العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٤

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٤

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٦٢

عسكر الملك الكامل ، وابنه الملك الصالح ؛ لأنه ذكر أن الملك المنصور ، لما تسلطن باليمن بعد الملك المسعود ، بعث راجح بن قتادة ، وابن عبدان ، فى جيش إلى مكة ، فنزلوا الأبطح(٢) ، وراسل راجح أهل مكة ، وذكرهم إحسان المنصور إليهم ، أيام نيابته بمكة عن المسعود ، فمال رؤساؤهم إليه ، وكانوا حالفوا طغتكين ، متولى مكة من قبل الملك الكامل صاحب مصر ، بعد أن أنفق عليهم ، فلما عرف طغتكين ذلك ، هرب إلى ينبع ، فاستولى راجح وأصحابه على مكة المشرفة ، وذلك فى ربيع الآخر من سنة تسع وعشرين وستمائة ، ولما عرف بذلك صاحب مصر الملك الكامل ، بعث إلى مكة عسكرا كثيفا ، مقدمهم الأمير فخر الدين بن الشيخ ، فتسلموا مكة ، وقتل ابن عبدان وجماعة من أهل مكة ، ثم إن راجحا جمع جمعا ، وأمده صاحب اليمن بعساكر ، وقصد مكة فتسلمها فى صفر سنة ثلاثين ، وخرج منها فخر الدين ابن الشيخ.

فلما كان فى آخر هذه السنة ، وصل من مصر أمير يقال له الزاهد ، فى سبعمائة فارس ، فتسلم مكة وحج بالناس.

فلما كانت سنة إحدى وثلاثين ، جهز الملك المنصور عسكرا جرّارا وخزانة إلى راجح ، فنهض الشريف راجح فى العسكر المنصورى ، وأخرجوا العسكر المصرى ، ثم إن راجحا هرب من مكة ، لما قدمها المنصور حاجّا فى هذه السنة ، ثم رجع إليها بعد توجهه إلى اليمن ، وأرسل المنصور إلى راجح فى سنة اثنتين وثلاثين ، بخزانة كبيرة على يد بن النّصيرى ، وأمره باستخدام الجند ، فلم يتمكن راجح من ذلك ، لوصول العسكر المصرى ، الذى أنفذه الكامل مع الأمير جفريل المقدم ذكره ، وتوجه راجح وابن عبدان إلى اليمن.

فلما كانت سنة ثلاث وثلاثين ، بعث المنصور عسكرا من اليمن ، مقدمهم الأمير الشهاب بن عبدان ، وبعث بخزانة إلى راجح ، وأمره باستخدام العسكر ، ففعل.

فلما صاروا قريبا من مكة ، خرج إليهم العسكر المصرى ، والتقوا بمكان يقال له الخريقين ، بين مكة والسّرّين ، فانهزمت العرب أصحاب راجح ، وأسر ابن عبدان ، وبعث به إلى مصر مقيدا ، ثم انهزم العسكر المصرى من مكة ، لما توجه راجح إلى مكة فى صحبة المنصور ، وذلك فى سنة خمس وثلاثين ، وأقام عسكر المنصور بمكة سنة ست

__________________

(٢) الأبطح : بالفتح ثم السكون وفتح الطاء والحاء مهملة ، مكان يضاف إلى مكة وإلى منى ؛ لأن المسافة بينه وبينهما واحدة ، وربما كان إلى منى أقرب ، وهو المحصب ، وهو خيف بنى كنانة. انظر : معجم البلدان ١ / ٧٤.

٨١

وثلاثين ، ولا أدرى هل كان راجح معهم أم لا ، ثم خرج العسكر المنصورى فى سنة سبع وثلاثين من مكة ، لما وصل إليها الشريف شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهنا الحسينى أمير المدينة ، فى ألف فارس من مصر ، فجهز المنصور راجحا وابن النّصيرى فى عسكر جرّار.

فلما سمع به شيحة وأصحابه هربوا من مكة ، ثم أخذها العسكر المصرى فى سنة ثمان وثلاثين.

فلما كانت سنة تسع وثلاثين ، جهز المنصور جيشا كثيفا إلى مكة مع راجح ، فبلغه أن صاحب مصر الصالح أيوب بن الكامل ، أنجد العسكر المصرى الذى بمكة بمائة وخمسين فارسا. فأقام راجح بالسّرّين ، وعرف المنصور الخبر ، فتوجه المنصور فى جيش كثيف ، فدخل مكة فى رمضان فى سنة تسع وثلاثين ، بعد هرب المصريين ، واستناب بمكة مملوكه فخر الدين الشلّاح ، ولا أدرى هل استناب معه راجحا أم لا ، والظاهر أنه لم يستنبه ، ثم عاد راجح لإمرة مكة ؛ لأن ابن محفوظ ذكر أنه تسلم مكة فى آخر يوم ذى الحجة سنة إحدى وخمسين وستمائة ، لما انتزعها من جمّاز بن حسن بن قتادة بلا قتال.

وذكر أن راجحا أقام بمكة متوليا ، حتى أخرجه منها ولده غانم بن راجح ، فى ربيع الأول من سنة اثنتين وخمسين.

وذكر شيخنا ابن خلدون : أن راجحا عاد إلى مكة فى سنة خمس وثلاثين مع الملك المنصور ، وخطب له بعد المستنصر الخليفة العباسى ، واستمر إلى سنة سبع وأربعين ، فتوجه إلى اليمن هاربا لما استولى عليها ابن أخيه أبو سعد بن علىّ بن قتادة ، وسكن السّرّين ، يعنى الموضع المعروف اليوم بالواديين ، ثم قصد مكة فى سنة ثلاث وخمسين ، وانتزعها من جمّاز بن حسن. انتهى.

قلت : هذا فيه نظر من وجوه : منها : أن راجحا لم يستمر على مكة من سنة خمس وثلاثين ، إلى سنة سبع وأربعين ؛ لأنه وليها فى هذه المدة جماعة ، كما تقدم بيانه.

ومنها : أن راجحا لم ينتزع مكة من جماز فى سنة ثلاث وخمسين ، وإنما انتزعها قبل ذلك ، كما تقدم بيانه فى هذه الترجمة ، وترجمة جماز.

وكانت وفاة راجح فى سنة أربع وخمسين وستمائة ، على ما ذكر الميورقىّ فيما وجدت بخطه ، ولم أستفد ذلك إلا منه. وبلغنى أنه كان مفرطا فى الطول ، بحيث تصل يده وهو قائم إلى ركبته.

٨٢

١١٧٣ ـ راجح بن أبى نمى بن أبى سعد حسن بن علىّ بن قتادة بن إدريس بن مطاعن ، الحسنى المكى :

أمير مكة. ذكر لى شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، أنه استولى على مكة أشهرا ، ثم انتزعت منه ، ولم يذكر متى كان ذلك ، وما ذكر لى ذلك غيره ، والله أعلم. ولم أدر متى مات ، إلا أنه كان حيّا فى رمضان ، سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة ؛ لأنه وفد فيها على الناصر محمد بن قلاوون ، صاحب مصر وأكرمه.

١١٧٤ ـ راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمرى المكى :

كان من أعيان القواد المعروفين بالعمرة ، وله مكانة عند الشريف أحمد بن عجلان صاحب مكة. توفى فى سنة ست وثمانين وسبعمائة.

١١٧٥ ـ راشد العطار ، أبو مسرّة ، جد يحيى بن أبى مسرّة :

روى عنه سعيد بن سلام العطّار حديثا ، عن هنّاد ، الآفة فيه من سعيد ، كما قال الذهبى. وذكر أن بعضهم وهّاه.

١١٧٦ ـ راشد الغيثىّ :

وجدت فى مجاميع الميروقىّ بخطه ، أو خط غيره ، أنه من بقايا الصالحين بمكة.

والغيثى ـ بغين معجمة ثم ياء مثناة من تحت ثم ثاء مثلثة ثم ياء للنسبة ـ نسبة إلى الشيخ أبى الغيث بن جميل ، الولى المشهور ببلاد اليمن.

* * *

من اسمه رافع

١١٧٧ ـ رافع بن بديل بن ورقاء الخزاعى :

تقدم نسبه عند ذكر أبيه ، قتل يوم بئر معونة ، له ولإخوته : عبد الله وعبد الرحمن وسلمة صحبة.

ذكره هكذا ابن الأثير ، وذكر عن ابن إسحاق ، فيما رواه عن غير واحد من أهل العلم ، قالوا : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، المنذر بن عمرو فى جماعة ، منهم : رافع بن بديل بن ورقاء الخزاعى. وذكر الحديث فى قتلهم.

__________________

١١٧٣ ـ انظر ترجمته فى : (المنهل الصافى ٥ / ٣٤٠ ، الضوء اللامع ٣ / ٢٢٣ ، إتحاف الوردى ٣ / ٤٣٣).

١١٧٥ ـ انظر ترجمته فى : (ميزان الاعتدال ٢ / ٣٦ ، لسان الميزان ١ / ٤٤٠).

١١٧٧ ـ انظر ترجمته فى : (التجريد ١ / ١٨٤ ، أسد الغابة ٢ / ١٤٩ ، الإصابة ١ / ٥٢٩).

٨٣

وقال ابن الأثير : أخرجه هكذا ابن مندة وأبو نعيم ، وقال أبو نعيم فى هذه الترجمة : صحف فيه بعض المتأخرين ، وإنما هو نافع بالنون لا يختلف فيه. وقال فيه ابن رواحة [من الخفيف] :

رحم الله رافع بن بديل

رحمة المبتغى ثواب الجهاد

عليه تواطأ أصحاب المغازى والتاريخ ، والحق بيد أبى نعيم ، وقد وهم فيه ابن مندة. انتهى. ولم يذكره ابن عبد البر لكونه تصحف. والله أعلم.

وذكره الذهبى ، فقال : رافع بن بديل بن ورقاء الخزاعى ، صحفه بعضهم ، وإنما هو نافع بالنون ، وسيأتى إن شاء الله تعالى. انتهى.

١١٧٨ ـ رافع بن نصر البغدادى ، أبو الحسن المعروف بالحمّال ، بحاء مهملة مفتوحة وميم مشددة :

فقيه الحرم الشريف. قال محمد بن طاهر المقدسى فى ترجمة هيّاج بن عمير الحطّينىّ الآتى ذكره :

كان هياج فقيه الحرم بعد رافع الحمّال ، وسمعته يقول : كان لرافع الحمال فى الزهد ، قدم ، وإنما تفقه أبو إسحاق الشيرازى ، وأبو يعلى بن الفراء بمراعاة رافع ، كانوا يتفقهون وكان يكون معهما. ثم يروح يحمل على رأسه ويعطيهما ما يتقوتان به.

وذكره السبكى فى طبقاته فقال : تفقه على الشيخ أبى حامد الإسفرايينى ، وقرأ الأصول على القاضى أبى بكر الباقلانى ، وسمع الحديث من أبى الحسن رزقويه وغيره. روى عنه جعفر السراج ، وعبد العزيز الكتّانى وغيرهما.

ومن شعره [من الرمل] :

اقطع الآمال عن فض

ل بنى آدم طرّا

أنت ما استغنيت عن مث

لك أعلا الناس قدرا

وذكره الإسنائى فى طبقاته ، وقال : كان فقيها أصوليّا زاهدا ، أخذ الأصول عن أبى بكر الباقلّانىّ ، والفقه عن الشيخ أبى حامد المروزىّ ، ثم قال : توجه إلى مكة وأقام بها إلى حين وفاته ، يتعبد ويفتى. توفى بها سنة سبع وأربعين وأربعمائة.

١١٧٩ ـ رافع بن يزيد الثقفى :

مذكور فى الصحابة. روى عنه الحسن بن أبى الحسن. ذكره هكذا ابن عبد البر ،

__________________

١١٧٩ ـ انظر ترجمته فى : (أسد الغابة ترجمة ١٦٠٥ ، الاستيعاب ترجمة ٧٤٤ ، الإصابة ترجمة ٢٥٥٥).

٨٤

وذكره ابن الأثير أفود من هذا ؛ لأنه قال : رافع بن يزيد الثقفى ، عداده فى البصريين.

روى أبو بكر الهذلى عن الحسن بن أبى الحسن البصرى ، عن رافع ، أن النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الشيطان يحب الحمرة ، فإياكم والحمرة ، وكل ثوب فيه شهرة». ورواه قتادة عن الحسن عن عبد الرحمن بن يزيد بن رافع ، عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. أخرجه الثلاثة.

١١٨٠ ـ رافع ، مولى بديل بن ورقاء الخزاعى :

له صحبة. قال ابن إسحاق : لما دخلت خزاعة مكة ، لجأوا إلى دار بديل بن ورقاء الخزاعى ، ودار مولى لهم يقال له رافع.

ذكره هكذا ابن عبد البر. وقال ابن عبد البر (١) أيضا فى ترجمة بديل بن ورقاء الخزاعى مولى رافع ؛ وذكر ابن إسحاق ، أن قريشا يوم فتح مكة ، لجأوا إلى دار بديل بن ورقاء الخزاعى ، ودار مولاه رافع. انتهى.

وهذا يخالف الأول ، فإن القصة واحدة ، إلا أن يكون ما ذكر عن خزاعة حين لجأوا إلى مكة ، بعد أن قتلهم بنو بكر على الوتير (٢) ، وهى الواقعة التى أهاجت فتح مكة (٣) ،

__________________

١١٨٠ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٧٤٢ ، الإصابة ترجمة ٢٧٥١ ، أسد الغابة ترجمة ١٥٧١).

(١) انظر ما قاله ابن عبد البر فى ترجمة بديل فى : (الاستيعاب ترجمة ١٦٨).

(٢) الوتير : ماء فى أرض خزاعة. عليه كانت الوقيعة بين بنى الديل وبنى بكر بن عبد مناة ابن كنانة وبنى خزاعة. انظر : الروض المعطار ٦٠٧ ، معجم ما استعجم ٤ / ١٣٦٨.

(٣) كانت هذه الواقعة بين بنى الديل وبنى بكر بن عبد مناة بن كنانة وبنى خزاعة وكان الذى هاج ما بينهم أن حليفا للأسود بن رزن الديلى خرج تاجرا ، فلما توسط أرض خزاعة عدوا عليه فقتلوه وأخذوا ماله ، فعدت بنو بكر على رجل من خزاعة فقتلوه ، فعدت خزاعة ، قبيل الإسلام ، على بنى الأسود بن رزن : سلمى وكلثوم وذؤيب ، وهم منخر بنى كنانة وأشرافهم ، كانوا فى الجاهلية يؤدون ديتين ديتين لفضلهم فى قومهم ، فقتلهم خزاعة بعرفة عند أنصاب الحرم ، ثم حجز بينهم الإسلام وتشاغل الناس به ، فلما كان صلح الحديبية دخلت خزاعة فى عقد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ودخلت بنو بكر فى عقد قريش ، فلما كانت الهدنة اغتنمتها بنو الديل ، فخرجوا حتى بيتوا خزاعة على الوتير ، ماء لهم ، وأصابوا منهم رجلا. وتحاوزوا واقتتلوا ، ورفدت قريش بنى بكر بالسلاح وقاتل معهم من قاتل بالليل مستخفيا ، فلما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من العهد والميثاق بما استحلوا منهم ، وكانوا فى عقده وعهده ، خرج عمرو ابن سالم الخزاعى الكعبى حتى قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة ، فوقف عليه وهو جالس فى المسجد بين ظهرى الناس فقال :

٨٥

ويكون ما ذكر عن قريش ، وقع فى الفتح ، كما هو ظاهر قول ابن إسحاق ، ويبعد أن تلجأ قريش فى الفتح إلى دار بديل ومولاه ، لاستغنائهم عن ذلك بمنازلهم ، سيما عن دار رافع ، فإنها كمنازلهم فى عدم الأمن فيها ، بمجرد دخولها ، وإنما يأمن داخلها بإغلاقها ، ولا كذلك دار أبى سفيان ، وحكيم بن حزام ، وبديل بن ورقاء ، إن صح تأمين من دخل داره ، والله أعلم.

وما ذكره ابن عبد البر عن ابن إسحاق ، من أن خزاعة حين دخلوا مكة لجأوا إلى دار بديل بن ورقاء الخزاعى ، ودار مولى لهم يقال له رافع. ذكره ابن إسحاق فى سيرته تهذيب ابن هشام ؛ لأن فيها بعد أن ذكر قتل بنى بكر لخزاعة على الوتير : فلما دخلت خزاعة مكة ، لجأوا إلى دار بديل بن ورقاء ، ودار مولى لهم يقال له رافع. انتهى.

ولم أر فيها ما ذكره ابن عبد البر عن ابن إسحاق ، من دخول قريش يوم الفتح دار بديل ودار مولاه رافع ، والله أعلم بصحة ذلك.

__________________

يا رب أنى ناشد محمدا

حلف أبينا وأبيه الأتلدا

قد كنتم ولدا وكنا والدا

ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا

فانصر هداك الله نصرا أعتدا

وادع عباد الله يأتوا مددا

فيهم رسول الله قد تجردا

أبيض مثل البدر يسمو صعدا

فى فيلق كالبحر يجرى مزبدا

إن قريشا أخلفوك الموعدا

ونقضوا ميثاقك الؤكدا

وجعلوا لى فى كداء رصدا

وزعموا أن لست أدعو أحدا

وهم أذل وأقل عددا

هم بيتونا بالوتير هجدا

وقتلونا ركعا وسجدا

يقول : قتلنا وقد أسلمنا. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نصرت يا عمرو بن سالم» ، ثم عرض لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عنان من السماء فقال : «إن هذه السحابة لتستهل بنصر بنى كعب». انظر : الروض المعطار ٦٠٧.

٨٦

١١٨١ ـ رامشت بن الحسين بن شيرويه بن الحسين بن جعفر الفارسى ، يكنى أبا القاسم ، واسمه إبراهيم ، وإنما اشتهر برامشت ، ولذلك ذكرناه هنا :

كان من أعيان تجار العجم وخيارهم ، له فى الكعبة وفى الحرم ومكة المشرفة آثار تحمد.

منها : الرباط المشهور بمكة عند باب الحزورة من المسجد الحرام ، وقفه على جميع الصوفية الرجال دون النساء ، أصحاب المرقّعة ، من سائر العراق ، سنة تسع وعشرين وخمسمائة ، كما فى الحجر الذى على بابه الذى بالمسجد ، ووقفت على كتاب وقفه ، وأظنه عندى.

وقد خرب كثيرا لما احترق المسجد فى آخر شوال سنة اثنتين وثمانمائة ، فتطوع بعمارته غير واحد ، أعظمهم جدوى فى ذلك ، الشريف حسن بن عجلان صاحب مكة ، فإنه بذل لعمارته مائتى مثقال ذهبا ، فأزيل بها غالب ما كان فيه من الشعث ، أثابه الله.

ومنها : أنه عمل للكعبة المعظمة ميزابا وزنه سبعون منا ، وصل به بعد موته ، خادمه مثقال ، مع مكبّة للمقام ، ومجمرتين ، وركب الميزاب فى الكعبة ، ثم قلع وأبدل بميزاب أنفذه الخليفة المقتفى العباسى ، كما ذكرنا فى تأليفنا «شفاء الغرام ومختصراته».

ومنها : أن فى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة ، كسى الكعبة المعظمة ، لما لم يصل لها كسوة من جهة الخليفة ، لاشتغاله بالحرب الذى كان بينه وبين الملك السلجوقى إذ ذاك ، وكانت كسوة رامشت بثمانية عشر ألف مثقال مصرية ، على ما ذكر ابن الأثير ، وذكر أنها من حبرات وغيرها.

ورأيت فى بعض التواريخ ، أن كسوة رامشت للكعبة ، استقامت عليه بستة آلاف دينار وأنه كساها فى سنة إحدى وثلاثين.

ومن مآثره فى الحرم ، حطيم عمله لإمام الحنابلة بالمسجد الحرام ، على ما ذكر ابن جبير فى أخبار رحلته ؛ لأنه قال فيها : وللحنبلى حطيم معطل ، وهو قريب من حطيم الحنفى ، وهو منسوب إلى رامشت ، أحد الأعاجم ذوى الثراء. وكانت له فى الحرم آثارا كريمة من النفقات ، رحمه‌الله تعالى. انتهى.

توفى رامشت هذا ، فى شعبان سنة أربع وثلاثين وخمسمائة ، وحمل إلى مكة ، فوصل

__________________

١١٨١ ـ انظر ترجمته فى : (الكامل لابن الأثير ٨ / ٣٦٣).

٨٧

إليها سنة سبع وثلاثين وخمسمائة ، ودفن بها بالمعلاة ، ومن حجر قبره نقلت نسبه وتاريخ وفاته.

١١٨٢ ـ رباح بن أبى معروف بن أبى سارة المكى :

روى عن عبد الله بن أبى مليكة ، وعطاء بن أبى رباح ، وقيس بن سعد المكى ، ومجاهد ، وأبى الزبير المكى ، ومغيرة بن حكيم.

روى عنه سفيان الثورى ، وابن أبى فديك ، وأبو داود الطيالسى ، وأبو نعيم ، ووكيع ، وغيرهم.

روى له البخارى فى الأدب ، ومسلم (١) ، وأبو داود فى المراسيل والنسائى(٢). ضعفه

__________________

١١٨٢ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٥ / ٤٩٥ ، طبقات خليفة ٢٨٣ ، تاريخ البخارى الكبير ٣ / الترجمان ١٠٧٣ ، ١٠٧٦ ، تاريخ أبى زرعة الدمشقى ٦٠٩ ، ضعفاء النسائى الترجمة ٢٠٧ ، الجرح والتعديل الترجمة ٢٢١٤ ، المجروحين أيضا ١ / ٣٠٠ ، مشاهير علماء الأمصار الترجمة ١١٥٨ ، إكمال ابن ماكولا ٤ / ٨ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ١٤١ ، الكاشف ١ / ٣٠٢ ، ميزان الاعتدال : الترجمة ٢٧٢٥ ، المغنى الترجمة ٢٠٨٣ ، ديوان الضعفاء الترجمة ١٣٨٣ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٢٣٤ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٠٠٩ ، تهذيب الكمال ١٨٤٦).

(١) ثلاثة أحاديث فى صحيحه ، الأول : فى باب ما يباح للمحرم ، حديث رقم (٢٧٥٧) من طريق : إسحاق بن منصور. أخبرنا أبو على عبيد الله عبد المجيد ، حدثنا رباح بن أبى معروف ، قال : سمعت عطاء قال : أخبرنى صفوان بن يعلى عن أبيه رضى الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتاه رجل عليه جبة ، بها أثر من خلوق ، فقال : يا رسول الله إنى أحرمت بعمرة ، فكيف أفعل؟ فسكت عنه ، فلم يرجع إليه. وكان عمر يستره إذا أنزل عليه الوحى ، يظله. فقلت لعمر رضى الله عنه : إنى أحب ، إذا أنزل عليه الوحى ، أن أدخل رأسى معه فى الثوب. فلما أنزل عليه ، خمره عمر رضى الله عنه بالثوب ، فجئته فأدخلت رأسى معه فى الثوب ، فنظرت إليه ، فلما سرى عنه قال : «أين السائل آنفا عن العمرة؟» فقام إليه الرجل ، فقال : «انزع عنك جبتك ، واغسل أثر الخلوق الذى بك ، وافعل فى عمرتك ، ما كنت فاعلا فى حجك».

الثانى : فى الحج حديث رقم (٢١٠٥) من طريق : إسحاق بن إبراهيم وأبو أيوب الغيلانى وأحمد بن خراش قال إسحاق : أخبرنا وقال الآخران : حدثنا أبو عامر ، وهو عبد الملك بن عمرو حدثنا رباح وهو ابن أبى معروف عن عطاء عن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لضباعة : «حجى واشترطى أن محلى حيث تحبسنى». وفى رواية إسحاق أمر ضباعة.

الثالث : فى البيوع ، حديث رقم (٢٨٦٠) من طريق : وحدثنا إسحاق بن منصور حدثنا ـ

٨٨

ابن معين والنسائى. وقال أبو زرعة وأبو حاتم : صالح.

وقال ابن حبان : كان ممن الغالب عليه التثبت ولزوم الورع والاجتهاد والعبادة. وكان يهم فى الشىء بعد الشىء. انتهى.

ورباح : بباء موحدة ؛ لأن ابن الأثير ، ذكره فى باب الراء والباء ، ثم عقّبه بربعىّ.

١١٨٣ ـ رباح بن المعترف :

وقال الطبرى : ابن عمرو بن المعترف. قال أبو عمر بن عبد البر : يقولون اسم المعترف : وهب بن حجوان بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر ابن كنانة القرشى الفهرى. كانت له صحبة. وكان شريك عبد الرحمن بن عوف فى التجارة.

روى أنه كان مع عبد الرحمن يوما فى سفر ، فرفع صوته ، رباح ، يغنى غناء الركبان ، فقال له عبد الرحمن : ما هذا؟ قال : غير ما بأس ، نلهو ويقصر عنا السفر. فقال عبد الرحمن : إن كنتم فاعلين ، فعليكم بشعر ضرار بن الخطاب ، ويقال إنه كان معهم فى ذلك السفر ، عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ وكان يغنيهم غناء النصب. انتهى.

ذكره هكذا ابن عبد البر. وقال : وابنه عبد الله بن رباح أحد العلماء. انتهى.

وذكره ابن الأثير بمعنى هذا ، وقال : أسلم يوم الفتح. وقال : وقيل : اسم المعترف : وهيب أو أهيب. انتهى. وهذا الكلام لا يستقيم هكذا ، ولعل سقط منه شىء أو تصحف. والله أعلم.

__________________

ـ عبيد الله بن عبد المجيد حدثنا رباح بن أبى معروف قال : سمعت عطاء عن جابر بن عبد الله قال : «نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن كراء الأرض وعن بيعها السنين وعن بيع الثمر حتى يطيب».

(٢) حديثين فى سننه الكبرى ، الأول : فى باب تحريم الجمع بين المرأة وعمتها ، حديث رقم (٥٤٠٠) من طريق : أحمد بن عثمان بن حكيم الكوفى قال : حدثنا بكر بن عيسى عن محمد بن أبى ليلى عن رباح المكى عن بكير بن عبد الله عن سليمان بن يسار عن أبى هريرة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها».

الثانى : فى باب ذكر الاختلاف على عطاء بن أبى رباح ، حديث رقم (٣١٥٢) من طريق : حفص بن عمر قال : أنبانا أبو أحمد عن رباح بن أبى معروف عن عطاء عن أبى هريرة عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أفطر الحاجم والمحجوم».

١١٨٣ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ترجمة ٢٥٦٥ ، أسد الغابة ترجمة ١٦١٠ ، الاستيعاب ترجمة ٧٤٧).

٨٩

وقال : ضرار بن الخطاب : رجل من بنى محارب بن فهر. انتهى.

١١٨٤ ـ الربيع بن زياد ، ويقال ابن زيد ، ويقال ، ربيعة بن زياد الخزاعى ، ويقال الحارثى :

مختلف فى صحبته ، له عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث واحد. روى عنه أبو كرز الحارثى.

روى له أبو داود فى المراسيل ، والنسائى حديثا ، وهو : «بينما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يسير ، أبصر شابا من قريش يسير معتزلا ، فسأل عنه ، فأخبر به ، وأمر فدعى له ، فجاء فسأله عن اعتزاله للطريق ، فقال : كرهت الغبار. قال : لا تعتزله ، فو الذى نفسى بيده ، إنه ـ يعنى الغبار ـ لذريرة الجنة» (١). الحديث.

قال البغوى : لا أدرى له صحبة أم لا؟. وقال ابن حبان فى الثقات : ربيعة بن زياد: يروى المراسيل. كتبت هذه الترجمة من التهذيب للمزى ، ملخصة باختصار.

وقال ابن عبد البر : ربيعة بن زياد الخزاعى ، ويقال ، ربيع ، روى : الغبار فى سبيل الله ذريرة الجنة. فى إسناده مقال. انتهى. وهو المذكور ؛ لأن فى الحديث المشار إليه فى ترجمة المذكور نحوا من هذا.

وذكر ابن الأثير فى نسبه خلاف ذلك ؛ لأنه قال : ربيع بن زياد ، وقيل ربيعة بن يزيد ، وقيل ابن يزيد السلمى. روى عنه أبو كرز ، وبرّة ، قال : بينما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يسير ، إذ أبصر شابا. فذكر الحديث. وفى آخره : فو الذى نفسى بيده ، إنه ـ يعنى الغبار ـ لذريرة الجنة. أخرجه أبو نعيم ، وأبو موسى ، وقال أبو موسى : أخرجه ابن مندة فى ربيعة. انتهى.

__________________

١١٨٤ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٩٧٩ ، الاستيعاب ترجمة ٧٥٣ ، أسد الغابة ترجمة ١٦٢٥ ، الكاشف ١ / ٣٠٤ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٧٧ ، ٤ / ٣٨٩ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٢٤٤ ، الإصابة ترجمة ٢٥٨٣ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٠٢٣ ، تهذيب الكمال ١٨٦).

(١) أخرجه النسائى فى الكبرى ، باب التنحى عن الطريق فى السير ، حديث رقم (٨٧٥٠) من طريق : أحمد بن سعيد قال : حدثنا إسحاق ، يعنى ابن منصور ، قال : حدثنا زهير عن داود بن عبد الله الأودى عن وبرة أبى كرز الحارث عن ربيعة بن زياد قال : بينما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يسير إذا أبصر غلاما من قريش شابا منتحيا عن الطريق يسير فقال : «أليس فلانا؟».

قالوا : بلى. قال : «فادعوه». قالوا : فدعوه ، فقال : «لم تنحيت عن الطريق؟» قال : كرهت الغبار. قال : «لا تنتح عنه فو الذى نفس محمد بيده إنه كذريرة الجنة».

٩٠

وصاحب هذه الترجمة ، وإن كان يقال له الربيع بن زياد الحارثى على أحد الأقوال ، فليس هو الربيع بن زياد الحارثى ، الذى استخلفه أبو موسى على قتال مناذر ؛ لأن هذا لم يختلف فى صحبته فيما علمت. والله أعلم.

* * *

من اسمه ربيعة

١١٨٥ ـ ربيعة بن أكثم بن سخبرة الأسدى ، أسد خزيمة :

أحد حلفاء بنى أمية بن عبد شمس ، وقيل حليف بنى عبد شمس ، يكنى أبا يزيد ، وكان قصيرا دحداحا شهد بدرا ، وهو ابن ثلاثين سنة ، وشهد أحدا والخندق ، والحديبية ، وقتل بخيبر ، قتله الحارث اليهودى بالنّطاة.

ومن حديثه : قال كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «يستاك عرضا ، ويشرب مصّا ، ويقول : هو أهنأ وأمرأ».

روى عنه سعيد بن المسيب ، ولا يحتج بحديثه هذا ؛ لأن من دون سعيد لا يوثق بهم لضعفهم ، ولم يره سعيد ، ولا أدرك زمانه بمولده ؛ لأنه ولد فى زمن عمر ـ رضى الله عنه.

ذكره هكذا ابن عبد البر إلا أنا اختصرنا شيئا مما ذكره للاستغناء عنه بما ذكرناه. وقد روينا حديثه المذكور فى الغيلانيّات.

١١٨٦ ـ ربيعة بن أمية بن خلف الجمحى :

ذكره هكذا ابن الأثير ؛ وقال : روى حديثه يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، من روايته عن يحيى بن عباد ، عن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه عباد ، قال : كان ربيعة بن أمية ابن خلف الجمحى ، هو الذى يصرخ يوم عرفة ، تحت لبّة ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ وكان صيتا. وكان يصرخ بما يقوله له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فى تحريم الدماء والأموال ، الحديث المشهور ، وقال : أخرجه ابن مندة ، وأبو نعيم. انتهى بالمعنى.

وذكر ذلك كله أيضا الذهبى. وقال : قال ابن المسيب : إن عمر ـ رضى الله عنه ـ غرّب ربيعة بن أمية فى الخمر إلى خيبر ، فلحق بهرقل ، فتنصر ، فقال عمر ـ رضى الله عنه: لا غرّبت بعده أحدا أبدا. رواه معمر عن الزهرى عنه.

__________________

١١٨٥ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٣ : ٤٧٢ ، أسد الغابة ترجمة ١٦٣٢ ، الاستيعاب ترجمة ٧٥٦ ، الإصابة ترجمة ٢٥٩٥ ، المنتظم ٣ / ١٣١ ، ٣٠٨ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٧٠).

١١٨٦ ـ انظر ترجمته فى : (أسد الغابة ٢ / ١٦٦ ، المنتظم ٤ / ١٨٤ ، التجريد ١ / ١٩٠).

٩١

١١٨٧ ـ ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى الهاشمى :

يكنى أبا أروى ، على ما ذكر الزبير بن بكار ، قال : وكان أسنّ من عمه العباس بن عبد المطلب ، ولم يشهد بدرا مع المشركين ، كان غائبا بالشام ، وأطعمه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بخيبر ، مائة وسق كل سنة.

قال : ومن ولد ربيعة بن الحارث ، آدم بن ربيعة ، كان مسترضعا فى هذيل ، فقتلته بنو ليث بن بكر ، فى حرب كانت بينهم وبين هذيل ، وكان الصبى يحبو أمام البيت ، فأصابه حجر فرضخ رأسه. وهو الذى يقول له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الفتح : «ألا إن كل دم كان فى الجاهلية ، فهو تحت قدمى ، وأول دم أضعه ، دم ابن ربيعة بن الحارث» (١).

__________________

١١٨٧ ـ انظر ترجمته فى : (مغازى الواقدى ٥٠٦ ، ٦٩٤ ، ٦٩٦ ، ٩٠٠ ، سيرة ابن هشام ٢ / ٣٥١ ، ٣٥٢ ، ٤٤٣ ، ٥٨٥ ، طبقات ابن سعد ٢ / ١٥٥ ، ٤ / ٣٥ ، تاريخ خليفة ١٥٣ ، ٣٤٨ ، طبقاته ٥ ـ ٦ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٩٧٢ ، تاريخ الطبرى ٣ / ٧٤ ، ١٣٩ ، ١٥٠ ، ٤ / ٤٠٤ ، مشاهير علماء الأمصار الترجمة ١٦٣ ، جمهرة ابن حزم ٧٠ ، الاستيعاب ترجمة ٧٥٧ ، التبيين فى أنساب القرشيين ٨٢ ، ١١٧ ، أسد الغابة ترجمة ١٦٣٥ ، الكامل فى التاريخ ٢ / ٢٦٣ ، ٣٠٢ ، ٣ / ٧٧ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٢٥٧ ، الكاشف ١ / ٣٠٦ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٧٨ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٢٥٣ ـ ٢٥٤ ، الإصابة ترجمة ٢٥٩٨ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٠٣٦ ، شذرات الذهب ١ / ٣٢ ، تهذيب الكمال ١٨٧٤).

(١) أخرجه الترمذى فى سننه ، فى التفسير ، حديث رقم (٣٠١٢) من طريق : الحسن بن على الخلال حدثنا حسين بن على الجعفى عن زائدة عن شبيب بن غرقدة عن سليمان بن عمرو بن الأحوص حدثنا أبى أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال : أى يوم أحرم؟ أى يوم أحرم؟ أى يوم أحرم؟ قال : فقال الناس : يوم الحج الأكبر يا رسول الله قال : فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا فى بلدكم هذا فى شهركم هذا ، ألا لا يجنى جان إلا على نفسه ولا يجنى والد على ولده ولا ولد على والده ، ألا إن المسلم أخو المسلم فليس يحل لمسلم من أخيه شىء إلا ما أحل من نفسه ، ألا وإن كل ربا فى الجاهلية موضوع ، لكم رءوس أموالكم ، لا تظلمون ولا تظلمون غير ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله ، ألا وإن كل دم كان فى الجاهلية موضوع وأول دم وضع من دماء الجاهلية دم الحارث بن عبد المطلب كان مسترضعا فى بنى ليث فقتلته هذيل ، ألا واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك ، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن فى المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح ، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ، ألا إن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا ، فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من ـ

٩٢

قال : وكان ولد ربيعة بن الحارث : عبد الله ومحمد والعباس ، لا بقية له ، وأمية وعبد شمس لا بقية له ـ وكان يقال لهم : الموره ، لم يتموا اثنتين قط : ـ وعبد المطلب ، وأروى ـ تزوجها حبان بن منقذ ـ وأمهم جميعا أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم. انتهى.

وهذا الذى ذكره الزبير ، من أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «وأول دم أضعه دم ابن ربيعة بن الحارث». ذكره ابن البرقىّ عن أبى هشام عن زياد البكّائىّ عن ابن إسحاق ، وجاء ما يوهم خلافه ؛ لأن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال فى حجة الوداع : «وأول دم أضع ، دم ربيعة بن الحارث». وهذا لا ينافى الأول ؛ لأن إضافة الدم إلى ربيعة ، باعتبار أنه ولى الدم ؛ لأن المقتول ولد له صغير. وأما ربيعة فلم يقتل ، وقد أشار إلى التوفيق بين الخبرين بما ذكرناه ابن الكلبى.

وأما قول الزبير : ومن ولد ربيعة بن الحارث : آدم بن ربيعة ، كان مسترضعا فى هذيل ، إلى قوله : فأصابه حجر فرضخ رأسه ، فإنه يقتضى أن المقتول من ولد ربيعة ، هو آدم. وذكر ذلك ابن حزم فى الجمهرة.

وذكر ابن الأثير أن ذلك خطأ ؛ لأنه حكى فى اسم المقتول من ولد ربيعة ، ثلاثة أقوال ، أحدها : أنه آدم ، وعزاه للزبير. والآخر : تمام ، والآخر : إياس. ولم يعزهما ، ثم قال : ومن قال إنه آدم فقد أخطأ ؛ لأنه رأى : دم ربيعة. فطن أنه آدم بن ربيعة ، ويقال : إن حماد بن سلمة ، هو الذى غلط فيه. انتهى. وفيه نظر ؛ لأنه تغليط بالوهم ، والله أعلم.

وذكر ابن عبد البر فى اسم المقتول من ولد ربيعة ، قولين ، أحدهما : آدم ، والآخر تمام ، والله أعلم.

وإما ما ذكره الزبير فى أولاد ربيعة بن الحارث ، فقد ذكر ابن البرقىّ فيهم ما لم يذكره الزبير ؛ لأنه قال : وكان لربيعة من الولد : عبد الله وأبو حمزة ، وعون وعباس وعبد المطلب وعبد شمس وجهم وعياض ومحمد والحارث. انتهى كلام ابن البرقىّ. فزاد كما ترى على الزبير ونقص ، والله أعلم.

وأما قول الزبير : إن ربيعة بن الحارث كان أسن من عمه العباس ، فليس فيه بيان الزيادة ، وقد بينها غيره ؛ لأن ابن عبد البر قال فى ترجمته : وكان ربيعة هذا أسن من العباس فيما ذكروا بسنتين. انتهى.

__________________

ـ تكرهون ولا يأذن فى بيوتكم لمن تكرهون ، ألا وإن حقهن عليكم أن تحسنوا إليهن فى كسوتهن وطعامهن». قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح. وقد رواه أبو الأحوص عن شبيب بن غرقدة.

٩٣

وقال ابن سعد : هاجر مع العباس ونوفل بن الحارث ، وشهد الفتح والطائف. وثبت يوم حنين ، وتوفى بعد أخويه نوفل وأبى سفيان.

وقال خليفة والعسكرى وغيرهما : مات بالمدينة فى أول خلافة عمر رضى الله عنه.

وقال الطبرانى : توفى سنة ثلاث وعشرين. وكذلك قال ابن حبان ، وابن عبد البر ، إلا أنه لم يجزم به. وحكاه بصيغة التعريض.

وذكره ابن الأثير جزما وقال : بالمدينة ، قال : وهو الذى قال عنه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نعم الرجل ربيعة ، لو قصر من شعره وشمر ثوبه». وهذا الحديث يرويه سهل بن الحنظلية فى خريم بن فاتك الأسدى. وكان ربيعة شريك عثمان بن عفان فى التجارة.

وذكر ابن الأثير ما ذكره الزبير ، من إعطاء النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لربيعة بن الحارث مائة وسق من خيبر.

وقال ابن عبد البر : روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث. منها : «إنما الصدقة أو ساخ الناس» فى حديث فيه طول من حديث مالك وغيره (٢).

ومنها : حديثه فى الذكر فى الصلاة. والقول فى الركوع والسجود ، روى عنه عبد الله بن الفضل. انتهى.

ولا أعلم فى الرّواة عنه أحدا اسمه عبد الله بن الفضل ، ولعله عبد الله بن نافع بن العمياء ، فإنه روى عنه على خلاف فيه.

وروى عنه أيضا : ابنه عبد المطلب بن ربيعة ، ويقال المطلب بن ربيعة. وروى له الترمذى (٣) والنسائى حديثا واحدا ، وقع لنا عاليا عنه ، وهو حديث : «الصلاة مثنى مثنى،

__________________

(٢) أخرجه مسلم فى صحيحه ، فى الزكاة ، حديث رقم ١٧٨٤ ، وأبو داود فى سننه ، فى الخراج والإمارة حديث رقم ٢٥٩٢.

(٣) أخرجه الترمذى فى سننه حديث رقم (٣٨٥) من طريق : سويد بن نصر ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا الليث بن سعد ، أخبرنا عبد ربه بن سعيد ، عن عمران بن أبى أنس ، عن عبد الله بن نافع بن العمياء ، عن ربيعة بن الحارث ، عن الفضل بن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الصلاة مثنى مثنى تشهد فى كل ركعتين وتخشع وتضرع وتمسكن وتذرع وتقنع يديك يقول : ترفعهما إلى ربك مستقبلا ببطونهما وجهك وتقول يا رب يا رب ومن لم يفعل ذلك فهو كذا وكذا».

قال أبو عيسى : وقال غير ابن المبارك فى هذا الحديث : من لم يفعل ذلك فهى خداج. قال أبو عيسى : سمعت محمد بن إسمعيل يقول : روى شعبة هذا الحديث عن عبد ربه بن سعيد فأخطأ فى مواضع ، فقال : عن أنس بن أبى أنس ، وهو عمران بن أبى أنس ، وقال : عن عبد الله بن الحارث ، وإنما هو عبد الله بن نافع بن العمياء ، عن ربيعة بن الحارث ، وقال : شعبة ، عن عبد الله بن الحارث ، عن المطلب ، عن النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم وإنما هو عن ربيعة بن الحارث ـ

٩٤

وتشهد فى كل ركعتين ، وتضرع وتخشع وتمسكن ...» الحديث ، وهو من رواية الليث ابن سعد ، عن عبد ربه بن سعيد ، عن عمران بن أبى أنس ، عن عبد الله بن نافع العمياء ، عن ربيعة بن الحارث ، عن الفضل بن عباس ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رواه الطبرانى أيضا فى الدعاء له ، من حديث شعبة ، عن عبد ربه بن سعيد ، عن عمران بن أبى أنس ، عن عبد الله بن نافع ، عن ربيعة بن الحارث ، عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوه. ولم يذكر شعبة : الفضل بن عباس.

قال البخارى : حديث الليث أصح من حديث شعبة. وقال الطبرانى : ضبط الليث بن سعد ، إسناد هذا الحديث ، ووهم فيه شعبة.

١١٨٨ ـ ربيعة بن أبى خرشة بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤى القرشى العامرى :

أسلم يوم فتح مكة ، وقتل يوم اليمامة شهيدا. ذكره هكذا ابن عبد البر.

١١٨٩ ـ ربيعة بن عبد الله بن الهدير التيمى القرشى :

ذكره هكذا ابن عبد البر ، قال : وقالوا : ولد فى حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وروى عن أبى بكر ، وعمر ـ رضى الله عنهما ـ وهو معدود فى كبار التابعين. انتهى.

ونقل ابن عبد البر عن مصعب الزبيرى ، نسبه إلى تيم بن مرة.

وذكره المزى فى التهذيب ، وحكى فى نسبه خلافا ، وذلك زيادة «ابن ربيعة» بين عبد الله والهدير ، وغير ذلك فى نسبه بعد الهدير ، وقال : إنه مدنى ، وذكر من الرواة عنه :

__________________

ـ ابن عبد المطلب ، عن الفضل بن عباس ، عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : محمد وحديث الليث بن سعد هو حديث صحيح يعنى أصح من حديث شعبة.

وأخرجه أحمد فى المسند برقم (١٨٠٢).

١١٨٨ ـ انظر ترجمته فى : (أسد الغابة ترجمة ١٦٣٧ ، الاستيعاب ترجمة ٧٥٥ ، الإصابة ترجمة ٢٦٠١).

١١٨٩ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٥ / ١٩ ، طبقات خليفة ٢٣٣ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٩٦٥ ، الجرح والتعديل الترجمة ٢١١٨ ، ثقات ابن حبان فى الصحابة ٣ / ١٢٩ ، فى التابعين ص ٦٤ ، مشاهير علماء الأمصار الترجمة ٤٨٤ ، الاستيعاب ترجمة ٧٦٢ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ١٣٦ ، التبيين فى أنساب القرشيين ٣٠٥ ، أسد الغابة ترجمة ١٦٥٠ ، تاريخ الإسلام ٣ / ١٥٤ ، ٣٦٥ ، العبر ١ / ٨١ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٥١٦ ، الكاشف ١ / ٣٠٦ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٨٠ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٢٥٧ ، الإصابة ترجمة ٢٧١٧ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٠٤٢ ، شذرات الذهب ١ / ٧٩ ، تهذيب الكمال ١٨٧٩).

٩٥

ابنى أخيه محمد بن المنكدر ، وأبا بكر بن المنكدر ، وابن أبى مليكة. وقال : روى له البخارى وأبو داود. ونقل عن ابن حبان ، وأبى بكر بن أبى عاصم ، أنهما قالا : مات سنة ثلاث وتسعين.

١١٩٠ ـ ربيعة بن عثمان بن ربيعة التيمى :

يعد فى الكوفيين ، روى حديثه عثمان بن حكيم ، عن ربيعة بن عثمان ، قال : صلى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى مسجد الخيف من منى ، فحمد الله وأثنى عليه وقال : «نضر الله امرءا سمع مقالتى فوعاها فبلغها من لم يسمعها». أخرجه الثلاثة.

ذكره هكذا ابن الأثير ، ولم أره فى الاستيعاب. وذكره المزّى فى التهذيب ، وزاد فى نسبه بعد ربيعة : بن عبد الله بن الهدير. وذكر أنه أرسل عن سهل بن سعد الساعدى. ومقتضى هذا أن لا يكون صحابيا ، والله أعلم.

١١٩١ ـ ربيعة القرشى :

قال أحمد بن زهير : لا أدرى من أى قريش هو ، حديثه عن عطاء بن السائب ، عن ابن ربيعة القرشى ، عن أبيه. روى أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقف بعرفات فى الجاهلية والإسلام. انتهى.

ذكره هكذا ابن عبد البر ، وذكره ابن الأثير بمعناه ، وقال : أخرجه الثلاثة.

١١٩٢ ـ رزين بن معاوية بن عمار العبدرى الأندلسى السّرقسطى ، أبو الحسن إمام المالكية بالحرم :

سمع بمكة من أبى مكتوم بن أبى ذر الهروى : صحيح البخارى. ومن الحسين بن على الطبرى : صحيح مسلم. وحدث.

__________________

١١٩٠ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ خليفة ٤٢٧ ، طبقاته ٢٧٢ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٩٨٥ المعرفة ليعقوب ٣ / ٦ ، تاريخ الطبرى ٤ / ١٤٨ ، ٢٠٥ ، ٤٢٣ ، الجرح والتعديل الترجمة ٢١٤٠ ، مشاهير علماء الأمصار الترجمة ١٠٥٠ ، ثقات ابن شاهين الترجمة ٣٦١ ، جمهرة ابن حزم ٢٦٢ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ١٣٦ ، الكاشف ١ / ٣٠٧ ، ميزان الاعتدال الترجمة ٢٧٥٤ ، المغنى الترجمة ٢١٠٥ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠ ، خلاصة الخزرجى ١ / ٢٠٤٦ ، تهذيب الكمال ١٨٨٣).

١١٩١ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ترجمة ٢٦٤٥ ، أسد الغابة ترجمة ١٦٥٨ ، الاستيعاب ترجمة ٧٦٦).

١١٩٢ ـ انظر ترجمته فى : (شذرات الذهب ٦ / ١٧٥).

٩٦

روى عنه قاضى مكة أبو المظفر الشيبانى ، والحافظ أبو موسى المدينى ، والحافظ أبو القاسم بن عساكر ، قال : وكان إمام المالكية فى الحرم ، وأجاز للحافظ السلفى ، وذكره فى كتابه «الوجيز». وقال : شيخ عالم ، لكنه نازل الإسناد ، قال : وله تواليف ، منها : كتاب جمع فيه ما فى الصحاح الخمسة ، والموطأ ، ومنها ، كتاب فى أخبار مكة.

وذكر لى أبو محمد عبد الله بن أبى البركات الصّدفىّ الطّرابلسىّ : أنه توفى ـ رحمه‌الله ـ فى المحرم سنة خمس وعشرين ، يعنى : وخمسمائة بمكة ، وأنه من جملة من صلى عليه وحضر جنازته.

وذكر السلفى ، أن رزين ، سمع على على بن فئد؟؟؟؟؟ (١) القرطبى ، جملة مما كتب عنه بالإسكندرية. انتهى. وقد رأيت كتاب رزين فى أخبار مكة ، وهو ملخص من كتاب الأزرقى.

١١٩٣ ـ رقيم بن الشابة :

يروى عن أبيه عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما. وروى عنه ابن عيينة. ذكره هكذا ابن حبان فى الطبقة الثالثة من الثقات.

١١٩٤ ـ ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى المطلبى :

كان من مسلمة الفتح ، على ما ذكر أبو عمر ، وابن الأثير ، والمزى. وذكر المزى ، أن له عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث ، منها : حديث أنه طلق امرأته ألبتّة. فأخبر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بذلك فقال : «ما أردت إلا واحدة» (١) الحديث. وحديث : «لكل دين خلق ، وخلق هذا الدين

__________________

(١) فى الأصول بدون نقط.

١١٩٣ ـ انظر ترجمته فى : (التاريخ الكبير ١ / ٣٤٢ ، الجرح والتعديل ٣ / ٥٢٢).

١١٩٤ ـ انظر ترجمته فى : (مغازى الواقدى ٦٩٤ ، تاريخ خليفة ٢٠٥ ، طبقاته ٩ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ١١٤٦ ، الجرح والتعديل الترجمة ٢٣٤٢ ، مشاهير علماء الأمصار الترجمة ١٨٧ ، المعجم الكبير للطبرانى الترجمة ٤٦٢ ، جمهرة ابن حزم ٧٣ ، الاستيعاب ترجمة ٨٠٤ ، أسد الغابة ترجمة ١٧٠٨ ، الكامل فى التاريخ ٢ / ٧٥ ، ٣ / ٤٢٤ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ١٩١ ، الكاشف ١ / ٣١٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٨٦ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٢٨٧ ، الإصابة ترجمة ٢٦٩٥ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢١٠٢ ، تهذيب الكمال ١٩٢٤).

(١) أخرجه أبو داود فى سننه ، كتاب الطلاق ، حديث رقم (١٨٨٦) من طريق : ابن السرح وإبراهيم بن خالد الكلبى أبو ثور فى آخرين قالوا : حدثنا محمد بن إدريس الشافعى حدثنى عمى محمد بن على بن شافع عن عبد الله بن على بن السائب عن نافع بن عجير ـ

٩٧

الحياء» (٢) وحديث المصارعة ، وفيه : فرق ما بيننا وبين المشركين ، العمائم على القلانس.

قال : وهو الذى صارع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرتين أو ثلاثة ، وذلك قبل إسلامه ، وقيل إن ذلك كان سبب إسلامه ، وهو أمثل ما روى فى مصارعة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وأما ما ذكر من مصارعة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا جهل ، فليس لذلك أصل. انتهى.

قال النووى : وحديث مصارعته النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مذكور فى كتاب أبى داود والترمذى فى كتاب اللباس ، لكنه مرسل ، قال الترمذى : ليس إسناده بالقائم ، وفى رواته مجهول. انتهى(٣).

ويبعد أن يكون سبب إسلامه ، كون النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم صرعه ، لتأخر إسلامه إلى الفتح ، والمصارعة كانت بمكة ، على ما ذكر الزبير بن بكار ، وذكر أنه يسلم بعد المصارعة.

وذكر ابن الأثير : أنه سأل النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنه يريه آية ليسلم. فأمر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم شجرة كانت

__________________

ـ ابن عبد يزيد بن ركانة أن ركانة بن عبد يزيد طلق امرأته سهيمة البتة ، فأخبر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بذلك وقال : والله ما أردت إلا واحدة. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : والله ما أردت إلا واحدة؟ فقال ركانة : والله ما أردت إلا واحدة فردها إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فطلقها الثانية فى زمان عمر والثالثة فى زمان عثمان.

قال أبو داود : أوله لفظ إبراهيم وآخره لفظ ابن السرح. حدثنا محمد بن يونس النسائى أن عبد الله بن الزبير حدثهم عن محمد بن إدريس حدثنى عمى محمد بن على عن ابن السائب عن نافع بن عجير عن ركانة بن عبد يزيد عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بهذا الحديث.

وأخرجه الترمذى فى سننه ، فى الطلاق واللعان ، حديث رقم ١٠٩٧. وأخرجه ابن ماجة فى سننه ، فى الطلاق ، حديث رقم (٢٠٤١). وأخرجه الدارمى فى سننه ، الطلاق ، حديث رقم (٢١٧٢).

(٢) أخرجه ابن ماجة فى سننه ، كتاب الزهد ، حديث رقم (٤١٧١ ، ٤١٧٢) من طريق : إسماعيل بن عبد الله الرقى حدثنا عيسى بن يونس عن معاوية بن يحيى عن الزهرى عن أنس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء.

وأخرجه مالك فى الموطأ ، كتاب الجامع ، حديث رقم ١٤٠٦.

(٣) أخرجه الترمذى فى سننه ، كتاب اللباس ، حديث رقم (١٧٠٦) من طريق : قتيبة حدثنا محمد بن ربيعة عن أبى الحسن العسقلانى عن أبى جعفر بن محمد بن ركانة عن أبيه أن ركانة صارع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصرعه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال ركانة : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إن فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس. قال أبو عيسى : هذا حديث غريب وإسناده ليس بالقائم ولا نعرف أبا الحسن العسقلانى ولا ابن ركانة.

وأخرجه أبو داود فى سننه ، كتاب اللباس ، حديث رقم ٣٥٥٦.

٩٨

قريبة منهما ، أن تقبل بإذن الله تعالى ، فانشقت اثنتين ، فأقبلت على نصف شقّها ، حتى كانت بين يدى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له ركانة : لقد أريتنى عظيما ، فمرها فلترجع ، فأخذ عليه العهد ، لئن أمرها فرجعت ، ليسلمن ، فأمرها فرجعت ، حتى التأمت مع شقها الآخر ، فلم يسلم. انتهى بالمعنى من كتاب ابن الأثير.

وهذه القصة كانت بمكة على ما قيل ، والمسجد الذى يقال له مسجد الشجرة ـ بأعلى مكة ـ منسوب إلى الشجرة التى اتفقت فيها هذه الآية ، وخبرها أبسط من هذا فى أخبار مكة للفاكهى ، وليس مسجد الشجرة معروفا الآن.

وأما امرأة ركانة التى طلّقها البتة ، فهى سهيمة بنت عويمر ، وقد ردها إليه النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، على تطليقتين ، بعد أن استحلفه أنه يريد بالبتة واحدة ، وكان ذلك بالمدينة.

وقد ذكر الزبير شيئا من خبر ركانة ؛ لأنه قال : وركانة بن عبد يزيد ، الذى صارع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة قبل الإسلام ، قال : وكان أشد الناس ، فقال : يا محمد ، إن صرعتنى آمنت بك ، فصرعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : أشهد أنك نبى ، ثم أسلم بعد ، وأطعمه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم خمسين وسقا بخيبر ، ونزل ركانة المدينة ، ومات بها فى أول خلافة معاوية بن أبى سفيان. انتهى.

وذكر صاحب الاستيعاب ، وصاحب الكمال ، أنه توفى سنة اثنتين وأربعين ، وقيل توفى فى خلافة عثمان : رضى الله عنه. حكاه النووى فى التهذيب ، وسبقه إلى ذلك ابن الأثير فى أسد الغابة.

وأما قول أبى نعيم : إنه سكن المدينة ، وبقى إلى خلافة عثمان ـ رضى الله عنه ـ فإنه لا ينبئ عن موته فى خلافة عثمان ، فإن كان ابن الأثير اعتمد على ذلك فى موته فى خلافة عثمان ، ففيه نظر. ويقال إنه توفى سنة إحدى وأربعين ، ذكر هذا القول صاحبنا الحافظ ابن حجر متصلا بما ذكرناه عن أبى نعيم ، ولعله من كلامه ، والله أعلم ، فيكون قولا ثالثا فى وفاته. والله أعلم.

قال النووى : وهو ركانة ـ بضم الراء وتخفيف الكاف وبالنون ـ وليس فى الأسماء ركانة غيره ، هكذا قاله البخارى وابن أبى حاتم وغيرهما ، وقال : روى عنه ابنه يزيد ، وابن ابنه على ، وأخوه طلحة. انتهى.

قال الزبير : ومن ولده : على بن يزيد بن ركانة ، وكان علىّ أشد الناس ، وكان له مجد يضرب به المثل ، يقال للشىء إذا كان ثقيلا : أثقل من مجد بن ركانة. انتهى.

٩٩

١١٩٥ ـ رميثة بن أحمد [.....](١) الهذلىّ المسعودى :

المعروف بالخفير ، بخاء معجمة وفاء وياء مثناة من تحت ، كان من أعيان الخفراء الذين يسكنون قرية سولة من وادى نخلة اليمانية ، وينسب لمروءة وخير ، وكان معتبرا عند الناس ، وتغير عقله قليلا بأخرة من الكبر ، وما مات حتى كثر تألمه ، لموت ولد له كبير يسمى عبد الكريم ، لقيامه عنه بسداد ما يعرض من الفتن بين الأعراب.

توفى فى يوم النفر الأول أو الثانى ، من سنة تسع عشرة وثمانمائة ، ودفن بالمعلاة ، عن سته وسبعين سنة أو أزيد. وأظن ـ والله أعلم ـ أن السبب فى شهرته بالخفير هو وأقاربه ، لكون بعض أجدادهم وجماعتهم ، كانوا يخفرون الحاج العراقى ، إذا قدم عليهم فى بلادهم ، ولا مندوحة له عن المرور بقرية التنضب من وادى نخلة الشامية ، وأمرها لبنى مسعود ، الذين الخفراء منهم.

١١٩٦ ـ رميثة بن أبى نمى محمد بن أبى سعد حسن بن على بن قتادة بن إدريس ابن مطاعن الحسنى المكى :

أمير مكة ، يكنى أبا عرادة ، ويلقب أسد الدين ، ولى إمرة مكة فيما علمت ثلاثين سنة أو أزيد فى غالب الظن ـ كما سيأتى ـ فى سبع مرات ، مستقلا بذلك أربع عشرة سنة ونصفا وأزيد ، وشريكا لأخيه حميضة فى مرتين منهما ، مجموعهما نحو عشر سنين ، كما سبق فى ترجمة حميضة ، وشريكا لأخيه عطيفة خمس سنين وأزيد فى غالب الظن ، وسنوضح ذلك كله مع شىء من خبره. وذلك أنى وجدت بخط قاضى مكة نجم الدين الطبرى ، أن أباه أبا نمى ، لزمه بمشورة بعض أولاده فى يوم الجمعة ، رابع عشر المحرم من سنة إحدى وسبعمائة ، وأنه وأخاه حميضة ، قاما بالأمر بعده ، وكان دعا لهما على قبة زمزم ، يوم الجمعة ثانى صفر سنة إحدى وسبعمائة ، قبل موت أبيهما بيومين. انتهى.

وكان من أمر رميثة ، أنه استمر فى الإمرة شريكا لأخيه حميضة ، حتى قبض عليهما فى موسم هذه السنة ، وهذه ولايته الأولى ؛ وسبب القبض عليهما ، أن أخويهما عطيفة وأبا الغيث ، حضرا إلى الأمراء الذين حجوا فى هذه السنة ، وكان كبيرهم بيبرس الجاشنكير ، الذى صار سلطانا بعد الملك الناصر محمد بن قلاوون ، لما توجه إلى الكرك ،

__________________

١١٩٥ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٣ / ٢٣٠).

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١١٩٦ ـ انظر ترجمته فى : (شذرات الذهب ٨ / ٢٥٧ ، الدرر الكامنة ٢ / ١١١ ، خلاصة الكلام ٢٨ ـ ٣٠ ، النجوم الزاهرة ١٠ / ١٤٤ ، الأعلام ٣ / ٣٣).

١٠٠