تفسير أبي السّعود - ج ٧

أبي السعود محمّد بن محمّد العمادي

تفسير أبي السّعود - ج ٧

المؤلف:

أبي السعود محمّد بن محمّد العمادي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٨٨

(إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (٥٦) لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٥٧) وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً ما تَتَذَكَّرُونَ) (٥٨)

____________________________________

(وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) تداركا لما فرط منك من ترك الأولى فى بعض الأحايين فإنه تعالى كافيك فى نصرة دينك وإظهاره على الدين كله (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ) أى ودم على التسبيح ملتبسا بحمده* تعالى وقيل صل لهذين الوقتين إذ كان الواجب بمكة ركعتين بكرة وركعتين عشيا وقيل صل شكرا لربك بالعشى والإبكار وقيل هما صلاة العصر وصلاة الفجر (إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ) ويجحدون بها (بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ) فى ذلك من جهته تعالى وتقييد المجادلة بذلك مع استحالة إتيانه للإيذان بأن التكلم فى أمر الدين لا بد من استناده إلى سلطان مبين البتة وهذا عام لكل مجادل مبطل وإن نزل فى مشركى مكة وقوله تعالى (إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ) خبر لإن أى ما فى قلوبهم إلا تكبر عن الحق وتعظم عن التفكر* والتعلم أو إلا إرادة الرياسة والتقدم على الإطلاق أو إلا إرادة أن تكون النبوة لهم دونك حسدا وبغيا حسبما قالوا لو لا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم وقالو لو كان خيرا ما سبقونا إليه ولذلك يجادلون فيها لا أن فيها موقع جدال ما وأن لهم شيئا يتوهم أن يصلح مدارا لمجادلتهم فى الجملة وقوله تعالى (ما هُمْ بِبالِغِيهِ) صفة لكبر قال مجاهد ما هم ببالغى مقتضى ذلك الكبر وهو ما أرادوه من الرياسة أو النبوة وقيل المجادلون هم اليهود وكانوا يقولون لست صاحبنا المذكور فى التوراة بل هو المسيح بن داود يريدون الدجال يخرج فى آخر الزمان ويبلغ سلطانه البر والبحر وتسير معه الأنهار وهو آية من آيات الله تعالى فيرجع إلينا الملك فسمى الله تعالى تمنيهم ذلك كبرا ونفى أن يبلغوا متمناهم (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) أى فالتجىء* إليه من كيد من يحسدك ويبغى عليك وفيه رمز إلى أنه من همزات الشياطين (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) لأقوالكم وأفعالكم وقوله تعالى (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ) تحقيق للحق وتبيين لأشهر ما يجادلون فيه من أمر البعث على منهاج قوله تعالى (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) لقصورهم فى النظر والتأمل لفرط غفلتهم واتباعهم لأهوائهم* (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) أى الغافل والمستبصر (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلَا الْمُسِيءُ) أى والمحسن والمسىء فلا بد أن تكون لهم حال أخرى يظهر فيها ما بين الفريقين من التفاوت وهى فيما بعد البعث وزيادة لا فى المسىء لتأكيد النفى لطول الكلام بالصلة ولأن المقصود نفى مساواته للمحسن فيما له من الفضل والكرامة والعاطف الثانى عطف الموصول بما عطف عليه على الأعمى والبصير لتغاير الوصفين فى المقصود أو الدلالة بالصراحة والتمثيل (قَلِيلاً ما تَتَذَكَّرُونَ) على الخطاب بطريق الالتفات

٢٨١

(إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (٥٩) وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ (٦٠) اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (٦١) ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٦٢) كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ (٦٣) اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) (٦٤)

____________________________________

أى تذكرا قليلا تتذكرون وقرىء على الغيبة والضمير للناس أو الكفار (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها) أى فى مجيئها لوضوح شواهدها وإجماع الرسل على الوعد بوقوعها (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) لا يصدقون بها لقصور أنظارهم على ظواهر ما يحسون به (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي) أى اعبدونى (أَسْتَجِبْ لَكُمْ) أى أنبكم لقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ) أى صاغرين أذلاء وإن فسر الدعاء بالسؤال كان الأمر الصارف عنه منزلا منزلة الاستكبار عن العبادة للمبالغة أو المراد بالعبادة الدعاء فإنه من أفضل أبوابها وقرىء سيدخلون على صيغة المبنى للمفعول من الإدخال (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ) بأن خلقه باردا مظلما ليؤدى إلى ضعف الحركات وهذه الحواس* لتستريحوا فيه وتقديم الجار والمجرور على المفعول قد مر سره مرارا (وَالنَّهارَ مُبْصِراً) أى مبصرا فيه أو به (إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ) عظيم لا يوازيه ولا يدانيه فضل (عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) لجهلهم بالمنعم وإغفالهم مواضع النعم وتكرير الناس لتخصيص الكفران بهم (ذلِكُمُ) المتفرد بالأفعال المقتضية للألوهية والربوبية (اللهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) أخبار مترادفة تخصص اللاحقة منها السابقة وتقررها وقرىء خالق بالنصب على الاختصاص فيكون لا إله إلا هو استئنافا بما هو كالنتيجة للأوصاف المذكورة (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) فكيف ومن أى وجه تصرفون عن عبادته خاصة إلى عبادة غيره (كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ) أى مثل ذلك الإفك العجيب الذى لا وجه له ولا مصحح أصلا يؤفك كل من جحد بآياته تعالى أى آية كانت لا إفكا آخر له وجه ومصحح فى الجملة (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً) بيان لفضله تعالى المتعلق بالمكان بعد بيان فضله المتعلق* بالزمان وقوله تعالى (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) بيان لفضله المتعلق بأنفسهم والفاء فى فأحسن تفسيرية

٢٨٢

(هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٦٥) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (٦٦) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٦٧) هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (٦٨)

____________________________________

فإن الإحسان عين التصوير أى صوركم أحسن تصوير حيث خلقكم منتصب القامة بادى البشرة متناسب الأعضاء والتخطبطات متهيئا لمزاولة الصنائع واكتساب الكمالات (وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) أى اللذائذ* (ذلِكُمُ) الذى نعت بما ذكر من النعوت الجليلة (اللهُ رَبُّكُمْ) خبران لذلكم (فَتَبارَكَ اللهُ) أى تعالى بذاته (رَبُّ الْعالَمِينَ) أى مالكهم ومربيهم والكل تحت ملكوته مفتقر إليه فى ذاته ووجوده وسائر أحواله جميعا بحيث لو انقطع فيضه عنه آنا لا نعدم بالكلية (هُوَ الْحَيُّ) المتفرد بالحياة الذاتية الحقيقية (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) إذ لا موجود يدانيه فى ذاته وصفاته وأفعاله (فَادْعُوهُ) فاعبدوه خاصة لاختصاص ما يوجبه به تعالى (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) أى الطاعة من الشرك الجلى والخفى (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) أى قائلين ذلك. عن ابن عباس رضى الله عنهما من قال لا إله إلا الله فليقل على أثرها الحمد لله رب العالمين (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي) من الحجج والآيات أو من الآيات لكونها مؤيدة لأدلة العقل منبهة عليها فإن الآيات التنزيلية مفسرات للآيات التكوينية الآفاقية والأنفسية (وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) أى بأن أنقاد له وأخلص له دينى (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ) أى فى ضمن خلق آدم عليه الصلاة والسلام منه حسبما مر تحقيقه مرارا (ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) أى ثم خلقكم خلقا تفصيليا من نطفة أى منى (ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً) أى أطفالا والإفراد لإرادة الجنس أو لإرادة كل واحد من أفراده (ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ) علة ليخرجكم معطوفة على علة أخرى له مناسبة لها كأنه قيل* ثم يخرجكم طفلا لتكبروا شيئا فشيئا ثم لتبلغوا كمالكم فى القوة والعقل وكذا الكلام فى قوله تعالى (ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً) ويجوز عطفه على لتبلغوا وقرىء شيخا كقوله تعالى (طِفْلاً (وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ) أى من قبل الشيخوخة بعد بلوغ الأشد أو قبله أيضا (وَلِتَبْلُغُوا) متعلق بفعل مقدر بعده أى ولتبلغوا (أَجَلاً مُسَمًّى) هو وقت الموت أو يوم القيامة بفعل ذلك (وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) ولكى تعقلوا ما فى ذلك من فنون الحكم والعبر (هُوَ الَّذِي يُحْيِي) الأموات (وَيُمِيتُ) الأحياء أو الذى يفعل الإحياء والإماتة (فَإِذا قَضى أَمْراً) أى أراد أمرا من الأمور (فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) من غير توقف على شىء من الأشياء أصلا وهذا تمثيل لتأثير قدرته تعالى فى المقدورات عند تعلق إرادته بها وتصوير لسرعة

٢٨٣

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (٦٩) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ وَبِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٧٠) إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ (٧١) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (٧٢) ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ) (٧٣)

____________________________________

ترتب المكونات على تكوينه من غير أن يكون هناك أمر ومأمور والفاء الأولى للدلالة على أن ما بعدها من نتائج ما قبلها من اختصاص الإحياء والإماتة به سبحانه (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ) تعجيب من أحوالهم الشنيعة وآرائهم الركيكة وتمهيد لما يعقبه من بيان تكذيبهم بكل القرآن وبسائر الكتب والشرائع وترتيب الوعيد على ذلك كما أن ما سبق من قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ) الخ بيان لابتناء جدالهم على مبنى فاسد لا يكاد يدخل تحت الوجود هو الأمنية الفارغة فلا تكرير فيه أى انظر إلى هؤلاء المكابرين المجادلين فى آياته تعالى الواضحة الموجبة للإيمان بها الزاجرة عن الجدال فيها كيف يصرفون عنها مع تعاضد الدواعى إلى الإقبال عليها وانتفاء الصوارف عنها بالكلية وقوله تعالى (الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ) أى بكل القرآن أو بجنس الكتب السماوية فإن تكذيبه تكذيب لها فى محل الجر على أنه بدل من الموصول الأول أو فى حيز النصب أو الرفع على الذم وإنما وصل الموصول الثانى بالتكذيب دون المجادلة لأن المعتاد وقوع المجادلة فى بعض المواد لا فى الكل وصيغة الماضى للدلالة على التحقق كما أن صيغة المضارع فى الصلة الأولى للدلالة على تجدد المجادلة وتكررها (وَبِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا) من سائر الكتب أو مطلق الوحى والشرائع (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) كنه ما فعلوا من الجدال والتكذيب عند مشاهدتهم لعقوباته (إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ) ظرف ليعلمون إذ المعنى على الاستقبال ولفظ الماضى لتيقنه (وَالسَّلاسِلُ) عطف على الأغلال والجار فى نية التأخير وقيل مبتدأ* حذف خبره لدلالة خبر الأول عليه وقيل قوله تعالى (يُسْحَبُونَ) بحذف العائد أى يسحبون بها وهو على الأولين حال من المستكن فى الظرف وقيل استئناف وقع جوابا عن سؤال نشأ من حكاية حالهم كأنه قيل فماذا يكون حالهم بعد ذلك فقيل يسحبون (فِي الْحَمِيمِ) وقرىء والسلاسل يسحبون بالنصب وفتح الياء على تقديم المفعول وعطف الفعلية على الاسمية والسلاسل بالجر حملا على المعنى لأن قوله تعالى* الأغلال فى اعناقهم فى معنى أعناقهم فى الأغلال أو إضمارا للباء ويدل عليه القراءة به (ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ) أى يحرقون من سجر التنور إذا ملأه بالوقود ومنه السجير للصديق كأنه سجر بالحب أى ملىء والمراد بيان أنهم يعذبون بأنواع العذاب وينقلون من باب إلى باب (ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ)

٢٨٤

(مِنْ دُونِ اللهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ الْكافِرِينَ (٧٤) ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (٧٥) ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٧٦) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ (٧٧) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ) (٧٨)

____________________________________

(مِنْ دُونِ اللهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا) أى يقال لهم ويقولون وصيغة الماضى للدلالة على التحقق ومعنى ضلوا عنا غابوا عنا وذلك قبل أن يقرن بهم آلهتهم أو ضاعوا عنا فلم نجد ما كنا نتوقع منهم (بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً) أى بل تبين لنا أنا لم نكن نعبد شيئا بعبادتهم لما ظهر لنا اليوم أنهم لم يكونوا شيئا يعتد به كقولك حسبته شيئا فلم يكن (كَذلِكَ) أى مثل ذلك الضلال الفظيع (يُضِلُّ اللهُ الْكافِرِينَ) حيث لا يهتدون إلى شىء ينفعهم فى الآخرة أو كما ضل عنهم آلهتهم يضلهم عن آلهتهم حتى لو تطالبوا لم يتصادفوا (ذلِكُمْ) الإضلال (بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ) أى تبطرون وتتكبرون (بِغَيْرِ الْحَقِّ) وهو الشرك والطغيان (وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ) تتوسعون فى البطر والأشر والالتفات للمبالغة فى التوبيخ (ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ) أى أبوابها السبعة المقسومة لكم (خالِدِينَ فِيها) مقدرا خلودكم فيها (فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) أى عن الحق جهنم والتعبير عن مدخلهم بالمثوى لكون دخولهم بطريق الخلود (فَاصْبِرْ) إلى أن يلاقوا ما أعد لهم من العذاب (إِنَّ وَعْدَ اللهِ) بتعذيبهم (حَقٌّ) كائن لا محالة (فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ) أى فإن نرك وما مزيدة لتأكيد الشرطية ولذلك لحقت النون الفعل ولا تلحقه مع إن وحدها (بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ) وهو القتل والأسر (أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ) قبل ذلك (فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ) يوم القيامة فتجازيهم بأعمالهم وهو جواب نتوفينك وجواب نرينك محذوف مثل فذاك ويجوز أن يكون جوابا لها بمعنى إن نعذبهم فى حياتك أو لم نعذبهم فإنا نعذبهم فى الآخرة أشد العذاب وأفظعه كما ينبىء عنه الاقتصار على ذكر الرجوع فى هذا المعرض (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) إذ قيل عدد الأنبياء عليهم‌السلام مائة وأربعة وعشرون ألفا والمذكور قصصهم أفراد معدودة وقيل ربعة آلاف من بنى إسرائيل وأربعة آلاف من سائر الناس (وَما كانَ لِرَسُولٍ) أى وما صح وما استقام لرسول منهم (أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) فإن المعجزات على تشعب فنونها عطايا من الله تعالى قسمها بينهم حسبما اقتضته مشيئته المبنية على الحكم البالغة كسائر القسم ليس لهم اختار فى إيثار بعضها والاستبداد بإتيان المقترح منها

٢٨٥

(اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٧٩) وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (٨٠) وَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ (٨١) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) (٨٢)

____________________________________

* (فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ) بالعذاب فى الدنيا والآخرة (قُضِيَ بِالْحَقِّ) بإنجاء المحق وإثابته وإهلاك المبطل وتعذيبه (وَخَسِرَ هُنالِكَ) أى وقت مجىء أمر الله اسم مكان استعير للزمان (الْمُبْطِلُونَ) أى المتمسكون بالباطل على الإطلاق فيدخل فيهم المعاندون المقترحون دخولا أوليا (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ) قيل هى الإبل خاصة أى خلقها لأجلكم ومصلحتكم وقوله تعالى (لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ) تفصيل لما دل عليه اللام إجمالا ومن لابتداء الغاية ومعناها ابتداء الركوب والأكل منها أى تعلقهما بها وقيل للتبعيض أى لتركبوا بعضها وتأكلوا بعضها لا على أن كلا من الركوب والأكل مختص ببعض معين منها بحيث لا يجوز تعلقه بما تعلق به الآخر بل على أن كل بعض منها صالح لكل منهما وتغيير النظم الكريم فى الجملة الثانية لمراعاة الفواصل مع الإشعار بأصالة الركوب (وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ) أخر غير الركوب والأكل كألبانها وأوبارها وجلودها (وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ) بحمل أثقالكم من بلد إلى بلد (وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) لعل المراد به حمل النساء والولدان عليها بالهودج وهو السر فى فصله عن الركوب والجمع بينها وبين الفلك فى الحمل لما بينهما من المناسبة التامة حتى سميت سفائن البر وقيل هى الأزواج الثمانية فمعنى الركوب والأكل منها تعلقهما بالكل لكن لا على أن كلا منهما يجوز تعلقه بكل منها ولا على أن كلا منهما مختص ببعض بحيث لا يجوز تعلقه بما تعلق به الآخر بل على أن بعضها يتعلق به الأكل فقط كالغنم وبعضها يتعلق به كلاهما كالإبل والبقر والمنافع تعم الكل وبلوغ الحاجة عليها يعم البقر (وَيُرِيكُمْ آياتِهِ) دلائله الدالة على كمال قدرته ووفور رحمته (فَأَيَّ آياتِ اللهِ) أى فأى آية من تلك الآيات الباهرة (تُنْكِرُونَ) فإن كلا منها من الظهور بحيث لا يكاد يجترىء على إنكارها من له عقل فى الجملة وهو ناصب لأى وإضافة الآيات إلى الاسم الجليل لتربية المهابة وتهويل إنكارها وتذكير أى هو الشائع المستفيض والتأنيث قليل لأن التفرقة بين المذكر والمؤنث فى الأسماء غير الصفات نحو حمار وحمارة غريب وهى فى أى أغرب لإبهامه (أَفَلَمْ يَسِيرُوا) أى أقعدوا فلم يسيروا (فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من الأمم المهلكة وقوله تعالى (كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً) الخ استئناف مسوق لبيان مبادى أحوالهم وعواقبها (وَآثاراً فِي الْأَرْضِ) باقية بعدهم من* الأبنية والقصور والمصانع وقيل هى آثار أقدامهم فى الأرض لعظم أجرامهم (فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا

٢٨٦

(فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٨٣) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (٨٤) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ) (٨٥)

____________________________________

يَكْسِبُونَ) ما الأولى نافية أو استفهامية منصوبة بأغنى والثانية موصولة أو مصدرية مرفوعة أى لم يغن عنهم أو أى شىء أغنى عنهم مكسوبهم أو كسبهم (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) بالمعجزات أو بالآيات الواضحة (فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) أى أظهروا الفرح بذلك وهو ما لهم من العقائد الزائغة والشبه الداحضة وتسميتها علما للتهكم بهم أو علم الطبائع والتنجيم والصنائع ونحو ذلك أو هو علم الأنبياء الذى أظهره رسلهم على أن معنى فرحهم به ضحكهم منه واستهزاؤهم به ويؤيده قوله تعالى (وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) وقيل الفرح أيضا للرسل فإنهم لما شاهدوا تمادى جهلهم وسوء عاقبتهم فرحوا بما أوتوا من العلم المؤدى إلى حسن العاقبة وشكروا الله عليه وحاق بالكافرين جزاء جهلهم واستهزائهم (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا) شدة عذابنا ومنه قوله تعالى (بِعَذابٍ بَئِيسٍ (قالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ) يعنون الأصنام (فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا) أى عند رؤية عذابنا لامتناع قبوله حينئذ ولذلك قيل فلم يك بمعنى لم يصح ولم يستقم والفاء الأولى بيان عاقبة كثرتهم وشدة قوتهم وما كانوا يكسبون بذلك زعما منهم أن يغنى عنهم فلم يترتب عليه إلا عدم الإغناء فبهذا الاعتبار جرى مجرى النتيجة وإن كان عكس الغرض ونقيض المطلوب كما فى قولك وعظته فلم يتعظ والثانية تفسير وتفصيل لما أبهم وأجمل من عدم الإغناء وقد كثر فى الكلام مثل هذه الفاء ومبناها على التفسير بعد الإبهام والتفصيل بعد الإجمال والثالثة لمجرد التعقيب وجعل ما بعدها تابعا لما قبلها واقعا عقيبه لأن مضمون قوله تعالى (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ) الخ هو أنهم كفروا فصار مجموع الكلام بمنزلة أن يقال فكفروا ثم لما رأوا بأسنا آمنوا والرابعة للعطف على آمنوا كأنه قيل فآمنوا فلم ينفعهم لأن النافع هو الإيمان الاختيارى (سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ) * أى سن الله تعالى ذلك سنة ماضية فى العباد وهو من المصادر المؤكدة (وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ) أى* وقت رؤيتهم البأس على أنه اسم مكان قد استعير للزمان كما سلف آنفا. عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من قرا سورة المؤمن لم يبق روح نبى ولا صديق ولا شهيد ولا مؤمن إلا صلّى عليه واستغفر له.

(تم الجزء السابع ويليه الجزء الثامن وأوله سورة فصلت)

٢٨٧

فهرست

الجزء السابع من تفسير قاضى القضاة أبى السعود

صفحة

صفحة

٢

٢٨ ـ سورة القصص

١٤١

٣٥ ـ سورة فاطر

٥

قوله تعالى : وحرمنا عليه المراضع الآية

١٤٨

قوله تعالى يأيها الناس أنتم الفقراء الآية

١١

قوله تعالى : فلما قضى موسى الأجل الآية

١٥٦

قوله تعالى : إن الله يمسك السموات والأرض

١٨

قوله تعالى : ولقد وصلنا لهم القول الآية

١٥٨

٣٦ ـ سورة يس

(الجزء الثالث والعشرون)

٢٤

قوله تعالى : إن قارون كان من قوم موسى الآية

١٦٥

قوله تعالى : وما أنزلنا على قومه الآية

٢٩

٢٩ ـ سورة العنكبوت

١٧٥

قوله تعالى : ألم أعهد إليكم يا بنى آدم الآية

٣٧

قوله تعالى : فآمن له لوط الآية

١٨٣

٣٧ ـ سورة الصافات

(الجزء الحادى والعشرون)

١٨٧

قوله تعالى : احشروا الذين ظلموا الآية

٤٢

قوله تعالى : ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية

١٩٦

قوله تعالى : وإن من شيعته لإبراهيم الآية

٤٩

٣٠ ـ سورة لروم

٢٠٥

قوله تعالى : فنبذناه بالعراء وهو سقيم

٦٠

قوله تعالى : منيبين إليه الآية

٢١٨

٣٨ ـ سورة ص

٦١

قوله تعالى : الله الذى خلقكم من ضعف الآية

٢٢٠

قوله تعالى : وهل أتاك نبؤا الخصم الآية

٣١ ـ سورة لقمان

٢٣١

قوله تعالى : وعندهم قاصرات الطرف أتراب

٧٤

قوله تعالى : ومن يسلم وجهه إلى الله الآية

٢٤٠

٣٩ ـ سورة الزمر

٧٩

٣٢ ـ سورة السجدة

٢٤٤

قوله تعالى : وإذا مس الإنسان ضر الآية

٨٢

قوله تعالى قل يتوفاكم ملك الموت الآية

(الجزء الرابع والعشرون)

٨٩

٣٣ ـ سورة الأحزاب

٢٥٤

قوله تعالى : فمن أظلم ممن كذب على الله الآية

٩١

قوله تعالى : قد يعلم الله المعوقين منكم الآية

٢٥٩

قوله تعالى : قل يا عبادى الذين أسرفوا الآية

(الجزء الثانى والعشرون)

٢٦٥

٤٠ ـ سورة غافر

١٠٢

قوله تعالى : ومن يقنت منكن لله الآية

٢٧٢

قوله تعالى : أولم يسيروا فى الأرض الآية

١١٠

قوله تعالى : ترجى من تشاء منهن الآية

٢٧٧

قوله تعالى : ويا قوم مالى ادعوكم إلى النجاة الآية

١١٥

قوله تعالى : لئن لم ينته المنافقون الآية

٢٨٣

قوله تعالى : قل إنى نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله

١٢٠

٣٤ ـ سورة سبأ

(تم الفهرست)

١٢٤

قوله تعالى : ولقد آتينا داود منا فضلا الآية

١٣٢

قوله تعالى : قل من يرزقكم من السماء الآية

١٣٨

قوله تعالى : قل إنما اعظكم بواحدة الآية

٢٨٨