١١٢٩ ـ خشيعة المكى الزباع :
بزاى معجمة وباء موحدة وألف ثم عين مهملة ، من القواد المعروفين بالزّبابعة. قتل بمكة فى رمضان سنة ست وثلاثين وسبعمائة ، مع ابن عمه واصل بن عيسى الزباع وزير رميثة ، وكانا فى خدمته حين هجم مكة فى هذا التاريخ المذكور ، وكان المحارب لهم بمكة ، عطيفة بن أبى نمى وجماعته.
* * *
من اسمه خضر
١١٣٠ ـ خضر بن إبراهيم بن يحيى ، الخواجا خير الدين بن الخواجا برهان الدين الرومى التاجر الكارمىّ :
كان ذا ملاءة وافرة ، سكن عدن مع أبيه مدة سنين ، ثم انتقل إلى مكة ، وأحب الانقطاع بها ، ومضى منها إلى مصر ، وعاد إليها بعد موت أبيه فى سنة إحدى عشرة وثمانمائة ، واشترى بها ملكا واستأجر وقفا ، ثم أعرض عن الإقامة بمكة ، لتعب لحقه بها من جهة الدولة ، وسكن القاهرة ، وبها مات فى ثالث ذى القعدة سنة عشرين وثمانمائة. وكان ينطوى على دين ، وقلة سماح ، ومجموع مجاورته بمكة ، يزيد على خمسة أعوام.
١١٣١ ـ خضر بن حسن بن محمود النابتى العراقى الأصفهانى :
نزيل مكة ، هكذا وجدت نسبه بخطه ، ووجدت بخطه : أنه سمع من لفظ الفخر التّوزرىّ : صحيح البخارى ، فى سنة إحدى وسبعمائة ، وقرأ عليه سنن أبى داود ، وسمع من الرضى الطبرى : صحيح مسلم بقراءته.
ووجدت بخط الآقشهرى : أنه يروى عن الدّلاصى ، وابن شاهد القيمة وأنه سمع على الرشيد بن أبى القاسم كتاب «الإعلام» للسّهيلى عنه سماعا ، وأنه قيد كثيرا ، وأنه يحسّ بالرواية حسّا خفيّا ضعيفا ، وأنه خير ثقة متعفّف ، من خيار صوفية مكة تديّنا وعفّة ، من شيوخه فى التصوف ابن بزغش بشرا ، وصحب بمكة الشيخ نجم الدين الأصبهانى ، وكان من خواص أصحابه. انتهى.
سمع منه الشيخ نور الدين الفوّى بقراءته على ما ذكر فى جزء جمعه ، سماه «هداية المقتبس وهداية الملتبس» وذكر أنه صحبه بمكة المشرفة ، سنة أربعين وسبعمائة ، ولبس منه خرقة التصوف ، وأخذ عنه جملة صالحة من علوم القوم ، إلا أنه وهم فى اسم أبيه ؛ لأنه قال : الشيخ جمال الدين خضر بن محمد النابتى ، نزيل حرم الله تعالى ، ولا يقال إنه غيره ؛ لأنه ذكر أنه صحب الرضى الطبرى والتّوزرىّ وسمع منهما ولبس منهما ، وهما من
__________________
١١٣٠ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٣ / ١٧٨).
شيوخ المذكور ، وأخذ الفقه عن الجيلوى ، صاحب «بحر الحاوى» على ما ذكر لى شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة. انتهى.
وتوفى ليلة السادس عشر من شعبان ، سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة بمكة. ودفن بالمعلاة ، كذا وجدت وفاته فى حجر قبره. ووجدت تاريخ وفاته بهذا الشهر أيضا ، بخط ابن البرهان الطبرى.
وفى حجر قبره : أن القاضى نجم الدين محمد بن أحمد الطبرى ، أمر بتجديده فى رجب سنة ثلاث وستين وسبعمائة.
ووجدت بخط الآقشهرى ، ما يقتضى أنه جاور بمكة أزيد من أربعين سنة ، وأنه ولد بدوين (١) سنة سبعين وستمائة. انتهى. وتفرد شيخنا أبو اليمن الطبرى بإجازته.
١١٣٢ ـ الخضر بن عبد الواحد بن على بن الخضر ، تاج الدين أبو القاسم ، المعروف بابن السابق الشافعى :
القاضى بمكة. ذكره الرشيد العطار فى مشيخته ، وقال بعد أن عرفه بما ذكرناه : القاضى أبو القاسم الحلبى ، هذا من أعيان فقهاء الشافعية وأكابرهم ، ويعرف بابن السابق. استوطن مكة وجاور بها إلى حين وفاته. وكان يدرّس بالحرم الشريف ، ويفتى ، واستقضى فى آخر وقت بها.
قرأت عليه أحاديث يسيرة من صحيح مسلم ، ولم أقف على سماعه ، وإنما اعتمدت فى ذلك على قوله ، وكان ممن يعتمد عليه والحمد لله.
وسألت الشيخ أبا عبد الله بن أبى الفضل الأندلسى عنه فوثقه. وأخبرنى الفقيه جابر ابن أسعد اليمانى. بمصر ، أنه توفى فى ذى الحجة سنة إحدى وثلاثين وستمائة بعد الوقفة ، رضى الله عنه. انتهى.
قلت : لم يبين الرشيد العطار ، هل ولاية المذكور للقضاء بمكة نيابة أو استقلالا؟ ولا متى كانت؟ وأظن أنها نيابة. والله أعلم.
وكان قاضيا فى سنة ست وعشرين وستمائة ، وفى اللتين بعدها ؛ لأنى وجدت خطه فى مكاتيب ثبتت عليه فى هذا التاريخ. والله أعلم.
__________________
١١٣١ ـ (١) ـ دوين : بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، وياء مثناه من تحت ساكنة ، وآخره نون : بلدة من نواحى أران فى آخر حدود أذربيجان بقرب من تفليس ، منها ملوك الشام بنى أيوب.
انظر : معجم البلدان ٢ / ٤٩١.
١١٣٣ ـ خضر بن محمد بن على الإربلىّ (١) ، أبو العباس الصوفىّ :
نزيل مكة ، سمع من نصر بن نصر العكبرىّ : الخامس من المخلصيّات الكبير وسمع أيضا أبا الكرم الشّهرزورىّ ، والنقيب المكى ، ومحمد بن الزاهد أبى بكر محمد بن عبد الله ابن عبد الرحمن التميمى الحراوىّ.
وجاور بمكة ، إلى أن توفى بها يوم الاثنين ثانى عشر جمادى الأولى سنة ثمان وستمائة.
هكذا وجدت وفاته بخطى ، فيما نقلته من تاريخ ابن الدّبيثى ، وذكر أنه كان شيخ الصوفية ومقدما عليهم.
ووجدت بخطى فيما نقلته من تاريخ إربل لابن المستوفىّ ، أنه توفى فى محرم سنة ثمان وستمائة بمكة ، والله أعلم بالصواب ، وذكر أن الملك المظفر صاحب إربل ، كان يصله فى كل سنة بجائزة ، ويشركه مع نوابه الذين ينفذ على أيديهم الصدقات إلى مكة.
١١٣٤ ـ خضر بن قرامرز الكازرونى :
نزيل حرم الله تعالى ، الناخوذة (١) صلاح الدين. توفى يوم الاثنين لثلاث بقين من صفر سنة ثمان وعشرين وسبعمائة بمكة. ودفن بالمعلاة. ومن حجر قبره لخصت هذه الترجمة.
١١٣٥ ـ خضر بن محمد بن على الإربلىّ الصوفىّ :
نزيل مكة ، وشيخ رباط السدرة بها. سمع من الفخر بن البخارى ، ومن ابن مؤمن الصّورى : جزء عمر بن زرارة وغيرهم. وحدث ، وصحب العزّ الفاروقى ، وفارقه من مكة فى سنة اثنتين وتسعين وستمائة ، وجاور بها إلى أن مات فى سنة ثلاثين وسبعمائة ، وكان رجلا مباركا.
١١٣٦ ـ خلف بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد المكى الخوارزمىّ ، أبو المظفر:
ولد بخوارزم فى سنة أربع وخمسمائة ، وورد مرو (١) ، وتفقه بها على أبى الفضل
__________________
١١٣٣ ـ (١) نسبة إلى بلد إربل وهى : إربل ، بالكسر ثم السكون وباء موحدة مكسورة ولام بوزن إثمد ، ولا يجوز فتح الهمزة لأنه ليس فى أوزانهم. انظر : معجم البلدان (إربل) ، الروض المعطار ٢٦ ، آثار البلاد ٢٩٠.
١١٣٤ ـ (١) أى ربان السفينة.
١١٣٦ ـ (١) مرو الشامجان : هذه مرو العظمى أشهر مدن خراسان وقصبتها ، نص عليها الحاكم ـ
عبد الرحمن الكرمانى ، ثم وعظ بجامعها فى سنة إحدى وستين ، وكان كثير النكت والفوائد ، وقدم بغداد فى سنة ستين حاجا ، ثم قدمها فى سنة أربع وستين.
١١٣٧ ـ خلف بن الوليد البغدادىّ الجوهرىّ :
نزيل مكة. سمع شعبة وإسرائيل ، وأبا جعفر الرازى (١) وغيرهم. وروى عنه أحمد بن أبى خيثمة ، وبشر بن موسى ، ويحيى بن عبدك القزوينى ، وأبو زرعة الرازى ، ووثقه. وتوفى فى سنة اثنتى عشرة ومائتين. ذكره الذهبى فى تاريخ الإسلام.
١١٣٨ ـ خليفة بن حزن بن أبى وهب المخزومى :
ذكر ابن قدامة أنه وأخاه عبد الرحمن ، أسلما يوم الفتح ، وقتلا شهيدين يوم اليمامة وذكر أنه لا يعلم أن أحدا من بنى حزن ، حفظ عن النبى صلىاللهعليهوسلم ، وروى عنه ، غير المسيب ، والله أعلم.
١١٣٩ ـ خليفة بن محمود الكيلانى ، يلقب نجم الدين :
إمام الحنابلة بالحرم الشريف. ذكر الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية الحنبلى : أنه كان إمام الحنابلة بمكة ، وإن إجراء عين مكة ـ يعنى عين بازان ـ كان على يده ، وتولى مباشرتها بنفسه.
وذكر عنه حكاية عجيبة تتعلق بعين مكة ، ثم قال بعد ذكرها : وهذا الرجل الذى أخبرنى بهذه الحكاية ، كنت نزيله وجاره وخبرته ورأيته من أصدق الناس وأدينهم وأعظمهم أمانة ، وأهل البلد كلمتهم واحدة على صدقه ودينه ، وشاهدوا هذه الواقعة بعيونهم. انتهى.
وما عرفت من حاله سوى هذا ، وأظنه كان نائبا فى إمامة الحنابلة بمكة لا مستقلا بها ؛ لأن الحكاية التى ذكرها عنه ابن قيم الجوزية ، كانت سنة ست وعشرين وسبعمائة ، فإن فيها أجريت عين بازان ، وكان إمام الحنابلة فى هذا التاريخ بمكة ، القاضى جمال الدين محمد بن عثمان الآمدى. ولما مات فى سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة ، ولى الإمامة
__________________
ـ أبو عبد الله فى تاريخ نيسابور. وبين مرو ونيسابور سبعون فرسخا ومنها إلى سرخس ثلاثون فرسخا وإلى بلخ مائة واثنان وعشرون فرسخا واثنان وعشرون منزلا. انظر : معجم البلدان ٥ / ١١٢ وما بعدها.
١١٣٧ ـ انظر ترجمته فى : (التاريخ الكبير ٢ / ١ / ١٩٦).
(١) فى الأصول : «الدارى». والتصحيح من كتب الرجال.
بعده ابنه محمد ، إلى أن مات سنة تسع وخمسين وسبعمائة ، على ما هو معروف عند أهل مكة.
ولعل نجم الدين خليفة المذكور ، كان ينوب عن الأب وابنه ، والله أعلم.
ورأيت أن أثبت هذه الحكاية التى ذكرها عنه ابن قيم الجوزية لغرابتها ، على ما هى مذكورة عنه فى كتاب : «آكام المرجان فى أحكام الجان» ، ونصها فيه :
«ونقلت من خط العلامة الشيخ شمس الدين أبى عبد الله محمد بن أبى بكر الحنبلى رحمهالله تعالى ، وحدثنى به أيضا ، قال : وقعت هذه الواقعة بعينها فى مكة ، سنة إجراء العين بها ، وأخبرنى إمام الحنابلة بمكة ، وهو الذى كان إجراؤها على يده ، وتولى مباشرتها بنفسه ، نجم الدين خليفة بن محمود الكيلانى ، قال : لما وصلنا فى الحفر ، إلى موضع ذكره ، خرج أحد الحفارين من تحت الحفر مصروعا لا يتكلم ، فمكث كذلك طويلا ، فسمعناه يقول : يا مسلمين ، لا يحل لكم أن تظلمونا ، قلت له أنا : وبأى شىء ظلمناكم؟ قال : نحن سكان هذه الأرض ، ولا والله ما فيهم مسلم غيرى ، وقد تركتهم ورائى مسلسلين ، وإلا كنتم لقيتم منهم شرّا. وقد أرسلونى إليكم يقولون : لا ندعكم تمرون بهذا الماء فى أرضنا ، حتى تبذلوا لنا حقنا.
قلت : وما حقكم؟ قال : تأخذون ثورا ، فتزينونه بأعظم زينة ، وتلبسونه وتزفونه من داخل مكة ، حتى تنتهوا به إلى هنا فاذبحوه ، ثم اطرحوا لنا دمه وأطرافه ورأسه ، فى بئر عبد الصمد ، وشأنكم بباقيه ، وإلا فلا ندع الماء يجرى فى هذه الأرض أبدا.
قلت له : نعم أفعل ذلك ، قال : وإذا بالرجل قد أفاق يمسح وجهه وعينيه ، ويقول: لا إله إلا الله ، أين أنا؟ قال : وقام الرجل ليس به قلبة ، فذهبت إلى بيتى ، فلما أصبحت ونزلت أريد المسجد ، إذا برجل على الباب لا أعرفه ، فقال لى : الحاج خليفة هاهنا؟ قلت : وما تريد به؟ قال : حاجة أقولها له. قلت له : قل لى الحاجة وأنا أبلغه إياها فإنه مشغول ، قال لى : قل له : إنى رأيت البارحة فى النوم ثورا عظيما ، قد زينوه بأنواع الحلىّ واللّباس ، وجاءوا به يزفونه ، حتى مروا به على دار خليفة ، فوقفوه إلى أن خرج ورآه ، وقال : نعم هو هذا ، ثم أقبل به يسوقه والناس خلفه يزفونه ، حتى خرج من مكة ، فذبحوه وألقوا رأسه وأطرافه فى بئر.
قال : فعجبت من منامه ، وحكيت الواقعة والمنام لأهل مكة وكبرائهم ، فاشتروا ثورا وزينوه وألبسوه ، وخرجنا به نزفه ، حتى انتهينا إلى موضع الحفر ، فذبحناه وألقينا رأسه وأطرافه ودمه فى البئر التى سماها ، قال : ولما كنا قد وصلنا إلى ذلك الموضع ، كان الماء يفور ، فلا ندرى أين يذهب أصلا ، ولا نرى عينا ولا أثرا.
قال : فما هو إلا أن طرحنا ذلك فى البئر ، قال : وكأن من أخذ بيدى وأوقفنى على مكان ، وقال : احفروا هاهنا. قال : فحفرنا وإذا بالماء يموج فى ذلك الموضع ، وإذا طريق منقورة فى الجبل ، يمر تحتها الفارس بفرسه ، فأصلحناها ، فجرى الماء فيها نسمع هزيزه ، فلم يكن إلا نحو أربعة أيام ، وإذا بالماء بمكة ، وأخبرنا من حول البئر ، أنهم لم يكونوا يعرفون فى البئر ماء يردونه ، فما هو إلا أن امتلأت وصارت موردا». انتهى (١).
والشيخ شمس الدين الحنبلى المذكور فى هذه الحكاية ، هو ابن قيم الجوزية. وقال بعد ذكرها : وهذا الرجل الذى أخبرنى بهذه الحكاية ، كنت نزيله وجاره ، وخبرته فرأيته من أصدق الناس وأدينهم ، وأعظمهم أمانة ، وأهل البلد كلمتهم واحدة على صدقه ودينه ، وشاهدوا هذه الواقعة بعيونهم. انتهى.
وبئر عبد الصمد المذكورة فى هذه الحكاية ، لا تعرف الآن ، والعين المشار إليها : عين بازان ، والله تعالى أعلم.
* * *
من اسمه خليل
١١٤٠ ـ خليل بن ألدمر الناصرىّ :
توفى بمكة فى الرابع عشر من ذى الحجة سنة ثلاثين وسبعمائة ، مقتولا فى الفتنة العظيمة التى كانت بها فى هذا التاريخ ، بين الحجاج المصريين وأهل مكة ، وقد شرحناها فى ترجمة أبيه.
١١٤١ ـ خليل بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن الحسن بن عبد الله القسطلانى المكى المالكى :
إمام مقام المالكية بالحرم الشريف ، يكنى أبا الفضل ، ويلقب بالضياء ، ويسمى محمدا أيضا ، وإنما اشتهر بخليل. ولذلك ذكرناه هنا.
سمع على المفتى عماد الدين عبد الرحمن بن محمد الطبرى : صحيح مسلم ، بفوت ،
__________________
١١٣٩ ـ (١) قال ابن القيم الجوزية تعليقا على هذه الحكاية : وهذا نظير ما كان من عادتهم قبل الإسلام من تزيين جارية حسناء وإلباسها أحسن الثياب وإلقائها فى النيل حتى يطلع ، ثم أبطل الله تلك السنة الجاهلية على يدى من أخاف الجن وقمعها عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وهكذا هذه العين وأمثالها لو حضرها رجل عمرى يفرق من الشيطان لجرت على رغمهم ولم يذبح لهم عصفور فما فوقه ولكن لكل زمان رجال.
١١٤١ ـ انظر ترجمته فى : (التحفة اللطيفة ٢ / ٢١ ، شجرة النور الزكية ٢٢٢).
وعلى أخيه يحيى : أربعين المحمدين للجيّانى ، وعلى أمين الدين القسطلانى : الموطا ، رواية يحيى بن يحيى ، خلا من أوله إلى قوله : «إعادة الصلاة مع الإمام» ، وسمعه كاملا على التوزرى ، وسمع عليه الصحيحين ، وسنن أبى داود ، وجامع الترمذى ، والشفاء للقاضى عياض ، وعلى الصفى والرضى الطبريين : صحيح البخارى ، وعلى الرضى بمفرده : السيرة لابن إسحاق ، وتاريخ الأزرقى ، وعليه وعلى الشريف أبى عبد الله الفاسى : العوارف للسّهروردىّ ، وعلى ابن حريث : الشفاء للقاضى عياض ، وغير ذلك كثيرا بمكة والمدينة عليهم ، خلا ابن حريث ، وعلى جماعة سواهم ، منهم : جده لأمه ، قاضى مكة جمال الدين بن الشيخ محب الدين الطبرى ، وجد أمه المحب الطبرى ، على ما وجدت بخط جدى الشريف علىّ بن الشريف أبى عبد الله الفاسى ، ولم يبين ما سمعه عليهما ، وما عرفت أنا ذلك.
ووجدت بخطه : أن خاله قاضى مكة نجم الدين الطبرى ، أشغله فى مذهب الشافعى ، فحفظ الحاوى والتنبيه ، ثم اشتغل بمذهب مالك ، على قاضى القضاة بالإسكندرية ، شمس الدين بن جميل ، وقاضى القضاة بدمشق فخر الدين بن سلامة ، والشيخ أبى عبد الله الغرناطى بمكة.
وقرأ الأصول على الشيخ علاء الدين القونوى ، وقرأ النحو عليه ، وعلى الشيخ عز الدين النّشائى ، وجوّد القراءات بالسبع ، على الشيخ عفيف الدين الدلاصى بمكة ، والشيخ أبى عبد الله القصرى. وصحب الشريف أبا عبد الله الفاسى بمكة ، مدة طويلة ، ورباه وسلكه ، وأخذ عنه طريق القوم ، وصحب الشيخ الصالح أبا محمد البسكرى ، وتلقن منه ، وأخذ عنه ، وصحب الشيخ خليفة ، وآخرين يطول تعدادهم. انتهى ما وجدته بخط جدى.
وحدث بكثير من مسموعاته ، سمع منه جماعة من أعيان شيوخنا ، منهم والدى ، فروى لنا عنه غير واحد منهم ، ودرس وأفتى كثيرا ، مع الفضيلة والشهرة الجميلة ، وكان وافر الصلاح ، ظاهر البركة شديد الورع والاتباع.
وله من الجلالة والعظمة عند الخاص والعام ما لا يوصف ، خصوصا عند أهل المغرب ، كبلاد التّكرور (١) والسودان ، فإنهم كانوا يرون الاجتماع به من كمال
__________________
(١) تكرور : مدينة فى بلاد السودان بقرب مدينة صنغانة على النيل ، وهى أكبر من مدينة سلى وأكثر تجارة ، ومن مدينة سلى وتكرور إلى سجلماسة أربعون يوما بسير القوافل وأقرب البلاد إليها من بلاد لمتونة الصحراء أزقى وبينهما خمس وعشرون مرحلة. انظر : ـ
حجهم ، وكانوا يحملون إليه الفتوحات الكثيرة ، فيفرقها على أحسن الوجوه.
وكان كثير الإحسان إلى الخلق ، ولم يكن له فى ذلك نظير ببلاد الحجاز ؛ فإنه كان بسبب ذلك يستدين الدين الكثير ، وربما بلغ دينه مائة ألف درهم ، فيقضيها الله تعالى على أحسن الوجوه ببركته.
وقد ذكره ابن فرحون فى كتابه «نصيحة المشاور» فذكر من أوصافه الجميلة بعض ما ذكرناه.
ومما يحكى من كراماته ، ما بلغنى عن شيخنا القاضى نور الدين على بن أحمد النويرى ـ وهو ربيب الشيخ خليل المذكور ـ قال : أخبرنى شيخ الفراشين بالحرم النبوى ، وسماه شيخنا نور الدين ، ونسى اسمه الحاكى لى عنه ، قال : بتّ ليلة بالحرم النبوى ، ثم أفقت وتطهرت ، وأتيت الروضة ، وقصدت وجه النبى صلىاللهعليهوسلم لأسلم عليه ، فإذا بالباب الذى فى هذه الجهة ، قد فتح وخرج منه الشيخ خليل المالكى ، وغلق الباب فى إثره ، وقصد الشيخ خليل الروضة. قال : فسلمت على النبى صلىاللهعليهوسلم ، وخففت ، وتعجبت من دخول الشيخ خليل إلى الحرم النبوى ليلا من غير شعورى ، ثم قلت : لعل غيرى فتح له ، وقصدت الروضة لقصد الاجتماع به ، فلم أره بها. انتهى بالمعنى. ولأجل هذه الحكاية ، قيل إن الشيخ خليل كان من أهل الحظوة.
ومنها : أن القاضى نور الدين ، ذكر أنه دخل على الشيخ خليل فى زمن الموسم ، وهو يتصدق على الناس ، فسأله أن يكسوه ، فأمر الشيخ غلامه أن يعطيه مائتى درهم ، قال القاضى نور الدين : فقبلتها واغتبطت بها ، فلما فهم ذلك عنى ، دعا لى فيها بالبركة ، قال : فتسببت فيها حتى صارت نيفّا وأربعين ألف درهم.
ومنها : أن القاضى شهاب الدين الطبرى ، شكا إلى الشيخ خليل شدّة خوفه من المصريين ؛ لأن بعض جماعة القاضى شهاب الدين ، سعوا عند عجلان أمير مكة ، فى منع الضياء الحموى من الخطابة بمكة ، فمنع من ذلك ، بعد أن صار فى المسجد ، وهو لابس شعار الخطبة.
وكان صاحب مصر الملك الناصر حسن ، قد فوض إليه ذلك بوساطة القطب الهرماس ، أحد خواصه ، فأنهى ذلك أعداء القاضى إلى السلطان ، فكثر تآمره على القاضى شهاب الدين ، وأمر فيه بالسوء ، وشاع ذلك فى الناس ، واشتد خوف القاضى
__________________
ـ معجم البلدان ٢ / ٣٨ ، الروض المعطار ١٣٤ ، الإدريسى ٣ / ٤ ، الاستبصار ٢١٧ ، البكرى ١٧٢ ، صبح الأعشى ٥ / ٢٨٦.
شهاب الدين من ذلك ، وصار يلازم الشيخ خليل فى الدعاء بالسلامة ، وألحّ على الشيخ خليل فى ذلك ، فقال له الشيخ خليل : ما ترى إلا خيرا ، فقال له : كيف يكون هذا ، وعن قريب يصل عسكر السلطان إلى مكة!. فقال له الشيخ خليل : رأيت أنى أنا وأنت فى جوف الكعبة ، ورقينا فى الدرجة التى بسطحها ، ودخول الكعبة أمان لداخلها ، فصحت بشارة الشيخ خليل ؛ لأن العسكر وصل إلى الكعبة ، والقاضى شهاب الدين ضعيف ، وتمادى به المرض حتى مات بعد وصول العسكر بأيام.
وبلغنى أن الشيخ خليل ، كان لا يميز صنجة مائة من مائتين ، لإعراضه عن الدنيا ، وإنما كان يرتب فى بيته كل يوم خبزا كثيرا جدّا ، ويتصدق به على الفقراء والمساكين ، وأن ذلك من غلة الوقف الذى اشتراه بقرية المبارك من أعمال مكة ، ووقفه لأجل ذلك. وهذا الوقف وجبتا ماء غير قليل ، وأراضى معروفة.
وكان الشيخ خليل مبتلى بالوسواس فى الطهارة والصلاة ، وكان يشتد عليه الوسواس فى ذلك ، فيعيد الصلاة بعد أن يصلى بالناس ، وربما أقام يصلى من بعد صلاة الظهر إلى آذان العصر ، صلاة الظهر يعيدها ، وربما أذن العصر ولم يكمل الصلاة ؛ لأنه يحرم بالصلاة ويقطعها لأجل الوسواس ، فيكرر ذلك ويتألم خاطره لذلك ، فيبكى فى بعض الأحيان ، ولما مات أوصى بكفارات كثيرة ، خوفا من أن يكون حنث فيما صدر عنه من أيمان بالله تعالى ، فكفرها عنه جدّى الشريف على الفاسى ، لكثرة ما كان بينهما من الصداقة ، بعد وصول جدّى من بلاد التّكرور.
وللشيخ خليل فى الورع وفعل الخير أخبار كثيرة. وقد أتينا على طرف صالح منها.
وتوفى رحمهالله ، ليلة الاثنين لعشر بقين من شوال سنة ستين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة ، على جده الإمام ضياء الدين المالكى. نقلت وفاته هكذا من حجر قبره بالمعلاة.
وذكر ابن محفوظ : أنه توفى فى الثالث والعشرين من شوال من السنة المذكورة ، ومولده فى شوال سنة ثمان وثمانين وستمائة ، على ما وجدت بخطه.
ووجدت بخط جدى الشريف على الفاسى : أنه ولد فى سادس شوال ، ووجدت بخطه : أنه ولى الإمامة مستقلا بعد أبيه ، سنة ثلاث عشرة وسبعمائة ، فعلى هذا تكون مدة ولايته للإمامة حتى مات ، سبعا وأربعين سنة.
١١٤٢ ـ خليل بن عبد المؤمن بن خلبفة الدّكّالى المكى ، سبط الشريف أبى عبد الله الفاسى ، جد أبى :
أجاز له فى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة من دمشق : الحجار وجماعة ، وسمع الكثير
بمكة على الحجى ، والزين الطبرى ، وعثمان بن الصفى ، والآقشهرى وغيرهم ، وبالمدينة من الزبير الأسوانى ، والجمال المطرى ، وخالص البهائى ، وغيرهم.
توفى سنة تسع وأربعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة فى ذى القعدة ، أو فى ذى الحجة منها.
١١٤٣ ـ خليل بن عمر بن عبد الله بن عبد الرحمن القسطلانى المكى المالكى ، ابن ابن أخى الشيخ خليل المالكى ، السابق ، وبه تسمى :
توفى سنة ثمان وثمانين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة عن خمس وعشرين سنة أو نحوها.
١١٤٤ ـ خليل بن محمد بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن الأقفهسى المصرى ، يلقب غرس الدين ، ويقال صلاح الدين ويكنى أبا الصفا ، وأبا الحرم ، وأبا سعيد ، المحدث المشهور :
ولد فى عشر السبعين وسبعمائة ، وحبب إليه الحديث ، فطلبه بجد فى حدود التسعين وسبعمائة ، فسمع الكثير من الكتب والأجزاء بالقاهرة ومصر ، على خلق كثير ، منهم : صلاح الدين الزفتاوى ، خاتمة أصحاب وزيرة والحجار بديار مصر ، وتقى الدين بن حاتم ، وتاج الدين عبد الواحد الصردى ، وشمس الدين محمد بن على المطرز ، والشهاب أحمد المنفر ، وزين الدين عبد الرحمن بن الشيخة ، ومريم بنت الأذرعىّ ، ثم حج ، فسمع بمكة من إبراهيم بن محمد بن صديق ، وشمس الدين بن سكّر ، وكان عسرا فى التحديث كثيرا ، فلاطفه حتى سمح له بقراءة أشياء كثيرة ، لم يسمح بقراءتها لأحد قبله ، وبصحبته تيسر لنا سماع كثير من ذلك عليه ، وسمع من غيرهما بمكة والمدينة.
وكان حجه فى سنة خمس وتسعين وسبعمائة ، وجاور بمكة حتى حج فى سنة تسع وتسعين ، ورحل فيها إلى دمشق ، فأدرك بها من جلّة الشيوخ : المفتى شهاب الدين أحمد ابن أبى بكر بن العزّ الصالحى ، خاتمة أصحاب القاضى سليمان بن حمزة بالسماع ، وأبا هريرة عبد الرحمن بن الحافظ الذهبى ، وعلى بن محمد بن أبى المجد الدمشقى ، وفرج بن عبد الله الحافظى ، وخديجة بنت ابن سلطان ، وغير واحد من أصحاب الحجار ، وغير واحد عنهم بقراءته غالبا ، كثيرا من الكتب الكبار والأجزاء ، وقدم علينا مصر بعد زيارته لبيت المقدس ، وسماعه به فى أوائل سنة ثمان وتسعين ، فأفادنى أشياء من حال الشيوخ بدمشق ، حصل لى بها نفع فى رحلتى إلى دمشق ، ثم توجه فى البحر إلى مكة ،
__________________
١١٤٤ ـ انظر ترجمته فى : (شذرات الذهب ٩ / ٢١٩).
فى أواخر سنة تسع وتسعين وسبعمائة ، ولم يقدر له الحج ، وجاور بمكة فى سنة ثمانمائة حتى حج ، ودخل مع الحجاج الشاميين إلى دمشق ، فاستفاد بها شيوخا ، وأشياء من المرويات ، لم يكن استفادها قبل ذلك.
وقدمت عليه إلى دمشق ، فى صحبة الحافظ الحجة شهاب الدين بن حجر لما رحل إلى دمشق فى رمضان سنة اثنتين وثمانمائة ، فأفادنا أشياء كثيرة من المرويات والشيوخ ، وقرأ لنا أشياء كثيرة ؛ لأن الحافظ شهاب الدين ، كان يشتغل بانتخاب أشياء مفيدة ، وكنت أنا وبه فى القراءة ، وعاد معنا إلى مصر فى أوائل سنة ثلاث وثمانمائة ، وترافقنا من مصر للسفر إلى مكة ، فى وقت الحج ، من سنة أربع وثمانمائة ، فحج وجاور بمكة نحو سبع سنين متوالية ، غير أنه كان زار المدينة النبوية من مكة ثلاث مرات ، وزار الطائف مرة.
ولما حج فى سنة إحدى عشرة وثمانمائة ، توجه مع قافلة عقيل إلى الحسا والقطيف(١)، لإلزام بعض أصحابه له بذلك ، ومضى من هناك إلى هرموز ، ثم إلى كنباية (٢) من بلاد الهند ، ثم عاد إلى هرموز ، وصار يتردد منها إلى بلاد العجم للتجارة ، وحصل دنيا قليلة ، ثم ذهبت منه ، ولم يكتسب مثلها ، حتى مات.
وكان ماهرا فى معرفة المتأخرين والمرويات والعوالى ، مع بصارة فى المتقدمين ومشاركة فى الفقه والعربية ، ومعرفة حسنة للفرائض والحساب والشعر ، وله نظم كثير ، وتخاريج حسنة مفيدة ، خرج لنفسه أحاديث متباينة الإسناد والمتون ، زاد فيها على تسعين حديثا ، إلا أنه لم يشترط اتصال إسنادها بالسماع ، وراعيت أنا ذلك فيما خرجت لنفسى فى هذا المعنى ، ويسر الله لى من ذلك أربعين حديثا ، بشرط اتصال السماع ، وغير ذلك من الشروط الحسنة.
ومن تخاريجه أحاديث الفقهاء الشافعية ، وخرج معجما حسنا لقاضى مكة ، شيخنا جمال الدين بن ظهيرة ، ومشيخة لشيخنا القاضى مجد الدين إسماعيل الحنفى ، وخرج شيئا لشيخنا عبد الرحمن بن الشيخة ، ولغير واحد من شيوخه وأقرانه ، وكان حسن القراءة والكتابة والأخلاق ، ذا مروءة كثيرة وديانة ، وقد تبصر فى الحديث كثيرا ، بشيخنا حافظ
__________________
(١) القطيف : هى مدينة بالبحرين هى اليوم قصبتها وأعظم مدنها. انظر : معجم البلدان ٤ / ٣٧٨.
(٢) كنباية : مدينة بأرض الهند من مملكة بلهرى وهى على الخليج من البحر أعرض من النيل. انظر : الروض المعطار ٤٩٦ ، ابن بطوطة ٥٥٠ ، حدود العالم ٨٨ ، نخبة الدهر ١٥٢ ، تقويم البلدان ٣٥٦.
الإسلام زين الدين أبى الفضل عبد الرحيم بن العراقى ، وابنه العلامة ولى الدين أبى زرعة أحمد ، والحافظ نور الدين الهيثمى ، وبمذاكرة الحذّاق من الطلبة ، والنظر فى التعاليق والكتب ، حتى صار مشهور الفضل.
وسمعته يذكر ، أنه سمع حديث السلفى متصلا بالسماع ، على عشرة أنفس ، وحديث أبى العباس الحجار ، على أزيد من أربعين نفرا من أصحابه ، ولم يتفق لنا مثل ذلك.
سمعت عليه بقراءة صاحبنا الحافظ أبى الفضل بن حجر ، شيئا يرويه من أحاديث السلفى متصلا ، عند ما قرأه الحافظ أبو الفضل بن حجر ، على مريم بنت الأذرعىّ ، بإجازتها من الوانى شيخ شيخه ، وشيئا من حديث الفخر بن البخارى ، عن عمر بن أميلة ، لإجازته للموجودين بدمشق ، وكان بها حين الإجازة ، وذلك بقرية المبارك من وادى نخلة الشامية.
وسمعت منه أشياء من شعره لا تحضرنى الآن. وقرأ علىّ بعض تواليفى فى تاريخ مكة ، وكثر أسفنا على فراقه ، ثم موته.
وكان موته فى آخر سنة عشرين وثمانمائة ، ظنا غالبا ، بيزد (٣) من بلاد العجم ، بعد أن دخل الحمام ، وخرج منه ، وبمسلخ الحمام مات.
وبلغنا نعيه بمكة ، فى موسم سنة إحدى وعشرين وثمانمائة ، رحمة الله تعالى عليه.
ومن شعره ما أنشدناه صاحبنا المقرى الفاضل أبو على أحمد بن على الشوايطى. نزيل مكة المشرفة سماعا من لفظه عنه سماعا [من البسيط] :
دع التشاغل بالغزلان والغزل |
|
يكفيك ما ضاع من أيامك الأول |
ضيعت عمرك لا دنيا ظفرت بها |
|
وكنت عن صالح الأعمال فى شغل |
تركت طرق الهدى كالشمس واضحة |
|
وملت عنها لمعوج من السبل |
ولم تكن ناظرا فى أمر عاقبة |
|
أأنت فى غفلة أم أنت فى خبل |
يا عاجزا يتمادى فى متابعة الن |
|
فس اللجوج ويرجو أكرم النزل |
هلا تشبهت بالأكياس إذ فطنوا |
|
فقدموا خير ما يرجى من العمل |
فرطت يا صاح فاستدرك على عجل |
|
إن المنية لا تأتى على مهل |
__________________
(٣) يزد : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، ودال مهملة ، مدينة متوسطة بين نيسابور وشيراز وأصبهان ، معدودة فى أعمال فارس ثم من كورة إصطخر وهو اسم للناحية وقصبتها يقال لها : كثه ، بينها وبين شيراز سبعون فرسخا. انظر : معجم البلدان (يزد).
هل أنذرتك يقينا وقت زورتها |
|
أو بشرتك بعمر غير منفصل |
هيهات هيهات ما الدنيا بباقية |
|
ولا الزمان بما أمّلت فيه ملى |
لا تحسبن الليالى سالمت أحدا |
|
صفوا فما سالمت إلا على دخل |
ولا يغرنك ما أوليت من نعم |
|
فهل رأيت نعيما غير منتقل |
كم من فتى جبرته بعد كسرته |
|
فقابلته بجرح غير مندمل |
إلام ترفل فى ثوب الغرور على |
|
بساط لهوك بين التيه والجذل |
والشيب وافاك منه ناصح حذر |
|
فما به كنت إلا غير مهتبل |
ولم ترع منه بل أصبحت تنشده |
|
إنى اتهمت نصيح الشيب فى عذل |
وسرت تطلب حظ النفس من سفه |
|
فبهجة العمر قد ولت ولم تصل |
ومال عصر التصابى منك مرتحلا |
|
وأنت عن جانب التسويف لم تمل |
عيب بمثلك تسويف على كبر |
|
وحالة عن طريق الغى لم تحل |
أقسمت بالله لو أنصفت نفسك ما |
|
تركتها باكتساب الوزر فى ثقل |
أما علمت بأن الله مطلع |
|
على الضمائر والأسرار والحيل |
وكل خير وشر أنت فاعله |
|
يحصى ولو كنت فى الأستار والكلل |
أما اعتبرت بترداد المنون إلى |
|
هذى الخليقة فى سهل وفى جبل |
وسوف تأتى بلا شك إليك فما |
|
أخرت عمن مضى إلا إلى أجل |
لكنه غير معلوم لديك فخذ |
|
بالحزم وانهض بعزم منك مكتمل |
دع البطالة والتفريط وابك على |
|
شرخ الشباب الذى ولى ولم يطل |
ولم تحصل به علما ولا عملا |
|
ينجيك من هول يوم الحادث الجلل |
وابخل بدينك لا تبغى به عوضا |
|
ولو تعاظم واحذر بيعة السفل |
واتل الكتاب كتاب الله منتهيا |
|
عما نهى وتدبره بلا ملل |
وكل ما فيه من أمر عليك به |
|
فهو النجاة لتاليه من الظلل |
ولازم السنة الغراء تحظ بها |
|
وعد عن طرق الأهواء واعتزل |
وجانب الخوض فيما لست تعلمه |
|
واحفظ لسانك واحذر فتنة الجدل |
وكن حريصا على كسب الحلال ولو |
|
حملت نفسك فيه غير محتمل |
واقنع تجد غنية فى كل مسألة |
|
ففى القناعة عز غير مرتحل |
واطلب من الله واترك من سواه تجد |
|
ما تبتغيه بلا منّ ولا بدل |
ولا تداهن فتى من أجل نعمته |
|
يوما ولو نلت منه غاية الأمل |
واعمل بعلمك لا تهجره تشق به |
|
وانشره تسعد بذكر غير منخذل |
ومن أتى لك ذنبا فاعف عنه ولا |
|
تحقد عليه وفى عتباه لا تطل |
عساك بالعفو أن تجزى إذا نشرت |
|
صحائف لك منها صرت فى خجل |
ولا تكن مضمرا ما لست تظهره |
|
فذاك يقبح بين الناس بالرجل |
ولا تكن آيسا وارج الكريم لما |
|
أسلفت من زلة لكن على وجل |
وقف على بابه المفتوح منكسرا |
|
تجزم بتسكين ما فى النفس من علل |
وارفع له قصة الشكوى وسله إذا |
|
جن الظلام بقلب غير مشتغل |
ولازم الباب واصبر لا تكن عجلا |
|
واخضع له وتذلل وادع وابتهل |
وناديا مالكى قد جئت معتذرا |
|
عساك بالعفو والغفران تسمح لى |
فإننى عبد سوء قد جنى سفها |
|
وضيع العمر بين النوم والكسل |
وغره الحلم والإمهال منك له |
|
حتى غدا فى المعاصى غاية المثل |
وليس لى غير حسن الظن فيك فإن |
|
رددتنى فشقاء كان فى الأزل |
حاشاك من رد مثلى خائبا جزعا |
|
والعفو أوسع يا مولاى من زللى |
ولم أكن بك يوما مشركا وإلى |
|
دين سوى دينك الإسلام لم أمل |
وكان ذلك فضلا منك جدت به |
|
وليس ذاك بسعى كان من قبلى |
فتمم النعمة العظمى بخاتمة |
|
حسنى وجد بعد هذا النهل بالعلل |
فشافعى أحمد الهادى إليك فما |
|
سرى إلى غيره فكرى ولا أملى |
لأنه الشافع المقبول منه إذا |
|
لاذ الخلائق يوم الفصل بالرسل |
وهو الذى من أتاه واستجار به |
|
يظفر بجار بحفظ الجار محتفل |
ومن أناخ به يرجو فواضله |
|
أعطاه فوق الّذى يرجو من النحل |
فهو الكريم الذى فاضت يداه ندا |
|
حتى لقد هزأت بالعارض الهطل |
وكم له مكرمات ليس يحصرها ال |
|
حساب عدّا بتفصيل ولا جمل |
وقد نزلت حماه واستجرت به |
|
فليس إلا عليه دائما عولى |
يا رب صل عليه كلما صدحت |
|
ورق الحمائم فى الإشراق والطفل |
واجعل مقالى مضموما إلى عمل |
|
ترضى به دائما بالموت متصل |
إن لم أفز بها أنشدت فى خجل |
|
أستغفر الله من قول بلا عمل |
١١٤٥ ـ الخليل بن يزيد المكى ، أبو الحسن :
حدث عن الزبير بن عيسى. وعنه يعقوب بن سفيان ، وروى عنه فى الأول من مشيخته ، مع رجال من أهل مكة.
١١٤٦ ـ خنيس بن حذافة بن قيس بن عدى بن سعد بن سهم السهمى :
كان من المهاجرين الأولين ، شهد بدرا وأحدا ، ونالته بأحد جراحات ، فمات منها بالمدينة. وكان تزوج حفصة بنت عمر ، قبل النبى صلىاللهعليهوسلم ، وهو من مهاجرة الحبشة. ذكره بمعنى هذا ابن عبد البر ، وابن الأثير ، وقال : كان من السابقين إلى الإسلام ، وذكر أنه أخو عبد الله بن حذافة. وذكره الذهبى ، وقال : له هجرتان.
١١٤٧ ـ خنيس بن خالد ، وهو الأشعر الخزاعى الكعبى :
ذكره ابن عبد البر ، ورفع فى نسبه أكثر من هذا ، وقال : هكذا قال فيه إبراهيم بن سعد وسلمة جميعا عن أبى إسحاق : خنيس ـ بالخاء المنقوطة ـ وغيرهما يقول : حنيش بالحاء والشين المنقوطة ، وقد ذكرناه فى الحاء. انتهى.
وذكره ابن الأثير بمعنى هذا. وقد تقدم فى الحاء المهملة. ذكره هكذا ابن عبد البر ، وقال : لم يذكروه فى الصحابة ، ولا أعلم له رواية. انتهى.
١١٤٨ ـ خويلد بن خالد بن منقذ بن ربيعة الخزاعىّ ، أخو أم معبد :
وذكر ابن عبد البر فى نسبه غير هذا ، وذلك زيادة «خليف» بين خالد ومنقذ ، وقد تقدم ذلك فى ترجمة أخيه حبيش بن خالد ، فى باب الحاء المهملة.
١١٤٩ ـ خويلد بن عمرو بن صخر بن عبد العزى :
هو أبو شريح الخزاعى. سيأتى فى الكنى ، للخلاف فى اسمه.
__________________
١١٤٦ ـ انظر ترجمته فى : (أسد الغابة ترجمة ١٤٨٥ ، الاستيعاب ترجمة ٦٧٧ ، الإصابة ترجمة ٢٢٩٩ ، المنتظم ٢ / ٣٧٥ ، ٧٢٨ ، ١٣٠ ، ١٦٠ ، ١٨٠ ، ٢١٣).
١١٤٧ ـ انظر ترجمته فى : (أسد الغابة ترجمة ١٤٨٦ ، الاستيعاب ترجمة ٦٧٨ ، الإصابة ترجمة ٢٣٠٠).
١١٤٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٦٨٢ ، الإصابة ترجمة ٢٣١٠ ، أسد الغابة ترجمة ١٥٠٠).
١١٤٩ ـ انظر ترجمته فى : (التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٢٢٤ ، طبقات ابن سعد ٤ / ٢٢١).
١١٥٠ ـ خلّاد بن يحيى بن صفوان السلمى ، أبو محمد الكوفى :
نزيل مكة ، روى عن إسماعيل بن عبد الملك بن أبى الصّفيراء ، وعبد الرحمن بن أيمن ، ومالك بن مغول ، ومسعر بن كدام ، وغيرهم.
روى عنه : البخارى ، ومحمد بن إسحاق الصاغانى ، وبشر بن موسى ، وحنبل بن إسحاق ، ومحمد بن سليمان الباغندىّ ، وأبو زرعة الرازى ، وآخرون. وروى له الترمذى وأبو داود.
وقال ابن نمير : صدوق ، إلا أن فى حديثه غلطا قليلا. قال أبو داود : ليس به بأس. وقال أبو حاتم : محله الصدق ، ليس بذاك المعروف.
وقال أحمد بن حنبل : ثقة أو صدوق ، ولكن كان يرى شيئا من الإرجاء.
وذكره ابن حبان فى الثقات. وقال البخارى : سكن مكة ، ومات بها قريبا من سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وقال حنبل بن إسحاق : مات سنة سبع عشرة ومائتين ، كذا رأيت فى تهذيب الكمال للمزّى ، منقولا عن حنبل ، ورأيت فى مختصر التهذيب للذهبى خلاف على ذلك عن حنبل ؛ لأن فيه ، قال حنبل : مات سنة عشرين ومائتين. انتهى.
ووجدت بخطى فيما نقلته من الثقات لابن حبان ، أنه توفى سنة ثلاث عشرة ومائتين بمكة بعد أن سكنها ، وقيل مات سنة اثنتى عشرة ، وقيل سبع عشرة. حكاهما الذهبى فى الميزان.
* * *
__________________
١١٥٠ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٦٣٨ ، تاريخه الصغير ٢ / ٣٢٨ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ١٦١ ، تاريخ واسط لبحشل ١٩٦ ، الجرح والتعديل الترجمة ١٦٧٥ ، أسماء الدار قطنى الترجمة ٢٨٨ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ١٢٨ ، المعجم المشتمل الترجمة ٣٢٥ ، العبر ١ / ٣٦٢ ، الكاشف ١ / ٢٨٥ ، الميزان الترجمة ٢٥٢٦ ، المغنى الترجمة ١٩٢٧ ، سير أعلام النبلاء ١٠ / ١٦٤ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ١٧٤ ، تهذيب الكمال ١٨٤١ ، مقدمة الفتح ٣٩٨ ـ ٣٩٩ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ١٨٨٤ ، شذرات الذهب ٢ / ٢٨).
حرف الدال المهملة
١١٥١ ـ دانيال بن عبد العزيز بن على بن عثمان الأصبهانى ، المعروف بابن العجمى المكى :
سمع من قاضى المدينة شمس الذين بن السبع ، فى صفر سنة إحدى وستين بالحرم الشريف مع والدى ، وهو ابن خالته ، وكان شابا خيرا ، ذا مروءة وسجايا حسنة. توفى رحمهالله شابا سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بمكة.
١١٥٢ ـ دانيال بن على بن سليمان بن محمود اللّرستانىّ ، الكردىّ :
كان من كبار مشيخة العجم المجاورين بمكة ، وله سعى مشكور فى إجراء عين بازان.
فإنه فيما بلغنى ، توجه بسببها إلى مصر ، ثم إلى العراق ، ولحق بجوبان نائب العراقين ، فحثه على أن يجريها ، فأمر بعمارتها حتى جرت فى سنة ست وعشرين وسبعمائة ، كما ذكرنا فى ترجمة جوبان ، وحصل بها النفع العظيم ، فهو شريكه فى الثواب ، إذ الدال على الخير كفاعله ، كما أخبر به المصطفى صلىاللهعليهوسلم ، وصح لى فى أنه سعى فى عمارتها بعد ذلك غير مرة ، وكان يستدين لأجل عمارتها ، وتردد إلى بلاد العجم بسبب عمارتها غير مرة.
توفى ظنّا فى عشر الخمسين وسبعمائة ببلاد العجم ، تغمده الله برحمته. وهو جد والدى لأمه.
* * *
من اسمه داود
١١٥٣ ـ داود بن خالد الليثى ، أبو سليمان المدنى ، ويقال المكى العطار :
روى عن سعيد المقبرى ، وعثمان بن أبى خيثمة القرشى. وعنه : معلى بن منصور ويحيى بن قزعة ، ويحيى بن عبد الحميد الحمّانىّ.
__________________
١١٥٣ ـ انظر ترجمته فى : (سؤالات الدارمى عن يحيى رقم ٣١٤ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٨١٤ ، الجرح والتعديل الترجمة ١٨٧٨ ، الكاشف ١ / ٢٨٨ ، الميزان الترجمة ٢٦٠٢ ، المغنى الترجمة ١٩٨٩ ، ديوان الضعفاء الترجمة ١٣١٢ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ١٨٣ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ١٩١٢ تهذيب الكمال ١٧٥٥).
وروى له النسائى حديثا واحدا. وهو حديث أبى هريرة ـ رضى الله عنه : «من جعل قاضيا فقد ذبح بغير سكين» (١).
وقال الحافظ بن حجر صاحبنا فى ترجمته ، قلت : وقال فيه ابن حبان : من أهل المدينة ، سكن مكة. وقال عثمان الدارمى : قلت لابن معين : فداود العطار؟ قال : لا أعرفه. انتهى.
ولا يقال : أراد ابن معين ـ داود بن عبد الرحمن العطار الآتى ذكره ؛ لأن داود بن عبد الرحمن العطار معروف ، ولا يقول فيه يحيى بن معين : لا أعرفه. وقد جعل ابن عدى ترجمة داود بن خالد الليثى هذا ، وداود بن خالد بن دينار المدينى واحدة ، على ما ذكر المزّى فى التهذيب ؛ لأنه ترجم ابن دينار أولا ، ثم ترجم الليثى. وقال فى ترجمة الليثى : ذكره البخارى ، وأبو حاتم ، وابن حبان ، وغير واحد ، مفردا عن الأول. وذكرهما أبو أحمد ابن عدى فى ترجمة واحدة ، وقول من جعلهما اثنتين أولى بالصواب ، والله أعلم. انتهى.
ولعل سبب جعلهما واحدا ، اتفاقهما فى الاسم واسم الأب ، وفى كونهما مدنيين ، ولكن يتميز غير الليثى بزيادة «دينار» فى نسبه ، وبشيوخه والرواة عنه ، فإنهم غير شيوخ
__________________
(١) أخرجه النسائى فى الكبرى ، باب التغليظ فى الحكم (٥٨٩١) من طريق : محمد بن عبد الرحمن أبو يحيى البغدادى يعرف بصاعقة ، عن معلى بن منصور ، حدثنا داود بن خالد سمع المقبرى يحدث عن أبى هريرة يحدث عن النبىصلىاللهعليهوسلم قال : «من جعل قاضيا فقد ذبح بغير سكين».
وأخرجه الترمذى فى سننه (١٣٢٥) من طريق : نصر بن على الجهضمى ، حدثنا الفضيل ابن سليمان ، عن عمرو بن أبى عمرو ، عن سعيد المقبرى ، عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من ولى القضاء أو جعل قاضيا بين الناس فقد ذبح بغير سكين». قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ، وقد روى أيضا من غير هذا الوجه عن أبى هريرة عن النبى صلىاللهعليهوسلم.
وأخرجه أبو داود فى سننه (٣٥٧١) من طريق : نصر بن على ، أخبرنا فضيل بن سليمان ، حدثنا عمرو بن أبى عمرو ، عن سعيد المقبرى ، عن أبى هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من ولى القضاء فقد ذبح بغير سكين».
وأخرجه ابن ماجة فى سننه (٢٣٠٨) من طريق : أبو بكر بن أبى شيبة ، حدثنا معلى بن منصور ، عن عبد الله بن جعفر ، عن عثمان بن محمد ، عن المقبرى ، عن أبى هريرة ، عن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : «من جعل قاضيا بين الناس فقد ذبح بغير سكين».
وأخرجه أحمد بن حنبل فى مسنده (٧١٠٥) من طريق : صفوان بن عيسى ، أخبرنا عبد الله ابن سعيد بن أبى هند ، عن سعيد المقبرى ، عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من جعل قاضيا بين الناس فقد ذبح بغير سكين».
الليثى والرواة عنه ، وبأن ابن دينار لم يرو له من أصحاب الكتب الستة ، إلا أبو داود حديثا واحدا فى قبور الشهداء ، والليثى لم يرو له إلا النسائى.
وذكر ابن عدى لابن دينار ، حديثه فى قبور الشهداء ، وحديثه عن محمد بن المنكدر ، عن جابر عن النبى صلىاللهعليهوسلم : «كان إذا نزل عليه الوحى ، وهو على ناقته تذرف عيناها وترنف بأذنيها». ثم قال ابن عدى : وله من الحديث غير ما ذكرت ، وليس بالكثير. وكانت أحاديثه إفرادات ، وأرجو أنه لا بأس به. انتهى. وذكره ابن حبان فى الثقات.
١١٥٤ ـ داود بن سليمان ، المعروف بابن كسا :
ذكره ابن مسدى فى معجمه ، فقال : داود بن سليمان بن حميد بن إبراهيم المخزومى ، أبو سليمان البلنسى الصوفى ، يعرف بابن كسا. كان عنده أدب وتصوف ونباهة وتظرف ، وقد جال فى طريقه ، وتغرب شرقا وغربا بين فريقه ، وجاور بمكة مدة ثم عاد إلى وطنه ، فكان تربة مدفنه. أخبرنى أن مولده ليلة النصف من شعبان سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
وتوفى ـ على ما بلغنى ـ أول سنة تسع وأربعين وستمائة ، وكان أحد رجال بلده فى فنه ، موجودا لكل قاصد عند ظنه. أنشدنا لنفسه [من الكامل] :
لا تصحبن العيس برّا |
|
والله قد أولاك برّا |
وارفض خواطرك التى |
|
منحتك بعد العسر يسرا |
واقنع بما قسم الإل |
|
ه تعش خلى البال حرا |
كم راكض فى الأرض يق |
|
طع ركضه سهلا ووعرا |
ومخاطر بالنفس فى |
|
طلب العلا برّا وبحرا |
غالته أيدى الحادثا |
|
ت فكان ذاك الربح خسرا |
١١٥٥ ـ داود بن شابور ـ بشين معجمة ـ المكى ، أبو سليمان :
روى عن عطاء بن أبى رباح ، ومجاهد ، وعمرو بن شعيب. وروى عنه شعبة وسفيان ابن عيينة ، وداود العطار ، وأبو أمية ، وطاوس ، ووهيب بن الورد المكى ، وغيرهم.
وروى له البخارى فى «الأدب المفرد» والترمذى (١) والنسائى (٢) ، ووثقه ابن معين ،
__________________
١١٥٤ ـ انظر ترجمته فى : (التاريخ الكبير ١ / ٢٣٣).
١١٥٥ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٧٨٩ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٧٠٧ ، تاريخ واسط ، ١٩٥ ، ١٩٦ ، الجرح والتعديل ٣ / ١٨٩٨ ، مشاهير علماء الأمصار الترجمة ١١٥٧ ، ثقات ابن شاهين الترجمة ٣٤٤ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ١٨٢ ، تاريخ الإسلام ٥ / ٦٧ ، الكاشف ١ / ٢٨٩ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ١٨٧ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ١٩٢ تهذيب الكمال ٧٦٢).
(١) أخرجه الترمذى فى سننه ، باب ما جاء فى حق الجوار (١٩٤٨) من طريق : حدثنا ـ
وأبو زرعة ، وأبو داود ، والنسائى ، وغيرهم.
وقال صاحبنا ابن حجر الحافظ : قلت : وزاد ـ يعنى ابن حبان ـ وقد قيل : إنه داود ابن عبد الرحمن بن شابور. وقال إبراهيم الحربى : مكى ثقة. وذكر البيهقى فى المعرفة : أن الشافعى قال : هو من الثقات. انتهى.
١١٥٦ ـ داود بن أبى عاصم ـ ويقال ابن أبى عاصم ، قاله البخارى ـ بن عروة بن مسعود الثقفى الطائفى المكى :
روى عن عثمان بن أبى العاص ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وسعيد بن المسيب ، وأبى سلمة بن عبد الرحمن.
__________________
ـ محمد بن عبد الأعلى ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن داود بن شابور ، وبشير عن مجاهد : أن عبد الله بن عمرو ذبحت له شاة فى أهله فلما جاء قال : أهديتم لجارنا اليهودى؟ أهديتم لجارنا اليهودى؟ سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما زال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه».
قال : وفى الباب عن عائشة وابن عباس وأبى هريرة وأنس وعبد الله بن عمرو والمقداد بن الأسود وعقبة بن عامر وأبى شريح وأبى أمامة.
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقد روى هذا الحديث عن مجاهد عن عائشة وأبى هريرة أيضا عن النبى صلىاللهعليهوسلم.
(٢) وأخرجه النسائى فى الكبرى ، باب من الملحف؟ حديث (٢٣٧٦) من طريق : أحمد ابن سليمان قال : ثنا يحيى بن آدم ، عن سفيان بن عيينة ، عن داود بن شابور ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف».
وأخرجه النسائى فى الصغرى ، باب صوم يوم عرفة (٢٨٠٣) من طريق : محمد بن عبد الله ابن يزيد المقرى ، قال : أنبأنا سفيان ، عن داود ، عن قزعة ، عن أبى الخليل ، عن أبى حرملة ، عن أبى قتادة ، عن النبىصلىاللهعليهوسلم قال : «صوم يوم عاشوراء يكفر السنة وصوم يوم عرفة يكفر السنة والتى تليها».
وبرقم (٢٨٠٤) من طريق : مسعود بن جويرية الموصلى والحسين بن عيسى وهارون بن عبد الله قالوا : أنبانا سفيان عن داود بن شابور عن أبى قزعة عن أبى الخليل ، عن أبى حرملة ، عن أبى قتادة نحوه. قال هارون فى حديثه : سمعناه من داود.
١١٥٦ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٦ / ٣٤ ، علل ابن المدينى ٨٥ ، طبقات خليفة ٢٨٦ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٧٧٦ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٤٠١ ، ٤٠٢ ، الجرح والتعديل لابن أبى حاتم الترجمة ١٩٢١ ، المراسيل ، له ٥٦ ، تاريخ الإسلام ٤ / ١١٠ ، الكاشف ١ / ٢٨٩ ، المراسيل للعلائى ٢٠٩ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ١٨٩ ، الإصابة ١ / ٤٧٩ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ١٩٢٥ تهذيب الكمال ٧٦٧).