قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أثر المحتسب في الدراسات النحويّة

أثر المحتسب في الدراسات النحويّة

أثر المحتسب في الدراسات النحويّة

تحمیل

أثر المحتسب في الدراسات النحويّة

409/720
*

وجُزءُ الشيءِ لا يُعطَفُ عَلَى مَا مَضَى مِنهُ. فَإنْ قُلتَ : فَقَدْ أَقولُ : مَرَرْتُ بِرَجل قامَ فَضَربَ زَيداً فَكَيْفَ جَازَ العطفُ هُنَا؟ قِيلَ : إنَّمَا عَطفتَ صفةً على صفة ولَمْ تَعطِفْ الصِّفَةَ عَلى المَوصُوفِ مِنَ حَيْثُ كَانَ الشيءُ لاَ يُعطْفُ عَلَى نَفسِهِ لِفَسادِهِ (١).

الصفة تتم الموصوف

قَرَأَ أَبو جعفر والأَعمشُ وسَهلُ بنُ شُعيب : (وَعْدَ اللهِ حَقّاً أَنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) (٢).

قَالَ أَبو الفَتح : إنْ شِئْتَ كَانَ تَقديِرُهُ (٣) : أَيْ وَعَدَ اللهُ وَعْداً حَقّاً أَنَّهُ يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمّ يعيدهُ ، فتكون (أَنَّهُ) منصوبةً بالفعلِ النَّاصِبِ لِقُولِهِ : (وعْداً) ولا يجوزُ أَنْ يكونَ (أَنَّهُ) منصوبةَ الموضِعِ بِنفسِ (وعْد) لاَِ نَّهُ قَدْ وُصِفَ بقولِهِ حقّاً ، والصّفَةُ إذَا جَرَتْ عَلَى مَوصُوفِها أَذِنَتْ بِتََمامِهِ وانقضاءِ أَجزَائِهِ ، فَهْيَ فِي صِلَتِهِ ، فِكَيفَ يوصَفُ قَبْلَ تَمَامِهِ؟ فَأَمَّا قَولُ الحُطَيئَة :

أزمعتُ يَأساً مُبيناً مِنْ نَوالِكُمُ

ولَن تَرى طَارِداً للحُرِّ كَالياسِ (٤)

فَلاَ يَكُونُ قَولَهُ : (مِنْ نَوالِكُمُ) مِنْ صِلَةِ يَاس مِنْ حيثُ ذَكَرْنَا.

ألا تَرَاهُ قَدْ وصَفَهُ بقولِهِ : (مُبِيناً)؟ وإذا كَانَ المُعْنَى لَعَمْرِي عَلَيهِ ومنع الإعراب منه أَضْمَر لَهُ ما يَتنَاوَلُ حرفَ الجَرِّ ، ويَكونُ يَأساً دَلَيلاً عَلَيهِ ، كَأَنَّهُ

__________________

(١) المحتسب : ٢ / ١٠٠ ـ ١٠١.

(٢) من قوله تعالى من سورة يونس : ١٠ / ٤ : (وَعْدَ اللهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ).

(٣) ولَهُ تقديرُ آخر تقدّم في : ص : ١٧٣ وذكره أَبو الفتح في المحتسب : ١ / ٣٠٧.

(٤) تقدّم الشاهد في : ص : ١٧٤.