تفسير الصّافي - ج ٤

محمّد بن المرتضى [ الفيض الكاشاني ]

تفسير الصّافي - ج ٤

المؤلف:

محمّد بن المرتضى [ الفيض الكاشاني ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: منشورات مكتبة الصدر
المطبعة: خورشيد
الطبعة: ٣
ISBN الدورة:
964-6847-51-X

الصفحات: ٤١٢

(١١٦) وَنَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ على فرعون وقومه.

(١١٧) وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ البليغ في بيانه وهو التوراة.

(١١٨) وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ الطريق الموصل إلى الحقّ والصواب.

(١١٩) وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ.

(١٢٠) سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ.

(١٢١) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ.

(١٢٢) إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ سبق مثل ذلك.

(١٢٣) وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ.

(١٢٤) إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ.

(١٢٥) أَتَدْعُونَ بَعْلاً أتعبدونه وتطلبون الخير منه القمّيّ قال كان لهم صنم يسمّونه بَعْلاً قال وسمّي الربّ بعلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ وتتركون عبادته.

(١٢٦) اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ وقرئ بالنّصب.

(١٢٧) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ أي في العذاب.

(١٢٨) إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ مستثنى من الواو لا من المحضرين لفساد المعنى.

(١٢٩) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ.

(١٣٠) سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ.

القمّيّ ثمّ ذكر عزّ وجلّ آل محمّد صلوات الله عليهم فقال وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ فقال يس محمّد وآل محمّد الأئمّة عليهم السلام.

وفي المعاني عن الصادق عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام في هذه الآية قال : يس محمّد ونحن إِلْ ياسِينَ.

٢٨١

وفي الجوامع عن ابن عبّاس : آلْ ياسِينَ آل محمّد صلوات الله عليهم ويس اسم من أسمائه وقد مضى في سورة الأحزاب عند قوله تعالى وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً وفي أوّل سورة يس أخبار في تسمية النبيّ صلّى الله عليه وآله بيس ويؤيّد هذه القراءة كونهما مفصولين في مصحف امامهم وقرء إِلْ ياسِينَ فقيل هو لغة في الياس كسينا وسنين وقيل جمع له أريد به هو واتباعه وفيه انّه لو كان كذلك لكان معرّفاً وقيل يس اسم أبي إلياس على قراءة آل ياسين ليناسب ما بعده ونظم ساير القصص كما في قراءة الياسين.

وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : إنّ الله سمّى النبيّ بهذا الاسم حيث قال يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ لعلمه انّهم يسقطون سلام على آل محمّد صلوات الله عليهم كما اسقطوا غيره وفيه دلالة على قراءة آل يس وانّ المراد بهم آل محمّد صلوات الله عليهم.

(١٣١) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ.

(١٣٢) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ.

(١٣٣) وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ.

(١٣٤) إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ.

(١٣٥) إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ.

(١٣٦) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ وقد مضى تفسيرها.

(١٣٧) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ قيل أي على منازلهم في متاجركم إلى الشّام فانّ سدوم في طريقه مُصْبِحِينَ داخلين في الصباح.

(١٣٨) وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ أفليس فيكم عقل تعتبرون به.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل عن هذه الآية فقال تمرون عليهم في القرآن إذا قرأتم القرآن تقرءون ما قصّ الله عليكم من خبرهم.

٢٨٢

(١٣٩) وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ.

(١٤٠) إِذْ أَبَقَ هرب وأصل الإباق الهرب من السيّد لكن لمّا كان هربه من قومه بغير إذن ربّه حسن إطلاقه عليه إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ المملوّ.

(١٤١) فَساهَمَ فقارع اهله فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ فصار من المغلوبين بالقرعة وأصله المزلق عن مقام الظفر.

في الفقيه عن الباقر عليه السلام في حديث قال : انّه لمّا ركب مع القوم فوقفت السفينة في اللّجة واستهموا فوقع السّهم على يونس ثلاث مرّات قال فمضى يونس الى صدر السفينة فإذا الحوت فاتح فاه فرمى بنفسه.

وعن الصادق عليه السلام : ما تقارع قوم ففوّضوا أمرهم إلى الله عزّ وجلّ الّا خرج سهم المحقّ وقال : أيّ قضيّة أعدل من القرعة إذا فوّضوا الامر إلى الله أليس الله عزّ وجلّ يقول فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ.

وفي الكافي عنه عليه السلام : ما يقرب منه.

(١٤٢) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ داخل في الملامة أو آت بما يلام عليه أو مليم نفسه.

القمّيّ عن الصادق عليه السلام في قصّة يونس وقومه كما سبق ذكر صدره في سورته قال : فغضب يونس ومرّ على وجهه مغاضباً لله كما حكى الله حتّى انتهى الى ساحل البحر فإذا سفينة قد شحنت وأرادوا ان يدفعوها فسألهم يونس ان يحملوه فحملوه فلمّا توسّطوا البحر بعث الله حوتاً عظيماً فحبس عليهم السفينة فنظر إليه يونس ففزع منه وصار الى مؤخّر السفينة فدار إليه الحوت ففتح فاه فخرج أهل السفينة فقالوا فينا عاص فتساهموا فخرج يونس وهو قول الله عزّ وجلّ فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ فأخرجوه فألقوه في البحر فَالْتَقَمَهُ ومرّ به في الماء.

(١٤٣) فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ الذاكرين لله كثيراً بالتسبيح.

(١٤٤) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ.

٢٨٣

(١٤٥) فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ بالمكان الخالي عمّا يغطّيه من شجر أو نبت وَهُوَ سَقِيمٌ ممّا ناله.

(١٤٦) وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ من شجرة تنبسط على وجه الأرض ولا تقوم على ساق القمّيّ قال الدّبا.

(١٤٧) وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ.

في المجمع عن الصادق عليه السلام : انّه قرأ ويَزِيدُونَ بالواو.

وفي الكافي عنه عليه السلام : يَزِيدُونَ ثلاثين ألفاً.

(١٤٨) فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ الى أجلهم المقضّى.

القمّيّ عن أمير المؤمنين عليه السلام : انّ الحوت قد طاف به في أقطار الأرض والبحار ومرّ بقارون إلى أن قال فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ كما سبق ذكره في سورة القصص قال : فَاسْتَجابَ لَهُ وأمر الحوت ان يلفظه فلفظه على ساحل البحر وقد ذهب جلده ولحمه وأنبت الله عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ وهي الدّبا فأظلّته من الشمس فسكن ثمّ أمر الله الشجرة فتنحّت عنه ووقعت الشمس عليه فجزع فأوحى الله إليه يا يونس لِمَ لمْ ترحم مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ وأنت تجزع من الم ساعة قال يا ربّ عفوك عفوك فردّ الله عليه بدنه ورجع إلى قومه وآمنوا به.

وعن الباقر عليه السلام قال : لبث يونس في بطن الحوت ثلاثة أيّام فَنادى فِي الظُّلُماتِ ظلمة بطن الحوت وظلمة اللّيل وظلمة البحر أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فأخرجه الحوت الى الساحل ثمّ قذفه فألقاه بالساحل وأنبت الله عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ وهو القرع فكان يمصّه ويستظلّ به وبورقه وكان تساقط شعره ورقّ جلده وكان يونس يسبّح الله ويذكر الله باللّيل والنهار فلمّا ان قوى واشتدّ بعث الله دودة فأكلت أسفل القرع قد بلت القرعة ثمّ يبست فشقّ ذلك على يونس فظلّ حزيناً فأوحى الله إليه ما لك حزيناً يا يونس قال يا ربّ هذه الشجرة التي كانت تنفعني سلّطت عليها دودة فيبست قال يا يونس أحزنت لشجرة لم تزرعها

٢٨٤

ولم تسقها ولم تعن بها ان يبست حين استغنيت عنها ولم تحزن لأهل نينوى أكثر من مائة ألف ينزل عليهم العذاب انّ أهل نينوا قد آمنوا واتّقوا فارجع إليهم فانطلق يونس الى قومه فلمّا دنى من نينوا استحيى ان يدخل فقال لراع لقيه ائت أهل نينوى فقل لهم انّ هذا يونس قد جاء قال الرّاعي أتكذّب أما تستحيي ويونس قد غرق في البحر وذهب قال له يونس اللهمّ انّ هذه الشّاة تشهد لك أنّي يونس ونطقت الشاة له بأنّه يونس فلمّا اتى الرّاعي قومه وأخبرهم أخذوه وهمّوا بضربه فقال إنّ لي بيّنة بما أقول قالوا فمن يشهد لك قال هذه الشّاة تشهد فشهدت بأنّه صادق وانّ يونس قد ردّه الله إليكم فخرجوا يطلبونه فوجدوه فجاءوا به وآمنوا وحسن إيمانهم فمتّعهم الله إلى حين وهو الموت وأجارهم من ذلك العذاب.

(١٤٩) فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ القمّيّ قال قالت قريش انّ الملائكة هم بنات الله فردّ الله عليهم.

(١٥٠) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ إذ لا يمكن معرفة مثل ذلك الا بالمشاهدة.

(١٥١) أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ

(١٥٢) وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ فيما يتديّنون به.

(١٥٣) أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ استفهام إنكار واستبعاد وقرئ بكسر الهمزة بحذف الهمزة لدلالة أم بعدها عليها أو بإضمار القول اي لكاذبون في قولهم اصطفى.

(١٥٤) ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ بما لا يرتضيه عقل.

(١٥٥) أَفَلا تَذَكَّرُونَ انّه منزّه عن ذلك.

(١٥٦) أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ حجّة واضحة نزلت عليكم من السماء بأنّ الملائكة بناته.

(١٥٧) فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ الذي أنزل عليكم إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ في دعواكم.

(١٥٨) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً.

القمّيّ يعني انّهم قالوا الجنّ بنات الله وقيل يعني الملائكة سمّوا بها لاستتارهم

٢٨٥

وقيل قالوا إنّ الله صاهر الجنّ فخرجت الملائكة وقيل قالوا الله والشيطان اخوان تعالى الله عمّا يقول الظالمون عُلُوّاً كبيراً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ انّ المشركين لَمُحْضَرُونَ.

القمّيّ يعني إِنَّهُمْ في النار.

(١٥٩) سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ من الولد والنّسب.

(١٦٠) إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ.

(١٦١) فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ عود الى خطابهم.

(١٦٢) ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ على الله بِفاتِنِينَ مفسدين النّاس بالإغواء.

(١٦٣) إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ الّا من سبق في علمه انّه من أهل النار يصلاها لا محالة.

(١٦٤) وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ.

القمّيّ عن الصادق عليه السلام قال : نزلت في الأئمّة والأوصياء من آل محمّد صلوات الله عليهم وقيل هي حكاية اعتراف الملائكة بالعبودية للردّ على عبدتهم والمعنى وَما مِنَّا احد إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ في المعرفة والعبادة والانتهاء إلى أمر الله في تدبير العالم قيل ويحتمل أن يكون من قوله سبحان الله حكاية قولهم.

(١٦٥) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ في أداء الطّاعة ومنازل الخدمة.

(١٦٦) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ المنزّهون الله عما لا يليق به ولعلّ الأول إشارة الى درجاتهم في الطاعة وهذا في المعرفة في نهج البلاغة في وصف الملائكة : صافّون لا يتزايلون ومسبّحون لا يسأمون والقمّيّ : قال جبرئيل يا محمّد إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ.

وعن الصادق عليه السلام : كنّا أنواراً صفوفاً حول العرش نسبّح فيسبّح اهل

٢٨٦

السماء بتسبيحنا إلى أن هبطنا إلى الأرض فسبّحنا فسبّح أهل الأرض بتسبيحنا وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ الحديث.

(١٦٧) وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ أي مشركوا قريش.

(١٦٨) لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ كتاباً من الكتب التي نزلت عليهم.

(١٦٩) لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ أخلصنا العبادة له ولم نخالف مثلهم.

(١٧٠) فَكَفَرُوا بِهِ لمّا جاءهم الذكر الذي هو أشرف الأذكار والمهيمن عليها.

القمّيّ عن الباقر عليه السلام : هم كفّار قريش كانوا يقولون لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ قاتل الله اليهود والنصارى كيف كذّبوا أنبيائهم اما والله لو كان عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ يقول الله عزّ وجلّ فَكَفَرُوا بِهِ حين جاءَهم به محمّد صلّى الله عليه وآله فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ عاقبة كفرهم.

(١٧١) وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ أي وعدنا لهم بالنصر والغلبة وهو قوله.

(١٧٢) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ.

(١٧٣) وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ.

(١٧٤) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فأعرض عنهم حَتَّى حِينٍ هو الموعد لنصرك عليهم قيل هو يوم بدر وقيل يوم الفتح.

(١٧٥) وَأَبْصِرْهُمْ على ما ينالهم حينئذ والمراد بالأمر الدلالة على أنّ ذلك كائن قريب كأنّه قدّامه فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ما قضينا لك من التأييد والنصرة والثواب في الآخرة وسوف للوعيد لا للتّبعيد.

(١٧٦) أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ روي انّه لما نزل فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ قالوا متى هذا فنزل.

٢٨٧

(١٧٧) فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فإذا نزل العذاب بفنائهم شبّهه بجيش هجمهم فأناخ بفنائهم بغتة فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ صباحهم قيل الصباح مستعار من صباح الجيش المبيّت لوقت نزول العذاب ولمّا كثرت فيهم الهجوم والغارة في الصباح سمّوا الغارة صباحاً وان وقعت في وقت آخر.

(١٧٨) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ.

(١٧٩) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ تأكيد الى تأكيد واطلاق بعد تقييد للاشعار بأنّه يبصر وانّهم يبصرون ما لا يحيط به الذكر من أصناف المسرّة وأنواع المساءة أو الأوّل لعذاب الدنيا والثاني لعذاب الآخرة. والقمّيّ فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ يعني العذاب إذا نزل ببني أميّة وأشياعهم في آخر الزمان فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ قال أبصروا حين لا ينفعهم البصر قال فهذه في أهل الشبهات والضلالات من أهل القبلة.

(١٨٠) سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ عمّا قاله المشركون.

في التوحيد عن الباقر عليه السلام : انّ الله علا ذكره كان ولا شيء غيره وكان عزيزاً ولا عزّ كان قبل عزّه وذلك قوله سُبْحانَهُ سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ.

وفي الكافي عنه عليه السلام : ما يقرب منه.

(١٨١) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ تعميم للرّسل بالتسليم بعد تخصيص بعضهم.

(١٨٢) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ على ما أفاض عليهم وعلى من اتّبعهم من النّعم وحُسن العاقبة وفيه تعليم المؤمنين كيف يحمدونه ويسلّمون على رسله.

وفي الكافي عن أمير المؤمنين عليه السلام : من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقل إذا أراد أن يقوم من مجلسه سُبْحانَ رَبِّكَ الآيات الثلاث.

وفي الفقيه والمجمع عنه عليه السلام : ما يقرب منه.

وفي ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : من قرأ سورة الصافّات في كلّ يوم جمعة لم يزل محفوظاً من كلّ آفة مدفوعاً عنه كلّ بليّة في الحياة الدنيا

٢٨٨

مرزوقاً في الدنيا في أوسع ما يكون من الرزق ولم يصبه الله في ماله وولده ولا بدنه بسوء من كلّ شيطان رجيم ولا من جبّار عنيد وإن مات في يومه أو ليلته بعثه الله شهيداً وأدخله الجنّة مع الشهداء في درجة من الجنّة.

وفي الكافي عن الكاظم عليه السلام : انّه لم تقرأ عند مكروب من موت قطّ الّا عجّل الله تعالى راحته إن شاء الله.

٢٨٩

سُورة ص مَكّيّة

عَدد آيها ثمان وثمانون آية كوفيّ وستّ حجازيّ بصريٌّ شاميّ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) ص قد سبق تأويله.

وفي المعاني عن الصادق عليه السلام : وامّا ص فعين تنبع من تحت العرش وهي التي توضّأ منها النبيّ صلّى الله عليه وآله لمّا عرج به ويدخلها جبرئيل كلّ يوم دخلة فينغمس فيها ثمّ يخرج منها فينفض أجنحته فليس من قطرة تقطر من أجنحته الّا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكاً يسبّح الله ويقدّسه ويكبّره ويحمده إلى يوم القيامة.

وفي الكافي عنه عليه السلام في حديث المعراج : ثمّ أوحى الله إليَّ يا محمّد ادن من صادٍ فاغسل مساجدك وطهّرها وصلّ لربّك فدنا رسول الله صلّى الله عليه وآله من صاد وهو ماء يسيل من ساق العرش الأيمن الحديث.

وفي العلل عن الكاظم عليه السلام في حديث : انّه سئل وما صاد الذي أمر أن يغتسل منه يعني النبيّ صلّى الله عليه وآله لمّا أسري به فقال عين تنفجر من ركن من أركان العرش يقال لها ماء الحياة وهو ما قال الله عزّ وجلّ ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ.

وفي المجمع عن الصادق عليه السلام : انّه اسم من أسماء الله تعالى اقسم به.

وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ مقسم به عطفاً على صاد وجوابه محذوف اي انّه لحقّ يدلّ عليه قوله تعالى.

(٢) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ أي ما كفر به من كفر لخلل وجد فيه بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا في استكبار عن الحقّ وخلاف لله ورسوله ولذلك كفروا به.

٢٩٠

والقمّيّ قال هو قسم وجوابه بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا وهو يرجع إلى ما قلناه.

(٣) كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ وعيد لهم على كفرهم به استكباراً وشقاقاً فَنادَوْا استغاثة وَلاتَ حِينَ مَناصٍ أي ليس الحين حين منجىً ومفرّ زيدت التاء على لا للتّأكيد.

(٤) وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ بشر مثلهم وَقالَ الْكافِرُونَ وضع فيه الظاهر موضع الضمير غضباً عليهم وذماً لهم واشعاراً بأنّ كفرهم جسّرهم على هذا القول هذا ساحِرٌ فيما يظهره معجزة كَذَّابٌ فيما يقول على الله.

(٥) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ بليغ في العجب فانّه خلاف ما أطبق عليه آباؤنا.

(٦) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا قائلين بعضهم لبعض امْشُوا وَاصْبِرُوا واثبتوا عَلى آلِهَتِكُمْ على عبادتها فلا ينفعكم مكالمته إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ قيل أي ان هذا لشيء من ريب الزمان يُرادُ بنا فلا مرد له وقيل ان هذا الذي يدعيه من الرِّياسة والترفع على العرب لشيء يريده كل أحد.

(٧) ما سَمِعْنا بِهذا بالذي يقوله فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ في الملّة التي أدركنا عليها آبائنا إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ كذب اختلقه.

القمّيّ قال : نزلت بمكّة لمّا أظهر رسول الله صلّى الله عليه وآله الدعوة بمكّة اجتمعت قريش الى أبي طالب عليه السلام وقالوا يا أبا طالب انّ ابن أخيك قد سفّه أحلامنا وسبّ آلِهتنا وأفسد شبّاننا وفرّق جماعتنا فان كان الذي يحمله على ذلك العُدم جمعنا له مالاً حتّى يكون أغنى رجل في قريش ونملّكه علينا فأخبر أبو طالب رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما أردته ولكن يعطوني كلمة يملكون بها العرب ويدين لهم بها العجم ويكونون ملوكاً في الجنّة فقال لهم أبو طالب ذلك فقالوا نعم وعشر كلمات فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وآله يشهدون أن لا إله الّا الله وانّي رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالوا ندع ثلاثمائة وستّين الهاً ونعبد إلهاً واحداً فأنزل الله سبحانه بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ إلى قوله إِلَّا اخْتِلاقٌ أي تخليط أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إلى قوله مِنَ الْأَحْزابِ.

٢٩١

وفي الكافي عن الباقر عليه السلام قال : أقبل أبو جهل بن هشام ومعه قوم من قريش فدخلوا على أبي طالب فقال إنّ ابن أخيك قد آذانا وآذى آلهتنا فادْعه ومُرْه فليكُفّ عن آلهتنا ونكفّ عن الهه قال فبعث أبو طالب إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فدعاه فلمّا دخل النبيّ صلّى الله عليه وآله لم ير في البيت الّا مشركاً فقال السلام على من اتّبع الهدى ثمّ جلس فخبّره أبو طالب بما جاءوا له فقال أوهل لهم في كلمة خير لهم من هذا يسودون بها العرب ويطئون أعناقهم فقال أبو جهل نعم وما هذه الكلمة قال تقولون لا إله إلّا الله قال فوضعوا أصابعهم في آذانهم وخرجوا هُرّاباً وهم يقولون ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ فأنزل الله في قولهم ص وَالْقُرْآنِ إلى قوله إِلَّا اخْتِلاقٌ.

(٨) أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا إنكار لاختصاصه بالوحي وهو مثلهم أو أدون منهم في الشرف والرياسة لقولهم لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ وأمثال ذلك دليل على أنّ مبدأ تكذيبهم لم يكن الّا الحسد وقصور النظر على الحطام الدنيوي بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي في القرآن والوحي لميلهم الى التقليد واعراضهم عن الدليل بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ بل لم يذوقوا عذابي بعد فإذا ذاقوه زال شكّهم والمعنى أنَّهم لا يصدّقون به حتّى يمسّهم العذاب فيلجئهم الى تصديقه.

(٩) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ بل أعندهم خزائن رحمته وفي تصرّفهم حتّى يصيبوا بها من شاءوا ويصرفوها عمّن شاءوا فيتخيّروا للنبوّة بعض صناديدهم يعني أنّ النبوّة عطيّة من الله يتفضّل بها على من يشاء من عباده لا مانع له فانّه الْعَزِيزِ الغالب الذي لا يغلب الْوَهَّابِ الذي له ان يهب كلّ ما يشاء لمن يشاء.

(١٠) أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما ام لهم مدخل في هذا العالم الذي هو جزء يسير من خزائنه فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ أي ان كان لهم ذلك فليصعدوا في المعارج التي يتوصل بها إلى العرش حتّى يستووا عليه ويدبّروا امر العالم فينزلوا الوحي الى من يستصوبون وهو غاية التّهكّم لهم وقيل أريد بالأسباب السماوات لأنّها أسباب الحوادث السّفليّة.

٢٩٢

(١١) جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ أي هم جند ما من الكفّار المتحزّبين على الرسل.

القمّيّ يعني الذين تحزّبوا عليك يوم الخندق وقيل مَهْزُومٌ أي مكسور عمّا قريب فمن اين لهم التدابير الإلهية والتصرف في الأمور الربّانية أو فلا تكترث لما يقولون وهنالك إشارة إلى حيث وضعوا فيه أنفسهم من الابتداء لهذا القول.

(١٢) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ في العلل عن الصادق عليه السلام : انه سئل عن قوله تعالى وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ لأيّ شيء سمّي ذا الأوتاد فقال لأنّه كان إذا عذّب رجلاً بسطه على الأرض على وجهه ومدّ يديه ورجليه فأوتدها بأربعة أوتاد في الأرض وربّما بسطه على خشب منبسط فوتد رجليه ويديه بأربعة أوتاد ثمّ تركه على حاله حتّى يموت فسمّاه الله عزّ وجلّ فرعون ذا الأوتاد.

والقمّيّ عمل الْأَوْتادِ التي أراد أن يصعد بها إلى السماء.

(١٣) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وأصحاب الغيضة وهم قوم شعيب أُولئِكَ الْأَحْزابُ يعني المتحزّبين على الرسل الذي جعل الجند المهزوم منهم.

(١٤) إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ.

(١٥) وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ وما ينتظر قومك أو الأحزاب جميعاً إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً هي النفخة ما لَها مِنْ فَواقٍ قيل أي من توقّف مقدار فَواقٍ وهو ما بين الحلبتين أو رجوع وترداد فانّه فيه يرجع اللّبن الى الضرع والقمّيّ أي لا يفيقون من العذاب وقرء بضمّ الفاء وهما لغتان.

(١٦) وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قسطنا من العذاب الذي توعدنا به في المعاني عن أمير المؤمنين عليه السلام في معناه قال : نصيبهم من العذاب قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ استعجلوا ذلك استهزاء.

(١٧) اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ في التوحيد عن الباقر عليه السلام : اليد في كلام العرب القوّة والنّعمة ثمّ تلا هذه الآية إِنَّهُ أَوَّابٌ قيل أي

٢٩٣

رجّاع إلى مرضاة الله لقوّته في الدين.

والقمّيّ أي دعّاء قيل كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ويقوم نصف اللّيل.

(١٨) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ قد سبق تفسيره في سورة الأنبياء وسبا بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ حين تشرق الشمس اي تضيء ويصفو شعاعها.

(١٩) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً اليه من كلّ جانب كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ كلّ من الجبال والطير لِأجل تسبيحه رجّاع الى التسبيح.

(٢٠) وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وقويناه بالهيبة والنصرة وكثرة الجنود.

وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ قيل هو فصل الخصام يتميز الحقّ عن الباطل وقيل الكلام المفصول الذي لا يشتبه على السامع.

وفي العيون عن الرضا عليه السلام : انّه معرفة اللّغات.

وفي الجوامع عن عليّ عليه السلام : هو قوله البيّنة على المدّعي واليمين على المدّعى عليه وقد ورد اخبار كثيرة بأنّ : ائمّتنا عليهم السلام أعطوا الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ.

(٢١) وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ فيه تعجيب وتشويق الى استماعه إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ إذ تصعّدوا سور الغرفة.

(٢٢) إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ لأنّهم نزلوا عليه من فوق وفي يوم الاحتجاب والحرس على الباب قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ ولا تجر في الحكومة وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ الى وسطه وهو العدل.

(٢٣) إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ هي الأنثى من الضّان وقد يكنّى بها عن المرأة فَقالَ أَكْفِلْنِيها ملّكنيها وأصله واجعلني أكفلها أو اجعلها كفلي أي نصيبي وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ وغلبني في مخاطبته ايّاي.

٢٩٤

(٢٤) قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ الشركاء التي خلطوا أموالهم جمع خليط لَيَبْغِي ليتعدّى بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ وهم قليل ما مزيدة للإبهام والتعجّب من قلّتهم وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ امتحنّاه بتلك الحكومة هل تنبّه بها فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً ساجداً وَأَنابَ ورجع إلى الله بالتوبة.

(٢٥) فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ أي ما استغفر عنه وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى لقربة بعد المغفرة وَحُسْنَ مَآبٍ مرجع في الجنّة.

(٢٦) يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ قد سبق في سورة لقمان كلام في خلافة داود عليه السلام.

وفي العيون عن الرضا عليه السلام في حديث عصمة الأنبياء قال : وامّا داود فما يقول من قبلكم فيه فقيل يقولون إنّ داود عليه السلام كان يصلّي في محرابه إذ تصوّر له إبليس على صورة طير أحسن ما يكون من الطيور فقطع داود (ع) صلاته وقام ليأخذ الطير فخرج الطير الى الدار فخرج في أثره فطار الطير إلى السطح فصعد السطح في طلبه فسقط الطير في دار أوريا بن حيّان فاطّلع داود (ع) في أثر الطير فإذا بامرأة أوريا تغتسل فلمّا نظر إليها هواها وكان قد أخرج أوريا في بعض غزواته فكتب إلى صاحبه ان قدّم أوريا امام التابوت فقدّم فظفر أوريا بالمشركين فصعب ذلك على داود (ع) فكتب إليه ثانية ان قدّمه امام التابوت فقدّم فقتل أوريا فتزوّج داود (ع) بامرأته قال فضرب الرضا عليه السلام يده على جبهته وقال إنّا لله وإنّا إليه راجعون لقد نسبتم نبيّاً من أنبياء الله الى التهاون بصلاته حتّى خرج في أثر الطير ثمّ بالفاحشة ثمّ بالقتل فقيل يا ابن رسول الله فما كانت خطيئته فقال ويحك انّ داود (ع) انّما ظنّ انّه ما خلق الله عزّ وجلّ خلقاً هو أعلم منه فبعث الله عزّ وجلّ إليه الملكين ف تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ فقالا له خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي

٢٩٥

الْخِطابِ فعجّل داود (ع) على المدّعى عليه فقال لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ ولم يسأل المدّعي البيّنة على ذلك ولم يقبل على المدّعى عليه فيقول له ما تقول فكان هذا خطيئته رسم حكم لا ما ذهبتم إليه ألا تسمع الله تعالى يقول يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ إلى آخر الآية فقيل يا ابن رسول الله فما قصّته مع أوريا قال الرضا عليه السلام انّ المرأة في أيّام داود (ع) كانت إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوّج بعده أبداً فأوّل من أباح الله تعالى ان يتزوّج بامرأة قتل بعلها داود (ع) فتزوّج بامرأة أوريا لمّا قتل وانقضت عدّتها فذلك الذي شقّ على الناس من قبل أوريا.

والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : ما يقرب ممّا روته العامّة وكذّبه الرّضا عليه السلام كما مرّ مع زيادات وفيه ما فيه وعن الباقر عليه السلام في قوله : وَظَنَّ داوُدُ (ع) اي علم وَأَنابَ أي تاب وذكر انّ داود (ع) كتب إلى صاحبه ان لا تقدّم أوريا بين يدي التابوت وردّه فقدّم أوريا إلى أهله ومكث ثمانية أيّام ثمّ مات.

وفي المجالس عن الصادق عليه السلام قال : إنّ رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط ألم ينسبوا الى داود (ع) انّه تبع الطير حتّى نظر إلى امرأة أوريا فهواها وانّه قدّم زوجها امام التابوت حتّى قتل ثمّ تزوّج بها.

وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام : انه قال لا أوتي برجل يزعم أنّ داود (ع) تزوّج امرأة أوريا الّا جلدته حدّين حدّ للنبوّة وحدّ للإسلام وروي انّه قال : من حدّث بحديث داود (ع) على ما يرويه القصّاص جلدته مائة وستّين.

(٢٧) وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً لا حكمة فيه ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ بسبب هذا الظنّ.

(٢٨) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ إنكار للتسوية أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ قيل كأنّه أنكر التسوية اوّلاً بين المؤمنين والكافرين ثمّ بين المتقين من المؤمنين والمجرمين منهم ويجوز أن يكون تكريراً للإنكار الأوّل باعتبار وصفين آخرين يمنعان التسوية من الحكيم الرحيم.

٢٩٦

والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل عن هذه الآية فقال الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أمير المؤمنين وأصحابه كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ قال حبتر وزيق وأصحابهما أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ أمير المؤمنين كَالْفُجَّارِ حبتر وزلام وأصحابهما وهذه الألفاظ كنايات عن الثلاثة.

وفي الكافي عنه عليه السلام قال : لا ينبغي لأهل الحقّ ان ينزلوا أنفسهم منزلة أهل الباطل لأنّ الله لم يجعل أهل الحق عنده بمنزلة أهل الباطل ألم يعرفوا وجه قول الله في كتابه إذ يقول أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا الآية.

في الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام : انّ لأهل التقوى علامات يعرفون بها : صدق الحديث وأداء الأمانة والوفاء بالعهد وقلّة الفخر والتحمّل وصلة الأرحام ورحمة الضّعفاء وقلّة المواتاة للنّساء وبذل المعروف وحسن الخلق وسعة الحلم واتباع العلم فيما يقرّب إلى الله تعالى وفي رواية أخرى عنه عليه السلام قال : الفاجر إن ائتمنته خانك وإن صاحبته شانك وإن وثقت به لم ينصحك.

(٢٩) كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ نفّاع لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ الثاقبة.

القمّيّ عن الصادق عليه السلام : لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام فهم أُولُوا الْأَلْبابِ قال وكان أمير المؤمنين عليه السلام يفتخر بها ويقول ما أعطي أحد قبلي ولا بعدي مثل ما أعطيت.

(٣٠) وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ أي نِعْمَ الْعَبْدُ سليمان إِنَّهُ أَوَّابٌ كثير الرجوع إلى الله بالتوبة والذكر.

(٣١) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِ بعد الظهر الصَّافِناتُ الْجِيادُ الصافن الخيل الذي يقوم على طرف سنبك يد أو رجل وهو من الصفات المحمودة في الخيل والْجِيادُ قيل جمع جواد أو جود وهو الذي يسرع في جريه وقيل الذي يجود بالركض وقيل جمع جيّد.

٢٩٧

(٣٢) فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي قيل أصل أَحْبَبْتُ ان يعدّى بعلى لأنّه بمعنى آثرت لكن لمّا أنيب مناب أنبت عدّي تعديته بعن وقيل هو بمعنى تقاعدت وحُبَّ الْخَيْرِ مفعول له والْخَيْرِ المال الكثير والمراد به هنا الخيل التي شغلته عن الذكر وفي الحديث : الخيل معقود بنواصيها الخير حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ غربت الشمس شبّه غروبها بتواري المخبأة بحجابها واضمارها من غير ذكر لدلالة العشيّ عليه.

(٣٣) رُدُّوها عَلَيَ الضمير للشّمس فَطَفِقَ مَسْحاً فأخذ يمسح مسحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ.

في الفقيه عن الصادق عليه السلام قال : إنّ سليمان بن داود (ع) عرض عليه ذات يوم بالعشيّ الخيل فاشتغل بالنظر إليها حتّى توارت الشمس بالحجاب فقال للملائكة ردّوا الشَّمس عَليَّ حتّى أصلّي صلاتي في وقتها فردّوها فقام فمسح ساقيه وعنقه وامر أصحابه الذين فاتتهم الصلاة معه بمثل ذلك وكان ذلك وضوءهم للصلاة ثمّ قام فصلّى فلمّا فرغ غابت الشمس وطلعت النجوم وذلك قول الله عزّ وجلّ وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ إلى قوله وَالْأَعْناقِ.

وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام : انّ هذه الخيل كانت شغلته عن صلاة العصر حتّى فات وقتها قال وفي روايات أصحابنا انّه فاته أوّل الوقت.

وفي الكافي والفقيه عن الباقر عليه السلام : انّه سئل عن قول الله عزّ وجلّ إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً قال يعني مفروضاً وليس يعني وقت فوتها إذا جاز ذلك الوقت ثمّ صلّاها لم يكن صلاته هذه مؤدّاة ولو كان ذلك كذلك لهلك سليمان بن داود (ع) حين صلّاها لغير وقتها ولكنّه متى ما ذكرها صلّاها.

وفي العلل عنه عليه السلام : ما يقرب منه.

وفي المجمع قال ابن عبّاس : سألت عليّاً عليه السلام عن هذه الآية فقال ما بلغك فيها يا ابن عبّاس؟ قلت بلى سمعت كعباً يقول اشتغل سليمان بعرض الأفراس

٢٩٨

حتّى فاتته الصلاة فقال رُدُّوها عَلَيَ يعني الأفراس وكانت أربعة عشر فأمر بضرب سوقها وأعناقها بالسيف قتلها فسلبه الله ملكه أربعة عشر يوماً لأنّه ظلم الخيل بقتلها فقال عليّ عليه السلام كذب كعب لكن اشتغل سليمان بعرض الأفراس ذات يوم لأنه أراد جهاد العدوّ حَتَّى تَوارَتْ الشمس بِالْحِجابِ فقال يأمر الله للملائكة الموكّلين بالشمس رُدُّوها عَلَيَ فردّت فصلّى العصر في وقتها وانّ أنبياء الله لا يظلمون ولا يأمرون بالظلم لأنّهم معصومون مطهّرون.

والقمّيّ ذكر قريباً ممّا قاله كعب ثمّ روى قصّة خاتمه عن الصادق عليه السلام و : انّه ضلّ عنه أربعين يوماً بسبب قتله الخيل سرقه شيطان وجلس مكانه في تلك المدّة الى آخر ما ذكره ممّا لا يليق بالأنبياء الّا إذا كان مرموزاً وأريد به شيء آخر كما سبق مثله في قصّة هاروت وماروت.

(٣٤) وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ.

في المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : انّ سليمان قال يوماً في مجلسه لأطوفنّ اللّيلة على سبعين امرأة تلد كلّ امرأة منهنّ غلاماً يضرب بالسيف في سبيل الله ولم يقل إن شاء الله فطاف عليهنّ فلم تحمل منهنّ الّا امرأة واحدة جاءت بشقّ ولد قال ثمّ قال فو الّذي نفس محمّد صلّى الله عليه وآله بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرساناً والجسد الذي كان عَلى كُرْسِيِّهِ كان هذا وعن الصادق عليه السلام : انّ الجنّ والشياطين لمّا ولد لسليمان (ع) ابن قال بعضهم لبعض ان عاش له ولد لنلقّينّ منه ما لقينا من أبيه من البلاء فاشفق منهم عليه فاسترضعه في المزن وهو السحاب فلم يشعر إلّا وقد وضع عَلى كُرْسِيِّهِ ميّتاً تنبيها على أنّ الحذر لا ينفع من القدر وانّما عوتب على خوفه من الشياطين وقيل الجسد ذاك الشيطان الذي كان قد جلس مكانه على كرسيّه سمّي بالجسد الذي لا روح فيه لأنّه كان متمثّلاً بما لم يكن كذلك وهذا قول العامّة الرّاوين لتلك القصّة التي فيها ذكر الخاتم الّا انهم ذكروا في سبب ابتلائه بسبب ملكه انّه كانت امرأته تعبد في بيته صورة أربعين يوماً وهو لم يشعر بذلك.

(٣٥) قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ.

٢٩٩

(٣٦) فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ فذلّلناها لطاعته إجابة لدعوته تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً ليّنة لا تزعزع حَيْثُ أَصابَ أراد.

(٣٧) وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ.

(٣٨) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ قرن بعضهم مع بعض في السلاسل ليكفّوا عن الشر كذا قيل ، والقمّيّ هم الذين عصوا سليمان حين سلبه الله ملكه وقد سبق بعض هذه القصة في سورة سبأ.

(٣٩) هذا عَطاؤُنا أي هذا الذي أعطيناك من الملك والبسطة والتسلط على ما لم يسلّط به غيرك عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ فأعط من شئت وامنع من شئت بِغَيْرِ حِسابٍ غير محاسب على منّه وإمساكه لتفويض التصرف فيه إليك.

(٤٠) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى في الآخرة مع ما له من الملك العظيم في الدنيا وَحُسْنَ مَآبٍ هو الجنّة.

في العلل عن الكاظم عليه السلام : انّه سئل أيجوز أن يكون نبيّ الله بخيلاً؟ فقال لا فقيل فقول سليمان (ع) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ما وجهه وما معناه فقال الملك ملكان ملك مأخوذ بالغلبة والجور وإجبار الناس وملك مأخوذ من قبل الله تعالى ذكره كملك آل إبراهيم وملك طالوت وذي القرنين فقال سليمان هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي أن يقول انّه مأخوذ بالغلبة والجور وإجبار النّاس فسخّر الله عزّ وجلّ لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ وجعل غدوّها شهراً ورواحها شهراً وسخّر الله عزّ وجلّ له الشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ وعلّم منطق الطير ومكّن له في الأرض فعلم الناس في وقته وبعده انّ ملكه لا يشبه ملك الملوك الجبّارين من الناس والمالكين بالغلبة والجور قيل فقول رسول الله صلّى الله عليه وآله «رحم الله أخي سليمان بن داود (ع) ما كان أبخله» فقال لقوله وجهان أحدهما ما كان أبخله بعرضه وسوء القول فيه والوجه الآخر يقول ما كان أبخله ان كان أراد ما كان يذهب إليه الجهّال.

٣٠٠