تفسير الصّافي - ج ٤

محمّد بن المرتضى [ الفيض الكاشاني ]

تفسير الصّافي - ج ٤

المؤلف:

محمّد بن المرتضى [ الفيض الكاشاني ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: منشورات مكتبة الصدر
المطبعة: خورشيد
الطبعة: ٣
ISBN الدورة:
964-6847-51-X

الصفحات: ٤١٢

المؤمنين عليه السلام ظَهِيراً.

(٥٦) وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً للمؤمنين وَنَذِيراً للكافرين.

(٥٧) قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ على تبليغ الرسالة الذي يدلّ عليه إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراًمِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ الّا فعل مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً ان يتقرّب إليه ويطلب الزّلفى عنده بالإيمان والطاعة فصوّر ذلك في صورة الأجر من حيث إنّه مقصود فعله واستثناء منه قطعاً لشبهة الطّمع وإظهاراً لغاية الشفقة.

(٥٨) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ في استكفائه شرورهم والإغناء من أجورهم فانّه الحقيق بأن يتوكّل عليه دون الأحياء الّذين يموتون فانّهم إذا ماتوا ضاع من توكّل عليهم وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ونزّهه عن صفات النقصان مثنياً عليه بأوصاف الكمال طالباً لمزيد الانعام بالشكر على سوابغه وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً ما ظهر منها وما بطن فلا عليك ان آمنوا أو كفروا.

(٥٩) الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ قد سبق الكلام فيه في سورة الأعراف ولعلّ ذكره لزيادة تقرير لكونه حقيقاً بأن يتوكّل عليه من حيث إنّه الخالق للكلّ والمتصرّف فيه وتحريص على الثبات والتأنّي في الأمر فانّه تعالى مع كمال قدرته وسرعة نفاذ أمره خلق الأشياء على تؤدة وتدرّج وقد مضى هذا المعنى في كلامهم عليهم السلام الرَّحْمنُ خبر للّذي ان جعلته مبتدأ ولمحذوف ان جعلته صفة للحيّ أو بدل من المستكن في اسْتَوى فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً فَسْئَلْ عمّا ذكر من الخلق والاستواء أو عن انّه هو الرحمن.

وفي المجمع روي : انّ اليهود حكوا عن ابتداء خلق الأشياء بخلاف ما اخبر الله تعالى عنه فقال سبحانه فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً والسؤال كما يعدّي بعن لتضمنّه معنى التفتيش يعدّي بالباء لتضمنّه معنى الاعتناء ويجوز أن يكون صلة خَبِيراً والخبير هو الله سبحانه أو جبرئيل أو من وجده في الكتب المتقدّمة ليصدّقك فيه كذا قيل.

أقولُ : ويحتمل أن يكون المراد بها الرسل المتقدّمة فيكون السؤال في عالم

٢١

الأرواح كقوله تعالى وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ وقيل الضمير للرحمن والمعنى ان أنكروا إطلاقه على الله فاسأل عنه من يخبرك من أهل الكتاب لتعرفوا مجيء ما يرادفه في كتبهم.

(٦٠) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ قيل لأنّهم ما كانوا يطلقونه على الله أو لأنّهم ظنّوا انه أراد به غيره تعالى ، القمّيّ قال جوابه الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَأَ نَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا وقرء بالياء وَزادَهُمْ نُفُوراً عن الإيمان يعني الامر بسجود الرحمن.

(٦١) تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً يعني البروج الاثني عشر وقد سبق بيانها في سورة الحجر وَجَعَلَ فِيها سِراجاً يعني الشمس لقوله وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً وقرء سُرُجاً بضمّتين فيشمل الكواكب الكبار.

وفي الجوامع عنهم عليهم السلام : لا تقرأ سرجاً وانّما هي سِراجاً وهي الشمس وَقَمَراً مُنِيراً مضيئاً باللّيل.

في الإهليلجة عن الصادق عليه السلام : في كلام له وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً يسبحان في فلك يدور بهما دائبين يطلعهما تارة ويؤفلهما اخرى حتّى تعرف عدّة الايّام والشهور والسنين وما يستأنف من الصيف والربيع والشتاء والخريف ازمنة مختلفة باختلاف الليل والنهار.

(٦٢) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً يخلف كلّ منهما لآخر بأن يقوم مقامه فيما ينبغي أن يفعل فيه لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ وقرء بالتخفيف أَوْ أَرادَ شُكُوراً.

في الفقيه عن الصادق عليه السلام : كلَّ ما فاتك بالليل فاقضه بالنهار قال الله تبارك وتعالى وتلا هذه الآية ثمّ قال يعني ان يقضي الرّجل ما فاته باللّيل بالنّهار وما فاته بالنّهار باللّيل.

وفي التهذيب والقمّيّ عنه عليه السلام ما يقرب منه وزاد القمّيّ : وهو من سرّ آل محمّد المكنون.

٢٢

(٦٣) وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً.

في المجمع عن الصادق عليه السلام : هو الرجل يمشي بسجيّته التي جبل عليها لا يتكلّف ولا يتبختر.

والقمّيّ عن الباقر عليه السلام : انّه قال في هذه الآية الأئمّة يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً خوفاً من عدوّهم.

وعن الكاظم عن الباقر عليه السلام : انّه سئل عنه فقال هم الأئمّة عليهم السلام يتّقون في مشيهم.

وفي الكافي عن الباقر عليه السلام : انّه سئل عنه قال هم الأوصياء مخافة من عدوّهم وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً تسليماً منكم ومتاركة لكم لا خير بيننا ولا شرّ

(٦٤) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً في الصلاة وتخصيص البيتوتة لأنّ العبادة باللّيل احمزه وابعد من الرياء.

(٦٥) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً لازماً ومنه الغريم لملازمته.

القمّيّ عن الباقر عليه السلام : يقول ملازماً لا يفارق.

أقولُ : وهو إيذان بأنّهم مع حُسن مخالقتهم مع الخلق واجتهادهم في عبادة الحقّ وجلون من العذاب مبتهلون إلى الله في صرفه عنهم لعدم اعتدادهم بأعمالهم ولا وثوقهم على استمرار أحوالهم.

(٦٦) إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً الجملتان يحتملان الحكاية والابتداء من الله.

(٦٧) وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وقرء بكسر التاء من اقتر وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً.

القمّيّ الإسراف الإنفاق في المعصية في غير حقّ وَلَمْ يَقْتُرُوا لم يبخلوا عن حقّ الله عزّ وجل والقوام العدل والإنفاق فيما أمر الله به.

٢٣

وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : من أعطى في غير حقّ فقد أسرف ومن منع من حقّ فقد قتر.

وعن عليّ عليه السلام : ليس في المأكول والمشروب سرف وان كثر

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام : انّما الإسراف فيما أفسد المال واضرّ بالبدن قيل فما الإقتار قال أكل الخبز والملح وأنت تقدر على غيره قيل فما القصد قال الخبز واللّحم واللّبن والخلّ والسَّمن مرّة هذا ومرّة هذا.

وعنه عليه السلام : انّه تلا هذه الآية فأخذ قبضة من حصى وقبضها بيده فقال هذا الإقتار الّذي ذكره الله في كتابه ثمّ قبض قبضة اخرى فأرخى كفّه كلّها ثمّ قال هذا الإسراف ثمّ أخذ قبضة اخرى فأرخى بعضها وامسك بعضها وقال هذا القوام.

(٦٨) وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ أي حرّمها بمعنى حرّم قتلها إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً جزاءَ اثم.

(٦٩) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً وقرء يضاعف بالرّفع وبحذف الالف والتّشديد مرفوعاً ومجزوماً ويتبعه يخلد في الرفع والجزم.

القمّيّ اثام واد من أودية جهنّم من صفر مذاب قدّامها حدّة في جهنّم يكون فيه من عبد غير الله ومن قتل النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ ويكون فيه الزّناة ويضاعف لهم فيه العذاب.

(٧٠) إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً

في الأمالي عن الباقر عليه السلام : انّه سئل عن قول الله عزّ وجل فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ فقال يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتّى يوقف بموقف الحساب فيكون الله تعالى هو الذي يتولّى حسابه لا يطّلع على حسابه أحداً من الناس فيعرفه ذنوبه حتّى إذا أقرّ بسيّئاته قال الله عزّ وجلّ للكتبة بدّلوها حسنات وأظهروها للنّاس فيقول الناس حينئذ ما كان لهذا العبد سيّئة واحدة ثمّ يأمر الله به إلى الجنّة فهذا

٢٤

تأويل الآية وهي في المذنبين من شيعتنا خاصّة.

وعن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : حبّنا أهل البيت يكفّر الذّنوب ويضاعف الحسنات وانّ الله ليتحمّل من محبّينا اهل البيت ما عليهم من مظالم العباد الّا ما كان منهم على إضرار وظلم للمؤمنين فيقول للسّيئات كوني حسنات.

وفي العيون عنه عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة تجلّى الله عزّ وجلّ لعبده المؤمن فيقفه على ذنوبه ذنباً ذنباً ثمّ يغفر له لا يطّلع الله على ذلك ملكاً مقرّباً ولا نبيّاً مرسلاً ويستر عليه ما يكره ان يقف عليه أحد ثمّ يقول لسيّئاته كوني حسنات.

والقمّيّ عنه عليه السلام قال : إذا كان يوم القيامة أوقف الله عزّ وجلّ المؤمن بين يديه وعرض عليه عمله فينظر في صحيفته فأوّل ما يرى سيّئاته فيتغيّر لذلك لونه وترتعد فرائصه ثمّ تعرض عليه حسناته فتفرح لذلك نفسه فيقول الله عزّ وجلّ بدّلوا سيّئاته حسنات وأظهروها للنّاس فيبدّل الله لهم فيقول الناس اما كان لهؤلاء سيّئة واحدة وهو قوله تعالى يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ والأخبار في هذا المعنى كثيرة.

وفي حديث أبي إسحاق اللّيثي عن الباقر عليه السلام : الذي ورد في طينة المؤمن وطينة الكافر ما معناه أنّ الله سبحانه يأمر يوم القيامة بأن تؤخذ حسنات أعدائنا فتردّ على شيعتنا وتؤخذ سيّئات مُحِبِّينَا فتردّ على مبغضينا قال وهو قول الله تعالى فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ يُبَدِّلُ الله سيئات شيعتنا حسنات ويبدّل الله حسنات أعدائنا سيئات.

وفي روضة الواعظين عن النبيّ صلى الله عليه وآله : ما من جلس قوم يذكرون الله الّا نادى لهم مناد من السماء قوموا فقد بدّل الله سيّئاتكم حسنات.

(٧١) وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ يرجع إليه مَتاباً.

٢٥

القمّيّ يقول لا يعود إلى شيء من ذلك بإخلاص ونيّة صادقة.

(٧٢) وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ.

في الكافي عنهما عليهما السلام : مثله.

وفي المجمع عنهما عليهما السلام : مثله.

والقمّيّ قال الغناء ومجالس اللهو وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ (١) مَرُّوا كِراماً معرضين عنه مكرمين أنفسهم عن الوقوف عليه والخوض فيه ومن ذلك الاغضاء عن الفحشاء والصفح عن الذنوب والكناية ممّا يستهجن التصريح به.

في المجمع عن الباقر عليه السلام : هم الذين إذا أرادوا ذكر الفرج كنّوا عنه.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام : انّه قال لبعض أصحابه اين نزلتم قالوا على فلان صاحب القيام فقال كونوا كراماً ثمّ قال اما سمعتم قول الله عزّ وجلّ في كتابه وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً.

وفي العيون عن محمّد بن أبي عباد وكان مشتهراً بالسماع وبشرب النبيذ قال : سألت الرضا عليه السلام عن السماع فقال لأهل الحجاز رأي فيه وهو في حيّز الباطل واللهو أما سمعت الله عزّ وجلّ يقول وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً.

(٧٣) وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً لم يقيموا عليها غير وأعين لها ولا متبصّرين بما فيها كمن لا يسمع ولا يبصر بل اكبّوا عليها سامعين باذان واعية مبصرين بعيون راعية.

في الكافي عن الصادق عليه السلام قال : مستبصرين ليسوا بشكّاك.

(٧٤) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا وقرء وذرّيتنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ بتوفيقهم للطّاعة وحيازة الفضائل فانّ المؤمن إذا شاركه اهله في طاعة الله سرّ به قلبه وقرّبهم عينه لما يرى من مساعدتهم له في الدين وتوقّع لحوقهم به في الجنّة وَاجْعَلْنا

__________________

(١) أصل اللغو : هو الفعل الذي لا فائدة فيه.

٢٦

لِلْمُتَّقِينَ إِماماً.

في الجوامع عن الصادق عليه السلام : إيّانا عني وفي رواية : هي فينا.

وفي المناقب عن سعيد بن جبير قال : هذه الآية والله خاصّة في أمير المؤمنين عليه السلام كان أكثر دعائه يقول رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا يعني فاطمة وذُرِّيَّاتِنا الحسن والحسين عليهم السلام قُرَّةَ أَعْيُنٍ قال أمير المؤمنين عليه السلام والله ما سئلت ربّي ولداً نضير الوجه ولا سألت ولداً أحسن القامة ولكن سئلت ربّي ولداً مطيعين لله خائفين وجلين منه حتّى إذا نظرت إليه وهو مطيع لله قرت به عيني قال وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً نقتدي بمن قبلنا من المتّقين فيقتدي المتّقون بنا من بعدنا.

والقمّيّ عن الصادق عليه السلام قال : نحن هم أهل البيت قال وروى : انّ أزواجنا خديجة وذرّياتنا فاطمة وقرّة عيننا الحسن والحسين وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً عليّ بن أبي طالب والأئمّة عليهم السلام قال : وقرء عنده هذه الآية فقال قد سألوا الله عظيماً ان يجعلهم للمتّقين أئمّة فقيل له كيف هذا يا ابن رسول الله قال إنّما أنزل الله وَاجْعَلْ لَنا مِنَ المُتَّقِينَ اماماً.

وفي الجوامع عنه عليه السلام ما يقرب منه.

(٧٥) أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا على مواضع الجنّة وَيُلَقَّوْنَ فِيها وقرء بفتح الياء والتخفيف تَحِيَّةً وَسَلاماً يحيّيهم الملائكة ويسلّمون عليهم أو يحيى بعضهم بعضاً ويسلّم عليه.

(٧٦) خالِدِينَ فِيها لا يموتون ولا يخرجون حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً

(٧٧) قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي

القمّيّ عن الباقر عليه السلام : يقول ما يفعل ربّي بكم لَوْ لا دُعاؤُكُمْ

في المجمع عن العيّاشي عن الباقر عليه السلام : انّه سئل كثرة القراءة أفضل أو كثرة الدعاء قال كثرة الدعاء أفضل وقرء هذه الآية فَقَدْ كَذَّبْتُمْ بِما أخبرتكم به حيث

٢٧

خالفتموه فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً يكون جزاء التكذيب لازماً يحيق بكم لا محالة.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الكاظم عليه السلام : من قرء هذه السورة في كلّ ليلة لم يعذّبه الله أبداً ولم يحاسبه وكان منزله في الفردوس الأعلى اللهمّ ارزقنا تلاوته.

٢٨

سورة الشُّعراء

مكّيّة كُلّها غير قوله وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ الآيات إلى آخر السورة فإنها نزلت بالمدينة

عدد آيها مائتان وسبع وعشرون آية.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) طسم في المجمع عن عليّ عليه السلام عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : لمّا أنزلت طسم قال الطّاء طور سينا والسّين اسكندرية والميم مكّة وقال الطّاء شجرة طوبى والسّين سدرة المنتهى والميم محمّد المصطفى صلّى الله عليه وآله.

والقمّيّ قال طسم هو من حروف اسم الله الأعظم.

وفي المعاني عن الصادق عليه السلام : وامّا طسم فمعناه انا الطالب السميع المبدئ المعيد.

(٢) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ.

(٣) لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ قاتل نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ.

(٤) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آية دلالة ملجأة الى الايمان وبليّة قاسرة عليه فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ منقادين.

في الكافي عن الصادق عليه السلام : انّ القائم عليه السلام لا يقوم حتّى ينادي مناد من السماء تسمعه الفتاة في خدرها ويسمعه أهل المشرق والمغرب وفيه نزلت هذه الآية إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ الآية.

والقمّيّ عنه عليه السلام : في هذه الآية قال تخضع رقابهم يعني بني أميّة وهي الصّيحة من السماء باسم صاحب الأمر عليه السلام.

٢٩

وفي إرشاد المفيد عن الباقر عليه السلام : في هذه الآية قال سيفعل الله ذلك بهم قيل من هم قال بنو أميّة وشيعتهم قيل وما الآية قال ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر وخروج صدر ووجه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه وذلك في زمان السّفياني وعندها يكون بواره وبوار قومه.

وفي الإكمال عن الرضا عليه السلام : في حديث يصف فيه القائم عليه السلام قال وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدّعاء إليه يقول الا انّ حجّة الله قد ظهرت عند بيت الله فاتِّبعوه فانّ الحقّ معه وفيه وهو قول الله عزّ وجلّ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ الآية.

(٥) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ بوحيه الى نبيّه صلّى الله عليه وآله مُحْدَثٍ مجدّد انزاله إِلَّا كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ الّا جدّدوا اعراضاً واصراراً على ما كانوا عليه.

(٦) فَقَدْ كَذَّبُوا أي بالذّكر بعد اعراضهم وأمعنوا في تكذيبه بحيث أدّى بهم الى الاستهزاء فَسَيَأْتِيهِمْأَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ من انّه كان حقّاً أم باطلاً وكان حقيقاً بان يصدّق ويعظم قدره أو يكذِّب فيستخفّ أمره.

(٧) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ ا ولم ينظروا الى عجائبها كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ صنف كَرِيمٍ محمود كثير المنفعة.

(٨) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً على انّ منبتها تام القدرة والحكمة سابغ النعمة والرحمة وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ.

(٩) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الغالب القادر على الانتقام من الكفرة الرَّحِيمُ حيث امهلهم.

(١٠) وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ بالكفر والاستعباد بني إسرائيل وذبح أولادهم.

(١١) قَوْمَ فِرْعَوْنَ لعلّ الاقتصار على القوم للعلم بانّ فرعون أولى بذلك أَلا يَتَّقُونَ تعجيب من افراطهم في الظلم واجترائهم.

(١٢) قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ

٣٠

(١٣) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ ليقوى به قلبي وينوب منابي إذا اعتراني الحبسة في اللّسان.

(١٤) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ تبعة ذنب وهو قتل القبطي سمّاه ذنباً على زعمهم فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ به قبل أداء الرسالة.

(١٥) قالَ كَلَّا فَاذْهَبا إجابة له الى الطّلبتين يعني ارتدع يا موسى عمّا تظنّ فاذهب أنت والذي طلبته بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ يعني موسى وهارون وفرعون مُسْتَمِعُونَ لما يجري بينكما وبينه فأظهر كما عليه.

(١٦) فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ أفرد الرسول لأنّه مصدر وصف به فانّه مشترك بين المرسل والرسالة.

(١٧) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ خلّهم يذهبوا معنا إلى الشام.

(١٨) قالَ أي فرعون لموسى بعد ان أتياه فقالا له ذلك أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا في منازلنا وَلِيداً طفلاً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ.

(١٩) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ يعني قتل القبطي وبّخه به مُعظماً إيّاه بعد ما عدّد عليه نعمته وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ بنعمتي.

القمّيّ عن الصادق عليه السلام قال : لمّا بعث الله موسى إلى فرعون اتى بابه فاستأذن عليه فلم يأذن له فضرب بعصاه الباب فاصطكّت الأبواب مفتّحة ثمّ دخل على فرعون فأخبره انّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ وسأله ان يرسل معه بني إسرائيل فقال له فرعون كما حكى الله أَلَمْ نُرَبِّكَ إلى قوله وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ يعني قتلت الرجل وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ يعني كفرت نعمتي.

(٢٠) قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ قيل من الجاهلين.

وفي العيون عن الرضا عليه السلام : انّه سئل عن ذلك مع انّ الأنبياء معصومون فقال قال وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ عن الطريق بوقوعي الى مدينة من مداينك.

أقولُ : لعلّ المراد انّه ورّى لفرعون فقصد الضّلال عن الطريق وفرعون انّما

٣١

فهم منه الجهل والضلال عن الحقّ فانّ الضّلال عن الطريق لا يصلح عذرا للقتل.

(٢١) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً حكمة وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ.

(٢٢) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ أي وتِلْكَ التربية نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَ بها ظاهراً وهي في الحقيقة تعبيدك بني إسرائيل وقصدهم بذبح أبنائهم فانّه السبب في وقوعي إليك وحصولي في تربيتك ويحتمل تقدير همزة الإنكار اي أو تِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَ وهي أَنْ عَبَّدْتَ.

(٢٣) قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ لمّا سمع جواب ما طعن به فيه ورأى انّه لم يرعوِ بذلك شرع في الاعتراض على دعواه فبدء بالاستفسار عن حقيقة المرسل.

(٢٤) قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا عرّفه بأظهر خواصه وآثاره.

في الكافي عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة جوامع التّوحيد قال : الذي سألت الأنبياء عنه فلم تصفه بحدّ ولا ببعض بل وصفته بفعاله ودلّت عليه بآياته إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ علمتم ذلك.

(٢٥) قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ جوابه سألته عن حقيقته وهو يذكر أفعاله.

القمّيّ في الحديث : السابق قال : وانّما سأله عن كيفيّة الله فقال موسى رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ فقال فرعون متعجّباً لأصحابه أَلا تَسْتَمِعُونَ اسأله عن الكيفيّة فيجيبني عن الحقّ.

أقولُ : يعني عن الثبوت.

(٢٦) قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ عدل الى ما لا يشكّ في افتقاره الى مصوّر حكيم وخالق عليم ويكون اقرب الى الناظر وأوضح عند المتأمّل.

(٢٧) قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ اسأله عن شيء ويجيبني عن آخر وسمّاه رسولاً على السّخرية

٣٢

(٢٨) قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما تشاهدون كلّ يوم انّه يأتي بالشمس من المشرق ويذهب بها الى المغرب على وجه نافع ينتظم به أمور الخلق إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ان كان لكم عقل علمتم ان لا جواب لكم فوق ذلك لاينهم اوَّلاً ثمّ لمّا رأى شدّة شكيمتهم خاشنهم وعارضهم بمثل مقالتهم.

(٢٩) قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ عدل الى التهديد على المحاجّة بعد الانقطاع وهكذا ديدن المعاند المحجوج.

(٣٠) قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ أي أتفعل ذلك ولو جئتك بشيء مُبين على صدق دعواي يعني المعجزة فانّها الجامعة بين الدّلالة على وجود الصانع وحكمته والدلالة على صدق مدّعي نبوّته.

(٣١) قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ

(٣٢) فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ ظاهر الثعبانية.

في المجمع عن الباقر عليه السلام : فالتقمت الايوان بلحييها فدعاه ان يا موسى اقلني الى غد ثمّ كان من أمره ما كان.

(٣٣) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ قال الباقر اوْ المجمع أو غيرهما لأنّه إذا راجعنا الى سورتي الأعراف والشعراء من المجمع ، لم نقف على الحديث والتفسير في ذيل القصتين ولعله في موضع آخر والله العالم قد حال شعاعها بينه وبين وجهه.

والقمّيّ في الحديث : السابق قال : فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ فلم يبق احد من جلساء فرعون الّا هرب ودخل فرعون من الرّعب ما لم يملك نفسه فقال فرعون يا موسى أنشدك بالله وبالرضاع الّا ما كففتها عنّي ثمّ نَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ فلمّا أخذ موسى العصا رجعت إلى فرعون نفسه وهمّ بتصديقه فقام إليه هامان فقال له بينا أنت اله تعبد إذ صرت تابعاً تعبد.

(٣٤) قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ فائق في علم السحر.

(٣٥) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَما ذا تَأْمُرُونَ بهره سلطان المعجزة حتّى حطّه عن دعوى الربوبيّة الى مؤامرة القوم وائتمارهم.

٣٣

(٣٦) قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ اخّر أمرهما وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ شرطاً يحشرون السحرة.

(٣٧) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ يفضّلون عليه في هذا الفنّ.

(٣٨) فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ لما وقّت به من ساعات يوم معيّن وهو وقت الضحى يوم الزّينة كما سبق في سورة طه.

(٣٩) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ فيه استبطاء لهم في الاجتماع حثّاً على مبادرتهم إليه.

(٤٠) لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبِينَ لعلّنا نتّبعهم في دينهم ان غلبوا كأنّ مقصودهم الأصلي ان لا يتّبعوا موسى لا ان يتّبعوا السحرة فساقوا الكلام مساق الكناية.

(٤١) فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ

(٤٢) قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ التزم لهم الأجر والقربة عنده زيادة عليه ان غلبوا.

(٤٣) قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ أي بعد ما قالوا له إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ.

(٤٤) فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ اقسموا بعزّته على أنّ الغلبة لهم لفرط اعتقادهم في أنفسهم وإتيانهم بأقصى ما يمكن ان يؤتى به من السّحر وهي من اقسام الجاهلية وفي الإسلام لا يصحّ الحلف الّا بالله عزّ وجلّ.

(٤٥) فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ تتبلّع وقرء بالتّخفيف ما يَأْفِكُونَ ما يقلّبونه عن وجهه بتمويههم وتزويرهم فيخيّلون حبالهم وعصيّهم انّها حيّات تسعى.

(٤٦) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ لعلمهم بأنّ مثله لا يتأتّى بالسحر وانما عبّر عن الخرور بالإلقاء ليشاكل ما قبله ويدلّ على انّهم لمّا رأَوا ما رأَوا لم يتمالكوا أنفسهم

٣٤

وكأنّهم أخذوا فطرحوا على وجوههم وانٌه تعالى ألقاهم بما خوّلهم من التّوفيق.

(٤٧) قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ

(٤٨) رَبِّ مُوسى وَهارُونَ ابدال للتوضيح ودفع للتوهّم والاشعار على أنّ الموجب لايمانهم ما أجراه على أيديهما.

(٤٩) قالَ آمَنْتُمْ لَهُ وقرء بهمزتين قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فعلّمكم شيئاً دون شيء ولذلك غلبكم أو توادَعَكم ذلك تواطأتم عليه أراد به التّلبيس على قومه كي لا يعتقدوا انّهم آمنوا على بصيرة وظهور حقّ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ وبال ما فعلتم لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ

(٥٠) قالُوا لا ضَيْرَ لا ضرر علينا في ذلك إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ بما توعدنا إليه فانّ الصبر عليه ممحاة للذنوب موجب للثواب والقرب من الله.

(٥١) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ من أهل المشهد وقرء إن بكسر الهمزة.

القمّيّ في الحديث : السابق قال عليه السلام : وكان فرعون وهامان قد تعلّما السّحر وانّما غلبا الناس بالسحر وادّعى فرعون الربوبيّة بالسّحر فلمّا أصبح بعث فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ مدائن مصر كلّها وجمعوا الف ساحر واختاروا من الالف مائة ومن المائة ثمانين فقال السّحرة لفرعون قد علمت انّه ليس في الدنيا أسحر منّا فان غلبنا موسى فما يكون لنا عندك قال إِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ عندي أشارككم في ملكي قالوا فان غلبنا موسى وأبطل سحرنا علمنا انّ ما جاء به ليس من قبل السّحر ولا من قبل الحيلة آمنّا به وصدّقناه قال فرعون ان غلبكم موسى صدّقته انا أيضاً معكم ولكن اجمعوا كيدكم اي حيلتكم قال وكان موعدهم يوم عيد لهم فلمّا ارتفع النهار وجمع فرعون الخلق والسحرة وكانت له قبّة طولها في السماء ثمانون ذراعاً وقد كانت ألبست الحديد والفولاذ المصقول وكانت إذا وقعت الشمس عليها لم يقدر أحد ان ينظر إليها من لمع الحديد ووهج الشمس وجاء فرعون وهامان وقعدا عليها ينظران واقبل

٣٥

موسى ينظر إلى السماء فقالت السحرة لفرعون انا نرى رجلاً ينظر إلى السماء ولم يبلغ سحرنا السماء وضمنت السحرة من في الأرض فقالوا لموسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ فأقبلت تضطرب مثل الحيّات ف قالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى فَنُودِيَ لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ فألقى موسى العصا فذابت في الأرض مثل الرصاص ثمّ طلع رأسها وفتحت فاها ووضعت شدقها العليا على رأس قبّة فرعون ثمّ دارت وأرخت شفتها السفلى والتقمت عصا السحرة وحبالهم وغلبت كلّهم وانهزم الناس حين رأوها وعظمها وهولها بما لم تر العين ولا وصف الواصفون مثله فقتل في الهزيمة من وطئ الناس بعضهم بعضاً عشرة آلاف رجل وامرأة وصبيّ ودارت على قبّة فرعون قال فأحدث فرعون وهامان في ثيابهما وشاب رأسهما من الفزع ومرّ موسى في الهزيمة مع الناس فناداه الله عزّ وجلّ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى فرجع موسى ولفّ على يده عبائه وكانت عليه ثمّ ادخل يده في فمها فإذا هي عصاً كما كانت وكان كما قال الله عزّ وجلّ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ لمّا رأوا ذلك قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ رَبِّ مُوسى وَهارُونَ فغضب فرعون عند ذلك غضباً شديداً وقالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ يعني موسى الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ الآية فقالوا له كما حكى الله عزّ وجلّ لا ضَيْرَ الآيتين فحبس فرعون من آمن بموسى في السجن حتّى أنزل الله عزّ وجلّ عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم فأطلق عنهم.

(٥٢) وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي قيل وذلك بعد سنين اقام بين أظهرهم يدعوهم إلى الحقّ ويظهر لهم الآيات فلم يزيدوا الّا عتوّاً وفساداً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ يتّبعكم فرعون وجنوده.

(٥٣) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ حين اخبر بسراه فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ العساكر ليتّبعوهم.

(٥٤) إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ على إرادة القول.

٣٦

القمّيّ عن الباقر عليه السلام : يقول عصبة قليلة.

(٥٥) وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ لفاعلون ما يغيظنا.

(٥٦) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ وانّا لجمع من عادتنا الحذر واستعمال الحزم في الأمور وقرء بحذف الالف.

القمّيّ في الحديث : السّابق : فخرج موسى ببني إسرائيل ليقطع بهم البحر وجمع فرعون أصحابه وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ وحشر الناس وقدم مقدّمته في ستّة مائة الف وركب هو في ألف ألف وخرج كما حكى الله.

(٥٧) فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ.

(٥٨) وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ يعني المنازل الحسنة والمجالس البهيّة.

(٥٩) كَذلِكَ مثل ذلك الإخراج وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ

(٦٠) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ داخلين في وقت شروق الشمس.

(٦١) فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ تقاربا بحيث رأى كلّ منهما الاخر قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ لملحقون.

(٦٢) قالَ كَلَّا لن يدركوكم فانّ الله وعدكم الخلاص منهم إِنَّ مَعِي رَبِّي بالحفظ والنصرة سَيَهْدِينِ طريق النجاة منهم.

(٦٣) فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ أي ضرب فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ كالجبل المنيف الثابت في مقرّه فدخلوا في شعابها.

(٦٤) وَأَزْلَفْنا وقرّبنا ثَمَّ الْآخَرِينَ فرعون وقومه حتّى دخلوا على أثرهم مداخلهم.

(٦٥) وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ بحفظ البحر على تلك الهيئة حتّى عبروا.

(٦٦) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ باطباقه عليهم.

٣٧

(٦٧) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وايّة آية وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وما تنبّه عليها أكثرهم إذ لم يؤمن بها أحد ممّن بقي في مصر من القبط وبنو إسرائيل بعد ما نجوا سألوا بقرة يعبدونها واتّخذوا العجل وقالوا لن نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً.

(٦٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ لتنتقم من أعدائه الرَّحِيمُ بأوليائه.

القمّيّ في الحديث : السابق : فلمّا قرب موسى (ع) من البحر وقرب فرعون من موسى قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قالَ مُوسى كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ أي سينجين فدنا موسى من البحر فقال له انفرق فقال البحر استكبرت يا موسى ان انفرق لك ولم اعصن الله عزّ وجلّ طرفة عين وقد كان فيكم العاصي فقال له موسى فاحذر ان تعصي وقد علمت انَّ آدم اخرج من الجنّة بمعصيته وانّما لعن إبليس بمعصيته فقال البحر ربّي عظيم مطاع أمره ولا ينبغي لشيء ان يعصيه فقام يوشع بن نون فقال لموسى يا نبيّ الله ما أمرك ربّك قال بعبور البحر فاقحم يوشع فرسه في الماء فأوحى الله عزّ وجلّ إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فضربه فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ أي كالجبل العظيم فضرب له في البحر اثني عشر طريقاً فأخذ كلّ سبط منهم في طريق فكان الماء قد ارتفع وبقيت الأرض يابسة طلعت الشمس فيبست كما حكى الله عزّ وجلّ فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى ودخل موسى (ع) وأصحابه البحر وكان أصحابه اثني عشر سبطاً فضرب الله عزّ وجلّ لهم في البحر اثني عشر طريقاً فأخذ كلّ سبط في طريق وكان الماء قد ارتفع على رؤوسهم مثل الجبال فجزعت الفرقة التي كانت مع موسى في طريقه فقالوا يا موسى اين إخواننا فقال لهم معكم في البحر فلم يصدّقوه فأمر الله عزّ وجلّ البحر فصار طاقات حتّى كان ينظر بعضهم إلى بعض ويتحدّثون واقبل فرعون وجنوده فلمّا انتهى الى البحر قال لأصحابه ألا تعلمون أنّي ربّكم الأعلى قد فُرِجَ لي البحر فلم يجسر احد ان يدخل البحر وامتنعت الخيل منه لهول الماء فتقدم فرعون حتّى جاء الى ساحل البحر فقال له منجّمه لا تدخل البحر وعارضه فلم يقبل منه واقبل على فرس حصان فامتنع الحصان ان يدخل الماء فعطف عليه جبرائيل وهو على ماذيانة فتقدّمه فدخل فنزل الفرس الى الرّمكّة فطلبها ودخل البحر واقتحم أصحابه خلفه فلمّا

٣٨

دخلوا كلّهم حتّى كان آخر من دخل من أصحابه وآخر من خرج أصحاب موسى امر الله عزّ وجلّ الرّياح فضربت البحر بعضه ببعض فأقبل الماء يقع عليهم مثل الجبال فقال فرعون عند ذلك آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ فأخذ جبرئيل كفّاً من حماة فدسّها في فيه ثمّ قال آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وقد مرّ بعض هذه القصّة في سورة يونس وآخر في سورة طه.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال : إنّ قوماً ممّن آمن بموسى قالوا لو آتينا عسكر فرعون وكنّا فيه ونلنا من دنياه فإذا كان الذي نرجوه من ظهور موسى صرنا إليه ففعلوا فلمّا توجّه موسى ومن معه هاربين من فرعون ركبوا دوابهم واسرعوا في السير ليلحقوا بموسى وعسكره فيكونوا معهم فبعث الله عزّ وجلّ ملكاً فضرب وجوه دوابهم فردّهم الى عسكر فرعون فكانوا فيمن غرق مع فرعون.

(٦٩) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ على مشركي العرب نَبَأَ إِبْراهِيمَ

(٧٠) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ سألهم ليريهم انّ ما يعبدونه لا يستحقّ العبادة.

(٧١) قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ أطالوا جوابهم تحجّجاً وافتخاراً.

(٧٢) قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ يسمعون دعاءكم.

(٧٣) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ على عبادتكم لها أَوْ يَضُرُّونَ من اعرض عنها.

(٧٤) قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ اضربوا على جوابه والتجئوا الى التقليد.

(٧٥) قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ.

(٧٦) أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ.

(٧٧) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي يريد عدوّ لكم ولكنّه صوّر الامر في نفسه تعريضاً له لأنّه انفع في النّصح من التصريح والبدئة بنفسه في النصيحة ادعى للقبول إِلَّا رَبَ

٣٩

الْعالَمِينَ استثناء منقطع أو متّصل على أنّ الضّمير لكلّ معبود عَبدوه وكان من آبائهم من عبد الله.

(٧٨) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ لأنّه يهدي كلّ مخلوق لما خلق له من امور المعاش والمعاد كما قال الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى هداية مدرجة من مبدأ الإيجاد الى منتهى اجله.

(٧٩) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ

(٨٠) وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ انّما لم ينسب المرض إليه لأنّ مقصوده تعديد النِّعم ولأنّه في غالب الامر انما يحدث بتفريط الإنسان من مطاعمه ومشاربه وفي أو امر الله ونواهيه كما قال الله سبحانه ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ

(٨١) وَالَّذِي يُمِيتُنِي عدّ الموت من جملة النّعم واضافه إلى الله لأنّه لأهل الكمال وصلة الى نيل المحابّ التي يستحقر دونها الحياة الدنيوية وخلاص من أنواع المحن والبليّة ثُمَّ يُحْيِينِ في الآخرة.

(٨٢) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ذكر ذلك هضماً لنفسه وتعليماً للُامّة ان يجتنبوا المعاصي ويكونوا على حذر وطلب لأن يغفر لهم ما يفرط منهم واستغفاراً لما عسى ان يندر منه من خلاف الأولى وحمل الخطيئة على كلماته الثلاث إِنِّي سَقِيمٌ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ وقوله هي اختي لا وجه له لأنّها معاريض وليست بخطايا.

(٨٣) رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً كمالاً في العلم والعمل استعدّ به لخلافة الحقّ ورياسة الخلق وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ووفّقني للكمال في العمل لانتظم به في عداد الكاملين في الصلاح.

(٨٤) وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ جاهاً وحسن صيت في الدنيا يبقى اثره إلى يوم الدين ولذلك ما من أمّة الّا وهم محبّون له مثنون عليه.

في الكافي عن الصادق عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام لِسانَ صِدْقٍ للمرء يجعله الله في الناس خير له من المال يأكله ويورثه أو المراد وَاجْعَلْ صادقاً من ذرّيتي يجدد أصل ديني ويدعو الناس إلى ما كنت أدعوهم إليه

٤٠