويا للمرأة فى حسبها ودينها ونسبها وبيتها ، وغير ذلك.

(ه) ومنه الحديث «كان لا يقبل الثّناء إلا من مُكافِئ» قال القتيبى : معناه إذا أنعم على رجل نعمة فكافأه بالثّناء عليه قبل ثناءه ، وإذا أثنى عليه قبل أن ينعم عليه لم يقبلها.

وقال ابن الأنبارى : هذا غلط ، إذ كان أحد لا ينفكّ من إنعام النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لأنّ الله بعثه رحمة للناس كافة ، فلا يخرج منها مُكَافِئ ولا غير مُكَافِئ. والثّناء عليه فرض لا يتمّ الإسلام إلّا به. وإنما المعنى : لا يقبل الثّناء عليه إلا من رجل يعرف حقيقة

١٨٠