تفسير الصّافي - ج ٤

محمّد بن المرتضى [ الفيض الكاشاني ]

تفسير الصّافي - ج ٤

المؤلف:

محمّد بن المرتضى [ الفيض الكاشاني ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: منشورات مكتبة الصدر
المطبعة: خورشيد
الطبعة: ٣
ISBN الدورة:
964-6847-51-X

الصفحات: ٤١٢

مُبْرِمُونَ امراً في مجازاتهم.

(٨٠) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ حديث نفسهم وَنَجْواهُمْ تناجيهم بَلى نسمعها وَرُسُلُنا والحفظة مع ذلك لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ذلك.

القمّيّ يعني ما تعاهدوا عليه في الكعبة ان لا يردوا الامر في أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله.

أقولُ : يأتي بيان ذلك في سورة محمّد صلّى الله عليه وآله.

وعن الصادق عليه السلام : انّ هذه الآية نزلت فيهم.

(٨١) قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ وقرئ ولد بالضمّ القمّيّ يعني اوّل الآنفين لله عزّ وجلّ أن يكون له ولد.

وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام : أي الجاحدين قال والتّأويل في هذا القول باطنه مضادّ لظاهره.

(٨٢) سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ عن كونه ذا ولد فانّ هذه المبدعات منزّهة عن توليد المثل فما ظنّك بمبدعها وخالقها.

(٨٣) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا في دنياهم حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ أي القيامة.

(٨٤) وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ مستحقّ لأن يعبد فيهما.

في الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : في حديث وقوله وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ وقوله وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وقوله ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ فانّما أراد بذلك استيلاء امنائه بالقدرة التي ركبها فيهم على جميع خلقه وانّ فعلهم فعله وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ.

(٨٥) وَتَبارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ يرجعون وقرئ بالتّاء.

٤٠١

(٨٦) وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ القمّيّ قال هم الذين عبدوا في الدنيا لا يملكون الشفاعة لمن عبدهم إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ بالتوحيد.

(٨٧) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ لتعذّر المكابرة فيه من فرط ظهوره فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ يصرفون من عبادته إلى عبادة غيره.

(٨٨) وَقِيلِهِ وقول الرسول اي ويعلم قوله أو وقال قوله وقيل الهاء زائدة وقرئ بالجرّ عطفاً على السَّاعَةِيا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ.

(٨٩) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ فاعرض عن دعوتهم آيساً عن ايمانهم وَقُلْ سَلامٌ تسلم منكم ومتاركة فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ تسلية للرسول صلّى الله عليه وآله وتهديد لهم وقرئ بالتاء.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الباقر عليه السلام : من قرأ حم الزّخرف آمنه الله في قبره من هوام الأرض وضغطة القبر حتّى يقف بين يدي الله عزّ وجلّ ثمّ جاءت حتّى تدخله الجنّة بأمر الله تبارك وتعالى.

٤٠٢

سُورة الدُّخان مكّيّة عدد آيها تسع وخمسون آية

كُوفيّ سبع بصريّ سِتٌّ في الباقين

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) حم.

(٢) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ.

(٣) إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ.

(٤) فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ.

في المجمع عن الباقر والصادق عليهما السلام : أي أنزلنا القرآن والليلة المباركة هي ليلة القدر.

والقمّيّ عنهما وعن الكاظم عليهم السلام مثله وزاد : أنزل الله سبحانه القرآن فيها إلى البيت المعمور جملة واحدة ثمّ نزّل من البيت المعمور على رسول الله صلّى الله عليه وآله في طول عشرين سنة فِيها يُفْرَقُ يعني في ليلة القدر كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أي يقدّر الله عزّ وجلّ كل امر من الحق والباطل وما يكون في تلك السنة وله فيه البداء والمشيئة يقدّم ما يشاء ويؤخر ما يشاء من الآجال والأرزاق والبلايا والاعراض والأمراض ويزيد فيه ما يشاء وينقص ما يشاء ويلقيه رسول الله صلّى الله عليه وآله الى أمير المؤمنين عليه السلام ويلقيه أمير المؤمنين الى الأئمّة عليهم السلام حتّى ينتهي ذلك الى صاحب الزمان عليه السلام ويشترط له فيه البداء والمشيّة والتقديم والتأخير.

وفي الكافي عن الباقر عليه السلام قال : قال الله عزّ وجلّ في ليلة القدر فِيها

٤٠٣

يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ يقول ينزّل فيها كلّ امر حَكِيمٍ والمحكم ليس بشيئين انّما هو شيء واحد فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عزّ وجلّ ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى انّه مصيبٌ فقد حكم بحكم الطاغوت انّه لينزل في ليلة القدر الى وليّ الأمر تفسير الأمور سنة سنة يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا وفي امر الناس كذا وكذا وانّه ليحدث لوليّ الامر سوى ذلك كلّ يوم علم الله الخاصّ والمكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الامر ثمّ قرأ وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ الآية.

وعنه عليه السلام قال : يا معشر الشيعة خاصموا ب حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فانّها لولاة الأمر خاصّة بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله.

وعنه عليه السلام قال : لما قبض أمير المؤمنين عليه السلام قام الحسن بن عليّ عليهما السلام في مسجد الكوفة فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ صلّى الله عليه وآله ثمّ قال أيها الناس انّه قد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الأوّلون ولا يدركه الآخرون ثمّ قال والله لقد قبض في اللّيلة التي قبض فيها وصيّ موسى عليه السلام يوشع بن نون عليه السلام واللّيلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم واللّيلة التي نزل فيها القرآن وقد مضى في المقدّمة التاسعة من هذا الكتاب كلام في هذا الباب ويأتي تمام الكلام فيه في سورة القدر إن شاء الله.

وعن الكاظم عليه السلام انّه سأله نصراني عن تفسير هذه الآية في الباطن فقال امّا حم فهو محمّد صلّى الله عليه وآله وهو في كتاب هود الذي أنزل عليه وهو منقوص الحروف وامّا الْكِتابِ الْمُبِينِ فهو أمير المؤمنين عليّ عليه السلام وامّا اللّيلة ففاطمة عليها السلام وامّا قوله فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ يقول يخرج منها خير كثير فرجل حكيم ورجل حكيم ورجل حكيم فقال الرجل صف لي الأوّل والآخر من هؤلاء الرجال فقال إنّ الصفات تشتبه ولكن الثالث من القوم اصف لك ما يخرج من نسله وانّه عندكم لفي الكتب التي نزلت عليكم ان لم تغيّروا وتحرّفوا وتكفروا وقديماً ما فعلتم الحديث.

٤٠٤

(٥) أَمْراً مِنْ عِنْدِنا على مقتضى حكمتنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ من عادتنا إرسال الرسل بالكتب.

(٦) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وضع الربّ موضع الضمير اشعاراً بأنّ الربوبيّة اقتضت ذلك فانّه أعظم أنواع التربية إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ يسمع اقوال العباد ويعلم أحوالهم.

(٧) رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وقرئ بالجرّ إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ علمتم انّ الامر كما قلنا.

(٨) لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إذ لا خالق سواه يُحْيِي وَيُمِيتُ كما تشاهدون رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ.

(٩) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ردّ لكونهم موقنين.

(١٠) فَارْتَقِبْ فانتظر لهم يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ.

(١١) يَغْشَى النَّاسَ يحيط بهم هذا عَذابٌ أَلِيمٌ روي في حديث أشراط الساعة : أوّل الآيات الدخان ونزول عيسى عليه السلام ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر قيل وما الدخان فتلا رسول الله صلّى الله عليه وآله هذه الآية وقال يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوماً وليلة امّا المؤمن فيصيبه كهيئة الزّكام واما الكافر فهو كالسكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره.

أقولُ : أبين بسكون الموحّدة وفتح المثنّاة من تحت رجل ينسب إليه عدن.

وفي الجوامع عن عليّ عليه السلام : دخان يأتي من السماء قبل قيام الساعة يدخل في أسماع الكفرة حتّى يكون رأس الواحد كالرأس الحنيذ ويعتري المؤمن منه كهيئة الزّكام ويكون الأرض كلّها كبيت أو قد فيه ليس فيه خصاص يمتدّ ذلك أربعين يوماً والقمّيّ قال ذلك إذا خرجوا في الرجعة من القبر يَغْشَى النَّاسَ كلّهم الظلمة فيقولون هذا عَذابٌ أَلِيمٌ.

٤٠٥

(١٢) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ وعد بالإِيمان ان كشف العذاب عنهم.

(١٣) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى من اين لهم وكيف يتذكّرون بهذه الحالة وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ أبان لهم ما هو أعظم منها في إيجاب الاذكار من الآيات والمعجزات.

(١٤) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ قيل يعني يعلّمه غلام أعجميّ لبعض ثقيف مَجْنُونٌ القمّيّ قال قالوا ذلك لمّا نزل الوحي على رسول الله صلّى الله عليه وآله فأخذه الغشي فقالوا هو مَجْنُونٌ.

(١٥) إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ قيل يعني الى الكفر غبّ الكشف.

والقمّيّ يعني الى القيامة قال ولو كان قوله تعالى يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ في القيامة لم يقل إِنَّكُمْ عائِدُونَ لأنّه ليس بعد الآخرة والقيامة حالة يعودون إليها.

(١٦) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى.

القمّيّ قال القيامة والبطش التناول بصولة إِنَّا مُنْتَقِمُونَ.

(١٧) وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ اختبرناهم وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ.

(١٨) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللهِ أرسلوهم معي او أَدُّوا إِلَيَ حقّ الله من الايمان وقبول الدّعوة يا عِبادَ اللهِ.

القمّيّ أي ما فرض الله من الصلاة والزكاة والصوم والحجّ والسنن والأحكام إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ غير متّهم.

(١٩) وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللهِ ولا تتكبّروا عليه بالاستهانة بوحيه ورسوله إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ قيل ولذكر الأمين مع الأداء والسلطان مع العلاء شأن لا يخفى.

(٢٠) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ التجأت إليه وتوكّلت عليه أَنْ تَرْجُمُونِ ان تؤذوني ضرباً أو شتماً.

(٢١) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ فكونوا بمعزل منّي لا عليّ ولا لي.

٤٠٦

(٢٢) فَدَعا رَبَّهُ بعد ما كذّبوه أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ قيل هو تعريض بالدّعاء عليهم بذكر ما استوجبوه به ولذلك سمّاه دعاء.

(٢٣) فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً أي أوحى الله إليه ان أسر إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ يتّبعكم فرعون وجنوده إذا علموا بخروجكم.

(٢٤) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً القمّيّ أي جانباً أو خذ على الطريق وقيل أي مفتوحاً ذا فجوة واسعة أو ساكناً على هيئته إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ.

(٢٥) كَمْ تَرَكُوا كثيراً تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ.

(٢٦) وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ محافل مزيّنة ومنازل حسنة.

(٢٧) وَنَعْمَةٍ وتنعّم كانُوا فِيها فاكِهِينَ متنعّمين.

القمّيّ قال النعمة في الأبدان فاكِهِينَ أي مفاكهين النّساء.

(٢٨) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ.

(٢٩) فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ قيل مجاز عن عدم الاكتراث بهلاكهم والاعتداد بوجودهم.

القمّيّ عن أمير المؤمنين عليه السلام : انّه مرّ عليه رجل عدوّ لله ولرسوله فقال فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ ثمّ مرّ عليه الحسين عليه السلام ابنه فقال لكنّ هذا لتبكينّ عليه السماء والأرض وقال : وما بكت السماء والأرض الّا على يحيى بن زكريّا عليه السلام وعلى الحسين بن عليّ عليهما السلام.

وفي المجمع عن الصادق عليه السلام قال : بكت السماء على يحيى بن زكريّا وعلى الحسين بن عليّ عليهم السلام أربعين صباحاً ولم تبك الّا عليهما قيل فما بكاءهما قال كانت تطلع حمراء وتغيب حمراء.

وفي المناقب عنه عليه السلام قال : بكت السماء على الحسين عليه السلام أربعين يوماً بالدّم.

٤٠٧

وعن القائم عليه السلام : ذبح يحيى عليه السلام كما ذبح الحسين عليه السلام ولم تبك السماء والأرض الَّا عليهما وَما كانُوا مُنْظَرِينَ ممهلين إلى وقت آخر.

(٣٠) وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ من استعباد فرعون وقتله أبنائهم.

(٣١) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِياً متكبّراً مِنَ الْمُسْرِفِينَ في العتوّ والشرارة.

(٣٢) وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ بأنّهم احقّاء بذلك عَلَى الْعالَمِينَ على عالمي زمانهم القمّيّ فلفظه عام ومعناه خاصّ.

(٣٣) وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ كفلق البحر وتظليل الغمام وانزال المنّ والسلوى ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ نعمة جليّة أو اختبار ظاهر.

(٣٤) إِنَّ هؤُلاءِ أي كفّار قريش فان قصّة فرعون كانت معترضة لَيَقُولُونَ

(٣٥) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى ما العاقبة ونهاية الامر الّا الموتة المزيلة للحياة الدنيوية وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ بمبعوثين.

(٣٦) فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ في وعدكم.

(٣٧) أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ تبّع الحميري الذي سار بالجيوش وحيّز الحيرة كان مؤمناً وقومه كافرين ولذلك ذمّهم دونه في المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : لا تسبّوا تبّعاً فانّه كان قد أسلم.

وعن الصادق عليه السلام : انّ تبّعاً قال للأوس والخزرج كونوا هاهنا حتّى يخرج هذا النبيّ امّا انا فلو أدركته لخدمته وخرجت معه وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كعاد وثمود أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ كما انّ هؤلاء مجرمون.

(٣٨) وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ لاهين فيه تنبيه على ثبوت الحشر.

٤٠٨

(٣٩) ما خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ لقلّة نظرهم.

(٤٠) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ فصل الحقّ عن الباطل والمحقّ عن المبطل مِيقاتُهُمْ وقت موعدهم أَجْمَعِينَ.

(٤١) يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى أيّ مولى كان شَيْئاً شيئاً من الإغناء وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ.

(٤٢) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ بالعفو عنه وقبول الشفاعة فيه إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ لا ينصر منه من أراد تعذيبه الرَّحِيمُ لمن أراد أن يرحمه.

في الكافي عن الصادق عليه السلام : انّه قرئ عليه هذه الآية فقال نحن والله الذي يرحم الله نحن والله استثنى الله لكنّا نغني عنهم وعنه عليه السلام : ما استثنى الله عزّ وجلّ ذكره بأحد من أوصياء الأنبياء ولا اتباعهم ما خلا أمير المؤمنين عليه السلام وشيعته فقال في كتابه وقوله الحقّ يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ يعني بذلك عليّاً عليه السلام وشيعته.

والقمّيّ قال : من والى غير أولياء الله لا يغني بعضهم عن بعض ثمّ استثنى من والى آل محمّد صلوات الله عليهم فقال إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ الآية.

(٤٣) إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ مرّ معناه في سورة الصّافات.

(٤٤) طَعامُ الْأَثِيمِ الكثير الآثام.

القمّيّ نزلت في أبي جهل.

(٤٥) كَالْمُهْلِ قيل ما هو يمهل في النّار حتّى يذوب.

القمّيّ قال المهل الصّفر المذاب تغلي فِي الْبُطُونِ وقرء بالياء

(٤٦) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ القمّيّ وهو الذي قد حمى وبلغ المنتهى.

(٤٧) خُذُوهُ على إرادة القول والمقول له الزبّانية فَاعْتِلُوهُ فجرّوه والعتل الأخذ بمجامع الشيء وجرّه بقهر وقرئ بالضمّ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ وسطه والقمّيّ أي

٤٠٩

فاضغطوه من كلّ جانب ثمّ انزلوا به إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ.

(٤٨) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ من عذاب هو الحميم.

(٤٩) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ أي وقولوا له ذلك استهزاء به.

القمّيّ وذلك أنّ أبا جهل كان يقول أنا العزيز الكريم فيعيّر بذلك في النار.

وفي الجوامع روي : انّ أبا جهل قال لرسول الله صلّى الله عليه وآله ما بين جبليها أعزّ ولا أكرم منّي

وقرئ انّك بالفتح اي لأنّك.

(٥٠) إِنَّ هذا هذا العذاب ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ تشكّون وتمارون فيه.

(٥١) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ في موضع إقامة وقرئ بفتح الميم أَمِينٍ يأمن صاحبه عن الآفة والانتقال.

(٥٢) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ.

(٥٣) يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ السندس ما رقّ من الحرير والإستبرق ما غلظ منه مُتَقابِلِينَ في مجالسهم ليستأنس بعضهم ببعض.

(٥٤) كَذلِكَ الأمر كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ قرناهم بهنّ ولذلك عدّى بالباء والحوراء البيضاء والعيناء عظيم العينين.

في الكافي عن الباقر عليه السلام قال : إذا ادخل أهل الجنّة الجنّة وأهل النار النار بعث ربّ العزّة عليّاً عليه السلام فأنزلهم منازلهم من الجنّة فزوّجهم فعليّ والله الذي يزوّج أهل الجنة في الجنة وما ذاك الى أحد غيره كرامة من الله وفضلاً فضّله الله ومنّ به عليه.

والقمّيّ عن الصادق عليه السلام قال : المؤمن يزوّج ثمان مائة عذراء والف ثيّب وزوجتين من الحور العين.

(٥٥) يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ يطلبون ويأمرون بإحضار ما يشتهون من الفواكه لا يتخصّص شيء منها بمكان ولا زمان آمِنِينَ من الضرر.

٤١٠

(٥٦) لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى التي في الدنيا حين يشارف الجنّة ويشاهدها بل يحيون فيها دائماً وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ.

(٥٧) فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ اعطوا ذلك كلّه تفضّلاً منه ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ لأنّه خلاص عن المكاره وفوز بالمطالب.

(٥٨) فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ سهّلناه حيث أنزلناه بلغتك وهو فذلكة للسّورة لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ يفهمونه فيتذكّرون به لما لم يتذكّروا.

(٥٩) فَارْتَقِبْ فانتظر ما يحلّ بهم إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ منتظرون ما يحلّ بك.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الباقر عليه السلام : من أدمن سورة الدّخان في فرائضه ونوافله بعثه الله من الآمنين يوم القيامة وظلّله تحت عرشه وحاسبه حساباً يسيراً وأعطاه كتابه بيمينه.

وفي الكافي عنه عليه السلام : انّه سئل كيف اعرف انّ ليلة القدر تكون في كلّ سنة قال إذا اتى شهر رمضان فاقرأ سورة الدخان في كلّ ليلة مائة مرّة فإذا أتت ليلة ثلاث وعشرين فانّك ناظر الى تصديق الذي سألت عنه.

٤١١

الفهرس

سورة الفرقان وهي ٧٧ آية................................................... ٤ ـ ٢٨

سورة الشعراء وهي ٢٢٧ آية................................................ ٢٩ ـ ٥٧

سورة النمل وهي ٩٣ آية................................................... ٥٨ ـ ٧٩

سورة القصص وهي ٨٨ آية............................................... ٨٠ ـ ١٠٩

سورة العنكبوت وهي ٦٩ آية............................................ ١١٠ ـ ١٢٤

سورة الروم وهي ٦٠ آية................................................ ١٢٥ ـ ١٣٨

سورة لقمان وهي ٣٤ آية............................................... ١٣٩ ـ ١٥٢

سورة السجدة وهي ٣٠ آية............................................. ١٥٣ ـ ١٦٠

سورة الأحزاب وهي ٧٣ آية............................................. ١٦١ ـ ٢٠٩

سورة سبأ وهي ٥٤ آية................................................. ٢١٠ ـ ٢٢٨

سورة الفاطر وهي ٤٥ آية............................................... ٢٢٩ ـ ٢٤٣

سورة يس وهي ٨٣ آية................................................. ٢٤٤ ـ ٢٦٣

سورة الصافّات وهي ١٨٢ آية........................................... ٢٦٤ ـ ٢٨٩

سورة (ص) وهي ٨٨ آية............................................... ٢٩٠ ـ ٣١٢

سورة الزمر وهي ٧٥ آية................................................ ٣١٣ ـ ٣٣٣

سورة المؤمن وهي ٨٥ آية............................................... ٣٣٤ ـ ٣٥١

سورة فصلت وهي ٥٤ آية.............................................. ٣٥٢ ـ ٣٦٩

سورة الشورى وهي ٥٣ آية.............................................. ٣٦٦ ـ ٣٨٣

سورة الزخرف وهي ٨٩ آية............................................. ٣٨٤ ـ ٤٠١

سورة الدخان وهي ٥٩ آية.............................................. ٤٠٢ ـ ٤١١

٤١٢