فى سنة ثمان وسبعمائة ، وشكيا إلى الأمراء ، من أخويهما حميضة ورميثة ؛ لأنهما كانا اعتقلا أبا الغيث وعطيفة ، ثم هربا من اعتقالهما ، وحضرا عند الأمراء كما ذكرنا ، فاقتضى رأى الأمراء القبض على حميضة ورميثة تأديبا لهما ، وحملا إلى القاهرة ، واستقر عوضهما فى الإمرة بمكة أبو الغيث وعطيفة ، هكذا ذكر ما ذكرناه من سبب القبض على حميضة ورميثة ، وتولية أبى الغيث وعطيفة فى هذا التاريخ ، صاحب نهاية الأرب ، وإلا فالأمير بيبرس الداوادار فى تاريخه ، وهو الغالب على ظنى.
وذكر ذلك صاحب بهجة الزمن فى تاريخ اليمن ، إلا أنه خالف فى بعض ذلك ؛ لأنه قال فى ترجمة أبى نمى : واختلف القواد والأشراف بعد موته على أولاده ، فطائفة مالت إلى رميثة وحميضة على أخويهما فلزماهما ، وأقاما فى حبسهما مدة ، ثم احتالا فخرجا وركبا إلى بعض الأشراف والقواد ، فمنعوا منها.
ولما وصل الحاج المصرى ، تلقاهم أبو الغيث ، فمالوا إليه ، ولما انفصل الموسم ، لزم الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير ، حميضة ورميثة ، وسار بهما إلى مصر مقيدين ، وأمر بمكة أبا الغيث ، ومحمد بن إدريس ، وحلفهما لصاحب مصر. انتهى.
وكان من خبر رميثة ، أنه وأخاه حميضة ، وليا إمرة مكة فى سنة أربع وسبعمائة ، وهذه ولايته الثانية ، التى شارك فيها أخاه حميضة ، ودامت ولايتهما لمكة إلى زمن الموسم ، من سنة ثلاث عشرة وسبعمائة ، وما ذكرناه من ولايته لإمرة مكة ، مع أخيه حميضة فى هذا التاريخ ، ذكره صاحب بهجة الزمن ، وأفاد فى ذلك ما لم يفده غيره ، مع شىء من خبرهما. ولذلك رأيت أن أذكره.
قال فى أخبار سنة أربع وسبعمائة : وحج من مصر خلق كثير ، وفى جملتهم الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير ، فى أمراء كثيرين ، ووصل معهم الشريفان رميثة وحميضة ، ولدا أبى نمى المقدما الذكر فى القبض عليهما ، فلما انقضى الحج ، أحضر الأمير ركن الدين أبا الغيث وعطيفة ، وأعلمهما أن ملك مصر قد أعاد أخويهما إلى ولايتهما ، فلم يقابلا بالسمع والطاعة ، وحصلت منها المنافرة ، ثم قال : واستمر حميضة ورميثة فى الإمرة يظهران حسن السيرة وجميل السياسة ، وأبطلا شيئا من المكوس فى السنة المذكورة والتى قبلها. انتهى.
ووجدت فى بعض التواريخ ، ما يقتضى أن رميثة وحميضة ، وليا مكة فى سنة ثلاث وسبعمائة ، وهذا يخالف ما ذكره صاحب بهجة الزمن ، وما سبق قبله ، والله أعلم.
وذكر صاحب البهجة فى أخبار سنة ثمان وسبعمائة : أنه ظهر منهما من العسف ما لا يمكن شرحه.
وذكر أن فى سنة عشر وسبعمائة ، حج من الديار المصرية عسكر قوى ، فيه من أمراء الطبلخانات ، يريدون لزم الشريفين حميضة ورميثة ، فلما علما بذلك نفرا من مكة ، ولم يحصل العسكر على قبضهما. فلما توجه العسكر إلى الديار المصرية ، عادا إلى مكة ، شرفها الله تعالى.
وقال فى أخبار سنة اثنتى عشرة وسبعمائة : وفعل فيها حميضة ورميثة ما لا ينبغى من نهب التجار ؛ لأنهما خافا أن يقبض عليهما الملك الناصر ، فعدلا عن مكة وعادا إليها بعد ذهاب الملك الناصر ، وذلك أنه حج فى هذه السنة ، فى مائة فارس وستة آلاف مملوك على الهجن.
وقال فى أخبار سنة ثلاث عشرة وسبعمائة : وفى السنة المذكورة ، وصل الشريف أبو الغيث بن أبى نمى من الديار المصرية إلى مكة المشرفة ، ومعه عسكر جرّار ، فيهم من المماليك الأتراك ثلاثمائة وعشرون فارسا ، وخمسمائة فارس من أشراف المدينة ، خارجا عما يتبع هؤلاء من المتخطفة ، والحرامية ، ولما علم حميضة ورميثة بأمرهم ، هربوا إلى صوب حلى بن يعقوب ، واستولى أبو الغيث على مكة.
وقال فى أخبار سنة أربع عشرة وسبعمائة : ففى المحرم سار أبو الغيث وطقصبا إلى صوب حلى بن يعقوب ، لطلب حميضة ورميثة ، فسارا قدر مرحلتين ، ولم يجدا خبرا عن الشريفين المذكورين ؛ لأنهما لحقا ببلاد السّراة ، ووصلا إلى حلى بن يعقوب ، ولم يدخلها طقصبا ، وقال : هذه أوائل بلاد السلطان الملك المؤيد ، ولا ندخلها إلا بمرسوم السلطان الملك الناصر ، فعاد على عقبه. انتهى.
وولى رميثة مكة فى سنة خمس عشرة وسبعمائة ، وهذه ولايته الثالثة ، ودامت ولايته عليها إلى انقضاء الحج ، من سنة سبع عشرة وسبعمائة ، أو إلى أوائل سنة ثمان عشرة ، واستقل بإمرة مكة فيها.
قال صاحب نهاية الأرب فى أخبار سنة خمس عشرة : وفى هذه السنة فى ثالث جمادى الآخرة ، وصل الشريف أسد الدين أبو عرادة رميثة بن أبى نمى ، من الحجاز إلى الأبواب السلطانية ، وأظهر التوبة والتنصل والاعتذار بسالف ذنوبه ، وأنهى أنه استأنف الطاعة ، وسأل العفو عنه ، وإنجاده على أخيه عز الدين حميضة ، فقبل السلطان عذره وعفا عن ذنبه ، وجرد طائفة من العسكر ، مقدمهم الأمير سيف الدين دمرخان بن قرمان ، والأمير سيف الدين طيدمر الجمدار ، فتوجها هما والأمير أسد الدين إلى الحجاز الشريف ، فى ثانى شعبان ، ورحلوا من بركة الحاج فى رابعه.
فلما وصلوا إلى مكة شرفها الله تعالى ، كان بها حميضة ، فقصدوه وكبسوا أصحابه وهم على غرّة ، فقتلوا وسبوا ونهبوا ، وفرّ هو فى نفر يسير من أصحابه إلى العراق ، والتحق بخربندا ملك التتار ، واستنصر به ، فمات خربندا قبل إعانته. انتهى.
وفى هذا ما يوهم أن رميثة والعسكر الذى كان معه ، واقعوا حميضة بمكة ، وليس كذلك ؛ لأنهم لم يواقعوه إلا بالخلف والخليف ، لهروبه منهم إليه مستجيرا بصاحبه ، كما ذكر البرزالى فى تاريخه ، وقد تقدم ذلك فى ترجمة حميضة.
وذكر صاحب نهاية الأرب ما يقتضى أن ولاية رميثة بمكة ، زالت بعد انقضاء الحج من سنة سبع عشرة ، أو فى أول سنة ثمان عشرة ؛ لأنه قال فى أخبار سنة ثمان عشرة وسبعمائة : وفى صفر من هذه السنة ، وردت الأخبار من مكة ـ شرفها الله تعالى ـ أن الأمير عز الدين حميضة بن أبى نمى ، بعد عود الحاج من مكة ، وثب على أخيه الأمير أسد الدين رميثة ، بموافقة العبيد وأخرجه من مكة ، فتوجه رميثة إلى نخلة (١) ، وهى التى كان حميضة بها ، واستولى حميضة على مكة ـ شرفها الله تعالى ـ وقيل إنه قطع الخطبة السلطانية ، وخطب لملك العراقين ، وهو أبو سعيد بن خربند ابن أرغون بن أبغا بن هولاكو.
وذكر تجريد صاحب مصر فى سنة ثمان عشرة ، للعسكر الذى تقدم ذكره فى ترجمة حميضة لإحضاره ، وذكر أيضا ما يقضى أن رميثة كان أميرا على مكة فى سنة ثمان عشرة ، وهذه ولايته الرابعة التى استقل فيها ، لأنه قال فى أخبار سنة تسع عشرة :
وفى يوم الخميس السابع من المحرم ، وصل الأمير شمس الدين آق سنقر الناصرى ، أحد الأمراء ، من الحجاز الشريف ، إلى قلعة الجبل ، ووردت الأخبار معه ، أنه قبض على الأمير أسد الدين رميثة أمير الحجاز الشريف ، وعلى الأمير سيف الدين بهادر الإبراهيمى أحد الأمراء ، وهو الذى كان قد جرّد بسبب الأمير عز الدين حميضة. والذى ظهر لنا فى سبب القبض عليهما ، أن رميثة نسب إلى مباطنة أخيه حميضة ، وأن الذى يفعله من التشعيث باتفاق رميثة ، وأن الأمير لما توجه لمحاربة حميضة والقبض عليه ، ركب إليه وتقاربا من بعضهما بعضا ، وباتا على ذلك ، ولم يقدم الإبراهيمى على مهاجمته والقبض عليه ، فاقتضى ذلك سجنه ، واتصل بالسلطان أيضا ، أن الإبراهيمى ارتكب فواحش عظيمة بمكة ـ شرفها الله تعالى ـ فرسم بالقبض عليهما ، ووصل الأمير أسد الدين
__________________
(١) نخلة : موضع على ليلة من مكة. انظر : الروض المعطار ٥٧٦ ، معجم ما استعجم ٤ / ١٣٠٤.
رميثة ، ورسم عليه بالأبواب السلطانية أياما ، ثم حصلت الشفاعة فيه ، فرفع عن الترسيم ، وأقام يتردد إلى الخدمة السلطانية مع الأمراء ، إلى أثناء ربيع الآخر من السنة ، فحضر إلى الخدمة فى يوم الاثنين رابع عشره ، ثم ركب فى عشية النهار على هجن أعدت له وهرب نحو الحجاز ، فعلم السلطان بذلك فى يوم الثلاثاء ، فجرد خلفه جماعة من عربان العابد ، فتوجهوا خلفه ، وتقدم الأميران المبدأ بذكرهما ، ومن معهما من العربان ، فوصلوا إلى منزلة حقل ، وهى بقرب أيلة مما يلى الحجاز ، فأدركوه فى المنزلة ، فقبضوا عليه وأعادوه إلى الباب السلطانى ، فكان وصولهم فى يوم الجمعة الخامس والعشرين من الشهر ، فرسم السلطان باعتقاله بالجب ، فاعتقل واستمر فى الاعتقال إلى يوم الخميس ، الثانى من صفر سنة عشرين وسبعمائة ، فرسم بالإفراج عنه. انتهى.
وذكر البرزالى ما يوافق ما ذكره النويرى فى نهاية الأرب ، فى القبض على رميثة بمكة ، وذكر أن ذلك فى يوم الثلاثاء رابع عشر ذى الحجة ، بعد انقضاء أيام التشريق ، وحمل إلى مصر تحت الاحتفاظ.
فلما وصل ، أكرمه السلطان وأجرى عليه فى كل شهر ألف درهم ، فبقى يجرى ذلك عليه نحو أربعة أشهر ، وهرب من القاهرة إلى الحجاز ، وعلم السلطان بهزيمته فى اليوم الثانى ، فكتب إلى الشيخ آل حرب يقول له : هذا هرب على بلادك معتمدا عليك ، ولا أعرفه إلا منك ، فركب شيخ آل حرب بالهجن السبق ، وسار خلفة مجدّا ، فأدركه نائما تحت عقبة أيلة ، فجلس عند رأسه ، وقال : اجلس يا أسود الوجه ، فانتبه رميثة ، فقال : صدقت ، والله لو لم أكن أسود الوجه ، لما نمت هذه النومة المشئومة حتى أدركتنى ، فقبض عليه وحمله إلى حضرة السلطان ، فألقاه فى السجن وضيق عليه ، فقيل له : إنه وجع يرمى الدم. وكان قبض عليه شيخ آل حرب ، فى شهر جمادى الأولى سنة تسع عشرة وسبعمائة. انتهى.
وإنما ذكرنا ما ذكره البرزالى ؛ لأنه يخالف ما ذكره النويرى فى أمرين ، أحدهما : فى تاريخ القبض على رميثة ؛ لأنه على ما ذكر البرزالى ، كان فى جمادى الأولى ، وعلى ما ذكر النويرى ، كان فى ربيع الآخر ، والآخر : أن ما ذكره النويرى ، يقتضى أن رميثة لما وصل إلى مصر أهين ، وما ذكره البرزالى ، أنه أكرم عند وصوله إلى مصر. وفيما ذكر البرزالى فائدة ليست تفهم من كلام النويرى ، وهى تاريخ القبض على رميثة وغير ذلك ، وكان من أمر رميثة أنه أطلق فى سنة عشرين وسبعمائة ، وتوجه إلى مكة ، ولكن أمر مكة إلى أخيه عطيفة ، على ما ذكر البرزالى ؛ لأنه قال فى تاريخه :
وفى الثالث والعشرين من ذى القعدة ، وصل نائب السلطنة الأمير سيف الدين أرغون ، هو وبيته وأولاده ومماليكه ، ومعه الأمير رميثة بن أبى نمى ، وتألم لذلك أهل مكة ، لكن ولى أمر مكة إلى أخيه عطيفة.
وذكر أيضا ما يقضى أن أمر مكة فى بعض سنى عشر الثلاثين وسبعمائة ، كان إلى أخيه عطيفة ، وسيأتى ذلك فى ترجمته.
وذكر أيضا ، ما يقتضى أنه كان أمير مكة فى سنة إحدى وعشرين وسبعمائة ؛ لأنه قال فى أخبار هذه السنة : ورد كتاب موفق الدين عبد الله الحنبلى ، إمام المدرسة الصالحية من القاهرة ، وهو مؤرخ بمستهل جمادى الآخرة ، يذكر فيه أنه جاء فى هذا القرب ، كتاب من جهة عطيفة أمير مكة ، يذكر فيه أن رميثة قد حلف له بنو حسن ، وقد أظهر مذهب الزيدية.
وجاء معه كتاب آخر ، من جهة مملوك هنالك لنائب السلطنة ، فيه مثل ما فى كتاب عطيفة. وقد انجرح السلطان من هذا الأمر ، واشتد غضبه على رميثة.
وذكر أنه فى سنة ست وعشرين وسبعمائة ، قدم إلى الديار المصرية. انتهى.
وذكر ابن الجزرى فى تاريخه ، ما يقتضى أن رميثة كان أميرا على مكة فى بعض سنى عشر الثلاثين وسبعمائة ؛ لأنه ذكر أنه سأل المحدث شهاب الدين أبا عبد الله محمد بن على بن أبى بكر الرّقّىّ المعروف والده بابن العديسة ، بعد قدومه إلى دمشق من الحج ، فى سنة خمس وعشرين وسبعمائة ، عن أمور تتعلق بالحجاز وغيره. وأنه قال له : والحكام يومئذ على مكة ، الأميران أسد الدين رميثة ، وسيف الدين عطيفة ، ولدا الشريف نجم الدين بن أبى نمى الحسنى المقدم ذكره. انتهى.
وقال ابن الجزرى : فى أخبار سنة ثلاثين وسبعمائة : وحضر الأمير عطيفة على العادة ، ولبس خلعة السلطان ، ولم يحضر أخوه رميثة ، ولا اجتمع بالأمراء ، ولكنه حضر الموقف مع أخيه. انتهى.
ورأيت فى بعض التواريخ : أنه لما قدم مكة فى سنة عشرين وسبعمائة ، كان أميرا على مكة ، وولايته فى هذا التاريخ إن صحت هذه ، ولايته الخامسة ، وإلا فهى ما ذكره ابن الجزرى من ولايته فى عشر الثلاثين كما سبق تعيينه ، وولايته السادسة هى أطول ولاياته ؛ لأنها دامت اثنتى عشرة سنة أو أزيد.
وفى تاريخ ابن الجزرى شىء من خبر ابتدائها ؛ لأنه ذكر أنه لما وصل العسكر المجرد
إلى مكة ، فى سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة ، بسبب قتل ألدمر ، وجدوا الأشراف والعبيد جميعهم قد هربوا ، وجاء المشايخ والصلحاء إليهم ، وتشفعوا إليهم واستحلفوا الأمراء للشريف رميثة ، على أنه إذا جاء إلى مكة لا يؤذونه ، فحضر عند ذلك إلى مكة ، واجتمع بالأمراء ، وبذل الطاعة ، وحلفوا له ، وكسوه الخلعة السلطانية ، وولوه إمرة مكة ، وقرئ تقليده ، وأمان السلطان عز نصره ، وانفصل الحال ، وأخبره أن أخاه وأولاده والعبيد هربوا إلى اليمن ، وأقام العسكر بمكة إحدى وثلاثين يوما ، ثم توجهوا منها إلى المدينة الشريفة ، بعد أن تأخر منهم خمسون نفسا بسبب الحج ، ويعودون مع الركب ، وحصل خير كثير ، فالحمد لله لم يرق بسببهم ، محجمة دم ، ولا آذوا أحدا من الخلق.
وذكر أن المقدم على هذا العسكر ، الأمير سيف الدين أيدغمش أمير مائة مقدم ألف ، وكان فيهم أربعة أمراء ، ولم يروا فى طريقهم أحدا من العرب ولا غيرهم ، ووجدوا الأشراف والعبيد جميعهم قد هربوا. وذكر أن وصولهم إلى مكة كان فى العشر الأول من ربيع الآخر ، سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة ، وأنه وصل إلى السلطان رسول من أمير مكة رميثة ، وتوجه من القاهرة فى سادس عشر جمادى الآخرة من السنة.
وذكر ابن محفوظ شيئا من خبر ولاية رميثة السادسة ، وبعض حاله فيها مع أخيه عطيفة وغير ذلك ؛ لأنه ذكر ما معناه ، أن الشريفين عطيفة ورميثة ، لما سمعا بوصول العسكر إلى مكة ، الذى مقدمه أيتمش ، ولّيا منهزمين إلى جهة اليمن ، وهرب الناس من مكة إلى نخلة وغيرها ، ودخل العسكر مكة ، فأقام بها مدة شهر ، ثم بعد ذلك سيروا للشريف رميثة أمانا ، وهو خاتم ومنديل ؛ لأنه لم يكن متهما فى قتل الأمير ـ يعنى ألدمر ـ وقالوا : ما قتله إلا مبارك بن عطيفة ، فلما أن جاءه الأمان ، تقدم إليهم فخلعوا عليه ، وأعطوه البلاد وحده دون أخيه عطيفة ، وأعطوه خيرا كثيرا ، من الدقيق والكعك والشعير والسكر ، وأعطوه أربعين ألف درهم ، وارتحلوا عنه إلى مصر.
وذكر أيضا ما معناه : أن فى سنة أربع وثلاثين ، جاء الشريف عطيفة من مصر ، ونزل أم الّدمن ، ثم جاء إلى مكة وأخذ نصف البلاد من أخيه الشريف رميثة.
فلما كان ليلة النزول من منى ، أخرجه رميثة بلا قتال ، فتوجه إلى مصر صحبة الحاج ، وأقام بها إلى أن جاء مع الحاج المصرى ، فى سنة خمس وثلاثين ، متوليا لنصف البلاد ، وأخذ ذلك بلا قتال.
وذكر أيضا ما معناه : أن رميثة وعطيفة ، كانا متوليين البلاد فى سنة ست وثلاثين ، وأن بعد مدة ، جرت بينهما وحشة ومباعدة ، فأقام الشريف عطيفة بمكة ومعه المماليك ، ورميثة بالجديد إلى شهر رمضان.
فلما كان فى اليوم الثامن والعشرين منه ، ركب الشريف رميثة فى جميع عسكره ، ودخل مكة على الشريف عطيفة ، بين الظهر والعصر. وكان الشريف عطيفة برباط أم الخليفة ، الخيل والدروع والتجافيف فى العلقميّة ، فلم يزالوا قاصدين إلى باب العلقميّة ، ولم يكن معهم رجاجيل ، فوقف على باب العلقميّة من حماها إلى أن أغلقت ، والموضع ضيق لا مجال للخيل فيه ، وحمت ذلك الغزو العبيد ، فلم يحصل فى ذلك اليوم للشريف رميثة ظفر ، وقتل فى ذلك اليوم من أصحاب رميثة ، وزيره واصل بن عيسى الزباع ـ بزاى معجمة وباء موحدة وألف وعين مهملة ـ وخشيعة بن عم الزباع ، ويحيى بن ملاعب ، وولّوا راجعين إلى الجديد ، ولم يقتل من أصحاب عطيفة غير عبد واحد أو اثنين ، والله أعلم.
وذكر أن فى هذه السنة ، لم يحج الشريفان رميثة وعطيفة ؛ لأن رميثة أقام بالجديد وعطيفة بمكة.
وذكر ما معناه : أن رميثة وعطيفة اصطلحا فى سنة سبع وثلاثين ، وأقاما مدة ، ثم توجها إلى ناحية اليمن بالواديين ، وترك عطيفة ولده مباركا بمكة ، وترك رميثة ولده مغامسا بالجديد ، وحصل بين مبارك ومغامس وحشة وقتال ظفر فيه مبارك.
وذكر أن فى هذه السنة ، استدعى صاحب مصر الشريفين عطيفة ورميثة ، فذهبا إلى مصر ، فلزم عطيفة ، وأعطى رميثة البلاد ، وجاء إلى مكة.
وذكر فى أخبار سنة ثمان وثلاثين : أن الشريف رميثة كان متوليا مكة وحده إلى أن مات.
وذكر أن فى سنة أربع وأربعين وسبعمائة ؛ اشترى عجلان وثقبة البلاد ، من والدهما الشريف رميثة بستين ألف درهم ؛ لأنه كان ضعف وكبر وعجز عن البلاد وعن أولاده ، وبقى كل منهم له حكم.
وبعد ذلك توجه الشريف ثقبة إلى مصر ، باستدعاء من صاحبها الصالح إسماعيل بن الملك الناصر محمد بن قلاوون ، وبقى عجلان وحده فى البلاد ، إلى ذى القعدة ، ثم وصل مرسوم من سلطان مصر ، برد البلاد على الشريف رميثة ، ولزم الشريف ثقبة فى مصر. فلما علم الشريف عجلان بذلك ، خرج إلى ناحية اليمن.
ثم قال : وبعد رواح الحاج ، وصل الشريف عجلان من جهة اليمن ونزل الزاهر ، وأقام به أياما ، ثم بعد ذلك اصطلح هو وأبوه ، وأخذ من التجار مالا جزيلا ، وما ذكره
من وصول مرسوم سلطان مصر ، برد البلاد على الشريف رميثة ، هى ولايته السابعة.
ثم قال : فى سنة خمس وأربعين وسبعمائة ، كان المتولى لمكة ، الشريف رميثة.
ثم قال : فى سنة ست وأربعين وسبعمائة ، توجه الشريف عجلان إلى ديار مصر ، فأعطاه السلطان الملك الصالح البلاد ، دون أبيه رميثة. انتهى.
ووجدت بخط غيره ، أن فى ليلة الثامن عشر من جمادى الآخرة ، من سنة ست وأربعين وسبعمائة ، بعد المغرب منها ، دعى للشريف عجلان على زمزم ، وقطع دعاء والده رميثة.
ومات يوم الجمعة الثامن من ذى القعدة ، سنة ست وأربعين وسبعمائة بمكة ، وطيف به وقت صلاة الجمعة ، والخطيب على المنبر قبل أن يفتتح الخطبة ، وسكت الخطيب حتى فرغوا من الطواف به. وكان ابنه عجلان يطوف معه ، وجعله فى مقام إبراهيم ، وتقدم أبو القاسم بن الشقيف الزّيدى للصلاة عليه ، فمنعه من ذلك قاضى مكة شهاب الدين الطبرى ، وصلى عليه بحضرة عجلان ولم يقل شيئا ، ودفن بالمعلاة عند القبر الذى يقال إنه قبر خديجة بنت خويلد ـ رضى الله عنها ـ زوج النبى صلىاللهعليهوسلم ، ولما مرض لم يكن بمكة ، وأتى به إليها. وقد دخل فى النزع فى نصف ليلة الخميس ، السابع من ذى القعدة. انتهى بالمعنى.
وللأديب موفق الدين علىّ بن محمد الحنديدىّ من قصيدة يمدح بها الشريف رميثة بن أبى نمى أولها [من الكامل](٢) :
بالله هات عن اللوى وطلوله |
|
وعن الغضا وحلاله وحلوله |
أطل الحديث فإن تقصير الذى |
|
يلقى من التبريح فى تطويله |
علل بذكر العامرية قلبه |
|
فشفاء غلة ذاك فى تعليله |
وإذا عليل الريح أهدى نحوه |
|
نشرا فنشر عليله بعليله |
رشأ دنا فرمى فؤاد محبه |
|
عن قوس حاجبه بسهم كحيله |
وحوى القلوب بأسرها فى أسره |
|
وسبا النهى برسيله وأسيله |
وبياضه وسواده وقويه |
|
وضعيفه وخفيفه وثقيله |
ومنها :
وتفيأ الظل الذى ضمنت له ال |
|
أيام بين مبيته ومقيله |
__________________
(٢) الأبيات فى تاريخ العصامى ٤ / ٢٣٦ ـ ٢٣٨.
حط الرحال بمكة وأقام فى |
|
حرم الخلافة بعد طول رحيله |
جلب المديح بمنجد بن محمد ب |
|
ن نبيه بن وصيه بن بتوله |
وأغر أنجبه البطين ومجه اب |
|
راهيمة فى صلب إسماعيله |
ومنها :
ما بين شبره وبين شبيره |
|
شرف يطول لهاشم وعقيله |
نسب كمشتق الشموس ومفخر |
|
باع الكواكب قاصر عن طوله |
أما الفروع فليس مثل فروعه |
|
وكذا الأصول فليس مثل أصوله |
يا ابن المظلل بالغمامة والذى |
|
قد أنزل القرآن فى تفضيله |
ما ذا عسى مدحى وقد نزل الثنا |
|
فيكم من الرحمن فى تنزيله |
فى هل أتاك وهل أتى وحديده |
|
حقّا وغافره وفى تنزيله |
قالوا مدحت رميثة فأجبتهم |
|
ليس المديح ينال غير منيله |
ولكيف لا أثنى على من عمنى |
|
دون الورى من خيره بجزيله |
بنضاره ولجينه وثوابه |
|
وثيابه وركابه وخيوله |
وللأديب أبى عامر منصور بن عيسى بن سحبان الزيدى فى الشريف رميثة مدائح كثيرة ، منها قصيدة أولها [من الكامل] :
ما أومضت سحرا بروق الأبرق |
|
إلا شرقت بدمعى المترقرق |
ومنها :
صنم شغفت به وغصن شبابه |
|
غض وبرد شبيبتى لم يخلق |
شقت عرى كبدى شقائق خده |
|
وبكأس فتنته سقيت وما سقى |
ومنها :
ما فات من عمرى فللغيد الدما |
|
لا أرش فيه وللصبابة ما بقى |
ومن مديحها :
رجل إذا اشتبه الرجال عرفته |
|
بجلال صورته وحسن المنطق |
ومظفر الحملات يرقص منه قل |
|
ب المغرب الأقصى وقلب المشرق |
علم يدل على كمال صفاته |
|
كرم الفروع له وطيب المعرق |
يلقى بوجه البشر طارق بابه |
|
كرما ويرزق منه من لم يرزق |
عزت بنو حسن بدولته التى |
|
عز الذليل بها وأمن المفرق |
هو صبح ليلتها وبدر ظلامها |
|
ولسان حكمتها وصدر الفيلق |
لا يتقى من كل حادثة بها |
|
وبه بمكروه الحوادث تتقى |
وله من قصيدة أولها [من الخفيف] :
حفظ العهد بعدنا أم أضاعه |
|
وعصى لإتمامه أم أطاعا |
ورعى حرمة الجوار وراعى |
|
أم دهى بالفراق قلبى وراعا |
من يكن يحمد الوداع فإنى |
|
بعد يوم النوى أذم الوداعا |
جيرتى ما لنا حفظنا هواكم |
|
وغدا حبنا لديكم مضاعا |
إن من قدر الفراق علينا |
|
قادر أن يقدر الاجتماعا |
قل لذات القناع هل جئت ذنبّا |
|
فيك حتى أسبلت دونى القناعا |
إن من أشبع السوار بزي |
|
ك لمجرى الوشاح منك أجاعا |
ومنها :
خالط الناس بالخداع فما أك |
|
ثر أهل الزمان هذا خداعا |
قل لأهل الزمان لست وإن ري |
|
ع سواى بكيدكم مرتاعا |
نحن فى دولة إذا ما مدت النا |
|
س إلينا شبرا مددنا ذراعا |
إن يكن قبلها نزاع فقد أص |
|
بح حتى الصغير منها يراعى |
ومنها :
طلبت بى أبا عرادة عيس |
|
لا تمل الإرقال والإيضاعا |
عرست من رميثة بعراص |
|
لم يزل نبت روضها ممراعا |
نزلت سوحه عطاشا جياعا |
|
فأقامت به رواء شباعا |
رجل لا تراه بالمال مفرا |
|
حا ولا من ملمة مجزاعا |
وعليه بكر الخلافة ألقت |
|
إذ رأته رداءها والقناعا |
ليس بالنازل الوهاد من الأر |
|
ض ولكنه يحل البقاعا |
موقدا ناره على نشز الأر |
|
ض إذا الناس لبسوها القفاعا |
نم هنيئا يا جاره ملء عيني |
|
ك ولا تخش ثانيا أن تراعا |
وله فيها من أخرى أولها [من الطويل] :
جنانك أمضى من عطاش القنا عزما |
|
وأرجح من رضوى ومن يذبل حلما |
وكل له ضد يساميه فى العلا |
|
ولست تسامى لا ومن علم الأسما |
فما للمعالى يا رميثة غاية |
|
تفوت الورى إلا أحطت بها علما |
تعد رسول الله جدا وحيدرا |
|
أبا والبتول الطهر[....](٣) أما |
وتندب إبراهيم خالا وتعتزى |
|
إلى جعفر الطيار منتسبا عما |
وله فيه من أخرى [من الطويل] :
ومجدولة جدل العناة تباعدت |
|
مزارا وما أشهى إلى مزارها |
تقول حمتنى أن أميط لثامها |
|
وكان بودى أن أحل إزارها |
مهاة إذا ما أفرشتنى يمينها |
|
وهوم طرفى أفرشتنى يسارها |
يساور قلبى باعث والوجد والشجا |
|
إذا ركبت فى ساعديها سوارها |
ومنها فى المدح :
مليك أقام الحق بعد اعوجاجه |
|
وسيد من سمك المعالى منارها |
متى بطرت قوم أذل عزيزها |
|
وإن عثرت جهلا أقال عثارها |
إذا جاد يوما لم يشق غباره |
|
وإن شهد الهيجاء شق غبارها |
أشم قيادى الأبوة برده |
|
حوى حلم آل المصطفى ووقارها |
وأبلج مخضور الخوان يمينه |
|
تزيل عن المسترفدين افتقارها |
جمال يحار الطرف فيه وعزمه |
|
كسا فخرها قحطانها ونزارها |
وما برحت إن صحت فوا لمنجد |
|
كبار أياديه تؤم صغارها |
وللأديب عفيف الدين على بن عبد الله بن على بن جعفر ، قصيدة فائقة يمدحه بها ، فمن غزلها [من الكامل] :
فتن القلوب هواكم حتى لقد |
|
كاد الهوى بهواكم أن يفتنا |
حيا الغمام ديار قوم طبعهم |
|
أن لا يخاف الجار فيهم ما جنى |
أميمّم الحرم الشريف وقاصدا |
|
آل النبى ظفرت غايات المنى |
لا تحسبن أبى نمى غائبا |
|
فرميثة بن أبى نمى هاهنا |
ضرب السرادق حول كعبة مكة |
|
وغدا لها ركنا وكان الأيمنا |
وحمى الذى قد كان والده حمى |
|
وبنى الذى قد كان والده بنى |
خيل تقاد إلى العطاء ومثلها |
|
تغزو وأخرى فى المرابط صفنا |
وطما خلال النقع مثل جداول |
|
بسكونه غسلت قميصا أدكنا |
وفتى يسابق فى الطعان قرانه |
|
فبه تكاد قناته أن تطعنا |
يكنونه أسدا وحيدر جده |
|
والقوم فعلهم دليل بالكنى |
ابن الذبيحين الذبيح بمكة |
|
والمفتدى بالذبح فى وادى منى |
__________________
(٣) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
١١٩٧ ـ روزبة بن القاسم بن إبراهيم الأرجانى الصّوفىّ : ذكره هكذا السلفى فى معجم السفر له ، وقال : جاور بمكة سنين ، وصحب عزيزا الأصبهانى ، وأقرانه من شيوخ الحرم. وكان يحفظ القرآن ويقرؤه قراءة جيدة ، بقراءة ابن عامر. قال : وقد دخلت أصبهان وأقمت بها ، وقرأت القرآن بمكة على أبى معشر الطبرى ، وعلى أبى غلام الهرّاس بواسط ، وعلى غيرهما من الشيوخ. وكان من دعائه : اللهم ردّنى بكرمك إلى حرمك. رأيته عند قبر ذى النّون المصرى ، فجاء معى ودلنى على قبور الصالحين. وكان له شأن بمصر مدة مديدة. قال السلفى : سمعته بمصر يقول : سمعت عبد الله بن موسى الصعيدى يقول : سمعت عبد الرحمن بن عتيق الصقلى يقول : احذر أن تكون ممن يسأل الناس إلحافا وينفق إسرافا. ١١٩٨ ـ ريحان بن عبد الله ، المعروف بالرّميدىّ العدنى : كان ذا ملاءة وعبادة ، وفيه خير وديانة. تردد إلى مكة غير مرة ، وجاور بها ثلاث سنين أو نحوها متصلة بوفاته. __________________ ١١٩٨ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ ثغر عدن ٧٨ ، الضوء اللامع ٣ / ٢٣١). |
ما قال «لا» قط إلا فى تشهده |
|
ولا جرى فى لفظه إلا على «نعم» |
بين الحوارى والصديق نسبته |
|
وقد جرى ورسول الله فى رحم |
قال أحمد بن سليمان الطوسى : توفى أبو عبد الله الزبير قاضى مكة ، ليلة الأحد لتسع ليال بقين من ذى القعدة سنة ست وخمسين ومائتين ، وقد بلغ أربعا وثمانين سنة ، وتوفى بمكة ، وحضرت جنازته ، وصلى عليه ابن مصعب. وكان سبب وفاته ، أنه وقع من فوق سطحه ، فمكث يومين لا يتكلم ، ومات. قال : وتوفى الزبير بعد فراغنا من قراءة ، كتاب «النسب» عليه بثلاثة أيام. انتهى.
١٢٠٢ ـ الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب القرشى الأسدى ، أبو عبد الله :
هذا هو المشهور فى كنيته ، وذلك أنه كنى بابنه عبد الله بن الزبير ، وكنى أيضا بأبى
__________________
(٢) انظر البيتين تاريخ بغداد ٨ / ٤٦٨.
١٢٠٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٨١١ ، الإصابة ترجمة ٢٧٩٦ ، أسد الغابة ترجمة ١٧٣٢ ، طبقات ابن سعد ١ / ١٦٠ ، ١٩١ ، ٢ / ٣١ ، ٣ / ٧٣ ، ١١٢ ، ٢٣٦ ، ٨ / ١٨٤ ، المصنف لابن أبى شيبة رقم ١٥٧٨ ، تاريخ يحيى برواية الدورى ٢ / ١٧٢ ، طبقات خليفة ١٣ ، ١٨٩ ، ٢٩١ ، تاريخه ٦٧ ، ٨٢ ، ٩٩ ، ١١٢ ، ١٤٧ ، ١٤٨ ، ١٨٠ ـ ١٨٧ ، ٢٠١ ، علل أحمد ١ / ٦٩ ـ ٣٧٩ ، الزهد لأحمد ١٤٤ ، فضائل الصحابة لأحمد ٢ / ٧٣٣ ، نسب قريش ٢٠ ، ٢٢ ، ١٠٣ ، ١٠٦ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ١٣٥٩ ، تاريخه الصغير ١ / ٧٥ ، البيان والتبيين ١ / ١٠٠ ، ١٨٠ ، ٣٠٢ ، ٤٠٦ ، ٢ / ٣١٦ ، ٣١٧ ، ٣ / ١٠١ ، ١٥٤ ، ٢١١ ، ٢٢١ ، ٣٤٥ ، ٣٤٦ ، سؤالات الآجرى لأبى داود الترجمة ١١٤ ، الجرح والتعديل الترجمة ٢٦٢٧ ، مشاهير علماء الأمصار الترجمة ٩ ، الحلية لابن نعيم ١ / ٨٩ ـ ٩٢ ، جمهرة ابن حزم ١٤ / ٨١ ، ١١٥ ، ١٢٠ ـ ١٢٧ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ١٤٩ ، تاريخ دمشق تهذيبه ٥ / ٣٥٨ ، صفوة الصفوة ١ / ١٣٢ ، التبيين فى أنساب القرشيين ٧٤ ، ١٤٠ ، ١٦١ ، ١٩٥ ، ١٩٦ ، ٢٢٣ ، ٢٥٣ ، ٢٧٠ ، ٣١٠ ، ٢٧٠ ، ٣١٠ ، ٣٨٣ ، ٣٨٩ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ١٩٤ ـ ١٩٦ ، الكاشف ١ / ٣٢٠ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٤١ ، العبر ١ / ٣٧ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٨٨ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٣١٨ ، تهذيب الكمال ١٩٧١).
فما مثله فيهم ولا كان قبله |
|
وليس يكون الدهر ما دام يذبل |
__________________
(٣) أخرجه البخارى فى صحيحه ، كتاب المناقب ، حديث رقم (٣٤٤٣ ، ٣٦٧٨).
(٤) حديث رقم ٣٦٧٨.
(٥) فى سننه ، فى المناقب ، حديث رقم ٣٦٧٩.
(٦) فى صحيحه ، كتاب المناقب ، حديث رقم ٣٤٣٩ ، وأحمد فى المسند ، حديث رقم ٤٢٣.
(٧) من حديث طويل فى صحيحه ، كتاب فرض الخمس ، حديث رقم ٢٨٩٧.
(٨) الأبيات فى الاستيعاب ترجمة ٨١١.
وإن امرأ كانت صفية أمه |
|
ومن أسد فى بيته لمرقل (٩) |
له من رسول الله قربى قريبة |
|
ومن نصرة الإسلام مجد مؤثل |
وكم كربة ذبّ الزبير بسيفه |
|
عن المصطفى والله يعطى ويجزل (١٠) |
وقال فيه عمر بن الخطاب ، رضى الله عنه : نعم ولى تركة المرء المسلم. ذكر هذا الخبر الزبير بن بكار ؛ لأنه قال : وحدثنى علىّ بن صالح عن جدّى عبد الله بن مصعب قال : قال مطيع بن الأسود ، حين أوصى إلى الزبير ، فأبى أن يلى تركته ، وقال : فى قومك من ترضى. فقال : إنك دخلت على عمرو أنا عنده ، فلما خرجت ، قال : نعم ولى تركة المرء المسلم ، فقبل الزبير وصيته. انتهى.
وقد أوصى إلى الزبير من الصحابة : عثمان بن عفان ـ رضى الله عنه ـ أوصى إليه بصدقته ، حتى يدرك ابنه عمرو بن عثمان ، وأوصى إليه عبد الرحمن بن عوف ، وأبو العاص بن الربيع بابنته أمامة ، فزوجها من علىّ ، وأوصى إليه عبد الله بن مسعود ، والمقداد بن عمرو. ذكر هذا الخبر الزبير عن عمه عن جده عن هشام بن عروة ، وفيه أيضا ، مطيع إلى الزبير تركناه للاستغناء عنه بما سبق.
وذكر هذين الخبرين ابن الأثير ، وأفاد فيه مكرمة للزبير ؛ لأنه قال : وقال هشام بن عروة : أوصى إلى الزبير سبعة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، منهم عثمان ، وعبد الرحمن ابن عوف والمقداد ، وابن مسعود وغيرهم ، وكان يحفظ على أولادهم مالهم وينفق عليهم من ماله. انتهى.
وكان الزبير ـ رضى الله عنه ـ كثير أفعال الخير والرزق ؛ لأن ابن عبد البر ، قال : وروى الأوزاعى عن نهيك بن يريم ، عن مغيث بن سمى ، عن كعب ، قال : كان للزبير ألف مملوك ، يؤدون إليه الخراج ، فما يدخل بيته منها درهما واحدا ، قال : يعنى أنه كان يتصدق بذلك كله.
قال ابن عبد البر : كان الزبير تاجرا مجدودا فى التجارة ، وقيل له يوما : بم أدركت فى التجارة ما أدركت؟ قال : لأنى لم أشتر عيبا ولم أرد ربحا ، والله يبارك لمن يشاء. انتهى.
وبارك الله تعالى فى تركة الزبير ، حتى قامت بدينه ، وفضل منها فضل كثير لورثته
__________________
(٩) فى الاستيعاب :
وإن امرأ كانت صفية أمه |
|
ومن أسد فى بيته لمرفل |
(١٠) فى الاستيعاب : «فكم كربة ذب الزبير بسيفه».